ابن أمير الغرب جواد بن سليمان بن غالب، من آل أبي المكارم، ينسب إلى النعمان بن المنذر اللخمي، عز الدين ابن أمير الغرب. خطاط متفنن، من أهل سوق الغرب في لبنان. أكثر إقامته في بيروت. أتقن الخط المنسوب وكتب مصاحف أتى فيها بالعجائب، قال ابن حجر: وبلغ في فنون الأدب في الزركشة والنجارة والتطعيم والتطريز والنقش الغاية، وكتب مصحفا مضبوطا يقرأ في الليل وزنه كله أوقية بالمصري، جلده من ذلك خمسة دراهم. وتب آية الكرسي على حبة أرز وله شعر.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 142
عز الدين ابن أمير الغرب جواد بن سليمان بن غالب بن معين بن مغيث بن أبي المكارم بن الحسين بن إبراهيم، وينتهي نسبه إلى النعمان بن المنذر. هو عز الدين جواد بن أمير الغرب، رجل من أتقن الناس للصنائع برع في جميع ما يعمله بيده من الكتابة المنوعة المنسوبة التي هي غاية إلى الصياغة إلى عمل النشاب بالكزلك والنجارة الدق والتطعيم والخياطة والتطريز والزركش والخردفوشية والبيطرة والحدادة ونقش الفولاذ. ومد قوسا بين يدي الأمير سيف الدين تنكز رحمه الله تعالى زنته مئة وثلاثة وعشرون رطلا بالدمشقي. وكتب مصحفا مضبوطا مشكولا يقرأ في الليل وزن ورقه سبعة دراهم وربع وجلده خمسة دراهم وكتب آية الكرسي على أرزة وعمل زر قبع لابن تنكز رحمه الله تعالى اثنتي عشرة قطعة وزنه ثلاثة دراهم يفك ويركب بغير مفتاح، وكتب عليه حفرا مجرى بسواد سورة الإخلاص والمعوذتين والفاتحة وآية الكرسي وغير ذلك، يقرأ عليه ذلك وهو مركب ومن داخله أسماء الله الحسنى لا يبين منها حرف واحد إلى حين يفكك، وجعل لمن يفكه ويركبه مئة درهم فلم يجد من يفكه ويركبه. وأراد تنكز رحمه الله تعالى أن يجعله زردكاشا في وقت وأعطاه إقطاعا في الخلقة وقربه وأدناه وكتب له قصة قصا في قص في قص. وأما عمل الخواتم وإتقان عملها وما في تحريرها وإجراء الميناء عليها وطلاها فأمر باهر معجز لا يلحقه فيه أحد ولا رأيت مثل أعماله وإتقانها. وحفظ القرآن الكريم، وشدا طرفا من الفقه والعربية، ولعب بالرمح ورمي النشاب وجوده. وعلى الجملة فلم أر من أتقن الكتابة المنسوبة في السبعة أقلام ولا من أتقن الصنائع التي يعملها بيده لأنها غاية في التحرير ونهاية في الإتقان. ومولده في خامس المحرم سنة خمس وسبعمئة وفيه مع هذا كله كرم وسيادة. ورأيت لامية العجم قد كتبها قصا في غاية الحسن وأهدى إلي شيئا من طرائف الجبل وهدايا بيروت فكتبت إليه:
يا سيدا جاءت هداياه لي | على المنى مني ووفق المراد |
أنت جواد سابق بالندى | من ذا الذي ينكر سبق الجواد |
وافى مثالك مطويا على نزه | يحار مسمعه فيها وناظره |
فالعين ترتع فيما خط كاتبه | والسمع ينعم فيما قال شاعره |
وإن وقفت أمام الحي أنشده | ود الخرائد لو تقنى جواهره |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 11- ص: 0
جواد بن سليمان بن غالب بن معن بن مغيث بن أبي المكارم بن الحسين بن إبراهيم وينتهي نسبه إلى النعمان بن المنذر.
هو عز الدين بن أمير الغرب، رجل يده صناع وإن كانت في الجود خرقا، أكتب من في عصره تحت أديم الزرقا، أتقن الأقلام السبعة وكان فيها واحدا، واشتغل بشيء من البيان فلو عاصره ما كان له جاحدا. وأما الصياغة فكان فيها ممن تصاغ له العليا، وتفرد بإتقان ما يعمل منها في هذه الدنيا.
وأما النشاب فكان سهمه فيه وافرا، وسعده في عمله وإفراده متضافرا.
وأما القص فهو فيه غريب القصة، لم ينس له فيه حصة، بحيث إنه كان في هذا وغيره ممن اقتعد الذروه، وتسلم الصهوه، وأكل العجوه، ورمى للناس البخوه، وجعل صحيحات العيون إليه حولا من السهوه، لما عنده من الشهوه.
