التصنيفات

أبو محمد الحسن بن طاهر المليح ابن مسلم ابن عبيد الله بن طاهر بن يحيى النسابة ابن الحسن ابن جعفر الحجة ابن عبيد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام أمير المدينة وابن أميرها.
كان حيا سنة 397.
نسبه
هكذا ساق نسبه صاحب عمدة الطالب إلا لفظة المليح فذكرها السيد محمد بن أحمد بن عميد الدين علي الحسيني النجفي في كتابه المشجر الكشاف لأصول السادة الأشراف المطبوع بمصر وساق نسبه كما في عمدة الطالب وزاد لفظة المليح وحكى السيد مرتضى الزبيدي صاحب تاج العروس ابن المليح بدل طاهر وجعل كنيته أبا طاهر كما سيأتي وفي صبح الأعشى سماه الحسين مصغرا ويظهر من كلامه الآتي أنه الحسين بن طاهر بن محمد الملقب بمسلم بن طاهر ابن الحسن بن طاهر بن يحيى وما في الملقب والمشجر أقرب إلى الصواب لأنهما من أهل هذا الشأن.
أقوال العلماء فيه
وقع في ترجمته في عمدة الطالب والمشجر المطبوعتين بعض الخلل بسبب تحريف الناسخ وبعد ملاحظة ما فيهما وفي صبح الأعشى أمكننا معرفة ما هو القريب إلى الصواب.
في عمدة الطالب كان جده مسلم قطن بمصر وذهب ابن ابنه الحسن بن طاهر إلى المدينة وتأمر بها وكان أبوه طاهر أميرا بالمدينة قد اختص ابن عمه أبا علي بن طاهر وألقى إليه مقاليد أمره فلما توفي أبوه طاهر قام أبو علي مقامه ثم بعد وفاة أبي علي قام مقامه ابناه هانئ ومهنا فامتعض الحسن ابن طاهر بن مسلم من ذلك وفارق الحجاز ولحق بالسلطان محمود بن سبكتكين بغزنة واتفق أن قدم الباهرتي (التاهرتي) العلوي رسولا من مصر واتهم بفساد الاعتقاد لما تحمله من رسالة الإسماعيلي وادعى عليه الحسن بن طاهر بن مسلم الدعوى (الدعوة) في النسب فخلي بينه وبينه فقتله بحضور السلطان ثم طلب تركته فلم يعط منها شيئا اه. ومثله في المشجر إلا قوله كان جده مسلم قطن بمصر وذكر بدل قوله: واختص ابن عمه أبا علي بن طاهر واختص ابن عمه أبا علي حسن وهكذا كانت تراق الدماء بالتهم الباطلة وبشهوات النفوس وبئسما منع المترجم فقتل علويا مثله طمعا في ماله فلم يعط منه شيئا فخسر الدنيا والآخرة وقال السيد محمد مرتضى الزبيدي صاحب تاج العروس فيما علقه بخطه على نسخة المشجر المذكور التي وجدت بخطه في دار الكتب المصرية تعليقا على اسم المترجم ما لفظه: أبو محمد أمير المدينة وابن أميرها قدم دمشق وهو شاب على الأمير بكجور النائب وكان أبوه إذ ذاك أمير المدينة فأهدى له شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوصله بأشياء فلما خرج تكلم بعض الحاضرين (كيف يكون هذا شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم لعله شعر أهل بيته فتغير خاطر الأمير على الشريف فتألم لذلك فلما وصل إليه ثانيا قال: أشتهي أن ترد على هديتى فأحضره فطلب أن تشعل نار على حجر فأحضر فوضع الشعر وكان أربع عشرة شعرة على ذلك الحجر فلم يحترق فبكى الأمير وقال: يا حيائي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالغ في إكرامه حتى أنه لما ركب مسك بركابه وقبل رجله هكذا حكاه أبو الغنائم النسابة في نزهة العيون وعنه الذهبي في مختصر التاريخ ولكنه قال في نسبه مسلم بن المليح بدل طاهر بل جعل كنيته أبا طاهر فليراجع اه. والضمير في كنيته يحتمل رجوعه للمترجم وللمليح. وفي صبح الأعشى عند ذكر أمراء المدينة: منهم أبو جعفر عبيد الله بن الحسين الأصغر ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ومن ولده جعفر حجة الله ومن ولده الحسن ومن ولد الحسن يحيى النسابة ومن ولده طاهر بن يحيى ومن ولده الحسن بن طاهر وله من الولد طاهر أبو الحسن وخلف طاهر ابنه محمد الملقب بمسلم ومن ولد مسلم طاهر أبو الحسين فلحق طاهر بالمدينة الشريفة فقدمه بنو الحسين على أنفسهم واستقل بإمارتها سنين وولي بعده ابنه الحسين بن طاهر وكنيته أبو محمد قال العتبي كان موجودا سنة 397 وغلبه على إمارتها بنو عم أبيه أبي احمد القاسم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى ابن الحسن بن جعفر حجة الله وكان لأبي أحمد القاسم من الولد داود. ويكنى أبا هاشم وقال العتبي الذي ولي بعد طاهر بن مسلم صهره وابن عمه داود بن القاسم بن عبيد الله ابن طاهر وكناه أبا علي ثم قال: وكان لداود بن القاسم من الولد مهنا وهانئ والحسن قال العتبي ولي هانئ ومهنا وكان الحسن زاهدا اه. واختلفت كلماتهم هذه (أولا) في اسمه فسماه صاحبا العمدة والمشجر الحسن مكبرا وسماه صاحب صبح الأعشى الحسين مصغرا والظاهر أنه تصحيف فالأولان أعرف بهذا الشأن ولعل التصحيف من النساخ (ثانيا) في نسبه فصاحبا العمدة والمشجر قالا: الحسن ابن طاهر بن مسلم بن عبيد الله بن طاهر وزاد الثاني وصف طاهر الأول بالمليح. وأبو الغنائم قال الحسن بن طاهر ابن مسلم ابن المليح أبي طاهر ابن يحيى وصاحب صبح الأعشى لم يذكر عبيد الله والد مسلم أصلا وذكر بعد مسلم طاهر ابن الحسن بن طاهر بن يحيى (ثالثا) أبو علي الذي اختصه طاهر أبو المترجم ثم ولي بعده ثم ولي ابناه هانئ ومهنا قال صاحب العمدة أنه ابن عمه أبو علي بن طاهر ولم يسمه وصاحب المشجر أنه ابن عمه أبو علي حسن والعتبي ويفهم من هذا أن أبا علي المذكور في عبارة العمدة هو داود هذا ولكن صاحب المشجر سماه حسنا (رابعا) يدل كلام العمدة والمشجر والعتبي أن الذي ولي بعد طاهر والد المترجم هو ابن عمه داود وإن الذي غلب المترجم على الإمارة هما هانئ ومهنا ابنا داود وكلام صبح الأعشى أن الذي ولي بعد طاهر ابنه المترجم وإن الذي غلبه على الإمارة أولاد القاسم لا أولاد داود والله أعلم.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 5- ص: 125