السيد جمال الدين بن عبد الله بن محمد ابن الحسن الحسيني الجرجاني عن رياض العلماء
فاضل عالم محقق مدقق، له مؤلفات منها: شرح على تهذيب الأصول للعلامة ممتزج بالمتن رايته في أسترآباد وفي تبريز فرغ منه أواسط ربيع الآخر سنة 929 وأظن أنه من تلامذة الشيخ علي الكركي فلاحظ. وفي الفوائد الرضوية: عالم فاضل مدقق محقق له شرح تهذيب العلامة فرع منه سنة 929 والظاهر أنه معاصر للمحقق الكركي بل من تلامذته وهو غير جمال الدين المحدث الهروي صاحب روضة الأحباب في سيرة النبي والآل والأصحاب وكتاب الأربعين من أحاديث سيد المرسلين في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام وفي روضات الجنات شرحه هذا على التهذيب معروف بين الأصوليين ينقلون عنه كثيرا، وهو كتاب تحقيق واتقان عندنا منه نسخة، وعليه حواش منه عديدة جيدة، ولعله من أحسن شروح التهذيب الموجودة بين أيدينا كالعميدي والضياء والفخري والمنصوري وشرح الشيخ عبد النبي الجزائري وشرح السيد مجد الدين عباد بن أحمد بن إسماعيل الحسيني وغيرها وفي النظر إن شيخنا الشهيد الثاني ينقل عنه في بعض المواضع وفي بعض إجازات السيد حسين بن حيدر العاملي الكركي الراوي عن شيخنا البهائي: وحدثني الأمير أبو الولي ابن السيد المحقق الشاه محمود الانجوئي الحسيني الشيرازي آدام الله أيامه سنة 1005 عن السيد السند الجليل الأمير صفي الدين محمد ابن السيد العلامة جمال الدين الأسترآبادي صاحب شرح تهذيب الأصول عن قطب المحققين الشيخ علي بن عبد العالي الكركي، وعليه فلا يبعد كونه بعينه هو المذكور في بعض التراجم بعنوان السيد الصدر الأمير الكبير جمال الدين الأسترآبادي من تلامذة المولى جلال الدين الدواني لأني رأيت رواية أبي الولي المتقدم عن المولى المحقق مولانا خواجة جمال الدين محمود عن العلامة الدواني. وعن المولى المحقق المدقق الشيخ منصور الشهير براست كو شارح تهذيب الأصول أيضا عن رجل عنه، وحينئذ فلا ضرر في تلمذ المترجم عنده أيضا ثم إنه نقل عن بعض تواريخ المتأخرين من العجم إن السيد جمال الدين المذكور قدم هراة وقرأ هناك على المولى الشيخ حسن الحساني في شرح اللوامع وغيره. ثم صار صدرا في دولة الشاه إسماعيل الأول الكبير، فأراد الوزير إن يشرك معه في الصدارة الأمير غياث الدين منصور الشيرازي المشهور لشئ جرى بينهما فلم يتفق له ذلك، وجرى بينه وبين الأمير غياث الدين المذكور مباحثات كثيرة إلا انه لما غلب الهزل والمزاح على طبع الأمير جمال الدين كان يحصل بينهما انقطاع دائما ولكن بالخير، ونقل أيضا عن ذلك التاريخ إن هذا السيد كان معاصرا للمحقق الشيخ علي الكركي لا تلميذا له. وان الشيخ علي الكركي لما توجه إلى حضرة السلطان من ديار العرب أول مرة كان الأمير جمال الدين هذا صدرا فحصل بينهما مودة في الظاهر واتفقا على إن يقرأ الكركي عليه أسبوعا في شرح القوشجي بشرط إن يقرأ هو أيضا على الكركي أسبوعا في قواعد العلامة، وقدم نوبة التدريس لنفسه بحجة إن الساعة النجومية لا تساعد في هذا الأسبوع إلا على الشروع في علم الكلام فلما قرأ عليه الكركي دروسا من الأمور العامة ودخل الأسبوع الثاني تمارض السيد عن حضور درس القواعد ليصدق تلمذ الكركي عليه من غير عكس، ويقال إن هذه الواقعة كانت للكركي مع الأمير غياث الدين منصور المقدم ذكره. (أقول) قد اعتاد الكثيرون نقل أمثال هذه الحكايات في حق أفاضل العلماء، ولسنا نطمئن بصحة أمثالها ولو صحت لكانت إلى القدح أقرب منها إلى المدح على إنها من الأمور التافهة كما لا يخفى، ولم يستبعد صاحب الروضات كون المترجم هو السيد جمال الدين عبد الله بن محمد بن أحمد الحسيني النيسابوري الذي ذكره صاحب طبقات النحاة. ونقل عن ابن حجر أنه قال في حقه. كان بارعا في الأصول والعربية درس بالأسدية بحلب، وكان أحد أئمة المعقول حسن الشيبة يتشيع مات سنة 776 بناء على تصحيف تسعمائة بسبعمائة (وأقول) ما نفى عنه البعد كالمقطوع بفساده فهذا اسمه عبد الله ولقبه جمال الدين كان مدرسا بحلب وتوفي سنة 776 وذاك اسمه جمال الدين، ولو كان اسمه عبد الله ولقبه جمال الدين لذكر، وكان بلاد العجم فما الذي جاء به إلى حلب، وكان حيا سنة 929.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 4- ص: 216