ولم يزل جواده يجري في حلبة عمره إلى أن كبا، واتخذ النعش بعد الجياد مركبا.
وتوفي رحمه الله تعالى في خامس عشر جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين وسبع مئة.
ومولده في خامس المحرم سنة خمس وسبع مئة.
أما الكتابة فكان فيها غاية، يكتب من الطومار إلى قلم الغبار، ويكتب المصاحف والهياكل المدورة، ويأتي في كل ذلك بالأوضاع الغريبة من العقد والإخباط وغير ذلك. وكان يعمل النشاب بالكرك من أحسن ما يكون، ويعمل الكستوان ويتقنه ويزركشه، ويعمل النجارة الدق والتطعيم والتطريز والخياطة والبيطرة والحدادة ونقش الفولاذ والزركش والخردفوشية ومد قوسا بين يدي الأمير سيف الدين تنكز رحمه الله تعالى مئة وثلاثين رطلا بالدمشقي، وكبت مصحفا منقوطا مضبوطا يقرأ في الليل، وزن ورقه سبعة دراهم وربع، وجلده خمسة دراهم، وكتب آية الكرسي على أرزة، وعمل زرقبع لابن الأمير سيف الدين تنكز اثنتي عشرة قطعة، وزنه ثلاثة دراهم، يفك ويركب بغير مفتاح، وكتب عليه حفرا مجرى بسواد سورة الإخلاص والمعوذتين والفاتحة وآية الكرسي وغير ذلك، يقرأ عليه وهو مركب، ومن داخله أسماء الله الحسنى لا يبين منها حرف واحد إلى حين يفك، وجعل لمن يفكه ويركبه مئة درهم فلم يوجد من يحسن ذلك.
وكتب لتنكز قصة قصا في قص في قص، وقص لامية المعجم.
وأما عمل الخواتيم ونقشها وتحريرها وإجراء المينا عليها فلم أر أحدا أتقن ذلك مثله ولا قاربه، وما رأيت مثل أعماله في جميع ما يعمل، ولا مثل إتقانه.
وحفظ القرآن وشد طرفا من الفقه والعربية، ولعب بالرمح، ورمى النشاب وجوده، وأراد تنكز أن يتخذه زردكاشا عنده في وقت، وقربه وأعطاه إقطاعا. وعلى الجملة فما رأيت مجموعه في أحد غيره.
ولم يزل على حاله إلى أن حصل له وجع المفاصل، فاستعمل دواء فيه شحم الحنظل فما أجابه، وبقي بعده أياما. وتوفي رحمه الله تعالى في التاريخ المذكور.
وكان مقامه في بلاد بيروت، وكان قد أهدى إلي في وقت طرفا من هدايا بيروت، فكتبت أنا إليه:
يا سيدا جاءت هداياه لي | على المنى مني ووفق المراد |
أنت جواد سابق بالندى | من ذا الذي ينكر سبق الجواد |
وافى مثالك مطويا على نزه | يحار مسمعه فيها وناظره |
فالعين ترتع فيما خط كاتبه | والسمع ينعم فيما قال شاعره |
وإن وقفت أمام الحي أنشده | ود الخرائد لو تقنى جواهره |
دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 2- ص: 166
جواد بن سليمان بن غالب بن معمر بن مغيث بن أبي المكارم جواد بن سليمان بن غالب بن معمر بن مغيث بن أبي المكارم ابن حسين بن إبراهيم اللخمي ينتهي نسبه إلى النعمان بن المنذر عز الدين ابن أمير الغرب ولد سنة 705 وأتقن الخط المنسوب فبلغ الغاية وكتب المصاحف والهياكل المدورة وأتى في ذلك بالعجائب وبلغ في فنون الأدب من الزركشة والنجارة والتطعيم والتطريز والخياطة والبيطرة والنقش وغير ذلك إلى الغاية ويقال أنه حضر عند تنكز فمد بين يديه قوسا وزنه مائة وثلاثون رطلا وكتب مصحفا مضبوطا يقرأ في الليل وزنه كله أوقية بالمصري جلده من ذلك خمسة دراهم وكتب آية الكرسي على أرزة وأما عمل الخواتيم ونقشها وإجراء المينا عليها فكان لا يلحق في ذلك وكان حفظ القرآن وشذى طرفا من العربية وجود رمي النشاب ولعب الرمح ولم يزل إلى أن حصل له وجع المفاصل فمات به جمادى الآخرة سنة 756 وكانت أكثر إقامته في بلاد بيروت ومن شعره جواب كتاب
وافى مثالك مطويا على نزه | يحار مسمعه فيها وناظره |
والعين ترتع فيما خط كاتبه | والسمع ينعم فيما قال شاعره |
مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 1- ص: 0