ابن أبي بلتعة حاطب بن أبي بلتعة اللخمي: صحابي شهد الوقائع كلها مع رسول الله (ص) وكان من أشد الرماة، في الصحابة. وكانت له تجارة واسعة. بعثه النبي (ص) بكتابه إلى المقوقس صاحب الإسكندرية. ومات في المدينة. وكان أحد فرسان قريش وشعرائها في الجاهلية
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 159
حاطب بن أبي بلتعة (ب د ع) حاطب بن أبي بلتعة، واسم أبي بلتعة عمرو بن عمير بن سلمة، من بني خالفة، بطن من لخم.
وقال ابن ماكولا: حاطب بن أبي بلتعة بن عمرو بن عمير بن سلمة بن صعب بن سهل بن العتيك بن سعاد بن راشدة بن جزيلة بن لخم بن عدي، حليف بني أسد، وكنيته أبو عبد الله، وقيل: أبو محمد، وقيل: إنه من مذحج، وهو حليف لبني أسد بن عبد العزى، ثم للزبير بن العوام بن خويلد بن أسد، وقيل: بل كان مولى لعبيد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد، فكاتبه، فأدى كتابته يوم الفتح، وشهد بدرا، قاله موسى بن عقبة وابن إسحاق، وشهد الحديبية، وشهد الله تعالى له بالإيمان في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} الآية.
وسبب نزول هذه السورة ما أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله، وغير واحد، بإسنادهم عن محمد بن عيسى، أخبرنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن الحسين بن محمد، عن عبيد الله بن أبي رافع قال: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه، يقول: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير بن العوام، والمقداد، فقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها، فائتوني به، فخرجنا تتعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب، فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنجردن الثياب، قال: فأخرجته من عقاصها قال: فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين بمكة، يخبرهم ببعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا يا حاطب؟ قال: لا تعجل علي يا رسول الله، إني كنت امرأ ملصقا في قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من نسب فيهم أن أتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفرا وارتدادا عن ديني، ولا رضاء بالكفر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق، فقال عمر: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه قد شهد بدرا، فما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم!.
قال: وفيه نزلت هذه السورة {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة}.
وقد رواه أبو عبد الرحمن السلمي، عن علي. وكان سبب هذا الكتاب أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يغزو مكة عام الفتح، دعا الله تعالى أن يعمى الأخبار على قريش، فكتب إليهم حاطب يعلمهم بما يريده رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوهم، فأعلم الله رسوله بذلك، فأرسل عليا والزبير، فكان ما ذكرناه.
وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس، صاحب الإسكندرية، سنة ست، فأحضره، وقال: أخبرني عن صاحبك، أليس هو نبيا؟ قال: قلت: بلى، هو رسول الله، قال: فما له لم يدع على قومه حيث أخرجوه من بلدته؟ قال: فقلت له: فعيسى بن مريم، أتشهد أنه رسول الله؟ فما له حيث أراد قومه صلبه لم يدع عليهم حتى رفعه الله؟ فقال: أحسنت، أنت حكيم جاء من عند حكيم، وبعث معه هدية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، منها: مارية القبطية، وسيرين أختها، وجارية أخرى، فاتخذ مارية لنفسه، فهي أم إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم، ووهب سيرين لحسان بن ثابت، فهي أم ابنه عبد الرحمن، ووهب الأخرى لأبي جهم بن حذيفة العدوي، وأرسل معه من يوصله إلى مأمنه.
وتوفي حاطب سنة ثلاثين، وصلى عليه عثمان، وكان عمره خمسا وستين سنة، روى يحيى بن عبد الرحمن ابن حاطب الحاطبي، عن أبيه، عن جده حاطب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: من اغتسل يوم الجمعة ولبس أحسن ثيابه، وبكر ودنا، كانت كفارة إلى الجمعة الأخرى. أخرجه الثلاثة.
سعاد: بفتح السين وتشديد العين، وجزيلة: بفتح الجيم، وكسر الزاي، وتسكين الياء تحتها نقطتان، ثم لام وهاء.
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 239
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 1- ص: 659
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 431
حاطب بن أبي بلتعة بفتح الموحدة وسكون اللام بعدها مثناة ثم مهملة مفتوحات، ابن عمرو بن عمير بن سلمة بن صعب بن سهل اللخمي، حليف بني أسد بن عبد العزى.
يقال: إنه حالف الزبير. وقيل: كان مولى عبيد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد فكاتبه فأدى مكاتبته.
