التصنيفات

جندب بن زهير بن الحارث ابن كثير بن جشم بن سبيع بن مالك بن ذهل ابن مازن بن ذبيان بن ثعلبة بن الدئل بن سعد مناة بن غامد الأزدي الغامدي الكوفي
هكذا نسبه في أسد الغابة. قتل بصفين مع أمير المؤمنين عليه السلام سنة 37 وقال ابن عساكر ذكر العسكري انه مات في خلافة معاوية.
كان من خواص أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، حضر معه حرب الجمل وحرب صفين وقتل يوم صفين. وفي أحد الأقوال المتقدمة انه يلقب جندب الخير ويأتي ذلك أيضا عن ابن شاذان.
جنادب الأزد أربعة
في أسد الغابة: جندب بن زهير أحد جنادب الأزد وهم أربعة: جندب الخير بن عبد الله. وجندب بن كعب قاتل الساحر. وجندب بن عفيف. وجندب بن زهير. وفي أسد الغابة في ترجمة جندب بن كعب: قيل لابن عمر إن المختار قد اتخذ كرسيا يطيف به أصحابه يستسقون به ويستنصرون فقال: أين بعض جنادبة الأزد عنه وهم جندب بن زهير من بني ذبيان وجندب الخير بن عبد الله وجندب بن كعب وجندب بن عفيف ’’انتهى’’. وقال ابن عساكر: قال علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد: جندب الخير هو جندب بن عبد الله بن ضبة وجندب بن كعب قاتل الساحر، وجندب بن عفيف، وجندب بن زهير، كان على رجالة علي بصفين وقتل معه بصفين هؤلاء الأربعة من الأزد.
هو صحابي أم تابعي
سيأتي عن الفضل بن شاذان انه تابعي وعن ابن حبان انه ذكره في ثقات التابعين وعن التقريب إن جندب الخير الأزدي أبو عبد الله قاتل الساحر مختلف في صحبته وأحد الأقوال انه ابن زهير ومقتضى ما يأتي من إن آية {فمن كان يرجو لقاء ربه} نزلت فيه وان عمير بن الحارث الأزدي أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نفر من قومه منهم جندب بن زهير وانه قام رجل من الأزد يقال له جندب بن زهير إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه صحابي ويأتي قول الاستيعاب وقد اختلف في صحبة جندب بن زهير وذكره رواية جندب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حد الساحر وان أحد الأقوال انه جندب بن زهير لكنه ضعف الرواية ويأتي قول ابن عساكر يقال إن له صحبة وانه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكتب له ولقومه كتابا وهو صريح في صحبته.
وقال ابن عساكر قال البغوي: يشك في صحبته. وقال الطبراني: اختلف في صحبته، اخرج له الترمذي حديثه وصحح إن وقفه أصح، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين ’’انتهى’’.
من هو قاتل الساحر
مر في جندب الخير نقل صاحب تهذيب التهذيب الخلاف في قاتل الساحر انه جندب بن زهير أو جندب بن عبد الله أو جندب بن كعب ويأتي ذلك في ترجمتهما وفي الاستيعاب في ترجمة جندب بن كعب: الذي قال إن قاتل الساحر جندب بن زهير هو الزبير بن بكار في خبر ذكره في قتله الساحر بين يدي الوليد، والصحيح عندنا انه جندب بن كعب ثم ذكر حديث قتل جندب بن كعب للساحر ويأتي في ترجمته.
قال ابن عساكر: قال البخاري وابن منده: جندب بن كعب قاتل الساحر. وقال علي بن المديني: هو جندب بن زهير.
أقوال العلماء فيه
قال الكشي في رجاله قال الفضل بن شاذان: من التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم جندب بن زهير زهير قاتل الساحر وعد جماعة أخرى. وعن تقريب ابن حجر: جندب الخير الأزدي أبو عبد الله قاتل الساحر مختلف في صحبته، يقال ابن كعب ويقال ابن زهير، ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال أبو عبيد: قتل بصفين ’’انتهى’’.
