التصنيفات

السيد تاج الدين أبو عبد الله النقيب جعفر ابن محمد بن معية الحسني
من هو المعروف بابن معية:
مر في ج 6 إن ابن معية اسمه أبو عبد الله محمد بن القاسم بن معية ابن سعيد الحسني الديباجي ولكن صاحب عمدة الطالب قال إن المعروف بابن معية هو جده أبو القاسم علي بن الحسن أي إن هذا أول من عرف منهم بابن معية لأنها أمه.
من هي معية
وهي معية بنت محمد بن حارثة بن معاوية بن إسحاق بن زيد بن حارثة بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن الأوس كوفية ينسب إليها ولدها وقال أبو عبد الله بن طباطبا هي أم أولاده ولعمري إن آل معية اعرف بنسبهم من غيرهم وقد صرح النقيب تاج الدين (هو المترجم) في كثير من تصانيفه إنها أم علي بن الحسن بن الحسن والشيخ العمري قال إن أمه يعني عليا معية الأنصارية بها يعرف ولده وذكره ابن خداع إن أصلها من بغداد.
ما معنى معية
معية كسمية في لسان العرب هي تصغير معاوية عند أهل البصرة. ولعل التسمية بها من باب التسمية بأسماء الحيوانات عند العرب كما سموا كلبا وغيره.
أقوال العلماء فيه
في عمدة الطالب المطبوع: ذكر سادات بني معية وهم علماء حلماء أجلاء منهم السيد تاج الدين النسابة. ويفهم من عمدة الطالب انه كان عالما فاضلا مؤلفا نقيبا نسابة شاعرا فصيحا حيث قال: أما محمد بن الزكي الثالث فأعقب ولده النقيب تاج الدين جعفر الشاعر الفصيح لسان بني حسن بالعراق وأضر في أخر عمره ثم قال وانقرض النقيب تاج الدين جعفر.
أخباره
في عمدة الطالب حدثني الشيخ تاج الدين محمد (وفي نسمة السحر تاج الدين بن محمد) وقال حدثني أبي -القاسم بن معية- عن خاله النقيب تاج الدين جعفر المذكور أنه حدثه قال لهجت بقول الشعر وأنا صبي فسمع والدي بذلك فاستدعاني وقال يا جعفر قد سمعت انك تهذي بالشعر فقل في هذه الشجرة حتى أسمع وكان هناك شجرة نارنج فقلت ارتجالا:

فاستدناني وقبل ما بين عيني وأمر لي بفرس وثياب نفيسة ودراهم أمر بإحضارها في الحال ووهب لي ضيعة من خاصة ضياعه وقال يا بني استكثر من هذا فأنا نقصد دار الخلافة ومعنا من الخيل وغيرها وأنواع التكلفات والهدايا ومما لا يتمكن من مثله ويجيء ابن عامر بدواته وقلمه فتقضى حوائجه قبلنا ويرجع إلى الكوفة ونحن مقيمون بدار الخلافة لم تقض لنا بعد حاجة قال وكان للنقيب تاج الدين جعفر وظائف على الديوان تحمل إليه في كل سنة وكان أضر وبنى موضعا سماه الزوية واعتكف فيه دائما فأرسلوا إليه في بعض السنين -وحاكم بغداد يومئذ الصاحب علاء الدين عطا ملك الجويني- بفرس كبير السن أعور فكتب إلى صاحب الديوان بهذين البيتين:
(بزرك) بالفارسية الكبير (واسب) الفرس (وكور) الأعمى قال فركب صاحب الديوان إليه وقاد إليه فرسا أخر واعتذر إليه (ولما كان الحاكم أعجميا نظم هو هذا الشطر بالفارسية) قال ومن حكاياته إن شاعرا مدحه فلم يعطه شيئا فهجاه بقوله:
فلما بلغته هذه الأبيات أمر للشاعر بجائزة فجاء الشاعر معتذرا وقال كيف أجازني النقيب على الهجو ولم يجزني على المدح فقال النقيب: أنا لا أعرف ما تقول ولكنك لما قلت شعرا أثبتك عليه فعرف الشاعر انه لم يجزه لاسترذال القصيدة وركاكة الشعر. وفي نسمة السحر: وأورد ابن عنبة -يعني صاحب عمدة الطالب- له أيضا:
قال ابن عنبة فعاش بعد ذلك سنة ثم مات واتبع أثره شيخنا تاج الدين بن محمد فقال:
قال ابن عنبة ولم يكن خاله وإنما كان خال والده السيد جلال الدين القاسم بن الحسين. قال المؤلف لم أجد ذلك في عمدة الطالب ولعله في غيره من مؤلفاته. وفي أمل الآمل عالم جليل يروي عنه ابن أخته القاسم بن معية. وفي خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام أنه في سنة 639 كان الأمير على مكة الشريف راجح بن قتادة من قبل ملك اليمن وكان ملك اليمن وملك مصر يتنازعان في أمير مكة دائما فإذا نصب أحدهما بها أميرا من الأشراف يخطب له نصب الآخر غيره وأرسل معه عسكرا لحرب الأول وإخراجه ففي هذه السنة أرسل صاحب مصر عسكرا إلى مكة فلما بلغ صاحب اليمن تجهز وخرج إلى مكة بجيش كثير فهرب المصريون، فدخل السلطان نور الدين علي بن رسول مكة وصام رمضان بها واعرض عن ولاية الشريف راجح. وأرسل بطلب الشريف حسن بن علي بن قتادة فذهب الشريف راجح إلى المدينة واستنجد أخواله من بني حسين على ابن أخيه الحسن بن علي بن قتادة فانجدوه فخرج راجح معهم من المدينة ومعه سبعمائة فارس قاصدا مكة ومعهم الأمير عيسى الملقب بالحرون كان فارس بني حسين في زمانه فبلغ ذلك الشريف أبا سعد الحسن بن علي بن قتادة، وكان ابنه أبو نمي في ينبع فأرسل إليه يطلبه، وعمر أبي نمي يومئذ 17 أو 18 سنة، فخرج في أربعين رجلا من ينبع قاصدا مكة فصادف القوم سائرين فحمل عليهم بالأربعين الذين معه فهزمهم ورجعوا إلى المدينة مغلوبين وفي ذلك يقول السيد جعفر بن محمد بن معية الحسني وهو إذ ذاك لسان بني حسن بالعراق من قصيدة يذكر فيها تلك الواقعة ويمدح أبا نمي ويحسن فعله:

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 4- ص: 183