اتفقوا على شهوده بدرا، وثبت ذلك في الصحيحين من حديث علي في قصة كتابة حاطب إلى أهل مكة يخبرهم بتجهيز رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فنزلت فيه: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم...} الآية. فقال عمر: دعني أضرب عنقه.
فقال: إنه شهد بدرا. واعتذر حاطب بأنه لم يكن له في مكة عشيرة تدفع عن أهله فقبل عذره.
وروى قصته ابن مردويه من حديث ابن عباس، فذكر معنى حديث علي، وفيه، فقال: يا حاطب، ما دعاك إلى ما صنعت؟ فقال: يا رسول الله كان أهلي فيهم، فكتبت كتابا لا يضر الله ولا رسوله.
وروى ابن شاهين والباوردي والطبراني، وسمويه، من طريق الزهري، عن عروة، عن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، قال: حاطب رجل من أهل اليمن، وكان حليفا للزبير، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد شهد بدرا، وكان بنوه وإخوته بمكة، فكتب حاطب من المدينة إلى كبار قريش ينصح لهم فيه... فذكر الحديث نحو حديث علي. وفي آخره: فقال حاطب: والله ما ارتبت في الله منذ أسلمت، ولكنني كنت امرأ غريبا، ولي بمكة بنون وإخوة... الحديث. وزاد في آخره: فأنزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء...} الآيات.
ورواه ابن مردويه من حديث أنس، وفيه نزول الآية.
ورواه ابن شاهين من حديث ابن عمر بإسناد قوي.
وروى مسلم وغيره من طريق أبي الزبير عن جابر أن عبدا لحاطب بن أبي بلتعة جاء يشكو حاطبا، فقال: يا رسول الله، ليدخلن حاطب النار. فقال: «لا، فإنه شهد بدرا والحديبية».
وروى ابن السكن من طريق محمد بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، عن حاطب: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يزوج المؤمن في الجنة ثنتين وسبعين زوجة: سبعين من نساء الجنة، وثنتين من نساء الدنيا». وأغرب أبو عمر، قال: لا أعلم له غير حديث واحد: «من رآني بعد موتي....» الحديث.
قلت: وقد ظفرت بغيره كما ترى، ثم وجدت له ثلاثة أحاديث غيرها: أحدها أخرجه ابن شاهين من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه جده، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس ملك الإسكندرية، فجئته بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم... الحديث.
ثانيها أخرجه ابن مندة من هذا الوجه مرفوعا. «من اغتسل يوم الجمعة».. الحديث.
ثالثها أخرجه الحاكم من طريق صفوان بن سليم، عن أنس، عن حاطب بن أبي بلتعة- أنه طلع على النبي صلى الله عليه وسلم- وهو يشتد وفي يد علي بن أبي طالب ترس فيه ماء.. الحديث.
وروى مالك في «الموطأ» قصة مع رفيقه في عهد عمر.
وقال المرزباني في «معجم الشعراء»: كان أحد فرسان قريش في الجاهلية وشعرائها.
وقال ابن أبي خيثمة: قال المدائني: مات حاطب في سنة ثلاثين في خلافة عثمان وله خمس وستون سنة، وكذا رواه الطبراني عن يحيى بن بكير.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 2- ص: 4
أبو محمد حاطب بن أبي بلتعة تقدم في الأسماء
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 7- ص: 303
ابن أبي بلتعة حاطب بن أبي بلتعة، واسمه عمرو، وقيل راشد، بن معاذ اللخمي من ولد لخم بن عدي وهو حليف للزبير بن العوام، وقيل بل كان عبدا لعبيد الله بن حميد بن زهير بن الحارث، وكاتبه فأدى كتابته يوم الفتح، وهو من أهل اليمن. والأكثر أنه حليف لبني أسد بن عبد العزى. شهد بدرا وما بعد ذلك من المشاهد، ومات سنة ثلاثين بالمدينة وهو ابن خمس وستين سنة. روى عنه ابنه عبد الرحمن وجابر بن عبد الله وابن عمر، وكان حاطب كتب إلى أهل مكة عام الفتح يخبرهم ببعض ما عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغزو إليهم وبعث كتابه مع امرأة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا والمقداد، وقيل الزبير، فأدركا المرأة بروضة خاخ، فأخذ الكتاب وأتيا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فعتب حاطبا فاعتذر وقال: ما فعلته رغبة عن ديني. فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله دعني أضرب عنقه. فقال: وما يدريك لعل الله اطلع إطلاعة على أهل بدر فقال: إعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 11- ص: 0
حاطب بن أبي بلتعة عمرو بن عمير بن سلمة اللخمي المكي حليف بني أسد بن عبد العزى بن قصي.