وفي أسد الغابة: جندب بن زهير كان على رجالة صفين مع علي وقتل في تلك الحرب بصفين قال أبو نعيم: ذكره البغوي وقال هو أزدي، وروى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان جندب بن زهير إذا صلى أو صام أو تصدق فذكر بخير ارتاح له فزاد في ذلك لمقالة الناس، فأنزل الله تعالى في ذلك {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} وكان فيمن سيره عثمان من الكوفة إلى الشام وقتل مع علي بصفين أخرجه ابن منده وأبو نعيم ’’انتهى’’، وذكر ابن عبد البر في الاستيعاب في ترجمة جندب بن كعب فقال: إن جندب بن كعب هو الذي قتل الساحر بين يدي الوليد بن عقبة. روى الحسن البصري عن جندب إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: حد الساحر ضربة بالسيف فقيل إنه جندب بن كعب وقيل إنه جندب بن زهير قال: وقد اختلف في صحبة جندب بن زهير، وقيل حديثه هذا مرسل وتكلموا فيه من اجل السري بن إسماعيل.
وفي الإصابة: فرق الزبير عن عمد في كتاب الموفقيات بين جندب بن زهير وبين جندب بن كعب قاتل الساحر بن كبشة وكذا فرق بينهما ابن الكلبي وفي الإصابة أيضا: جندب بن زهير بن الحارث بن كثير بن سبع بن مالك الأزدي الغامدي، ويقال: جندب بن عبد الله بن زهير الغامدي. ذكر ابن الكلبي في التفسير عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان جندب بن زهير الغامدي إذا صلى -إلى أخر ما تقدم، وله ذكر في ترجمة عمير بن الحارث الأزدي انه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نفر من قومه منهم جندب بن زهير -الحديث- ثم ذكر من طريق مقاتل عن عكرمة عن ابن عباس قال: قام رجل من الأزد يقال له جندب بن زهير الغامدي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: بأبي وأمي إني لأرجع من عندك فلم تقر عيني بمال ولا ولد حتى ارجع فانظر إليك فإني لي بك في غمار القيامة، فذكر حديثا طويلا في أهوال يوم القيامة. ومقاتل ضعيف. وروى ابن سعد بسند له أنه كان مع علي يوم الجمل، وروى خليفة من طريق علي بن زيد عن الحسن إن جندب بن زهير كان مع علي بصفين وكذا ذكره المفضل الغلابي في تاريخه وقال أبو عبيد: كان على الرجالة يومئذ. وذكر ابن دريد في أمإليه بسنده عن أبي عبيدة عن يونس قال: كان عبد الله بن الزبير اصطفنا يوم الجمل، فخرج علينا صائح كالمنتصح من أصحاب علي فقال: يا معشر فتيان قريش أحذركم رجلين جندب بن زهير الغامدي والأشتر فلا تقوموا لسيوفهما، أما جندب فرجل ربعة يجر درعه حتى يعفي أثره ’’انتهى’’. وفي تاريخ ابن عساكر: جندب بن زهير بن الحارث بن كبير بن جشم الأزدي يقال إن له صحبة، وهو من أهل الكوفة، وكان ممن سيره عثمان من الكوفة إلى دمشق، وشهد مع علي صفين أميرا على الأزد وقتل يومئذ، ثم ذكر خبره المتقدم: إذا صام أو صلى، ثم قال: واتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في رهط من الأزد فكتب لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أما بعد فمن اسلم من عائذ فله ما للمسلمين من حرمة ماله ودمه ولا تحشروا لا تعشروا وله ما اسلم عليه من ارض. وقال جندب: لقيني عبد الله بن الزبير وعليه وجه من حديد فطعنته في وجهه فزل السنان عنه، ثم لقيه بعد ذلك عبد