السيد جعفر ابن السيد باقر القزويني النجفي ووالده صاحب القبة الزرقاء في النجف ابن عم السيد مهدي القزويني:
توفي سنة 1265 ورثاه الشعراء. كان عالما فاضلا جليلا ذكره صاحب اليتيمة الصغيرة فقال رأس وتقدم وكان من مشاهير علماء النجف وذكره صاحب تتكلمة أمل الآمل.
قال الشيخ محمد علي اليعقوبي:
الأسرة القزوينية
السرة الكريمة القزوينية المشهورة في النجف والحلة والهندية التي ذاع لها من الصيت في العلم والأدب والشهامة والشرف والإباء واالسخاء مالا يتسع المقام لذكر القليل منه فضلا عن الكثر، متتفرعة من السيد أحمد جد المترجم منهم العلامة الشهير السيد مهدي ابن السيد حسن ابن السيد أحمد ابن السيد محمد -ابن عم المترجم وقسيمه في تعدد النسب- صاحب المؤلفات الممتعة في فنون شتى، والذي في أيامه وأيام أحفاده راجت سوق الأدب العربي ونفقت بضاعته، ومن وقف على ديوان الحليين السيد حيدر والسيد جعفر والنجفيين الحبوبي والطباطبائي وغيرهم من أدباء العراق عرف صحة ذلك. وصاحب الترجمة كان من نوابغ زمانه وأفاضل عصره، وفيه يقول صديقه الحميم الشيخ عباس ابن الملا علي النجفي الشاعر الغرامي صاحب -عديني وأكطلي وعدي عديني-. قد قلت لما قيل لي من سوى جعفر يرعاك وترعاه.
بلوت إخواني وجربتهم | فلم أجد في الضيق إلاه |
كذا يلج الموت غاب السود | ويدفن رضوى ببطن اللحود |
كذا يستباح حريم العلى | وتهوى بدور العلى في الصعيد |
أحلف الندى وشقيق السماح | ليومك هول كيووم الورود |
لقد دل مجدك هذا الطريف | على مجد قومك ذاك التليد |
بنو هاشم هم عقود وأنت | واسطة بين تلك العقود |
فلا قلت بعدك للعيش طب | ولا قلت بعدك للسحب جودي |
عزاء أبا صالح لا فجعت | من بعد هذا المصاب الكئود |
لئن ساءك الدهر في جعفر | فإن الإساءة شأن العبيد |
أتعلم سلمى أي حر تعاتبه | وأي عزيز للهوان تجاذبه |
تحذرني غدر الزمان وما درت | بأني الذي ما لأن للدهر جانبه |
تقول تغرب للثراء فلم تضق | على الحر إلا بالئواء مذاهبه |
ألست ترى أن المقل من الورى | تضيع معاليه وتبدو معايبه |
وإن قليل المال ما بين أهله | سواء له أعدؤه وأقاربه |
فلا تخلدن للعجز يوما فإنما | أخو العجز مازالت تذم عواقبه |
فشمر وسر شرقا وغربا فقلما | أصاب الغنى من لم تشمر ركائبه |
وقم واختبط جو الفلا بطمرة | لديها سواء قفره وسباسبه |
ألست من البيت الذي فخرت به | قريش وسارت في معد مناقبه |
فقلت لها أسرفت في لوم ماجد | وتأنيب قرم لا تنال مراتبه |
ألا فاقصري عني فما الذل شيمتي | ولا كسب عندي فوق ما أنا كاسبه |
فما المال يا سلمى سوى الحظ فاعدلي | عن العذل إن العذل تؤذي عقاربه |
صوبت وصعت النظرا | في الدار فلم أعرف أثرا |
ولمية أطلال درست | أمست عبرا لمن اعتبرا |
أبكي وأناشدها عمن | نالوا دهرا منها وطرا |
خشعت فلست ترى | إلا الأرزاء بها زمرا |
فعلمت بأن مؤملها | الوى وتحققت الخبرا |
يا مر تحلا عني ولكم | وهيت قوى وفصمت عرى |
ومدير الطرف إلى أهليه | وليس يرى نمه أثرا |
يا مسعر دائي من داوى | داء في أحشاك استعرا |
أجل ناداك لمسقطه | ولو اثاقلت لما ظفرا |
لم لا واسيتك مضطهدا | لم لا سليتك مفتكرا |
لم لا جاورت أنينك منصدعا | للغربة منكسرا |
لم لا عالجتك معتلا | لم لا شاهدتتك محتضرا |
وإماما فاق بلاغته | وحساما في الهيجا ذكرا |
لك عهد في عنقي ما | عشت يبث مراثيك الغررا |
وثراك ترصعه عيناي | عقيقا أحمر أو در |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 4- ص: 86