من مشاهير المهاجرين شهد بدرا والمشاهد.
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المقوقس صاحب مصر.
وكان تاجرا في الطعام له عبيد وكان من الرماة الموصوفين.
ذكره الحاكم في ’’مستدركه’’ فقال: كان حسن الجسم خفيف اللحية أجنى إلى القصر ما هو شئن الأصابع قاله الواقدي.
روى هارون بن يحيى الحاطبي قال، حدثني أبو ربيعة، عن عبد الحميد بن أبي أنس، عن صفوان بن سليم، عن أنس سمع حاطبا يقول: إنه اطلع على النبي -صلى الله عليه وسلم- بأحد قال: وفي يد علي الترس والنبي -صلى الله عليه وسلم- يغسل وجهه من الماء فقال حاطب: من فعل هذا؟ قال: عتبة بن أبي وقاص هشم وجهي ودق رباعيتي بحجر فقلت: إني سمعت صائحا على الجبل قتل محمد فأتيت إليك وكأن قد ذهبت روحي فأين توجه عتبة فأشار إلى حيث توجه. فمضيت حتى ظفرت به فضربته بالسيف فطرحت رأسه فنزلت فأخذت رأسه وسلبه وفرسه وجئت به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فسلم ذلك إلي ودعا لي. فقال: رضي الله عنك مرتين. إسناد مظلم.
الليث، عن أبي الزبير، عن جابر: أن عبدا لحاطب شكا حاطبا فقال: يا نبي الله ليدخلن النار! قال: كذبت لا يدخلها أبدا وقد شهد بدرا والحديبية صحيح.
إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن عروة، عن عبد الرحمن بن حاطب: أن أباه كتب إلى كفار قريش كتابا فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليا والزبير فقال: ’’انطلقا حتى تدركا امرأة معها كتاب فائتياني به’’. فلقياها وطلبا الكتاب وأخبراها أنهما غير منصرفين حتى ينزعا كل ثوب عليها. قالت: ألستما مسلمين قالا: بلى ولكن رسول الله، حدثنا أن معك كتابا. فحلته من رأسها قال: فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حاطبا حتى قرئ عليه الكتاب فاعترف. فقال: ’’ما حملك’’؟ قال: كان بمكة قرابتي وولدي وكنت غريبا فيكم معشر قريش.
فقال عمر: ائذن لي يا رسول الله في قتله. قال: ’’لا، إنه قد شهد بدرا وإنك لا تدري لعل الله قد اطلع عل أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فإني غافر لكم’’.
إسناده صالح وأصله في ’’الصحيحين’’.
وقد أتى بعض مواليه إلى عمر بن الخطاب يشكون منه من أجل النفقة عليهم فلامه في ذلك.
وعبد الرحمن ولده ممن ولد في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وله رؤية.
يروي عنه ولده الفقيه يحيى وعروة بن الزبير وغيرهما توفي سنة ثمان وستين.
ومات حاطب سنة ثلاثين.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 365
حاطب بن أبي بلتعة اللخمي من ولد لخم بن عدي في قول بعضهم.
يكنى أبا عبد الله وقيل يكنى أبا محمد، واسم أبي بلتعة عمرو بن عمير بن سلمة بن عمرو، وقيل حاطب بن عمرو بن راشد بن معاذ اللخمي، حليف قريش، ويقال: إنه من مذحج، وقيل: هو حليف الزبير بن العوام.
وقيل: كان عبدا لعبيد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي، فكاتبه فأدى كتابته يوم الفتح، وهو من أهل اليمن.
والأكثر أنه حليف لبني أسد بن عبد العزى.
شهد بدرا، والحديبية، ومات سنة ثلاثين بالمدينة، وهو ابن خمس وستين سنة، وصلى عليه عثمان، وقد شهد الله لحاطب بن أبي بلتعة بالإيمان في قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء}. وذلك إن حاطبا كتب إلى أهل مكة قبل حركة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها عام الفتح يحبرهم ببعض ما يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم من الغزو إليهم، وبعث بكتابه مع امرأة، فنزل جبريل عليه السلام بذلك على النبي صلى الله عليه وسلم. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب المرأة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وآخر معه. قيل المقداد بن الأسود، وقيل الزبير بن العوام، فأدركا المرأة بروضة خاخ، فأخذا الكتاب، ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبا، فاعتذر إليه، وقال: ما فعلته رغبة عن ديني، فنزلت فيه آيات من صدر سورة «الممتحنة»، وأراد عمر بن الخطاب قتله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه شهد بدرا ... الحديث.
