التصنيفات

جارية بن قدامة السعدي أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: عم الأحنف وقيل ابن عمه، نزل البصرة، ثم ذكره في أصحاب الأحنف هذا عليه السلام فقال: جارية بن قدامة السعدي عم الأحنف هذا على بعض النسخ، وفي بعضها في أصحاب علي عليه السلام حارثة بالحاء المهملة والراء والثاء المثلثة وهو تصحيف قطعا، ووجد على كتاب رجال الشيخ بخط ابن إدريس هكذا قال محمد بن إدريس هذا إغفال واقع في التصنيف وإنما هو جارية بن قدامة السعدي التميمي أحد خواص علي عليه السلام صاحب السرايا والألوية والخيل يوم صفين وكان ينبغي أن يكون في باب الجيم بغير شك ’’أه’’ والأمر كما قال. وذكره الكشي في رجاله في ترجمة الأحنف بن قيس وفي جون بن قتادة باسم حارثة بالحاء المهملة والراء والثاء المثلثة وهو تصحيف قطعا كما مر والصواب جارية فإن أهل التاريخ لا يشكون في أنه جارية لا حارثة، قال ابن الأثير: جارية بن قدامة بالجيم والياء تحتها نقطتان ’’أه’’، قال الكشي: جون قتادة وحارثة بن قدامة السعدي طاهر بن عيسى الوراق وغيره قالوا: حدثنا سعيد جعفر بن أحمد بن أيوب التاجر السمرقندي ونسخت من خط جعفر قال: حدثني أبو جعفر محمد بم يحيى بن الحسن قال جعفر ورأيته خيرا فاضلا قال: أخبرني أبو بكر محمد بن علي بن وهب قال: حدثني عدي بن حجر قال: قال الجون وقيل الحارث بن قتادة العبسي في حارثة بن قدامة السعدي حين وجهه أمير المؤمنين عليه السلام إلى أهل نجران عند ارتدادهم عن الإسلام:

وقال الكشي أيضا في ترجمة الأحنف: وروي أن الأحنف بن قيس وفد معاوية وحارثة بن قدامة ’’أه’’، والصواب: جارية كما عرفت. وفي الاستيعاب جارية بن قدامة التميمي السعدي يكنى أبا عمرو، وقيل أبا أيوب، وقيل أبا يزيد نسبه بعضهم فقال: جارية بن قدامة بن مالك بن زهير بن حصين، ويقال حصين بن رزاج (وقيل رباح) بن أسعد بن بحير بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم السعدي التميمي، يعد في البصريين. روى عنه أهل المدينة وأهل البصرة، وكان مع علي في حروبه، وهو الذي حاصر عبد الله بن الحضرومي في دار سنبيل ثم حرق عليه، وكان معاوية بعث أبا الحضرمي ليأخذ البصرة وبها زياد خليفة لابن عباس فنزل عبد الله بن الحضرمي في بني تميم، وتحول زياد إلى الأزد وكتب إلى علي، فوجه إليه أعين بن ضبيعة المجاشعي فقتل، فبعث جارية بن قدامة روى عنه الأحنف بن قيس. ويقال إن جارية بن قدامة عم الأحنف، وعسى أن يكون عمه لأمه وإلا فما يجتمعان إلا فس سعد بن زيد مناة. روى هشام بن عروة عن أبيه عن الأحنف بن قيس أنه أخبره ابن عم له وهو جارية بن قدامة أنه قال: يا رسول الله قل لي قولا ينفعني وأقلل لعلي أعقله! قال: لا تغضب، فعاد له مرارا، فرجع إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تغضب ’’أه’’. وفي أسد الغابة: جارية بن قدامة التميمي السعدي عم الأحنف بن قبس، وقيل ابن عم الأحنف، قاله ابن مندة وأبو نعيم، إلا أن أبا نعيم قال: وقيل ليس بعمه ولا ابن اخي أبيه وإنما سماه عمه توقيرا، وهذا أصح فإنهما لا يجتمعان إلا إلى كعب بن سعد بن زيد مناة، فإن أراد بقوله ابن عمه إنهما من قبيلة واحدة، فربما يصح ذلك ’’أه’’. وفي الطبقات الكبير لابن سعد ذكره فيمن نزل البصرة من الصحابة فقال: جارية بن قامة السعدي، ثم روى بسنده عن الأحنف بن قيس عن ابن عم له يقال جارية بن قدامة أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قل لي قولا ينفعني وأقلل لي لعلي أعيه! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغضب! ثم أعاده عليه فقال لا تغضب حتى أعاده عليه مرارا كل ذلك له يقول لا تغضب (أقول): ومن هذه الرواية يفهم أن الصواب أنه ابن عم الأحنف لا عمه أي من عشيرته فإن العرب تسمي عشيرة الأب أعماما وأبناء أعمام، وعشيرة الأم أخوالا وأبناء أخوال. ثم قال ابن سعد: وجارية بن قدامة فيمن شهد قتل عمر الخطاب قال: وكنا من آخر من دخل عليه فسألناه وصية ولم يسألها إياه أحد قبلنا. ولجارية بن قدامة أخبار ومشاهد، كان علي بن أبي طالب عليه السلام بعثه إلى البصرة وفيها عبد الله بن عامر بن الحضرمي خليفة عبد الله بن عامر بن كريز فحاصره في دار سنيب رجل من بني تميم، وكان معاوية بعثه إلى البصرة يبايع له ’’أه’’ وفي المستدرك للحاكم ذكر جارية بن قدامة التميمي، ثم روى بسنده أنه جارية بن قدامة بن زهير بن حصين بن رباح بن سعد بن يحيى بن ربيعة بن كعب يكنى أبا الوليد وأبا يزيد، له دار بالبصرة في سكة البحارية’’أه’’. وفي تهذيب التهذيب: جارية بن قدامة بن زهير ويقال: ابن مالك بن زهير بن الحصين بن رزاح التميمي السعدي أبو أيوب وقيل أبو قدامة وقيل أبو يزيد البصري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث ’’لا تغضب’’ وعن علي بن أبي طالب، شهد معه صفين، روى عنه الأحنف بن قيس والحسن البصري. قال العسكري: تميمي شريف لحق النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه، ثم صحب عليا وكان يقال له محرق لأنه أحرق ابن الحضرمي بالصبرة وكان شجاعا فاتكا، وقال ابن حبان في الثقات هو ابن عم الأحنف مات في ولاية يزيد بن معاوية وقال العجلي تابعي ثقة قلت قد بينت في معرفة الصحابة أنه صحابي ثابت الصحبة، وقال سيجيء في ترجمة جويرية بن قدامة ذكر الخلاف هل هو هذا أو غيره ويقويه ما رواه ابن عساكر في تاريخه من طريق سعيد بنعمرو الأموي: قال معاوية لآذنه ائذن لجارية بنقدامة فقال له إيها يا جوبرية ’’أه’’ ولم أجده في تاريخ ابن عساكر المطبوع وكأنه سقط من النسخة فإنه قدم دمشق قطعاص فكان يجب أن يترجمه. وفي الإصابة جارية بن قامة وقيل أنه جويرية بن قدامة الذي روى عن عمه في البخاري ’’أه’’ وفي خلاصة تذهيب الكمال: جارية بن قدامة السعدي التميمي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن علي وشهد معه صفين أميرا على بني تميم وعنه الأحنف والحسن وكان شجاعا مقداما فاتكا فصيحا ’’أه’’.
أخباره
في مروج الذهب أنه هو الذي أخذ البيعة لعلي عليه السلام بالبصرة قال عند ذكر حرب الجمل وقد كان عبد الله بن عامر عامل عثمان على البصرة هرب عنها حين أخذ البيعة لعلي بها على الناس جارية بن قدامة السعدي وقال المسعودي عند ذكر حرب النهروان إن عليا عليه السلام كان قد أنفصل عن الكوفة في خمسة وثلاثين ألفا يريد الرجوع لقتال وأتاه من البصرة من قبل ابن عباس -وكان عامله عليها- عشرة آلاف فيهم الأحنف بن قيس وجارية بن قدامة السعدي وذلك في سنة 38- فنزل الأنبار والتأمت إليه العساكر فخطب الناس وحرضهم وندبهم إلى المسير للشام فأبوا إلا أن يبدأوا بالخوارج وقال المسعودي أيضا عند ذكر إرسال معاوية بسر بن أرطاة سنة 40في ثلاثة آلاف إلى الحجاز واليمن وبلغ الخبر عليا فأنفذ جارية بن قدامة السعدي في ألفين ووهب بن مسعود في ألفين ونما إلى بسر خبر جارية بن قدامة السعدي فهرب وظفر جارية بابن أخي بسر مع أربعين من أهل بيته فقتلهم ’’أه’’. لأنهم كانوا مشاركين لبسر في الفساد في الأرض. حضر جارية بن قدامة حرب الجمل وصفين مع علي عليه السلام قال ابن الأثير في حوادث سنة36 عند ذكره لحرب الجمل ما لفظه: وأقبل جارية بن قدامة السعدي وقال يا أم المؤمنين والله لقتل عثمان أهون من خروجك من بيتك على هذا الجمل الملعون عرضة للسلاح حرمنك إنه من رأى قتالك يرى قتلك، لئن كنت أتيتنا طائعة فارجعي طائعة فارجعي إلى منزلك وإن كنت أتيتنا مكرهة فاستعيني بالناس ’’أه’’. وقال نصر بن مزاحم في كتاب صفين أن عليا عليه السلام جعل على سعد البصرة وربابها جارية بن قدامة السعدي وقال نصر أيضا ولما كان يوم صفين برز عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ومعه لواء معاوية الأعظم ويقول:
بالجهد لا بل فوق جهد الجاهد=ما أنا فيما نابني براقد
فاستقبله جارية بن قدامة السعدي وهو يقول:
وأطعنا مليا ومضى عبد الرحمن وانصرف جارية ’’أه’’. ولكن في مناقب ابن شهراشوب:وخرج عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فبرز إليه جارية بن قدامة السعدي فقتله ’’أه’’. والذي في النسخة حارثة وهو تصحيف كما مر. ولما عزم أمير المؤمنين علي عليه السلام على الرجوع إلى حرب أهل الشام بعد وقعة صفين وأمر الحكمين كتب إلى ابن عباس ان يشخص إليه الناس من البصرة فندبهم مع الأحنف بن قيس فشخص معه وخمسمائة ثم قال ألا انفروا إليه مع جارية بن قدامة السعدي فخرج جارية فاجتمع إليه ألف وسبعمائة فوافوا عليا وهم ثلاث آلاف ذكره ابن الأثير في حوادث سنة 37. وجارية بن قدامة هذا أرسله علي عليه السلام إلىالبصرة حين قدمها عبد الله الحضرمي الذي أرسله معاوية إليها فاوقع بها فتنه قتل فيها أعين بن ضبيعة المجاشعي علية كما مر في ترجمة وكتب زياد خليفة ابن عباس على البصرة إلى علي عليه السلام يخبره بذلك ومر الكتاب في ترجمة أعين بن ضبيعة منقولا عن كتاب الغارات لإبراهيم بن محمد بن سعيد ين هلال الثقفي وفي آخره وقد رأيت إن رأى أمير المؤمنين ما رأيت أن يبعث إليهم جارية بن قدامة فإنه نافذ البصيرة ومطاع في العشيرة شديد على عدو أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فلما جاء الكتاب دعا جارية بن قدامة فقال له يا ابن قدامة تمنع الأزد عاملي وبيت مالي وتشاقني مضر وتنابذني وبنا ابتدأها الله تعالى بالكرامة وعرفها الهدى وتدعو إلى المعشر الذي حادوا الله ورسوله وارادوا إطفاء نور الله سبحانه حتى علت كلمة الله وهلك الكافرون فقال يا أمير المؤمنين ابعثني إليهم واستعن بالله عليهم قال قد بعثتك إليهم واستعنت بالله عليهم ’’أه’’. قال ابن الأثير في حوادث سنة 38 إنه لما قتل أعين بن ضبيعة أرسل علي إلى البصرة جارية بن قدامة السعدي وهو من بني سعد بن تميم وبعث معه خمسين رجلا وقيل خمسمائة من تميم وكتب إلى زياد يأمره بمعونة جارية والإشارة عليه، فقدم جارية البصرة ’’أه’’. قال إبراهيم بن هلال الثقفي فحدثنا محمد بن عبد الله قال حدثني ابن أبي السيف عن سليمان ابن أبي راشد عن كعب ابن أبي قعين قال خرجت مع جارية من الكوفة إلى البصرة في خمسين رجلا من بني تميم ما كان فيهم يماني غيري وكنت شديد التشيع، فقلت لجارية: إن شئت كنت معك وإن شئت ملت إلى قومي؟ فقال: بل معي! فوالله لوددت أن الطير والبهائم تنصرني عليهم فضلا عن الإنس. قال: وروى كعب بن قعين أن عليا عليه السلام كتب مع جارية كتابا وقال اقرأه على أصحابك!قال فمضينا معه فلما دخلنا البصرة بدأ بزياد فرحب به وأجلسه إلىجانبه وناجاه ساعة وساءله ثم خرج، فكان أفضل ما أوصاه به أن قال:احذر على نفسك واتق أن تلقى ما لقي صاحبك القادم قبلك! وخرج جارية من عنده، فقام في الأزد فقال: جزاكم الله من حي خيرا! ما أعظم غناءكم وأحسن بلاءكم واطوعكم لأميركم، لقد عرفتم الحق إذ ضيعه من أنكره ودعوتم إلى الهدى إذ تركه من لم يعرفه! تم قرأ عليهم وعلى من كان معه من شيعة علي عليه السلام وغيرهم كتاب علي عليه السلام فإذا فيهك من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى من قرىء عليه كتابي هذا من ساكني البصرة من المؤمنين والمسلمين! سلام عليكم، أما بعد فإن الله حليم ذو أناة لا يجعل بالعقوبة قبل البينة ولا يأخذ المذنب عند أول وهلة، ولكنه يقبل التوبة ويستديم الأناة ويرضى بالإنابة ليكون أعظم للحجة وأبلغ في المعذرة، وقد كان شقاق جلكم أيها الناس، ما استحققتم أن تعاقبوا عليه فعفوت عن مجرمكم ورفعت السيف عن مدبركم وقبلت من مقبلكم وأخذت بيعتكم، فإن تفوا ببيعتي وتقبلوا نصيحتي وتستقيموا على طاعتي أعمل فيكم بالكتاب والسنة وقصد الحق وأقيم فيكم سبيل الهدى. فوالله ما أعلم أن واليا بعد محمد صلى الله عليه وسلم أعلم بذلك مني ولا أعمل بقوله. أقول قولي هذا صاقا غير ذام لمن مضى ولا منتقصا لأعمالهم، وإن خطت بكم الأهواء المردية- وسفه الرأي الجائر إلىمنابذتي تريدون خلاقي، فها انذا قربت جيادي ورحلت ركابي وأيم الله لئن الجأتموني إلى المسير إليكم لأوقعن بكم وقعة لا يكون يوم الجمل عندها. إلا كلعقة لاعق، وإني لظان أن لا تجعلوا إن شاء الله على أنفسكم سبيلا، وقد قدمت هذا الكتاب إليكم حجة عليكم ولن أكتب إليكم من بعده كتابا إن أنتم استغششتم نصيحتي ونابذتم رسولي حتى أكون أنا الشاخص نحوكم إن شاء الله تعالى والسلام. قال: فلما قرىء الكتاب على الناس قام صبرة بن شيمان فقال: سمعنا وأطعنا ونحن لمن حارب أمير المؤمنين حرب ولمن سالم سلم، إن كفيت يا جارية قومك بقومك فذاك، بمثل وإن أحببت أن ننصرك نصرانك، وقام وجوه الناس فتكلموا بمثل ذلك ونحوه، فلم يأذن لأحد منهم أن يسير معه. ومضى نحو بني تميم فقام زياد الأزد، فمدحهم وشكرهم وحرضهم، ثم قال في أثناء كلامه: وقد قدم عليكم جارية بن قدامة وإنما أرسله علي ليصدع أمر قومه، والله ما هو بالأمير المطاع، ولو أمله في قومه لرجع إلى أمير المؤمنين ولكان لي تبعا قال إبراهيم: فأما جارية فإنه كلم قومه فلم يجيبوه وخرج إليه منهم أوباش فناوشوه بعد أن شتموه وأسمعوه، فأرسل إلى زياد و الأزد يستصرخهم ويأمرهم أن يسيروا إليه، فسارت الأزد بزياد. وقال ابن الأثير: وسار جارية إلى قومه وقرأ عليهم كتاب علي وواعدهم فأجابه أكثرهم، فسار إلى ابن الحضرمي وعلى خيله عبد الله بن حازم السلمى، فاقتتلوا ساعة، وأقبل شريك بن الأعور الحارثي وكان من شيعة علي عليه السلام وصديقا لجارية بن قدامة فقال: ألا أقاتل معك عدوك؟ فقال: بلى! فما لبثوا بني تميم أن هزموهم واضطروهم إلى دار سنبيل السعدي. وقال ابن الأثير: فانهزم ابن الحضرمي فنحصن بقصر سسنبيل ’’سنبيل’’ ومعه ابن حازم (خازم) وكان قصر سنبيل لفارس قديما وصار لسنبيل السعدي وحوله خندق ’’أه’’. قال إبراهيم: فحصروا ابن الحضرمي وحدود مائتي رجل من بني تميم ومعهم عبد الله بن حازم السلمي، فجاءت أمه وهي سوداء حبشية اسمها عجلى فنادته فأ شرف عليها، فقالت: يا بني انزل إلى! فأبى، فقالت: والله لتنزلن أو تعرين، وأهوت بيدها إلى ساقها، فلما رأى ذلك نزل، فذهبت به، وأحاط جارية وزياد بالدار وقال جاريةز علي بالنار فقالت الأزد: لسنا من الحريق بالنار في شيء وهم قومك وأنت أعلم، فحرق جارية الدار عليهم، فهلك ابن الحضرمي في سبعين رجلا أحدهم عبد الرحمن بن عمير بن عثمان القرشي ثم التميمي، وسمي جارية منذ ذلك اليوم محرقا. وكتب زياد إلى أمير المؤمنين عليه السلام: أما بعد فإن جارية بن قدامة العبد الصالح قدم من عندك فناهض جمع ابن الحضرمي بمن نصره وأعانه من الأزد، ففضه واضطر إلى دار من دور البصرة في عدد كثير من أصحابه فلم يخرج حتى حكم الله تعالى بينهما، فقيل ابن الحضرمي وأصحابه منهم من أحرق بالنار، ومنهم من هدم عليه البيت من أعلاه، ومنهم من قتل بالسيف. وسلم منهم نفر أنابوا وتابوا عنهم. وبعدا لمن عصى وغوى، والسلام على أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فلما وصل كتاب زياد قرأه علي عليه السلام على الناس، وكان زياد قد أنفذه مع ظبيان بن عمارة فسر علي عليه السلام بذلك وسر أصحابه وأثنى على جارية وعلى زياد وعلى أزد البصرة ’’أه’’ وقال ابن الأثير في حوادث سنة 38 إنه لما خرج الأشهب بن بشر وقيل الأشعث وهو من بجيلة في مائة وثمانين رجلا بعد وقعة النهروان وجه إليهم علي جارية بن قدامة السعدي وقيل حجر بن عدي فاقتتلوا بجرجرايا من أرض جوخي فقتل الأشهب وأصحابه في جمادى الآخرة سنة 38ثم خرج أبو مريم السعدي التميمي فأتى شهرزور وأكثر من معه من الموالي وقيل لم يكن معه من العرب غير ستة هو أحدهم واجتمع معه مائة رجل وقيل أربعمائة وعاد حتى نزل على خمسة فراسخ من الكوفة فأرسل إليه علي يدعوه إلى بيعته ودخول الكوفة فلم يفعل وقال ليس بيننا غير الحرب فبعث إليه علي شريح بن هاني في سبعمائة فحمل عليهم الخوارج فانكشفوا وبقي شريح في مائتين فانحاز إلى قرية وتراجع إليه بعض أصحابه ودخل الباقون الكوفة فخرج علي بنفسه وقدم بين يديه جارية بن قدامة السعدي فدعاهم جارية إلى طاعة علي وحذرهم القتل فلم يجيبوا ولحقهم علي أيضا فدعاهم فأبوا عليه فقتلهم أصحاب علي ولم يسلم منهم غير خمسين رجلا استأمنوا فأمنهم وكان في الخوارج أربعون رجلا جرحى فأمر علي بإدخالهم الكوفة ومداواتهم ’’أه’’. وجارية هو الذي أشار على أمير المؤمنين علي عليه السلام بتولية زياد ابن أبيه بلاد فارس حين اضطربت عليه ذكره ابن الأثير في حوادث سنة 39 وقال قيل اشار به ابن عباس ’’أه’’. وذكر ابن الأثير في حوادث سنة 40 أن معاوية بعث بسر بن أبي أرطأة إلى الحجاز واليمن في ثلاثة آلاف فأتى المدينة وتهدد أهلها وهدم بها دورا وأتى مكة فأكره أهلها عن البيعة وأتى اليمن فقتل بها خليفة عبيد الله بن العباس وابنه وقتل طفلين صغيرين لعبد الله وقتل في مسيرهذلك جماعة من شيعة علي باليمن وبلغ عليا بالخبر فأرسل جارية بن قدامة السعدي في ألفين ووهب بن مسعود في ألفين فسار جارية حتى أتى نجران فقتل بها ناسا من شيعة عثمان والصحيح: أن الذي قتلهم كانوا قد ارتدوا، كما يأتي وهرب بسر وأصحابه، واتبعه جارية حتى مكة، فقال:بايعوا أمير المؤمنين، فقالوا قد هلك فلمن نبايع؟ قال لمن بايع له أصحاب علي، فبايعوا الحسن خوفا منه وسار حتى أتى المدينة وأبو هريرة يصلي بالناس فهرب منه فقال جارية لو وجدت أبا سنور لقتله ثم قال لأهل المدينة بايعوا الحسن بن علي قبايعوه وأقام يومه ثم عاد إلى الكوفة ورجع أبو هريرة يصلي بهم وقيل أن مسير بسر إلى الحجاز كان سنة 42 ’’أه’’ وأبو هريرة كان قد استخلفه بسر على المدينة لما خرج منها إلى اليمن. وآخر الحديث يدل على أن ذلك كان بعد مقتل أمير المؤمنين علي عليه السلام وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد قال الكلبي وأبو مخنف فندب علي عليه السلام أصحابه لبعث سرية في أثر بسر فتثاقلوا وأجابه جارية بن قدامة السعدي فبعثه في ألفين فشخص إلى البصرة ثم أخذ طريق الحجاز حتى قدم اليمن وسأل عن بسر فقيل أخذ في بلاد بني تميم فقال أخذ في ديار قوم يمنعون أنفسهم وبلغ بسر مسير جارية فانحدر ألى اليمامة وأخذ جارية بن قدامة السير ما يلتفت إلى المدينة مر بها ولا أهل حصن ولا يعرج على شيء إلا أن يرمل بعض أصحابه من الزاد فيأمر أصحابه بمواساته أو يسقط بعير رجل أو تحفى دابته فيأمر أصحابه بأن يعقبوه حتى انتهوا إلى ارض اليمن فهرب شيعة عثمان حتى لحقوا بالجبال واتبعهم شيعة علي وتداعت عليهم من كل جانب وأصابوا منهم وصمد جارية نحو بسر وبسر بين يديه يفر من جهة إلى جهة أخرى حتى أخرجه من أعمال علي عليه السلام كلها فلما فعل به ذلك أقام جارية بحرس نحوا من شهر حتى استراح وأراح أصحابه ووثب الناس ببسر في طريقه لما انصرف من بين يدي جارية لسوء سيرته وفظاظته وظلمه وغشمه ’’أه’’. ومما مر يعلم أن جارية بن قدامة كان من المخلصين في ولاء علي عليه السلام وكان من أعاظم الرجال المعدودينن وإن عليا عليع السلام كان يعده لكل مهم، فهو الذي أبلى معه في حروب الجمل وصفين والنهروان، وبعثه علي عليه السلام إلى الخوارج بعد وقعة النهروان وهو الذي أطفأ فتنة ابن الحضرمي بعدما استعرت نارها في البصرة وكادت تفسد أهلها على أمير المؤمنين عليه السلام، فحاصر ابن الحضرمي وأصحابه حتى قتلهم حرقا بالنار، وهو الذي لحق بسرا إلى اليمن فهرب منه واتبعه حتى أخرجه من أعمال علي عليه السلام كلها بعدما هرب منه هبيد الله بن العباس وأتى إلى الكوفة وتحمل بذلك العار والشنار وبئس العمل الفرارن ولم يكن مع بسر إلا ثلاثة آلاف، وعبيد الله معه أهل اليمن وهو الوالي عليها فأسلم عمله وولايته وأهله وأولاده ولاذ بالفرار غير مبال بما بما يلحقه بذلك من العار حتى ذبح بسر ولديه الصغيرين على درج