التصنيفات

جعفر بن محمد بن مالك بن عيسى ابن سابور مولى أسماء بن خارجة بن حصين الفزاري أبو عبد الله كوفي. قال النجاشي كان ضعيفا في الحديث قال أحمد بن الحسين كان يضع الحديث وضعا ويروي عن المجاهيل وسمعت من قال كان أيضا فاسد المذهب والرواية ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي ابن همام وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الزراري رحمهما الله وليس هذا موضع ذكره له كتاب غرر الأخبار وكتاب أخبار الأئمة ومواليدهم عليهم السلام وكتاب الفتن والملاحم أخبرنا عدة من أصحابنا عن أحمد بن إبراهيم ابن أبي رافع عن محمد عنه بكتبه وأخبرنا أبو الحسين ابن الجندي عن محمد بن همام عنه وقال الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم (عليهم السلام) جعفر ابن محمد بن مالك كوفي ثقة ويضعفه قوم وروى في مولد القائم عليه السلام أعاجيب وقال في الفهرست جعفر بن محمد بن مالك له كتاب النوادر أخبرنا به جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري عن أبي علي ابن همام عن جعفر بن محمد بن مالك وفي الخلاصة ذكر ما قاله النجاشي ثم قال: قال ابن الغضائري أنه كان كذابا متروك الحديث جملة وكان في مذهبه ارتفاع ويروي عن الضعفاء والمجاهيل وكل عيوب الضعفاء مجتمعة فيه وقال الشيخ الطوسي وذكر ما مر عنه في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام إلى قوله أعاجيب ثم قال والظاهر أنه هذا المشار إليه فعندي في حديثه توقف ولا أعمل بروايته وعن كتاب الاستغاثة حدثنا جماعة من مشايخنا الثقات منهم جعفر بن محمد بن مالك الكوفي وفي التعليقة: قوله جعفر بن محمد بن مالك سيأتي في محمد بن أحمد بن يحيى استثناء ابن الوليد والصدوق إياه من رجال محمد بن أحمد بن يحيى وبناؤه على عدم الوثاقة وقوله روى عنه شيخنا الخ ويروي عنه أيضا البزوفري وابن عقدة وهو كثير الرواية وقد أكثر من الرواية عن المشايخ وقول الشيخ بكونه ثقة ونقله التضعيف عن قوم دليل على تأمل منه فيه وعدم قبوله إياه ثم في قوله روى مولد القائم الخ بعد توثيقه ونقله التضعيف لعله إشارة منه إلى إن سبب تضعيفهم إياه رواية الأعاجيب في مولده عليه السلام وأنه ليس منشأ للتضعيف وأن الأمر على ما ذكره فإن رواية الأعاجيب وأمثالها لعله منشأ للتضعيف عند كثير من القدماء كما لا يخفى على المتتبع المطلع ولا يخفى انه ليس كذلك. قال جدي -المجلسي الأول-: لا شك في إن أموره عليه السلام كلها أعاجيب بل معجزات الأنبياء كلها أعاجيب ولا عجب من ابن الغضائري في أمثال هذه والعجب من الشيخ لكن الظاهر إن الشيخ ذكر ذلك لبيان وجه تضعيف القوم لا للذم ثم قال والعجب من النجاشي انه مع معرفته هذه الأجلاء وروايتهم عنه كيف سمع قول جاهل مجهول فيه والظاهر إن الجميع نشا من قول ابن الغضائري كما صرح به النجاشي حيث قال كان ضعيفا في الحديث قال أحمد بن الحسين الخ. فانظر متى يجوز نسبة الوضع إلى أحد لرواية الأعاجيب والحال أنه هو لم يروها فقط بل رواها جماعة من الثقات أقول قوله والظاهر إن الجميع نشا من قول ابن الغضائري فيه شيء لا يخفى على المطلع بأحوال النجاشي وطريقته -يعني من عدم استناده إلى تضعيف ابن الغضائري- مع أنه قد أشرنا إلى استثناء ابن الوليد والصدوق الخ نعم لا يبعد إن يكون منشأ قولهم وتضعيفهم رواية