الشيخ أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين ابن شعبة الحراني الحلبي
طبقته
هو من أهل المائة الرابعة معاصر للصدوق الذي توفي سنة 381 ويروي عن أبي علي محمد بن همام المتوفي سنة 336.
أقوال العلماء فيه
هو فقيه محدث جليل القدر من متقدمي أصحابنا. وفي رياض العلماء: الفاضل العالم الفقيه المحدث المعروف صاحب كتاب تحف العقول، وقد اعتمد على كتابه التمحيص الأستاذ أيده الله في البحار والمولى الفاضل القاساني في الوافي وقال الشيخ إبراهيم القطيفي في آخر كتاب الوافية في الفرقة الناجية على ما حكاه القاضي نور الله في مجالس المؤمنين في ترجمة أبي بكر الحضرمي الحديث الأول ما رواه الشيخ الفاضل العالم الفقيه أبو محمد الحسن ابن علي بن شعبة الحراني في الكتاب المسمى بالتمحيص عن أمير المؤمنين عليه السلام الحديث وفي أمل الآمل أبو الحسن ابن علي بن شعبة فاضل محدث جليل له كتاب تحف العقول عن آل الرسول حسن كثير الفوائد مشهور وكتاب التمحيص ذكره صاحب مجالس المؤمنين اه. وفي الرياض الذي ذكره الشيخ إبراهيم القطيفي في كتاب الوافية وصاحب المجالس ناقل عنه. قال: وقال الأستاذ المجلسي في البحار: كتاب تحف العقول عن آل الرسول تأليف الشيخ أبي محمد الحسن بن علي بن شعبة وقال في الفصل الثاني من أول البحار أيضا وكتاب تحف العقول عثرنا منه على كتاب عتيق ونقله دل على رفعة شأن مؤلفه وأكثره في المواعظ والأصول المعلومة التي لا تحتاج فيها إلى سند اه. وعن الشيخ علي بن الحسين بن صادق البحراني في رسالته في الأخلاق أنه قال ما لفظه ويعجبني أن أنقل في هذا الباب حديثا عجيبا وافيا شافيا عثرت عليه في كتاب تحف العقول للفاضل النبيل الحسن بن علي بن شعبة من قدماء أصحابنا حتى أن شيخنا المفيد ينقل عنه كتاب لم يسمع الدهر بمثله الخ وقد علم من ذلك تقدمه على المفيد وفي الذريعة هو يروي عن أبي علي محمد بن همام كما في أول كتابه التمحيص حتى أن روايته عن ابن همام في أول التمحيص صارت منشأ تخيل بعض نسبة التمحيص إلى ابن همام مع أنه لصاحب تحف العقول وهو من مشايخ الشيخ المفيد لقول ابن صادق البحراني المتقدم أن شيخنا المفيد ينقل عنه اه. وفيه أن نقل المفيد عنه لا يدل على أنه من مشايخه كما لا يخفي وإنما يدل على تقدمه على المفيد كما مر.
تحف العقول
هو كتاب نفيس جامع مشهور مطبوع جمع فيه المترجم قسما وافيا من المواعظ والحكم والآداب المأثورة عن النبي والأئمة الطاهرين عليه السلام ولم يذكر شيئا من مواعظ صاحب الزمان عليه السلام لأنه لم يصل إليه منها قال في خطبته إنه جمع فيه من الفوائد البارعة والأخبار الرائعة ثم قال: وأتبعها بأربع وصايا شاكلت الكتاب ووافقت معناه وأسقطت الأسانيد تخفيفا وإيجازا وإن كان أكثره سماعا ولأن أكثره آداب وحكم تشهد لأنفسها وهذه المعاني أكثر من أن يحصيها حصر وأوسع من أن يقع عليها حظر اه. والأربع الوصايا وأشار إليها هي هذه:
(ا) مناجاة موسى عليه السلام.
(2) مناجاة عيسى عليه السلام.
(3) مواعظ المسيح عليه السلام في الإنجيل.
(4) وصية المفضل بن عمر لجماعة الشيعة.
التمحيص
في روضات الجنات أنه مختصر في ذكر أخبار ابتلاء المؤمن اه. وقوله بلا ريب كما صرح به القطيفي في الوافية وصاحب الرياض كما مر والكفعمي في مجموع الغرائب ونقل عنه كثيرا وغيرهم ولم نجد من توقف في ذلك قبل صاحب البحار ففي الرياض يظهر من كتاب البحار أن كتاب التمحيص من مؤلفات غيره قال أيده الله: وكتاب التمحيص لبعض قدمائنا ويظهر من القرائن الجلية أنه من مؤلفات الشيخ الثقة الجليل أبي علي محمد بن همام وقال في الفصل الثاني من أول البحار وكتاب التمحيص متانته تدل على فضل مؤلفه وإن كان مؤلفه أبا علي كما هو الظاهر ففضله وثقته اه. ثم قال قوله إن كتاب التمحيص من مؤلفات غيره هو عندي محل تأمل لأن الشيخ إبراهيم أقرب وأعرف من أن عدم ذكر كتاب التمحيص في مؤلفات محمد بن همام في كتاب الرجال مع قرب عهدهم منه يدل على أنه ليس له. (أقول) لم يذكر النجاشي ولا غيره من الرجاليين التمحيص في مؤلفات محمد بن همام ولو كان له لما خفي ولذكروه في مؤلفاته ومر عن الذريعة أن روايته عن همام في أول التمحيص صارت منشأ لتوهم أن التمحيص لابن همام لا له وذلك لأنه قال في أول كتاب باب سرعة البلاء إلى المؤمن. حدثنا أبو علي بن همام الخ فظن من ذلك أن كتاب التمحيص لابن همام خصوصا أن عادة المتقدين ذكر المؤلف في أول سند من حديث لكن هذا اجتهاد في مقابل نص الثقات على أن التنحيص لابن شعبة فلا ينبغي التأمل في ذلك.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 5- ص: 185