الرحمن بن عتاب فطعنه فأرداه كالنخلة السحوق ’’انتهى’’. وفي تهذيب التهذيب: جندب الخير الأزدي الغامدي قاتل الساحر، يكنى أبا عبد الله، له صحبة، يقال إنه جندب بن زهير ويقال: جندب بن عبد الله، ويقال: جندب بن كعب بن عبد الله. روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حد الساحر ضربة بالسيف، وعن سلمان الفارسي وعلي. وعنه حارثة بن وهب الصحابي والحسن البصري وعثمان النهدي وعبد الله بن شريك العامري وعدة وفي مطالب السؤول في مناقب آل الرسول لمحمد بن طلحة الشافعي قال نوف البكالي: عرضت لي حاجة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فاستتبعت إليه جندب بن زهير والربيع بن خثيم وابن أخيه همام بن عبادة بن خثيم فألفيناه حين خرج يؤم المسجد فأفضى ونحن معه إلى نفر قد أفاضوا في الأحدوثات تفكها وهم يلهي بعضهم بعضا فاسرعوا إليه قياما وسلموا عليه فرد التحية ثم قال: من القوم؟ فقالوا أناس من شيعتك يا أمير المؤمنين فقال لهم خيرا ثم قال يا هؤلاء ما لي لا أرى فيكم سمة شيعتنا وحلية أحبتنا فامسك القوم حياء فاقبل عليه جندب والربيع فقالا له: ما سمة شيعتكم يا أمير المؤمنين؟ فسكت فقال همام -الحديث- وذكرناه بتمامه في ترجمة همام. وقال ابن قتيبة في المعارف: روي في الحديث إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال زيد الخير الأجذام وجندب ما جندب فقيل يا رسول الله أتذكر رجلين فقال أما أحدهما فسبقته يده إلى الجنة بثلاثين عاما وأما الآخر فيضرب ضربة يفصل بها بين الحق والباطل فكان أحد الرجلين زيد بن صوحان شهد يوم جلولاء فقطعت يده وقتل مع علي يوم الجمل وأما الآخر فهو جندب بن زهير الغامدي ضرب ساحرا كان يلعب بين يدي الوليد بن عقبة فقتله ’’انتهى’’.
خبر تسييره وأصحابه إلى الشام
قال ابن الأثير في حوادث سنة 33: في هذه السنة سير عثمان نفرا من أهل الكوفة إلى الشام وكان السبب في ذلك إن سعيد بن العاص لما ولاه عثمان الكوفة حين شهد على الوليد بشرب الخمر أمره إن يسير الوليد إليه، فقدم سعيد الكوفة وسير الوليد وغسل المنبر، فنهاه رجال من بني أمية كانوا قد خرجوا معه عن ذلك، فلم يجبهم، فبينما سعيد يتحدث مع جلسائه قال حبيش (خنيس) ابن فلان الأسدي: ما أجود طلحة بن عبيد الله! فقال سعيد إن من له مثل النشاستج لحقيق إن يكون جوادا والله لو إن لي مثله لأعاشكم الله به عيشا رغدا. فقال عبد الرحمن بن حبيش وهو حدث: والله لوددت هذا الملطاط لك -يعني لسعيد- وهو ما كان للأكاسرة على جانب الفرات الذي يلي الكوفة، فقالوا: فض الله فاك، والله لقد هممنا بك، فقال أبوه: غلام فلا تجاوزوه فقالوا: يتمنى له سوادنا؟ قال: ويتمنى لكم اضعافه فقاربه الأشتر وجندب وذكر معهما جماعة، ولا يدري من هو جندب هذا، أهو جندب بن كعب الأزدي أو جندب بن زهير الغامدي، فكلاهما كانا حاضرين في تلك الواقعة بدليل انهما كانا ممن سيرهم سعيد كما سيأتي فأخذوه، فثار أبوه ليمنع عنه فضربوهما حتى غشي عليهما وجعل سعيد يناشدهم ويأبون حتى قضوا منهما وطرا. فسمع بذلك بنو أسد فجاءوا وفيهم طلحة فأحاطوا بالقصر وركبت القبائل فعادوا بسعيد، فخرج سعيد إلى الناس فقال: أيها الناس قوم تنازعوا وقد رزق الله العافية فردهم فتراجعوا وأفاق الرجلان فقالا قاتلنا