الأعاجيب ومنشأ قول النجاشي تضعيفهم أو مع روايته الأعاجيب والظاهر إن من جملة المنشأ روايته عن المجاهيل ونسبة الارتفاع إليه ولعل هذه النسبة أيضا من روايته الأعاجيب ومما يدل على عدم غلوه ما رواه في الخصال عنه بسنده إلى الصادق عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الإسلام الغلاة والقدرية وقد اتضح من جميع ما تقدم وثاقة الرجل لتوثيق الشيخ له وكونه كثير الرواية وقد أكثر الثقات والمشايخ من الرواية عنه فروى عنه الشيخ الجليل النبيل الثقة أبو علي محمد بن همام والشيخ الجليل الثقة أبو غالب الزراري وأكثر الصدوق من الرواية عنه في كتبه وروى عنه البزوفري وابن عقدة وهما من أجلاء المشايخ أما استثناء الصدوق وشيخه محمد بن الحسن بن الوليد إياه من رجال محمد بن أحمد بن يحيى فلم يعلم وجهه ولا ينحصر أمره في عدم الوثاقة وعلى فرضه فالظاهر أنه لتشدد القميين في أمر الغلو وعدهم نسبة جملة من المعجزات وخوارق العادات غلوا حتى عد الصدوق تنزيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن السهو والنسيان أول الغلو ويدل على إن مجرد الاستثناء المذكور لا يوجب عدم الوثاقة وجود الثقة فيمن استثني على إن الصدوق مع أتباعه في ذلك وغيره شيخه ابن الوليد قد أكثر الرواية عن الرجل ولم يعبأ بهذا الاستثناء وابن الغضايري لا عبرة بتضعيفه لأنه لم يسلم منه أحد من الثقات كما هو معلوم ونقل الشيخ التضعيف عن قوم ظاهر ظهورا بينا في تأمله فيه وعدم قبوله إياه وكذلك قوله روى في مولد القائم عليه السلام الأعاجيب ظاهر ظهورا بينا في الإشارة إلى أنه منشأ التضعيف وعدم قبوله له وإلا لما وثقه. والنجاشي وإن كان لا يستند إلى تضعيف ابن الغضايري دائما فقد يستند إليه في بعض المواضع. والمتأمل يجزم بأن منشأ التضعيف ونسبة الوضع والكذب وانه متروك الحديث ونسبة الارتفاع في المذهب -أي الغلو- وفساد المذهب والرواية واجتماع كل عيوب الضعفاء فيه منشأ ذلك كله رواية المعجزات التي كانوا يعدونها غلوا فنسب إلى فساد المذهب والغلو لذلك ونسب إلى الوضع والكذب وفساد الرواية لأن من يروي الغلو فهو كاذب فاسد الرواية ونسب إلى اجتماع كل عيوب الضعفاء فيه لروايته مع ذلك عن الضعفاء والمجاهيل فان ذلك عندهم أيضا من أسباب القدح وعدم قبول الرواية وإذا ثبت إن ذلك هو المنشأ ظهر بطلان كل ما بني عليه ورواية الخصال تدل على إن الغلو والارتفاع المنسوب إليه لا يراد به الغلو الذي يضر اعتقاده وصدر الرواية قال أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان إن يجلس إلى غال فيستمع إلى حديثه ويصدقه على قوله إن أبي حدثني عن أبيه عن جده إن رسول الله ص قال صنفان من أمتي الخ وفي لسان الميزان: جعفر بن محمد بن مالك بن محمد بن جعفر الفزاري ذكره أبو جعفر الطوسي في رجال الشيعة ولا يخفى اختلاف الترجمة عما في فهرست الشيخ أبي جعفر الطوسي كما سمعت.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف جعفر بن محمد بن مالك برواية محمد بن همام عنه وعن جامع الرواة انه نقل رواية جماعة عنه منهم أبو عبد الله الحسين بن علي بن سفيان والحسين بن علي البزوفري وأخوه الحسن وأحمد بن سعيد ومحمد بن يحيى العطار وأبو الحسين بن أبي طاهر والحسين بن محمد.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 4- ص: 180