أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد بن إسماعيل ابن زيد بن حكيم العسكري
ولد يوم الخميس 16 شوال سنة 293 وتوفي يوم الجمعة ذي الحجة سنة 382 وقيل 387.
(والعسكري) في أنساب السمعاني بفتح العين وسكون السين المهملتين وفتح الكاف وفي آخرها الراء وهذه النسبة إلى مواضع وأشياء وأشهرها المنسوب إلى عسكر مكرم وهي بلدة من كور الأهواز يقال لها بالعجمية لشكرة مكرم والذي ينسب إليه البلد هو مكرم الباهلي وهو أول من اختطها من العرب فنسبت البلدة إليه. وفي معجم البلدان (عسكر مكرم) بضم الميم وسكون الكاف وفتح الراء وهو مفعل من الكرامة بلد منسوب إلى مكرم بن معزاء الحارث أحد بني جعونة بن الحارث بن نمير بن عامر بن صعصعة وقال حمزة الأصبهاني رستقباذ اسم مدينة من مدن خوزستان خربها العرب في صدر الإسلام ثم اختطت بالقرب منها المدينة التي كانت معسكر مكرم بن معزاء الحارث صاحب الحجاج وقيل بل مكرم مولى كان للحجاج كانت هناك قرية قديمة فبناها مكرم ولم يزل يبني ويزيد حتى جعلها مدينة وسماها عسكر مكرم.
أقوال العلماء فيه
في معجم الأدباء: وجدت في تاريخ أصفهان من تأليف لحافظ أبي نعيم قال: الحسن بن عبد الله بن سعيد ابن الحسين أبو أحمد العسكري الأديب أخو أبي علي قام أصبهان مرارا أول قدمة قدمها سنة 349 وقدمها أيضا سنة 354 وكان قدم أصبهان قديما وسمع من الفضل ابن الخصيب وسمع منه أبي وابن زهير وغيرهما اه. وهنا ذكر أن جده سعيد بن الحسين ومر أنه سعيد بن إسماعيل. وفي أنساب السمعاني: أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري منسوب إلى عسكر مكرم صاحب التصانيف الحسنة المليحة أحد أئمة الأدب وصاحب الأخبار والنوادر وأخوه أبو علي محمد بن عبد الله بن موسى العسكري عبدان وأبو أحمد صاحب كتاب المواعظ والزواجر قدم أصبهان مع أبي بكر بن الجعابي سنة 349 وقدم أصبهان أيضا سنة 354 هكذا قال أبو بكر بن مردويه. وفي معجم البلدان نسب إلى عسكر مكرم قوم من أهل العلم منهم العسكريان أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد ابن إسماعيل بن زيد بن حكيم اللغوي العلامة أخذ عن ابن دريد وأقرانه وقد ذكرت أخباره في كتاب الأدباء والحسن بن عبد الله بن سهل أبو هلال العسكري وقد ذكرته أيضا في الأدباء وفي معجم الأدباء: الحسن بن عبد الله بن سعيد ابن إسماعيل بن زيد بن حكيم العسكري أبو أحمد اللغوي العلامة. ثم قال طال تطوافي وكثر تسآلي عن العسكريين أبي أحمد وأبي هلال فلم ألق من يخبرني بجلية خبر حتى وردت دمشق في سنة 612 في جمادى الآخرة ففاوضت الحافظ تقي الدين إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن ابن الأنماطي النضاري المصري أسعده الله بطاعته فيهما فذكر لي أن الحافظ أبا طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السلفي الأصبهاني لما ورد إلى دمشق سئل عنهما فأجاب فيهما بجواب لا يقوم به إلا مثله من أئمة العلم وأولي الفضل والفهم فسألته أن يفيدني في ذلك ففعل متفضلا فكتبته على صورة ما أورده السلفي وأخبرني بذلك عن السلفي جماعة قال أبو طاهر السلفي دخل إلي الشيخ الأمين أبو محمد هبة الله بن أحمد ابن الأكفاني بدمشق سنة 510 وجرى ذكر أبي أحمد العسكري فذكرت فيه ما يحتمل الوقت وأنشدت في الصاحب الكافي له شعرا. خاله سيدي فاشتغلت به بعد نهوضه وقيامه وأضفت إليه وإلى ذكر الشيخ أبي أحمد زيادة تعريف ليقف على جلية حاله كأنه ينظر إليه من وراء ستر لطيف فليعلم أن الشيخ أبا أحمد هذا كان من الأئمة المذكورين بالتصرف في أنوع العلوم والتبحر في فنون الفهوم ومن التصنيف وكان قد سمع ببغداد والبصرة وأصبهان وغيرها من شيوخ في عداد شيخيه أبي القاسم البغوي وابن أبي داوود السجستاني وأكثر عنهم وبالغ في الكتابة وبقي حتى علا به السن واشتهر في الآفاق بالدراية والإتقان وانتهت إليه رئاسة التحديث والإملاء للآداب والتدريس بقطر خوزستان ورحل الأجلاء إليه للأخذ عنه والقراءة عليه وكان يملى بالعسكر وتستر ومدن ناحيته ما يختاره من عالي روايته عن متقدمي شيوخه. وقال ابن خلكان: أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري أحد الأئمة في الآداب والحفظ وهو صاحب أخبار ونوادر وله رواية متسعة وله التصانيف المفيدة.
