التصنيفات

الشيخ جواد ابن الشيخ محمد ابن الشيخ شبيب ابن الشيخ إبراهيم بن صقر النجفي المعروف بالشيخ جواد الشبيبي.
ولد ببغداد سنة 1281 وتوفي بها سنة 1363.
ونقل إلى النجف الأشرف فدفن هناك بتشييع كبير مشى فيه الوزراء والنواب والأكابر والوجوه واستقبل في النجف بتشييع اشتركت فيه جميع الطبقات وفي مقدمتهم العلماء والشيوخ والأدباء وأغلقت الأسواق وضاق الصحن الشريف بجماهير المشيعين وبعد الصلاة عليه دفن بمقبرته الخاصة وأقيم له مجلس الفاتحة في دار آل الشبيبي بالكرادة الشرقية وفي النجف الأشرف أقامه الشيخ محمد حسن المظفر وفي الكاظمية أقامه السيد محمد صادق الهندي في فرع مدرسة منتدى النشر الدينية وفي الديوانية وفي العمارة وفي القورنة. وهو والد الفاضل شاعر العصر الشيخ محمد رضا الشبيبي.
أقوال المترجمين فيه
شيخ شعراء العراق واحد أعلامه وأعيانه ولد في بغداد حيث توفي أبوه بعد أيام قليلة من ولادته وكان مقيما فيها فرازا من تحكم بعض شيوخ (المنتفق) ففارقت والدته بغداد بعد أشهر إلى النجف وفيها إذا ذاك طائفة من أهله وذويه مقيمين للتحصيل وأقامت به قليلا إلى إن أنفد أبوها (الشيخ صادق اطيمش) من حملها إليه في المنتفق. وكان الشيخ صادق فقيها كبيرا وأديبا ضليعا يرجع إلى رياسة وإمامة في تلك الديار وله فيها ضياع ومزارع معروفة إلى اليوم فنشأ المترجم في كنف جده لأمه وتعلم القراءة والكتابة وجود الخط حتى اشتهر فيه وكان جده المذكور كثير الرعاية له والعناية به حريصا على تربيته وتهذيبه حتى شدا الشعر والأدب صبيا فزاد إعجابه به وأحبه حبا شديدا وصار يغذيه بهذا ومثله إلى إن توفي رحمه الله سنة 1296 معمرا فلم يطل مقامه في المنتفق بعد جده وفارق تلك البلاد إلى النجف ومنها إلى بغداد مترددا بينها وبين مشهد الكاظمين مقبلا على درس المبادئ ثم فضل إلى النجف لدرس الفقه والأصول فأخذ عن جماعة منهم السيد عبد الكريم الأعرجي شارح القوانين المعروف والشيخ أحمد المشهدي وجماعة آخرين ووجد بخطه نبذة في الأصول كتبها أيام درسه غير أنه كان مسوقا منذ نشأته كما تقدم إلى الأدب منظومه ومنثوره فصرف وكده واستفرع جهده فيهما وقد تميز بالترسل والبيان حتى سمع من غير واحد من رجال الفن انه اكتب كتاب هذه الديار وذلك على الأساليب العربية القديمة ورسائله معروفة مشهورة وله من المجاميع الدر المعثور على صدور الدهور وهو مجموع رسائله ومكاتباته وله ديوان شعر ولكنه فقد أخيرا فيما فقد من المسودات الخطيرة الخاصة به بسبب الكوارث الداخلية التي ألمت بالبلاد أخيرا على إن كثيرا من شعره مما يتناقله الرواة وقد نشرت له المجلات قليلا من القصائد والمقاطيع ولقد اعرض عن النظم والكتابة في أواخر حياته حيث أقام في الكرادة الشرقية وهي ضاحية من ضواحي بغداد المعروفة وذلك بين أولاده وأحفاده في كرامة موفورة.