غاشيتك، فقال: لا يغشوني أبدا فكفا ألسنتكما ولا تحزبا الناس ففعلا وقعد أولئك النفر في بيوتهم وأقبلوا يقعون في عثمان. وقيل بل كان السبب في ذلك أنه كان يسمر عند سعيد بن العاص وجوه أهل الكوفة فقال سعيد: إنما هذا السواد بستان قريش فقال الأشتر: أتزعم إن السواد الذي أفاءه الله علينا بأسيافنا بستان لك ولقومك وتكلم القوم معه، فقال عبد الرحمن الأسدي -وكان على شرطة سعيد- أتردون على مقالته وأغلظ لهم فقال الأشتر لا يفوتنكم الرجل فوثبوا عليه فوطئوه وطء شديدا حتى غشي عليه ثم جروا برجله فنضح بماء فأفاق، فقال قتلني من انتخبت، فقال: والله لا يسمر عندي أحد أبدا فجعلوا يجلسون في مجالسهم يشتمون عثمان وسعيدا واجتمع إليهم الناس حتى كثروا، فكتب سعيد وأشراف أهل الكوفة إلى عثمان في إخراجهم. فكتب إليهم إن يلحقوهم بمعاوية، وكتب إلى معاوية إن نفرا قد خلقوا للفتنة فأقم عليهم وانههم فان آنست منهم رشدا فاقبل وان أعيوك فارددهم علي، فلما قدموا على معاوية أنزلهم كنيسة مريم وأجرى عليهم ما كان لهم بالعراق بأمر عثمان وكان يتغدى ويتعشى عندهم، فقال لهم يوما: إنكم قوم من العرب لكم أسنان وألسنة وقد أدركتم بالإسلام شرفا وغلبتم الأمم وحويتم مواريثهم وقد بلغني أنكم نقمتم قريشا ولو لم تكن قريش كنتم أذلة إن أئمتكم لكم جنة فلا تتفرقوا عن جنتكم، وجرى بينه وبينهم كلام فكتب إلى عثمان انه قدم علي أقوام ليست لهم عقول ولا أديان أضجرهم العدل، إلى إن قال: فخرجوا من دمشق فقالوا لا ترجعوا بنا إلى الكوفة فإنهم يشمتون بنا ولكن ميلوا إلى الجزيرة، فسمع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد -وكان على حمص- فدعاهم ووبخهم وأهانهم. وفي رواية إن معاوية لما عاد إليهم من القائلة جرى بينه وبينهم كلام أغضبهم فيه وأغضبوه فوثبوا عليه وأخذوا رأسه ولحيته فقال: مه إن هذه ليست بأرض الكوفة والله لو رأى أهل الشام ما صنعتم بي ما ملكت إن أنهاهم عنكم حتى يقتلوكم، ثم قام من عندهم وكتب إلى عثمان نحو الكتاب المتقدم، فكتب إليه عثمان يأمره إن يردهم إلى سعيد بن العاص بالكوفة فردهم فأطلقوا ألسنتهم، فضج سعيد منهم إلى عثمان، فكتب إليه عثمان إن يسيرهم إلى عبد الرحمن بن خالد بحمص فسيرهم إليها فأنزلهم عبد الرحمن وأجرى عليهم رزقا، وكانوا الأشتر وثابت بن قيس الهمداني وكميل بن زياد وزيد وصعصعة ابني صوحان وجندب بن زهير الغامدي وجندب بن كعب الأزدي وعروة بن الجعد وعمرو بن الحمق الخزاعي وابن الكواء ’’انتهى’’
أخباره بصفين
روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين بسنده عن عبد الله بن شريك إن الناس لما أتوا النخيلة قام رجال ممن كان سيره عثمان فتكلموا فقام جندب بن زهير والحارث الأعور ويزيد بن قيس الأرحبي فقال جندب قد إن للذين اخرجوا من ديارهم وجعله أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم صفين على الأزد واليمن. وقال نصر في موضع أخر من كتاب صفين: حمل جندب بن زهير يوم صفين وهو يقول:

(أقول) يأتي في ترجمة عدي بن حاتم ذكر الشطور الثلاثة الأول لعدي بن حاتم في رواية نصر. فأما إن يكون من توارد الخاطر أو اشتباه الرواة.
