جون ويقال جوين مولى أبي ذر ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين عليه السلام وقال ابن داود جون مولى أبي ذر ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين والكشي. الظاهر أنه قتل معه بكربلا مهمل ’’انتهى’’ وفيه نظر من وجوه أولا إن الكشي لم يذكره سواء أكان ذكره متعلقا بما قبله أم بما بعده فهذا من أغلاط رجال ابن داود التي قالوا عنها إن فيه أغلاطا كثيرة (ثانيا) انه لا شبهة في أنه قتل معه بكربلا فالتعبير بالظاهر غير صواب (ثالثا) مع شهادته معه وما ورد في حقه مما يأتي لا يناسب إن يقال إنه مهمل. وفي الوجيزة انه من شهداء كربلا. وفي إبصار العين: جون بن جوي مولى أبي ذر الغفاري كان منضما إلى أهل البيت بعد أبي ذر فكان مع الحسن ثم مع الحسين عليهما السلام وصحبه في سفره من المدينة إلى مكة ثم إلى العراق ’’انتهى’’ وفي كتاب لبعض المعاصرين -ولم يذكر مستنده ولا يعتمد على نقله- انه جون بن حوي بن قتادة بن الأعور بن ساعدة بن عوف بن كعب بن حوي مولى أبي ذر الغفاري وقد وقع الخلاف في دركه صحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكر أهل السير أنه كان عبدا أسود للفضل بن العباس بن عبد المطلب اشتراه أمير المؤمنين عليه السلام بمائة وخمسين دينارا ووهبه لأبي ذر ليخدمه وكان عنده وخرج معه إلى الربذة فلما توفي أبو ذر سنة 32 رجع العبد وانضم إلى أمير المؤمنين ثم إلى الحسن ثم إلى الحسين وكان في بيت السجاد عليهم السلام وخرج معهم إلى كربلا فاستشهد ’’انتهى’’ وأنا أظن أنه وقع في هذا النقل خبط كثير:
(أولا) إن جونا مولى أبي ذر لم يذكره أحد في الصحابة ولم يذكر أحد خلافا في صحبته وإنما ذاك جون بن قتادة بن الأعور بن ساعدة بن عوف بن كعب بن عبد شمس بن زيد مناة بن تميم التميمي. وفي الإصابة: مختلف في صحبته شهد الجمل مع الزبير.
(ثانيا) إنهم ذكروا إن جونا كان عبدا اسود وهو يدل على أنه لم يكن من العرب والنسب الذي ذكره له يدل على أنه عربي وغير العرب لم تكن أنسابهم محفوظة (ثالثا) إن الذين ذكرهم في أجداده هم أجداد الآخر الذي اختلف في صحبته بأعيانهم إلا قليلا. ومن أخباره يوم الطف ما ذكره غير واحد من المؤرخين منهم المفيد في الإرشاد عن علي بن الحسين عليهما السلام قال إني لجالس في تلك العشية التي قتل أبي في صبيحتها إذ اعتزل أبي في خباء له وعنده جوين مولى أبي ذر وهو -أي جوين- يعالج سيفه ويصلحه الحديث. وبعض الناس يتوهم إن الحسين عليه السلام هو الذي كان يصلح السيف والصواب إن جونا هو الذي كان يصلح السيف للحسين. وفي كتاب الملهوف على قتلى الطفوف للسيد رضي الدين علي بن طاوس بن موسى بن طاوس الحسني: ثم برز جون مولى أبي ذر وكان عبدا اسود فقال له الحسين أنت في إذن مني فإنما تبعتنا طلبا للعافية فلا تبتل بطريقتنا فقال يا ابن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذ لكم والله إن ريحي لنتن وحسبي للئيم ولوني لأسود فتنفس علي بالجنة فيطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض وجهي لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم ثم قاتل حتى قتل رضوان الله عليه ’’انتهى’’ وقال محمد بن أبي طالب ثم برز للقتال وهو ينشد:
كيف ترى الكفار ضرب الأسود | بالسيف ضربا عن بني محمد |
أذب عنهم باللسان واليد | أرجو به الجنة يوم المورد |
كيف ترى الفجار ضرب الأسود | بالمشرفي والقنا المسدد |
كيف ترى الفجار ضرب الأسود | بالمشرفي القاطع المهند |
بالسيف صلتا عن بني محمد | أذب عنهم باللسان واليد |
أرجو بذاك الفوز عند المورد | من الإله الواحد الموحد |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 4- ص: 297