حارثة بن بدر حارثة بن بدر بن حصين التميمي الغداني: تابعي، من أهل البصرة. وقيل أدرك النبي (ص). له أخبار في الفتوح، وقصة مع عمر، ومع على، وأخبار مع زياد وغيره، في دولة معاوية وولده. وأمر على قتال الخوارج في العراق فهزموه بنهر تيرا (من نواحي الألهواز) فلما أرهقوه دخل سفينة بمن معه فغرقت بهم
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 158
حارثة بن بدر التميمي كلن من رؤساء بني تميم وأشرافهم، قال نصر في كتاب صفين أنه قدم على علي بن أبي طالب بعد قدومه الكوفة مع الأحنف بن قيس وجارية بن قدامة وزيد بن جبلة وأعين بن ضبيعة، ثم ذكر ما حاصله: إن الأحنف سأل عليا أن يبعثوا إلى عشيرتهم بالبصرة ليقدموا عليهم فيقاتلوا معهم عدوهم، فقال علي عليه السلام لجارية بن قدامة: ما تقول؟ فلم يشر بذلك، كأنه كره أشخاص قومه عن البصرة. هكذا يقول نصر، ولا شك أن جارية بن قدامة كان من أخلص الناس لعليعليه السلام وكأنه رأى المصلحة في عدم أشخاصهم. قال نصر: وكان حارثة بن بدر أسد الناس رأيا عند الأحنف وكان شاعر بني تميم وفارسهم فقال عليعليه السلام: ما تقول يا حارثة؟ فقال: يا أمير المؤمنين إن نشر الرجاء بالمخافة والله لوددت أن أمراءنا رجعوا إلينا فاستعنا بهم على عدونا ولسنا نلقى القوم بأكثر من عددهم وليس لك إلا من كان معك وإن لنا في قومنا عددا لا نلقى بهم عدوا أعدى من معاوية ولا نسد بهم ثغرا أشد من الشام،وليس بالبصرة بطانة نرصدهم لها ولا عدو نعدهم له. ووافق الأحنف في رأيه فقال علي للأحنف: اكتب إلى قومك فكتب إلى بني سعد فساروا بجماعتهم حتى نزلوا الكوفة فعزت بهم الكوفة وكثرت اه. ويوشك أن يكون هو حارثة بن ثور الآتي صحف أحدهما بالآخر الله أعلم.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 4- ص: 378
حارثة بن بدر بن حصين بن قطن بن مالك بن غدانة بن يربوع بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم التميمي، الغداني- بضم المعجمة وتخفيف الدال وبنون.
قال أبو الفرج الأصبهاني: كان من لداة الأحنف بن قيس.
قلت: فإن يكن كذلك فقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. وله أخبار في الفتوح، وقصة مع عمر ومع علي، وقصص مع زياد وغيره في دولة معاوية وولده.
وذكر الحاكم في تاريخ نيسابور، عن سليمان بن أحمد اللخمي، أنه ذكره في الصحابة.
قلت: واللخمي هو الطبراني، ولم أر ذلك في معجمه. فالله أعلم.
وذكر المبرد في «الكامل» أنه غرق في ولاية عبد الله بن الحارث المعروف بببة على العراق، وذلك سنة أربع وستين، وذلك أنه كان أمر على قتال الخوارج فهزموه بنهر تيري، فلما أرهقوه دخل سفينة بمن معه، فجلس فيها، فأتاه رجل من أصحابه فصاح: يا حارثة، ليس مثلي يضيع، فقال للملاح: قرب، فظفر الرجل بسلاحه في السفينة فساخت بحارثة ومن معه فغرقوا جميعا.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 2- ص: 138
ابن بدر التميمي حارثة بن بدر بن حصن بن قطن كان مع بني تميم ووجوهها وساداتها وشعرائها، وليس من المتقدمين في الشعر المتصرفين في فنونه وكان من معاقري الخمر، فعابه الأحنف بن قيس على ذلك وأوجعه عتابا وقال فضحت نفسك وأسقطت قدرك. فقال له: إني سأعتبك فانصرف الأحنف طامعا في صلاحه، فلما أمسى جاء إليه فقال له: إسمع أبا بحر ما قلت. قال هات فأنشده:
يذم أبو بحر أمورا أريدها | ويكرهها للأريحي المسود |
فإن كنت عرابا فقل ما أريده | ودع عنك توبيخي فلست بأوحد |
سأشربها صهباء كالمسك ريحها | أسر بها في كل ناد ومشهد |
فحتى متى أنت ابن بدر مخيم | وصحبك تحسون الحليب من الكرم |
فإن كان شرا فاله عنه وخله | لغيرك من أهل التخبط والظلم |
وإن كان خيرا يا بن بدر فقد أرى | سئمت من الإكثار في ذلك الغنم |
وإن كنت ذا علم بما في احتسائها | فمالك إذ تأتي المآثم عن علم |
تق الله واقبل يا بن بدر نصيحتي | ودعها لمن أمسى بعيدا من الجرم |
فلو أنها كانت شرابا محللا | وقلت لك اتركها لأوضعت في الحكم |
وأيقنت أن الحلم ما قلت فانتفع | بقولي ولا تجعل كلامي من الجرم |
فرب نصيح الجيب رد مقاله | عليه بلا ذنب وعوجل بالشتم |
يعيب علي الراح من لو يذوقها | لجن بها حتى يغيب في القبر |
فعبها أو امدحها فإنا نحبها | صراحا كما أغراك ربك بالهجر |
علام تذم الراح والراح كاسمها | تريح الفتى من همه آخر الدهر |
ولمني فإن اللوم مما يزيدني | غراما بها، إن الملامة قد تغري |
أحاربن بدر دونك الكأس إنها | بمثلك أولى من قراع الكتائب |
عليك بها صهباء كالمسك ريحها | يظل أخوها للعدى غير هائب |
ودع عنك أقواما وليت قتالهم | فلست صبورا عند وقع النوائب |
وخذها كعين الديك تشفي من الجوى | وتترك ذا التهمام جم المذاهب |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 11- ص: 0