جميل بثينة جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي، أبو عمرو: شاعر، من عشاق العرب. افتتن ببثينة، من فتيات قومه، فتناقل الناس أخبارهما. شعره يذوب رقة، أقل ما فيه المدح، وأكثره في النسيب والغزل والفخر. وكانت منازل بني عذرة في وادي القرى (من أعمال المدينة) ورحلوا إلى أطراف الشام الجنوبية، فقصد جميل مصر، وافدا على عبد العزيز بن مروان، فأكرمه عبد العزيز وأمر له بمنزل فأقام قليلا ومات فيه. ولعباس العقاد كتاب (جميل بثينة - ط)
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 138
العذري المتيم جميل بن عبد الله بن معمر بن صباح، بضم الصاد المهملة، ظبيان العذري الشاعر المشهور صاحب بثينة أحد متيمي العرب، أحبها وهو صغير فلما كبر خطبها فرد عنها فقال الشعر فيها وكان يأتيها سرا، ومنزلهما وادي القرى.
قيل له: لو قرأت القرآن لكان أعود عليك من الشعر فقال: هذا أنس بن مالك أخبرني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من الشعر حكمة.
وذكر صاحب الأغاني أن كثير عزة كان راوية جميل، وجميل راوية هدبة بن خشرم وهدبة راوية الحطيئة، والحطيئة راوية زهير بن أبي سلمى وابنه كعب.
قال كثير عزة: لقيني مرة جميل فقال: من أين أقبلت؟ قلت من عند أبي الخبيثة يعني بثينة فقال: وإلى أين تمضي؟ قلت: إلى الخبيثة، يعني عزة، فقال: لا بد أن ترجع عودك على بدئك فتتخذ لي موعدا من بثينة، فقلت: عهدي بك الساعة، وأنا أستحيي أن أرجع فقال: لا بد من ذلك، فقلت: متى عهدك ببثينة؟ فقال: من أول الصيف، وقعت سحابة بأسفل وادي الدوم فخرجت معها جارية لها تغسل ثيابا، فلما رأتني أنكرتني، فضربت يدها إلى ثوب في الماء فالتحفت به، وعرفتني الجارية فأعادت الثوب إلى الماء، وتحدثنا ساعة حتى غابت الشمس، فسألتها الموعد فقال: أهلي سائرون وما لقيتها بعد ذلك، ولا وجدت أحدا آمنه فأرسله إليها، فقال له كثير: فهل لك أن آتي الحي فأتعرض بأبيات من الشعر أذكر فيها هذه العلامة إن لم أقدر على الخلوة بها؟ قال: وذلك الصواب، فخرج كثير حتى أناخ بهم، فقال له أبوها: ردك يا بن أخي؟ قال قلت أبياتا فأحببت أن أعرضها عليك، قال: هاتها، فأنشده وبثينة تسمع:
فقلت لها عز أرسل صاحبي | إليك رسولا والرسول موكل |
بأن تجعلي بيني وبينك موعدا | وأن تأمريني بالذي فيه أفعل |
وآخر عهدي منك يوم لقيتني | بأسفل وادي الدوم والثوب يغسل |
بكر النعي وما كنى بجميل | وثوى بمصر ثواء غير قفول |
ولقد أجر البرد في وادي القرى | نشوان بين مزارع ونخيل |
قومي بثينة فاندبي بعويل | وابكي خليلك دون كل خليل |
وإن سلوي عن جميل لساعة | من الدهر ما حانت ولا حان حينها |
سواء علينا يا جميل بن معمر | إذا مت بأساء الحياة ولينها |
وإني لراض منك يا بثن بالذي | لو أيقنه الواشي لقرت بلابله |
بلا وبأن لا أستطيع، وبالمنى | وبالوعد، حتى يسأم الوعد ماطاله |
وبالنظرة العجلى وبالحول نلتقي | أواخره لا نلتقي وأوائله |
إذا قلت ما بي يا بثينة قاتلي | من الوجد، قالت: ثابت ويزيد |
وإن قلت ردي بعض عقلي أعش به | بثينة، قالت: ذاك منك بعيد |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 11- ص: 0
جميل بن عبد الله ابن معمر، أبو عمرو العذري الشاعر البليغ، صاحب بثينة، وما أحلى استهلاله حيث يقول:
ألا أيها النوام ويحكم هبوا
أسألكم هل يقتل الرجل الحب
ويحكى عنه: تصون، ودين، وعفة.
يقال: مات سنة اثنتين وثمانين. وقيل: بل عاش حتى وفد على عمر بن عبد العزيز. ونظمه في الذروة، يذكر مع كثير: عزة، والفرزدق.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 5- ص: 100
جميل بن عبد الله بن معمر أبو عمرو العذري الشاعر الشهير، صاحب بثينة، له شعر في الذروة لطافة، ورقة، وبلاغة.
بقي إلى حدود سنة مائة، وكان معه في زمانه:
الأخطل شاعر عبد الملك بن مروان، واسمه غياث بن غوث التغلبي النصراني، مقدم الشعراء، وشاعر وقته جرير بن الخطفى، وشاعر العصر الفرزدق المجاشعي، وشاعر قريش عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، وكثير عزة ولد عبد الرحمن بن الأسود الخزاعي المدني، وشاعر المدينة عبد الله بن قيس الرقيات الذي يتغزل في كثيرة، والأحوص المدني عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وزياد الأعجم أحد البلغاء، وعدي بن زيد يعرف بابن الرقاع الأبرص، أما عدي بن زيد الحماد العبادي فقديم نصراني، شاعر، مفلق.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 5- ص: 226