وذكره الشيخ علي الجعفري في كتابه الحصون المنيعة في طبقات الشيعة فقال: تتلمذ في أصول الفقه على السيد عبد الكريم الأعرجي الكاظمي حين اقامته في النجف وعلى السيد مهدي الحكيم وفي الأدب على الشيخ محسن ابن الشيخ خضر والسيد محمد سعيد الحبوبي ’’انتهى’’ وقال الأستاذ جعفر الخليلي صاحب جريدة الهاتف النجفية ما حاصله: كان اسمه من الشهرة بحيث لا أذكر اسم الأدب بجميع فنونه إلا وكانت له من المناسبة ما تجعل الاتصال وثيقا باسم الشبيبي الكبير وكان عدد أدباء العربية الموهوبين في عصره كبيرا جدا وعلى كبر هذا العدد فقد كان في الرعيل الأول من المتفوقين والعباقرة وقد كنت اعلم أنه من رواد مجالس آل الشيخ عباس الجعفري والسيد علي العلاق والسيد حسين القزويني ومن أقران الشيخ هادي ابن الشيخ عباس الجعفري والشيخ عبد الكريم الجزائري والشيخ عبد الحسين الجواهري والشيخ آقا رضا الأصفهاني والسيد علي العلاق والسيد جعفر الحلي والسيد باقر الهندي وكنت اعلم إن لهؤلاء تاريخا حافلا بالفضيلة والكرامة وإليهم يرجع الفضل في بناء النهضة الأدبية وكذلك له مع الطبقة التي تليهم كالشيخ عبد الحسين الحلي والشيخ عبد الرضا آل الشيخ راضي والشيخ عبد الحسين الحياوي وغيرهم وله مع هذه الطبقات نوادر ونكات غاية في الرقة ومساجلات شعرة كثيرية وكان هو المجلي في شعره ونثره ونوادره وسرعة خاطره ’’انتهى’’.
بعض نوادره
في جريدة الهاتف: قال له بعض العلماء لا تنس إن ولدت سنة وفاة الشيخ مرتضى الأنصاري فقال وأي شيء في ذلك فقال إن تاريخ وفاته بحساب الجمل (ظهر الفساد) فقال له وأنت من الذين ولدوا في ذلك التاريخ فيما أذكر قال لا بل أنا ولدت قبل وفاته بأربع سنين فقال فإذا تاريخ ولادتك (ظهر الفسا). وبلغه إن الشيخ جواد عليوي وقد ثنى على الثمانين تزوج بفتاة صغيرة وانه يعالج نفسه بالأدوية فكتب إلى بعض أصدقائه يقول:

أشعاره
له شعر كثير جيد وقد سمعت إن له ديوان شعر وانه فقد ولكن في مجلة الحضارة إن المهم من شعره قد عني بجمعه قريبه الشاعر السيد محمود الحبوبي (النجفي) ولا يزال محفوظا ومخطوطا عنده وهو يربو على 2500 بيت من عيون الشعر ومختاراته ’’انتهى’’ فمن شعره قوله في الناقة:
ومنها في القلم:
وقوله من قصيدة:
وقوله من قصيدة:
وقال في ذكرى القادسية:
وقال يرثي عالم العراق وشاعر العصر السيد محمد سعيد الحبوبي النجفي وقد توفي مجاهدا سنة 1333:
وقال في الحكم والآداب:
وأرسل إلى الشيخ أحمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ محمد رضا ابن الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر النجفي يطلب منه أن يهيئ له مأدبة سمك يختص بها وحده دون إن يشاركه فيها أحد أقربائه الذين نكتوا معه يوم الهريسة:
وقال يخاطب السيد حسين القزويني:
وقال وهي تجمع عدة مقاصد:
وله:
وقال:
وقال:
وفي شعره الاجتماعي تصوير بليغ لنواحي النقص في المجتمع فهو يبعث هذه الصور الاجتماعية البائسة بقطع أدبية رائعة.