تشيعه
في الرياض: الحسن بن عبد الله بن سعيد من مشايخ لصدوق يروي عن عمر بن أحمل بن حمدان القشيري كذا بظهر من بشارة المصطفي لمحمد ابن أبي القاسم الطبري: لم أجده في كتب رجال الأصحاب لكن قال ابن طاوس في كتاب كشف المحجة قال أبو أحمد الحسن بن عبد الله ابن سعيد العسكري في كتاب الزواجر والمواعظ في الجزء الأول منه من نسخة تاريخها ذو القعدة سنة 473 ما هذا لفظه وصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لولده ولو كان من الحكمة ما يجب أن يكتب بالذهب لكانت هذه وحدثني بها جماعة فحدثني علي بن الحسن بن إسماعيل حدثنا الحسن ابن أبي عثمان الأدمي أخبرنا أبو حاتم المكتب يحيى بن حاتم بن عكرمة حدثني يوسف بن يعقوب بأنطاكية حدثني بعض أهل العلم قال لما انصرف علي عليه السلام من صفين إلى قنسرين كتب إلى ابنه الحسن بن علي عليهما السلام من الوالد الفان المقر للزمان. وحدثنا أحمد بن عبد العزيز حدثنا سليمان بن الربيع الهندي حدثنا كادح بن رحمة الزاهد حدثنا صباح بن يحيى المري وحدثنا علي بن عبد العزيز الكوفي المكتب حدثنا جعفر بن هارون بن زياد حدثنا محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السلام وحدثنا علي ابن محمد بن إبراهيم حدثنا جعفر بن عنبسة حدثنا عباد ابن زياد حدثنا عمرو ابن أبي المقدام عن أبي جعفر الباقر عليه السلام. وحدثنا محمد بن علي بن داهر الرازي حاثنا محمد ابن العباس حدثنا عبد الله بن طاهر عن أبيه عن الصادق عليه السلام. وأخبرني أحمد بن عبد الرحمن بن فضال القاضي حدثنا الحسن بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام حدثنا جعفر بن محمد الحسني حدثنا الحسن بن عبدك عن الأصبغ بن نباتة المجاشعي قال كتب أمير المؤمنين عليه السلام إلى ابنه محمد انتهى ملخصا قال والظاهر أن المراد به هو هذا الشيخ اه. (أقول) لا ينبغي الارتياب في أن شيخ شيخ الصدوق هو المترجم لتوافق الاسم واسم الأب والجد وموافقة الطبقة فالصدوق توفي (381) وكفى بكونه شيخا للصدوق دليلا على تشيعه ويرشد إليه روايته عن ابن دريد وتشوق الصاحب بن عباد إلى رؤيته كما يأتي.
معرفته وسعة اطلاعه
في معجم الأدباء قال أبو أحمد العسكري (المترجم) في كتاب شرح التصحيف من تصنيفه وقد ذكر ما يشكل ويصحف من أسماء الشعراء فقال وهذا باب صعب لا يكاد يضبطه إلا كثير الرواية غزير الدراية قال أبو الحسن علي ابن عبدوس الأرجاني - وكان فاضلا متقدما وقد نظر في كتابي هذا فلما بلغ إلى هذا الباب قال لي كم عدة أسماء الشعراء الذين ذكرتهم قلت مائة ونيف فقال إني لأعجب كيف استتب لك هذا فقد كنا ببغداد والعلماء بها متوفرون - وذكر أبا إسحاق الزجاج وأبا موسى الحامض وأبا بكر الأنبار واليزيدي وغيرهم فاختلفنا في اسم شاعر واحد وهو حريث ابن مخفض وكتبنا أربع رقاع إلى أربعة من العلماء فأجاب واحد منهم بما يخالف الآخر فقال بعضهم محفص بالخاء والضاد المعجمتين وقال بعضهم محفص بالحاء والصاد في معجمتين وقال آخر ابن محفض فقلنا ليس لهذا إلا أبو بكر ابن دريد فقصدناه في منزله وعرفناه ما جرى فقال ابن دريد أين يذهب بكم هذا مشهور هو حريث بن محفض بالحاء في المعجمة مفتوحة والفاء مشددة والضاد منقوطة هو من بني تميم ثم من بني مازن ابن عمرو بن تميم وهو القائل:
ألم تر قومي أن دعوا لملمة | أجابوا وإن أغضب على القوم يغضبوا |
هم حفظوا غيبي كما كنت حافظا | لقومي أخرى مثلها أن تغيبوا |
بنو الحرب لم تقعد بهم أمهاتهم | وآباؤهم آباء صدق فأنجبوا |
وصاحبي ذات هباب دمشق | كأنها بعد الكلال زورق |
تهدى إذا خوت النجوم صدورها | ببنات نعش أو بضوء الفرقد |