صنعاء، وما كان أجدره بأن يثبت لبسر ويحاربهوهل هو إلا الموت ورب حياة شر من الموت، والناس يتفاوتون كالتفاوت بين التراب والذهب، ثم انظر إلى سيرة جارية بن قدامة ومن معه في مسيره ذلك، فقد كان كما سمعت إذا أرمل بعض أصحابه من الزاد يأمر أصحابه بمواساته، أو سقط بعير رجل أو حفيت دابته يأمر أصحابه بأن يعقبوه، أما بسر وأصحابه فكانوا على ما ذكره المؤرخون كلما جاؤوا إلى ماء من مياه العرب ركبوا جمال أهله وقادوا خيلهم إلى المنهل الآخر، فيفعلون كذلك، فلم يكفهم أنهم سائرون ليفسدوا في الأرض حتى اغتصبوا جمال الأعراب وركبوها وتركوا خيولهم. وروى المجلسي في البحار عن كتاب الغارات بأسناده عن الكلبي ولوط بن يحيى أن ابن قيس قدم على علي عليه السلام فأخبره بخروج بسر بن ارطأة من قبل معاوية، فندب الناس فتثاقلوا عنه، إلى أن قال: فقام جارية بن قدامة السعدي وقال: أنا أكفيكهم يا أمير المؤمنين! فقال: إنك لعمري لميمون النقيبة حسن النية صالح العشيرة، وندب معه ألفين وأمره أن يأتي البصرة ويضم إليها مثلهم، فشخص جارية وخرج عليه السلام فلما ودعه أوصاه بما أوصاه. إلى أن قال: فقدم البصرة وضم إليه مثل الذي معه، ثم أخذ طريق الحجاز حتى قدم اليمن لم يغصب أحدا إلا قوما ارتدوا فقتلهم وحرقهم’’أه’’. وفي خبر آخر أنه لما رجع من سيره بعد قتل علي عليه السلام دخل على الحسن عليه السلام فضرب على يده فبايعه وعزاه وقال: ما يحسبك يرحمك اللله سر إلى عدوك قبل أن يسار إليك!! فقال: لو كان الناس كلهم مثلك سرت بهم ’’أه’’. وفي الإصابة: ولجارية هذا قصة مع معاوية يقول فيها: فقال له معاوية: سل حاجتك يا أبا قندس! قال: تقر الناس في بيوتهم فلا توفدهم إليك فإنما يوفدون إليك الأغنياء ويذرون الفقراء ’’أه’’. ووفد جارية بن قدامة على معاوية مع الأحنف بن قيس حين وفد عليه ذكره الكشي في ترجمة الأحنف وفي العقد الفريد في مجاوبة الأمراء والرد عليهم: قال معاوية لجارية بن قدامة: ما كان أهون على أهلك إذ سموك جارية؟ قال: ما كان أهون على أهلك إذ سموك معاوية وهي الأنثى من الكلاب! قال: لا أم لك! قال: أمي ولدتني للسيوف التي لقيناك بها في أيدينا! قال: إنك لتهددني؟ قال: إنك لم تفتتحنا قسرا ولم تملكنا عنوة، ولكنك أعطيتنا عهدا وميثاقا، وأعطيناك سمعا وطاعة، فإن وفيت لنا وفينا لك، وإن فزعت إلى غير ذلك: فإنا تركنا وراءنا رجالا شدادا وألسنة حدادا. قال له معاوية: لا كثر الله في الناس من أمثالك! قال جارية: قل معروفا وراعنا فإن شر الدعاء المحتطب. وقال نصر بن مزاحم في كتاب صفين: إنه قدم على علي عليه السلام بعد قدومه الكوفة الأحنف بن قيس وجارية بن قدامة وحارثة بن بدر وزيد بن جبلة وأعين بن ضبيعة فقام الأحنف بن قيس وجارية بن قدامة وحارثة بن زيد، فتكلم الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين إن تكن سعد لم تنصرك يوم الجمل، فإنها لم تنصر عليك، وقد عجبوا أمس ممن نصرك وعجبوا اليوم ممن خذلك لأنهم شكوا في طلحة والزبير ولم يشكوا في معاوية، وعشيرتنا بالبصرة فلو بعثنا إليهم، فقدموا إلينا فقاتلنا بهم العدو وانتصفنا بهم وأدركوا اليوم ما فاتهم أمس! فقال علي لجارية بن قدامة- وكان رجل تميم بعد الأحنف-: ما تقول يا جارية؟ فقال: أقول إن هذا جمع حشره الله بالتقوى ولم تستكره فيه شاخصا ولم تخص فيه مقيما، والله لولا ما حضرك فيه من الله، لغمك سياسته. وليس كل من كان معك كان معك، ورب مقيم خير من شاخص، ومصرك خير لك وأنت أعلم. فكأنه كره إشخاص قومه عن البصرة ’’أه’’. وذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء نقلا عن تاريخ ابن عساكر، ولكنها غير موجودة في تارخ ابن عساكر المطبوع إذ لم يذكر فيه جارية بن قدامة أصلا في النسخة المطبوعة، مع أنه قدم دمشق على معاوية قطعا. ومن عادة ابن عساكر ان يذكر كل من قدم دمشق وإن لم يكن من أهلها. فدل ذلك على أن نسخة تاريخ ابن عساكر المطبوعة ناقصة كما أشرنا إليه فيما تقدم قال السيوطي في تاريخ الخلفاء عند ذكر معاوية ما لفظه: أخرج ابن عساكر عن عبد الملك بن عمير قال: قدم جارية بن قدامة السعدي على معاوية فقال: هل أنت إلا نحلة قال: لا تقل فقد شبهتني بها حامية اللسعة حلوة البصاق والله ما معاوية إلا كلبة تعاوي الكلاب وما أمية إلا تصغير أمة. وأخرج عن الفضل بن سويد قال: وفد جارية بن قدامة على معاوية فقال له معاوية: أنت الساعي مع علي بن أبي طالب والموقد النار في شعلك تجوس قرى عربية تسفك دماءهم قال: يا معاوية دع عنك عليا فما أبغضنا عليا منذ أحببناه ولا غششناه منذ صحبناه قال: ويحك يا جايرة ما كان اهونك على أهلك إذ سموك جارية قال: أنت يا معاوية كنت أهون على أهلك إذ سموك معاوية قال لا أم لك قال: أم ما ولدتني إن قوائم السيوف التي لقيناها لها بصفين في أيدينا قال: إنك لتهددني قال: إنك لم تملكنا قسرة ولم تفتحنا عنوة ولكن أعطيتنا عهودا ومواثيق فإن وفيت وفينا وإن ترغب إلى غير ذلك فقد تركنا وراءنا رجالا مدادا وأدرعا شدادا واسنة حدادا فإن بسطت إلينا فترا من غدر دلفنا إليك بباع من ختر. قال معاوية: لا أكثر الله في الناس أمثالك ’’أه’’.
بعض رواياته
في المستدرك للحاكم بسنده عن الأحنف عن جارية بن قدامة قلت يا رسول الله قل لي قولا ينفعني وأقلل لعلي أعيه! قال: لا تغضب، وأعادها مرارا يقول لا تغضب ’’أه’’.
أشعاره
مر له رجز يجيب به عبد الرحمن بن خالد، ونسب إليه ابن شهراشوب في الناقب هذا الرجز في أمير المؤمنين عليه السلام، وكأنه مقتطع من السابق، وهو قوله:
وفي المناقب أيضا نسبة هذه الأبيات إلى قدامة السعدي هكذا في النسخة المطبوعة، والظاهر أنه كان أصله ابن قدامة فسقط لفظ ابن من النساخ، ووجدها أيضا في بعض المجامع العاملية المخطوطة منسوبة إلى قدامة السعدي من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام والصواب ابن قدامة فهو الذي كان من أصحابه عليه السلام. قال:
وفي مشتركات الكاظمي: باب جارية ولم يذكره شيخنا مشترك بين صحابيين لم يوثقا ’’أه’’