قال وقد أبصر أمامه القصر الشاهق الرفيع، والى جانبه الكوخ المتهدم الوضيع:
وقال:
وقال:
وقال:
وله يخاطب أخاه الشيخ عبد الرضا الشبيبي:
وله يخاطب الشيخ أحمد والشيخ محمد حسين ولدي الشيخ علي ابن الشيخ محمد رضا ابن الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء:
وله في طول الليل:
وله في العربة:
ومما كتبه إلى المؤلف وأورد الكتاب صاحب سمير الحاضر وأنيس المسافر وهو على طرز غريب وهذا نصه:
ما يحسن القلم على طول لسانه في القيل (وعن محسن ما قال إلا وقصرا)
وما هو حتى يفوق ديباج ثنائه الجميل (فيمسي به نسج الطروس محبرا).
أبى إذ أعياه وصف عن الإفصاح عن الغرض (وأصبح عنه واقفا متحيرا).
واحجم في ميدان المقال كأنه ما ركض إلى الغاية القصوى (وظل بميدان الثنا متمطرا)
وسكن وهو المتحرك من بث الجوهر كأنما عرض له عرض (ويا طالما وشى المقال فأبهرا)
عذرته فقد سعى جهده وتعب دون الأمد (وقلت استرح ما أنت من وصل الذكا)
وأنت يا فكر لا تقتحم عقبة الوصف فما لك بذلك يد (ولا طاقة فيما تحاوله لكا)
لا يجمل منك إن تدعي بلا برهان قاطع كشف الغطاء عن استبصارك فتحيط بما يعجز لمدارك خبرا (تحاول صعبا لست ممن يساهله)
مهلا لا تحملنا إن نسئ الظن بك لو قلت أنا بالمحسن الفعل غداة الأعراض عن القول من كل منطبق اعرف وأدرى (فما محسن ممن تعد فضائله)
عددت لنا إحاطته بالفنون إن قدرت ولم (ومن بحره جئنا ولو بخليج)
وأعلمنا هل سرحت نظرك من روض محاسنه بمن (يعيد بهيج الروض غير بهيج)
بمحامد منه أضوع ريا من الغالية وأعبق (وجود منه يروى الغيث ريه)
وكمال هوله خلق وطبع لا كمن يتخلق (وآراء بغبطته وريه)
وعلم حصلت من غزارته على اليقين (ولي في كل من ساماه شك)
وترسل أخلصته البلاغة عما يدنس ويشين (كابر يزله بذكاه سبك)
فالأنسب إن من كان مثل هذا العديم المناسب في العلو (فريدا في الفضائل والفتوة)
معصوم من الزلل رأيه في النيابة عن آبائه فلا يحمل هذا القول بهذا الأصل على الغلو (فكل فم به في الحق نوه)
لن يطيق كاتب محاسنه كتابه. فنسخته لو كان طوى الزمان من حاشية لها لكان المختصر النافع وما لا يدرك غايته حد القدرة ترك وإلا يوجب الحرج أو يتسع الخرق على الراقع ولنكتف عن ذكره بعد اليأس عن الإحاطة بقطرة من البحر المحيط ولكنه العذب الأبيض المساعي كما إني أذكر من نار وجدي لبعده مقدار القبس من نار نمرود المسجرة بها من ساعة البين أضلاعي وجد لا تبرد معه غلة إلا إذا انصب عليها تسنيم الملاقاة وجرى وسهد إنساني الغمض فلا اعرف الآن وصف الكرى فأود الآن من الشوقان يحملني نسيم العراق إلى الشام وان كان الشام على العراقي من الوجد أعظم لأطالع من نسخة ذلك الطبع الشريف ما ينسيني الأرق من أجله والهم والسلام عليك ما همي الودق وأومض البرق.
مراثيه
قال الشيخ عبد الحسين الحلي قاضي قضاة البحرين يرثيه:
وقال الشيخ عبد الحسين الحلي يرثيه أيضا للمرة الثانية:
وقال الشيخ عبد الحسين الحلي يرثيه أيضا للمرة الثالثة:

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 4- ص: 282