ولما أبيتم أن تزوروا وقلتم | ضعفاء فما نقوى على الوخدان |
أتيناكم من بعد أرض نزوركم | وكم منزل بكر لنا وعوان |
نسائلكم هل من قرى لنزيلكم | بملء جفون لا بملء جفان |
أهم بأمر الحزم لا أستطيعه | وقد حيل بين العير والنزوان |
قالوا مضى الشيخ أبو أحمد | وقد ورثوه بضروب الندب |
فقلت ما من فقد شيخ مضى | لكنه فقد فنون الأدب |
ولما أبيتم أن تزوروا وقلتم | ضعفنا فما نقوى على الوخدان |
أروم نهوضا ثم يثني عزيمتي | تعوذ أعضائي من الرجفان |
فضمنت بيت ابن الشريد كأنما | تعمد تشبيهي به وعناني |
أهم بأمر الحزم لا أستطيعه | وقد حيل بين العير والنزوان |
مالي أرى القبة الفيحاء مقفلة | دوني وقد طالما استفتحت مقفلها |
كأنها جنة الفردوس معوضة | وليس لي عمل زاك فأدخلها |
يا ليت شعري وليت ربتما | صحت فكانت لنا من العبر |
هل أرينا شوثنا وأمته | راكبة حوله على البقر |
يقدمهم أربعون لبسهم | مع حلية الحرب حلية النمر |
وأنت فيهم قد ابترزت لنا | كالشمس في نورها أو القمر |
قد نكحوا الأمهات واتكلوا | على عتيق الأبوال في الطهر |
وأصبحوا أشبه البرية بالظر | ف وأولى بكل مفتخر |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 5- ص: 145
أبو أحمد العسكري الحسن بن عبد الله بن سعيد بن إسماعيل بن زيد بن حكيم العسكري، أبو أحمد اللغوي، العلامة. مولده سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وتوفي سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
وكان أحد الأئمة في الأدب، وهو صاحب أخبار ونوادر. وله رواية متسعة وتصانيف مفيدة منها: كتاب التصحيف، وراحة الأرواح، والحكم والأمثال، وتصحيح الوجوه والنظائر، والزواجر والمواعظ، وصناعة الشعر، والمختلف والمؤتلف.
وكان قد سمع ببغداد والبصرة وإصبهان وغيرها من شيوخ فيهم: أبو القاسم البغوي، وأبو داود السجستاني. وبالغ في الكتابة وعلت سنه، واشتهر في الآفاق بالدين والدراية والتحديث والإتقان، وانتهت إليه رياسة التحديث والإملاء للآداب والتدريس بقطر خوزستان، ورحل إليه الأجلاء للأخذ عنه والقراءة عليه.
وكان يملي بالعسكر وتستر ومدن ناحيته ما يختاره من عالي روايته عن أشياخه المتقدمين ومنهم: أبو محمد عبدان الأهوازي، وأبو بكر بن دريد، ونفطويه، وأبو جعفر بن زهير، ونظراؤهم.
ومن متأخري أصحابه الذين رووا عنه الحديث ومتقدميهم: أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ الأهوازي نزيل دمشق، إلا أنه ان قد انقلب عليه اسمه؛ فيقول في تصانيفه: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن الحسن بن سعيد النحوي بعسكر مكرم، قال أخبرنا محمد بن جرير الطبري وغيره.
وكان الصاحب بن عباد يتمنى لقاءه، ويكتب إليه ويطلبه فيعتل عليه بالشيخوخة والكبر، فلما قرب من عسكر مكرم صحبة السلطان، كتب إليه كتابا من جملته:
ولما أبيتم أن تزوروا وقلتم | ضعفنا فما نقوى على الوخدان |
أتيناكم من بعد أرض نزوركم | على منزل بكر لنا وعوان |
نسائلكم هل من قرى لنزيلكم | بملء جفون لا بملء جفان |
أروم نهوضا ثم يثني عزيمتي | تعوذ أعضائي من الرجفان |
فضمنت بيت لبن الشريد كأنما | تعمد تشبيهي به وعناني |
أهم بأمر الحزم لو أستطيعه | وقد حيل بين العير والنزوان |
ما لي أرى القبة الفيحاء مقفلة | دوني وقد طال ما استفتحت مقفلها |
كأنها جنة الفردوس معرضة | وليس لي عمل زاك فأدخلها |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 12- ص: 0
أبو أحمد العسكري اللغوي صاحب ’’التصحيف’’ اسمه الحسن بن عبد الله.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 20- ص: 0