ومن أخباره في صفين التي تدل على عظيم شجاعته ما ذكره نصر أيضا قال تقدم جندب بن زهير برايته وراية قومه وهو يقول والله لا انتهي حتى أخضبها فخضبها مرارا إذ اعترضه رجل من أهل الشام فطعنه فمشى إلى صاحبه في الرمح حتى ضربه بالسيف فقتله ’’انتهى’’.
ومن أخباره يوم صفين التي تدل على شدة إخلاصه في حب أمير المؤمنين عليه السلام وقوة إيمانه أنه لما ندبت أزد العراق إلى قتال أزد الشام بصفين خطب مخنف بن سليم خطبة توجب توهين عزم أزد العراق في قتال قومهم من أزد الشام فرد عليه جندب بن زهير بخطبة توجب تقوية عزمهم وتشد قلوبهم قال نصر قال عمر عن الحارث بن حصيرة عن أشياخ النمر إن مخنف بن سليم لما ندبت أزد العراق إلى قتال أزد الشام خطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن من الخطب الجليل والبلاء العظيم أنا صرفنا إلى قومنا وصرفوا إلينا فو الله ما هي إلا أيدينا نقطعها بأيدينا وما هي إلا أجنحتنا نحذفها بأسيافنا فان نحن لم نفعل لم نناصح صاحبنا ولم نواس جماعتنا وان نحن فعلنا فعزنا أبحنا ونارنا أخمدنا فقال جندب بن زهير والله لو كنا آباءهم ولدناهم أو كنا أبناءهم ولدونا ثم خرجوا من جماعتنا وطعنوا على إمامنا ووازروا الظالمين الحاكمين بغير الحق على أهل ملتنا وذمتنا ما افترقنا بعد إذ اجتمعنا حتى يرجعوا عما هم عليه ويدخلوا فيما ندعوهم إليه أو تكثر القتلى بيننا وبينهم فقال مخنف والله ما علمتك صغيرا وكبيرا إلا مشئوما والله ما ميلنا الرأي في أمرين قط أيهما نأتي وأيهما ندع في الجاهلية ولا بعد ما أسلمنا إلا اخترت أعسرهما وأنكدهما اللهم فان نعافى أحب إلينا من إن نبتلى اللهم أعط كل رجل منا ما سالك فتقدم جندب بن زهير فبارز رأس أزد الشام فقتله الشامي انتهى فكانت عاقبته الشهادة نال شرفها وسعادتها. ومخنف بن سليم كان رئيس أزد العراق فلذلك لما رد عليه جندب مقالته برد أفحمه فيه قابله مخنف بهذا الجواب الخشن فكان جواب جندب بالفعل خرج فقاتل ولم يبارز إلا رأس أزد الشام حتى قتل وقال ابن الأثير في حوادث سنة 37 -عند ذكر حرب صفين-: وتقدم جندب بن زهير فبارز رأس أزد الشام فقتله الشامي وقال أيضا: فيها قتل جندب بن زهير الأزدي وهو من الصحابة مع علي بصفين ’’انتهى’’.
التمييز
في مشتركات الكاظمي: باب جندب ولم يذكره شيخنا مشترك بين جماعة مجهولين إلا ابن السكن أبا ذر الغفاري الذي هو أحد الأركان الأربعة وإلا ابن زهير فإنه من التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم ’’انتهى’’.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 4- ص: 243

جندب بن زهير (ب د ع) جندب بن زهير بن الحارث بن كثير بن جشم بن سبيع بن مالك بن ذهل بن مازن ابن ذبيان بن ثعلبة بن الدؤل بن سعد مناة بن غامد الأزدي الغامدي. كان على رجالة صفين مع علي، وقتل في تلك الحرب بصفين.
