أبو محمد الحسن بن أحمد بن صالح الهمداني السبيعي الحلبي من مشايخ المفيد
توفي في ذي الحجة سنة 371.
(والهمداني) بسكون الميم نسبة إلى همدان القبيلة المشهورة والمعروفة بالتشيع (والسبيعي) نسبة إلى السبيع أمير أبو بطن من همدان. ذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ فقال السبيعي العلامة الحافظ أبو محمد الحسن بن أحمد ابن صالح الهمداني السبيعي الحلبي وإليه ينسب درب السبيعي الذي بحلب وكان عسرا في الرواية زعر الأخلاق من أئمة هذا الشأن على تشيع فيه وثقه أبو الفتح ابن أبي الفوارس قال ابن أسامة الحلبي: لو لم يكن للحلبيين من الفضيلة إلا هو لكفاهم كان وجيها عند الملك سيف الدولة وكان يزور السبيعي في داره وصنف له (كتاب التبصرة في فضل العترة المطهرة) وكان له بين العامة سوق قال: وهو الذي وقف حمام السبيعي على العلوية. قال الخطيب: كان أبو محمد السبيعي ثقة حافظا مكثرا عسرا في الرواية ولما كان بآخر عمره عزم على التحدث والإملاء فتهيأ لذلك فمات. وحدثت عن الدارقطني عن السبيعي قال: قدم علينا الوزير ابن خنزابة إلى حلب فتلقاه الناس فعرف أني محمد فقال لي: تعرف إسنادا فيه أربعة من الصحابة فذكرت له حديث عمر في العمالة فعرف لي ذلك وصارت لي عنده منزلة (انتهت تذكرة الحفاظ).
وذكره الذهبي أيضا في المحكي عن تاريخه في وفيات 371 فقال الحسن بن أحمد بن صالح الحافظ أبو محمد الهمداني السبيعي الحلبي من أولاد أبي إسحاق السبيعي كان حافظا متقنا رحالا عالي الرواية خبيرا بالرجال والعلل فيه تشيع يسير رحل وسمع من جماعة وعدهم وذكر باقي ما مر عن تذكرة الحفاظ. وذكره صاحب شذرات الذهب في وفيات سنة 370 فقال: وفيها توفي أبو محمد السبيعي بفتح السين المهملة نسبة إلى سبيع بطن من همدان وهو الحافظ الحسن بن صالح الحلبي روى عن عبد الله بن ناجية وطبقته ومات في آخر السنة في الحمام وكان شرس الأخلاق قال ابن ناصر الدين كان على تشيع فيه ثقة اه. ثم أعاد ذكره في وفيات سنة 371 فقال: وفيها توفي أبو محمد السبيعي واسمه الحسن بن أحمد بن صالح الهمداني الحلبي قال ابن تامر الدين: كان على تشيع فيه ثقة ومات في الحمام اه. ومما مر تعلم أن فيه تشيعا كثيرا لا يسيرا والعجب من أصحابنا حيث لم يذكروه في كتب الرجال والتراجم مع كونه بهذا المكانة من العلم والفضل والحفظ.
من أخباره
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ ومحكي تاريخ الإسلام واللفظ مقتبس من المجموع قال الحاكم: سألت أبا محمد السبيعي الحافظ عن حديث إسماعيل بن رجاء فقال: لهذا الحديث قصة قرأ علينا ابن ناجية مسند فاطمة بنت قيس سنة 300 فدخلت على الباغندي فقال: من أين جئت قلت: من مجلس ابن ناجية. فقال: أيش قرأ عليكم؟ قلت: أحاديث الشعبي عن فاطمة بنت قيس فقال: مر لكم حديث إسماعيل ابن رجاء عن الشعبي فنظرت في الجزء فلم أجده فقال: أكتب ذكر أبو بكر ابن أبي شيبة قلت: عمن ومنعته من التدليس فقال: حدثني محمد بن عبيدة الحافظ حدثني محمد بن المعلى الأثرم (نا) أبو بكر محمد بن بشير (بشر) العبدي عن مالك بن مغول عن إسماعيل بن رجاء عن الشعبي عن فاطمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قصة الطلاق والسكنى والفقة ثم انصرفت إلى حلب وكان عندنا بحلب بغدادي يعرف بابن سهل فذكرت له هذا الحديث فخرج إلى الكوفة وذاكر أبا العباس بن سعيد بن عقدة فكتب أبو العباس هذا الحديث عن ابن سهل عني عن الباغندي ثم اجتمعت مع فلان يعني الجباعي فذاكرته بهذا فلم يعرفه ثم اجتمعنا برملة فلم يعرفه ثم اجتمعنا بعد سنين بدمشق فاستعادني إسناده تعجبا ثم اجتمعنا ببغداد فذكرنا هذا الباب فقال: حدثناه علي ابن إسماعيل الصفار ثنا أبو بكر الأثرم (نا) أبو بكر ابن أبي شيبة ولم يدر أن الأثرم هذا غير ذاك فذكرت قصتي لفلان المفيد وأتى عليه سنون فحدث بالحديث عن الباغندي ثم قال السبيعي: المذاكرة تكشف عوار من لا يصدق اه. وفي هذا ما يدل على ضبط السبيعي ومعرفته بالطرق والأسانيد فهو لما رأى الباغندي يريد أن يدلس فيروي عمن لم يره منعه من التدليس ثم أنه كشف عوار الجعابي الذي اجتمع معه ثلات مرات في ثلاثة بلدان في أوقات مختلفة ولم يعرف سند الحديث ثم رواه ببغداد عن الصفار عن أبي بكر الأثرم والحال أن الراوي له محمد بن المعلى الأثرم لا أبو بكر الأثرم فلم يدر أن هذا الأثرم غير ذاك الأثرم فانكشف بذلك عواره ثم ذكره لفلان المفيد فحدث به بعد سنين عن الباغندي والحال أنه لم يسمعه من الباغندي وإنما سمعه من السبيعي عن الباغندي.