حدثنا أحمد بن قاسم، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا الحارث ابن أبي أسامة، قال: حدثنا أحمد بن يونس، ويونس بن محمد، قالا: أخبرنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر: أن عبدا لحاطب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشتكي حاطبا، وقال: يا رسول الله، ليدخلن حاطب النار. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذبت، لا يدخل النار أحد شهد بدرا، والحديبية.
وروى الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. وروى يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: جاء غلام لحاطب بن أبي بلتعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لا يدخل حاطب الجنة، وكان شديدا على الرقيق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل النار أحد شهد بدرا والحديبية. قال أبو عمر رضي الله عنه: ما ذكر يحيى بن أبي كثير في حديثه هذا من أن حاطبا كان شديدا على الرقيق، يشهد له ما في الموطأ من قول عمر لحاطب حين انتحر رقيقه ناقة لرجل من مزينة: أراك تجيعهم، وأضعف عليه القيمة على جهة الأدب والردع.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث حاطب بن أبي بلتعة في سنة ست من الهجرة إلى المقوقس صاحب مصر والإسكندرية، فأتاه من عنده بهدية، منها مارية القبطية، وسيرين أختها، فاتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم مارية لنفسه، فولدت له إبراهيم ابنه على ما ذكرنا من ذلك في صدر هذا الكتاب، ووهب سيرين لحسان بن ثابت، فولد له عبد الرحمن.
وبعث أبو بكر الصديق حاطب بن أبي بلتعة أيضا إلى المقوقس بصر، فصالحهم، ولم يزالوا كذلك حتى دخلها عمرو بن العاص فنقض الصلح وقاتلهم وافتتح مصر، وذلك سنة عشرين في خلافة عمر.
وروى حاطب بن أبي بلتعة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من رآني بعد موتي فكأنما رآني في حياتي، ومن مات في أحد الحرمين بعث في الآمنين يوم القيامة. لا أعلم له غير هذا الحديث.
وروى عبد الرحمن بن يزيد بن أسلم عن أبيه، قال: حدثني يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، عن جده حاطب بن أبي بلتعة، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس ملك الإسكندرية، فجئته بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزلنى في منزله، وأقمت عنده ليالي، ثم بعث إلي وقد جمع بطارقته فقال: إني سأكلمك بكلام أحب أن تفهمه مني. قال قلت: هلم. قال: أخبرني عن صاحبك، أليس هو نبيا؟ قلت: بلى، هو رسول الله. قال: فما له حيث كان هكذا لم يدع على قومه حيث أخرجوه من بلدته إلى غيرها؟ فقلت له: فعيسى ابن مريم أتشهد أنه رسول الله؟ فما له حيث أخذه قومه فأرادوا صلبه ألا يكون دعا عليهم بأن يهلكهم الله حتى رفعه الله إليه في سماء الدنيا! قال: أحسنت، أنت حكيم جاء من عند حكيم، هذه هدايا أبعث بها معك إلى محمد، وأرسل معك من يبلعك إلى مأمنك. قال: فأهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث جوار، منهن أم إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرى وهبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهم بن حذيفة العدوي، وأخرى وهبها لحسان بن ثابت الأنصاري، وأرسل بثياب مع طرف من طرفهم.
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 312
حاطب بن أبي بلتعة. ويكنى أبا محمد وهو من لخم ثم احد بني راشدة بن أزب بن جزيلة بن لخم. وهو مالك بن عدي بن الحارث بن مرة ابن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وإلى قحطان جماع اليمن. وكان اسم راشدة خالفة. فوفدوا على النبي.
[ص. فقال: من أنتم؟ قالوا: بنو خالفة. فقال: أنتم بنو راشدة].
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر ابن قتادة قال: لما هاجر حاطب بن أبي بلتعة وسعد مولى حاطب من مكة إلى المدينة نزلا على المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح.
قالوا: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين حاطب بن أبي بلتعة ورخيلة بن خالد.