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 4- ص: 58

جارية بن قدامة (ب د ع) جارية بن قدامة التميمي السعدي، عم الأحنف بن قيس، وقيل: ابن عم الأحنف، قاله ابن منده وأبو نعيم، إلا أن أبا نعيم قال: وقيل ليس بعمه ولا ابن عمه أخي أبيه، وإنما سماه عمه توقيرا، وهذا أصح، فإنهما لا يجتمعان إلا إلى كعب بن سعد بن زيد مناة، على ما نذكره، فإن أراد بقوله: ابن عمه أنهما من قبيلة واحدة، فربما يصح له ذلك، وهو: جارية بن قدامة بن مالك بن زهير بن حصن، ويقال: حصين بن رزاح وقيل: رياح بن أسعد بن بجير بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي، يكنى أبا أيوب وأبا يزيد، يعد في البصريين، روى عنه أهل المدينة وأهل البصرة.
فمن حديثه ما أخبرنا به أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، أخبرنا يحيى بن سعيد، عن هشام، يعني ابن عروة، أخبرني أبي، عن الأحنف بن قيس، عن عم له يقال له: جارية بن قدامة أن رجلا قال: «يا رسول الله، قل لي قولا وأقلل لعلي أعقله. قال: لا تغضب، فأعاد عليه ذلك مرارا كل ذلك يقول: لا تغضب». قال يحيى: قال هشام: «قلت: يا رسول الله» وهم يقولون: لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم وكان من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وشهد معه حروبه، وهو الذي حصر عبد الله بن الحضرمي بالبصرة في دار ابن سنبيل وحرقها عليه، وكان معاوية أرسله إلى البصرة ليأخذها له، فنزل ابن الحضرمي في بني تميم، وكان زياد بالبصرة أميرا فكتب إلى علي، فأرسل علي إليه أعين بن ضبيعة المجاشعي، فقتل غيلة، فبعث علي بعده جارية بن قدامة فأحرق على ابن الحضرمي الدار التي سكنها.
أخرجه الثلاثة.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 169