قال أبو عمر: قيل إن الذي قتل الساحر بين يدي الوليد بن عقبة بن أبي معيط هو: جندب بن زهير، قاله الزبير بن بكار، وقيل: جندب بن كعب، وهو الصحيح، قال: وقد اختلف في صحبة جندب ابن زهير، فقيل: له صحبة، وقيل: لا صحبة له، وإن حديثه مرسل، وتكلموا في حديثه من أجل السري بن إسماعيل.
قال أبو نعيم: ذكره البغوي، وقال: هو أزدي. وروى الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: كان جندب بن زهير إذا صلى أو صام أو تصدق، فذكر بخير ارتاح له، فزاد في ذلك لقالة الناس، فأنزل الله تعالى في ذلك: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} وكان فيمن سيره عثمان رضي الله عنه من الكوفة إلى الشام، وهو أحد جنادب الأزد، وهم أربعة: جندب الخير بن عبد الله، وجندب بن كعب قاتل الساحر، وجندب بن عفيف، وجندب بن زهير، وقتل مع علي بصفين.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وأما أبو عمر فأخرج من أخباره شيئا في ترجمة جندب بن كعب.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 197

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 1- ص: 565

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 359

جندب بن زهير بن الحارث بن كثير بن سبع بن مالك الأزدي الغامدي.
ويقال جندب بن عبد الله بن زهير الغامدي.
ذكر ابن الكلبي في التفسير عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان جندب بن زهير الغامدي إذا صلى أو صام أو تصدق فذكره ارتاح لذلك، فنزلت: {فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا...} الآية.
وله ذكر في ترجمة عمير بن الحارث الأزدي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومه منهم جندب بن زهير ومخنف بن سليم، وعبد الله بن سليم، وجندب بن كعب، وغيرهم.
وروى علي بن سعد في «الطاعة والمعصية»، من طريق مقاتل، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قام رجل من الأزد يقال له جندب بن زهير الغامدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بأبي وأمي، إني لأرجع من عندك فلم تقر عيني بمال ولا ولد حتى أرجع فأنظر إليك، فأنى لي بك في غمار القيامة؟ فذكر حديثا طويلا في أهوال يوم القيامة ومقاتل ضعيف.
وروى ابن سعد بسند له أنه كان مع علي يوم الجمل.
وروى خليفة من طريق علي بن زيد، عن الحسن أن جندب بن زهير كان مع علي بصفين، وكذا ذكره المفضل الغلابي في تاريخه.
وقال أبو عبيد: كان على الرجالة يومئذ. وذكر ابن دريد في «أماليه» بسنده إلى أبي عبيدة عن يونس، قال: كان عبد الله بن الزبير اصطفنا يوم الجمل، فخرج علينا صائح كالمنتصح من أصحاب علي، فقال: يا معشر فتيان قريش، أحذركم رجلين: جندب بن زهير الغامدي. والأشتر، فلا تقوموا لسيوفهما، أما جندب فرجل ربعة يجر درعه حتى يعفي أثره. قال ابن عبد البر: ذكر الزبير أن جندب بن زهير هذا هو قاتل الساحر. والصحيح أنه غيره.
واختلف في صحبة جندب بن زهير، وتكلموا في حديثه من أجل السري بن إسماعيل.
قلت: فرق الزبير عن عمه في كتاب «الموفقيات» بين جندب بن زهير، وبين جندب
ابن كعب قاتل الساحر ابن كبشة، كذا فرق بينهما ابن الكلبي.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 1- ص: 612

جندب بن زهير العامري فرق ابن فتحون في الذيل بينه وبين جندب ابن زهير الأزدي، وهما واحد، وهو الغامدي- بالغين المعجمة والدال، لا العامري- بالمهملة والراء، وغامد: بطن من الأزد.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 1- ص: 650