وشهد حاطب بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكتاب إلى المقوقس صاحب الإسكندرية. وكان حاطب من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومات بالمدينة سنة ثلاثين وهو ابن خمس وستين. وصلى عليه عثمان بن عفان.
قال: وأخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني شيخ من ولد حاطب عن آبائه قالوا:
وكان حاطب رجلا حسن الجسم خفيف اللحية أجنأ. وكان إلى القصر ما هو. شثن الأصابع.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي فروة عن يعقوب بن عتبة قال: ترك حاطب بن أبي بلتعة يوم مات أربعة آلاف دينار ودراهم ودارا وغير ذلك. وكان تاجرا يبيع الطعام وغيره. ولحاطب بقية بالمدينة.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 3- ص: 84
حاطب بن أبي بلتعة وهو ابن عمرو بن عمير بن سلمة، رسول رسول الله إلى المقوقس ملك الإسكندرية، يكنى أبا محمد، حليف بني أسد، شهد بدرا، ومات سنة ثلاثين، وهو ابن خمس وستين سنة.
روى عنه: جابر بن عبد الله، وابن عمر، وابنه عبد الرحمن.
أخبرنا محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: في تسمية من شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، من بني أسد بن عبد العزى بن قصي: حاطب بن أبي بلتعة.
أخبرنا عثمان بن أحمد بن هارون التنيسي، قال: حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا يعقوب بن محمد الزهري، قال: حدثنا إسماعيل بن معلى
بن إسماعيل، قال: سمعت شيخا من أهل حاطب بن أبي بلتعة، وهو يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، عن جده: عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: من اغتسل يوم الجمعة ولبس أحسن ثيابه، وبكر ودنا، كانت كفارة إلى الجمعة الأخرى، أو كما قال.
هذا حديث غريب، لا يعرف إلا من هذا الوجه.
أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا عاصم بن رزاح، قال: حدثنا أحمد بن سعيد الفهري، قال: حدثنا هارون بن يحيى الحاطبي، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن أدعج، قال: حدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: حدثني يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، عن أبيه، عن جده، قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس ملك الإسكندرية، فجئته بكتاب رسول الله، فأنزلني في منزل، ثم ذكر الحديث، وفيه: ثم أهدى له ثلاث جوار، إحداهن مارية أم إبراهيم رضوان الله عليه وسلم.
مطبوعات جامعة الإمارات العربية المتحدة-ط 1( 2005) , ج: 1- ص: 371
حاطب بن أبي بلتعة بن أردب بن حرملة كنيته أبو محمد من أهل الفضل في الدين مات بالمدينة سنة ثلاثين في خلافة عثمان بن عفان وصلى عليه عثمان بن عفان رضه الله عنه.
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 42
حاطب بن أبي بلتعة بن أرب بن جزيلة بن لخم بن عدي بن الحارث الحجازي
وهو والد عبد الرحمن بن حاطب حليف لبني أسد بن عبد العزى مات سنة ثلاثين في خلافة عثمان وصلى عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه وكنيته أبو محمد وكان له يوم مات خمس وستون سنة
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1
حاطب بن أبي بلتعة اللخمى - في قول بعضهم - وقيل: المذحجي:
وقيل إنه كان عبدا لبعض بنى أسد بن عبد العزى، فكاتبه، وأدى كتابته، فنسب إلى بنى أسد، وقيل إنه حليف للزبير بن العوام.
قال أبو عمر: والأكثر أنه حليف لبنى أسد، يكنى أبا عبد الله، وأبا محمد. شهد بدرا والحديبية، وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس صاحب مصر والإسكندرية، وبعثه إلى مصر أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فصالحهم، ولم يزالوا على ذلك إلى أن افتتح مصر عمرو بن العاص رضي الله عنه.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من رآنى بعد موتى فكأنما رآنى في حيأتي، ومن مات في أحد الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة».
قال ابن عبد البر: ولا أعلم له عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث.
ومات سنة ثلاثين بالمدينة، وصلى عليه عثمان رضي الله عنه، وهو ابن خمس وستين سنة. وكان شديدا على الرقيق. وكان كتب إلى المشركين بمكة يخبرهم بأمر مسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، وخبره في ذلك مشهور في الصحيح وغيره. ذكره بمعنى هذا ابن عبد البر.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 3- ص: 1
حاطب بن أبي بلتعة
من المهاجرين الأولين روى عنه ابنه عبد الرحمن بن حاطب سمعت أبي يقول ذلك.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 3- ص: 1