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 1- ص: 502

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 314

جارية بن قدامة بن مالك بن زهير بن حصن بن رزاح بن سعد بن بحير بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي. يقال له عم الأحنف.
قال الطبراني: كان الأحنف يدعوه عمه على سبيل التعظيم له، لأنهما لا يجتمعان إلا في سعد زيد.
ذكره ابن سعد فيمن نزل البصرة من الصحابة. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة.
وروى أحمد عن يحيى بن سعيد وغيره عن هشام بن عروة عن أبيه عن الأحنف عن جارية بن قدامة، قال: قلت يا رسول الله: أوصني وأقلل. قال: «لا تغضب».
وهو بعلو في المعرفة لابن مندة. وفيه اختلاف على هشام، رواه أكثر أصحابه عنه كما تقدم.
وصححه ابن حبان من طريقه، ورواه أبو معاوية ويحيى بن أبي زكريا الغساني وسعيد بن يحيى اللخمي عن هشام، فزاد فيه: عن جارية عن عمه.
ورواه ابن أبي شيبة عن عبدة بن سليمان، عن هشام على عكس ذلك، قال: عن الأحنف، عن عم له، عن جارية.
ووقع في رواية لأبي يعلى عن جارية بن قدامة عن عم أبيه، فذكر الحديث. والأول أولى، فقد رواه الطبراني من طريق ابن أبي الزناد عن أبيه عن عروة، ومن طريق محمد بن كريب، عن أبيه: شهدت الأحنف يحدث عن عمه، وعمه جارية بن قدامة، وهو عند ابن عباس أنه قال: يا رسول الله، قل لي قولا ينفعني وأقلل.. الحديث.
قال أبو عمر: كان من أصحاب علي في حروبه، وهو الذي حرق عبد الله بن الحضرمي في دار سنيد بالبصرة، لأن معاوية بعث إلى الحضرمي ليأخذ له البصرة، فوجه علي إليه أعين بن ضبيعة فقتل، فوجه جارية بن قدامة، فحاصر ابن الحضرمي، ثم حرق عليه.
وقيل: إنه جويرية بن قدامة الذي روى عن عمه في البخاري.
ولجارية هذا قصة مع معاوية يقول فيها: فقال له: سل حاجتك يا أبا قندس، قال: تقر الناس في بيوتهم فلا توفدهم إليك، فإنما يوفدون إليك الأغنياء ويذرون الفقراء.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 1- ص: 555

أبو أيوب جارية بن قدامة التميمي تقدم في الأسماء، وهو باسمه أشهر.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 7- ص: 22

جارية السعدي الصحابي جارية بن قدامة التميمي السعدي.
وقال بعضهم جارية بن قدامة بن مالك بن زهير، ويقال جارية بن مالك بن زهير بن حصن.
وهو ابن عم الأحنف بن قيس.
وكان صاحب علي بن أبي طالب في حروبه. روى عن الأحنف بن قيس قال ابن عبد البر: ومن قال إنه عم الأحنف فلعله عمه لأمه وإلا فلا يجتمعان إلا في سعد بن زيد مناة.
وتوفي في حدود الخمسين للهجرة، وله صحبة.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 11- ص: 0

جارية بن قدامة التميمي السعدي يكنى أبا عمرو، وقيل: أبا أيوب.
وقيل أبا يزيد. نسبه بعضهم فقال: جارية بن قدامة بن مالك بن زهير، ويقال جارية بن قدامة بن زهير، ويقال جارية بن قدامة بن زهير بن حصن.
ويقال حصين بن رزاح بن أسعد بن بجير بن ربيعة بن كعب بن سعد ابن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي، يعد في البصريين. روى عنه أهل المدينة وأهل البصرة، وكان من أصحاب على في حروبه، وهو الذي
حاصر عبد الله بن الحضرمي في دار شبيل، ثم حرق عليه، وكان معاوية بعث ابن الحضرمي ليأخذ البصرة وبها زياد خليفة لا بن عباس، فنزل عبد الله بن الحضرمي في بني تميم، وتحول زياد إلى الأزد، وكتب إلى علي فوجه إليه أعين بن صبيعة المجاشعي. فقتل فبعث جارية بن قدامة.
روى عنه الأحنف بن قيس، ويقال: إن جارية بن قدامة عم الأحنف، وعسى أن يكون عمه لأمه، وإلا فما يجتمعان إلا في سعد بن زيد مناة.
روى هشام بن عروة عن الأحنف بن قيس أنه أخبره ابن عم له، وهو جارية ابن قدامة، أنه قال: يا رسول الله، قل لي قولا ينفعني وأقلل لعلي أعقله.
قال: لا تغضب، فعاد له مرار يرجع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغضب.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 226