مشايخه
في تذكرة الحفاظ وعن تاريخ الإسلام كلاهما للذهبي سمع محمد بن حبان البصري وعبد الله بن ناجية وقاسم ابن زكريا المطرز وعمر بن محمد الباغندي ومحمد بن جرير الطبري وأحمد بن هارون البردنجي وعمر بن أيوب القطي وطبقتهم وزاد في التاريخ ويموت بن المزرع وأبا معشر الدارمي.
تلاميذه
في تذكرة الحفاظ وعن تاريخ الإسلام: روى عنه الدارقطني وأبو بكر البرقاني وأبو طالب بن بكير وأبو نعيم الحافظ الأصفهاني وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي والشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان الشيعي وفي التاريخ شيخ الرافضة وآخرون وزاد في التذكرة: وأبو محمد عبد الغني الأزدي وفي التاريخ والشريف محمد الحراني.
مؤلفاته
لم يذكر له من المؤلفات غير التبصرة في فضل العترة المطهرة وقد فات معاصرنا الفاضل المتتبع الشيخ محمد محسن الطهراني الشهير باقابزرك أن يذكرها في كتابه تصانيف الشيعة.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 5- ص: 6
الحافظ أبو محمد السبيعي الحسن بن أحمد بن صالح، أبو محمد الهمداني السبيعي الحلبي، من أولاد أبي إسحاق السبيعي، وإليه ينسب بحلب درب السبيعي. وكان حافظا متقنا. سمع وروى عنه الدراقطني والبرقاني. وثقه ابن أبي الفوارس وكان وجيها عند سيف الدولة وكان يزوره في داره. وصنف له كتاب التبصرة في فضيلة العترة المطهرة. وكان له في العامة سوق وهو الذي وقف حمام السبيعي على العلويين. وتوفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمئة وكان الحافظ أبو محد هذا قد طاف الدنيا وهو عسر الرواية. وكان الدارقطني يجلس بين يديه كجلوس الصبي بين يدي معلمه هيبة له وقال: قدم علينا حلب الوزير جعفر بن الفضل فتلقاه الناس وكنت فيهم فعرف أني من أصحاب الحديث، فقال: أتعرف حديثا فيه إسناد أربعة من الصحابة كل واحد عن صاحبه فقلت نعم حديث السايب بن يزيد عن حويطب بن عبد العزى عن عبد الله بن السعدي عن عمر بن الخطاب في العمالة فعرف صحة قولي فأكرمني. قال عبد الغني بن سعيد: وثم حديثان أحدهما يرويه أربعة من الرجال والثاني أربعة من النساء الأول حديث نعيم بن هماز عن المقدام بن معدي كرب عن أبي أيوب الأنصاري عن عوف بن مالك في الأمر بالطاعة والوصية بكتاب الله. والثاني فرواه الزهري عن عروة بن الزبير عن زينب بنت أبي سلمة عن حبيبة بنت أم حبيبة عن أمها أم حبيبة عن زينب بنت جحش في فتح ردم سد ياجوج وماجوج.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 11- ص: 0
الحسن بن أحمد بن صالح بن إسماعيل بن عمر بن حماد بن حمزة، أبو محمد السبيعي، الكوفي، ثم الحلبي.
مترجم في ’’شيوخ الدارقطني’’.
قلت: [ثقة حافظ على تشيع يسير وتعسر في الرواية].
دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية-ط 1( 2011) , ج: 1- ص: 1