الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني نزيل حيدرآباد توفي سنة 1088 وقيل سنة 1091 بحيدرآباد.
في أمل الآمل: فاضل عالم صالح ماهر شاعر معاصر رأيته بمكة توفي بحيدرآباد وفي كشكول الشيخ يوسف البحراني كان علما علامة فقيها محدثا نحويا عروضيا قارئا وفي روضات الجنات كان ماهرا في الحديث والتفسير والرجال والقراءة والعربية وغير ذلك وهو من جملة مشايخ الإجازة وفي مستدركات الوسائل: في مجموعة شريفة كالتاريخ لبعض المعاصرين له من العلماء والظاهر أنها للفاضل الماهر المولى محمد مؤمن الجزائري صاحب طيف الخيال وخزانة الخيال وغيرهما قال ما لفظه: ثلم ثلمة في الدين بموت الشيخ الجليل والمولى النبيل الذي زاد به الدين رفعة فشاد دروس العلم بعد دروسها وأحيى موات العلم منه بهمة يلوح على الإسلام نور شموسها في تأله وتنسك وتعلق بالتقدس والتمسك وعفة وزهادة وصلاح وطد به مهاده وعمل زان به عمله ووقار حلى به حلمه وسخاء يخجل به البحار وخلق يزهو على نسائم الأسحار باهت به أعيان الأكابر العالم العامل الرباني الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني وكان ذلك في أواخر السنة الحادية والتسعين بعد الألف انتقل في عنفوان شبابه وقبل بلوغ نصابه إلى بلاد فارس الطيبة المفارع والمغارس وتوطن فيها بشيراز صينت عن الأعواز واشتغل على علمائها بالتحصيل وتهذيب النفس بالمعارف والتكميل حتى فاق أترابه وأقرانه فرقي من المكارم ذراها وبرع في الأصول والفروع فتمسك من المحامد بأوثق عراها ثم انتقل منها إلى حيدرآباد من البلاد الهندية لا برحت أرضها ما دامت السماوات والأرض مخضرة ندية ووفد على سلطانها عبد الله قطب شاه فاشتهر بها أمره وعلا بمساعدة الجد ذكره فصار فيها رئيس الفضلاء وملجأ الأعاظم والأمراء فجمع الله له شمل الدين والدنيا و شيد أركانهما وشاد وأخذ لسان حاله يتمثل بقول من أنشد وأجاد:
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا | وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل |
ترى الفتى ينكر فضل الفتى | ما دام حيا فإذا ما ذهب |
لج به الحرص على نكتة | يكتبها عنه بماء الذهب |
الهند بعد صلاة الليل في القدم | يا ضيعة العمر بل يا زلة القدم |
وبعد تعفير خد وابتهال يد | بين الحطيم وبين الحجر والحرم |
وبعد ما عرفت واستشعرت ورمت | وآثرت في منى من أعظم النعم |
وبعد ما وقفت واستأذنت ودنت | من حجرة حل فيها أفضل الأمم |
وبعد ما عطرت بالعفو تربتها | في داره بين طواف ومستلم |
وبعد ما جددت عقد الولاء لمن | حل البقيع ونالت أوفر القسم |
قالت لدي حديث إن صغوت له | كفيت من خطرات الهم والألم |
أني لأوردك الكهف الذي قصرت | عن دون محتده الأملاك في القدم |
فقلت من ذا فقالت جعفر فغدا | يسوقني الشوق للمستكمل الشيم |
حتى أنخت بواديه الكريم فيا | بشرى لما وقف الرحمن في القسم |
رأيت شخصا كأن الله قلده | أعباء وحي تلاها الروح بالحكم |
فتى إذا المرء عاداه الزمان دعا | بجاهه جاءه في جملة الخدم |
ابن الأكابر والسادات من هجر | شم الأنوف سقاة المحل بالديم |
أعطى الإله يمينا في خلائقه | فلم يقل لا ولا يلوي لها بفم |
أمسى يمير عشار المزن وابله | ليضحك البحر والأشجار في الأجم |
لا غرو إن أخجل الأنوار نائله | فالأرض لولا ندى كفيه لم تقم |
وافيته فسمعت الجود ينشدني | من أم باب جواد فاء بالنعم |
أبواب غيرك ما فيها لنا إرب | ولا لغيرك تثنى العيس بالرمم |
خذ يا أخا الدهر فيما سدت محمدة | فابعد الله من لم يجز بالنعم |
صلى الإله على المبعوث من مضر | وآله ما حذا الحادي بذي سلم |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 4- ص: 136