جارية بن قدامة السعدي بن زهير بن الحصين بن زراح بن أسعد بن بجير ابن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
قال: أخبرنا عبد الله بن نمير قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن الأحنف ابن قيس عن [ابن عم له يقال له جارية بن قدامة أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله. قل لي قولا ينفعني وأقلل لي لعلي أعيه. فقال رسول الله. ص: لا تغضب. ثم أعاده عليه فقال: لا تغضب. حتى أعاده عليه مرارا كل ذلك يقول له: لا تغضب.] قال: وجارية بن قدامة فيمن شهد قتل عمر بن الخطاب. قال: وكنا من آخر من دخل عليه فسألناه وصية ولم يسألها إياه أحد قبلنا. ولجارية بن قدامة أخبار ومشاهد كان علي بن أبي طالب. ع. بعثه إلى البصرة وبها عبد الله بن عامر بن الحضرمي خليفة عبد الله بن عامر بن كريز. فحاصره في دار سنيبل رجل من بني تميم وكان معاوية بعثه إلى البصرة يبايع له.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 39

جارية بن قدامة بن زهير السعدي التميمي عم الاحنف بن قيس كنيته أبو أيوب مات في ولاية يزيد بن معاوية

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 71

جارية بن قدامة السعدي، ثم التميمي.
عم الأحنف.
قال لنا موسى: حدثنا وهيب، عن هشامٍ، عن أبيه، عن الأحنف بن قيس، عن بعض عمومته، قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً.
وقال لي محمد بن المثنى: حدثنا يحيى بن سعيدٍ، عن هشامٍ، قال: أخبرني أبي، عن الأحنف بن قيس، عن جارية بن قدامة: أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم... ’’، نحوه.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 2- ص: 1

(عس) جارية بن قدامة بن زهير التميمي البصري.
في كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: جارية بن قدامة الأنصاري روى عنه الأحنف بن قيس، فيشبه أن يكون وهما لاتفاقهم على نسبته تميميا.
وفي كتاب «العبيد»: لما صلى الأحنف قال: رحمك الله كنت لا تحسد غنيا ولا تحقر فقيرا.
وقال ابن ماكولا في كتاب «الإكمال»: كان فارسا سمحا.
وفي قول المزي إنه عم الأحنف بن قيس، نظر، لما ذكره أبو عمر: عسى أن يكون عمه لأمه، لأنهما لا يجتمعان.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: إنما سماه عمه توقيرا. وهو أوجه.
وفي «كتاب» الصريفيني: جارية بن قدامة، ويقال: اسمه جويرية، فيما قاله أبو جمرة.
وقال أبو عمر: يكنى أبا عمرو.
وفي «كتاب» العسكري: وجدت بعض الشيوخ قد أخرج جارية بن قدامة في تصنيف له في موضعين أنه عم الأحنف، وإنما اغتر بحديث رواه ابن أبي خيثمة عن أبي سلمة، عن حماد، عن هشام، عن أبيه، عن الأحنف، عن عمه.
وجعله في مسند جارية، وهذا وهم، وإنما هو ابن عمه وإنما عم الأحنف
صعصعة بن معاوية، وليس يتلقي الأحنف مع جارية إلا في كعب ابن سعد بن زيد مناة [ق 58 / ب].
ثم ذكر حديثا من جهة الأحنف عن ابن عم له وهو جارية بن قدامة انتهى.
وهو يبين لك أن الشيخ ما نقل من «كتاب» العسكري إلا بوساطة، وذلك أنه نقل منه في هذه الترجمة شيئا وأغفل ما ذكرناه مما هو رد لقوله، فلو نقل من أصل لما أغفله ولسلم من الإيراد.
في كتاب «الطبقات» أنبأ عبد الله بن نمير ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن الأحنف بن قيس عن ابن عم له يقال له جارية بن قدامة، فذكر حديثا.
قال ابن سعد: وجارية فيمن شهد قتل عمر بن الخطاب، قال: فكنا من آخر من دخل عليه فسألناه وصية لم يسألها إياه أحد. وقال أبو القاسم الطبراني في «معجمه الكبير»: ليس بعم الأحنف أخي أبيه ولكنه كان يدعوه عمه على سبيل الإعظام له.
وممن نص على أنه ابن عمه: أبو منصور الباوردي، وأبو بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، وأبو بكر محمد بن الحسن بن دريد في كتاب «الاشتقاق الكبير» تأليفه، وأبو الفرج أحمد بن الحسين الأصبهاني في «تاريخه الكبير»، وأبو القاسم بن بنت منيع، وأبو حاتم بن حبان البستي وزاد: مات في ولاية يزيد بن معاوية.
وقال الرشاطي: لا شك عندي أنه ابن عمه من قبيلته، وستجد المزي ذكره في جويرية بخلاف ما ذكره هنا، فينظر ولم ينبه عليه.
وأسقط من نسبه هنا بين قدامة وزهير وهو مالك نذكره في جويرية.

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 3- ص: 1

جارية بن قدامة السعدي التميمي
عم الأحنف بن قيس عداده في أهل البصرة له صحبة وهو جارية بن قدامة بن مالك بن زهير بن حصن بن رباح بن سعد بن بجير بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم كنيته أبو أيوب مات في ولاية يزيد بن معاوية

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

جارية بن قدامة بن مالك بن زهير بن حصين بن رباح بن سعد بن سعد بن بجير بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم
أخبرنا أحمد بن علي الخزاز، نا داود بن مهران، نا داود بن عبد الرحمن، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الأحنف بن قيس، أنه أخبره عن عم له وهو جارية بن قدامة أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله قل لي قولاً لعلي أعقله قال: «لا تغضب» حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان مطينٌ نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا عبدة، وابن نمير عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الأحنف، عن جارية عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله وقال لعلي أعيد

  • مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1

جارية بن قدامة السعدي البصري أبو أيوب
عم الأحنف بن قيس له صحبة روى عنه الأحنف بن قيس سمعت أبي يقول ذلك.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 2- ص: 1