الأمير الشريف ثابت بن نعير بن منصور ابن جماز بن هبة بن جماز بن منصور بن جماز بن شيحة بن سالم بن قاسم بن جماز بن قاسم بن مهنا بن الحسين بن مهنا بن داود بن القاسم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى بن الحسن بن جعفر حجة الله بن عبد الله بن الحسين الأصغر ابن علي زين العابدين ابن الحسين السبط ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام أمير المدينة:
توفي سنة 811أو810. أخذننا هذا النسب من صبح الأعشى ج4 ص301 لكنه لم يكن بهذا الترتيب بل فيه: أن جماز بن هبة بن جماز كان أمير المدينة ثم عزل وولي نعير بن منصور بن جماز ثم قتل، فوثب جماز بن هبة الله على إمارة المدينة واستولى عليها، فعزله السلطان وولى ثابت بن نعير وهو بها إلى الآن سنة 799، وهو ثابت بن جماز بن هبة بن جماز بن منصور إلخ. . . ما تقدم، فقد جعله أولا ثابت بن نعير بن منصور بن جماز وجعله ثانيا بن جماز بن هبة بن جماز بن منصور، فيكون قد وقع خلل في العبارة، وظننا أن يكون الصواب ما ذكرناه في الترجمة وأن يكون سقط من عبارته نعير بن منصور بعد ثابت وقيل جماز والله أعلم.
أمراء المدينة الحسينيون
وإمارة المدينة المنورة كانت للحسينيين كما كانت إمارة مكة للحسنيين، لكن أمراء مكة تظاهروا بالتسنن فدام ملكهم إلى زماننا هذا فكان أخرهم الملك حسين وابنه علي، وأمراء المدينة المنورة تظاهروا بالتشيع فزال ملكهم للعصبية، ولم يذكر المؤرخون من أحوال أمراء المدينة إلا نتفا يسيرة وربما كان للعصبية مدخل في ذلك ولم يذكرهم صاحب مجالس المؤمنين مع ذكره لكثير ممن هو دونهم، وربما نسب أمراء مكة إلى الزيدية، ففي صبح العى: وأمرتها - أي المدينة الآن سنة 799 متداولة بين بني عطية وبين بني جماز وهم جميعا على مذهب الإمامية، وأمراء مكة الزيدية أخف في هذا الباب شأنها منهم ’’أه’’. ويفهم من صبح الأعشى أن أول من ولي إمرة المدينة مستقلا بها طاهر أبو الحسين ابن محمد الملقب بمسلم بن طاهر بن الحسن ابن أبي القاسم طاهر بن يحيى بن الحسن بن جعفر حجة الله ابن أبي جعفر عبد الله بن الحسين الأصغر ابن علي زين العابدين ابن الحسين السبط ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام وسنذكر تراجم من اتصل بنا أسماؤهم منهم كلا في بابه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. وفي وفاء الوفاء عن الحافظ ابن حجر في أنباء الغمر: أنه في سنة 811 فوض السلطان الناصر فرج -ابن برقوق ملك مصر والشام- لحسن بن عجلان - الحسني أمير مكة- سلطنة الحجاز فاتفق موت ثابت بن نعير وقرر حسن مكانه أخاه عجلان بن نعير المنصوري فثار عليهم جماز بن هبة بن جماز الجمازي الذي كان أمير المدينة قال والذي رأيته في محضر عليه خطوط غالب أعيان المدينة الشريفة ما أصله أن جماز بن هبة المذكور كان أمير المدينة فبرزت المراسيم الشريفة بتولية ثابت بن نعير إمرة المدينة وأن يكون النظر في جميع الحجاز لحسن بن عجلان ولم يصل الخبر بذلك إلا بعد وفاة ثابت بن نعير فأظهر جماز بن هبة الخلاف والعصيان ولما اتصل بحسن بن عجلان ما فوض إليه من أمر الحجاز استدعى بعجلان بن نعير وأقامه في إمرة المدينة وعرفه ما برزت به المراسيم أولا في ولاية أخيه ’’أه’’ وقال ضامن بن شدقم في كتابه تحفة الأزهار كما في نسخة مخطوطة رأيناها في طهران ثابت بن نعير أبن الأمير أبي عامر منصور هو أول من ولي المدينة من قبل أمير مكة وذلك أن الناصر بن برقوق لما ضعف أمره من تيمورلنك سلم أمر سلطنة الحجاز إلى السيد حسن بن عجلان الحسني سنة 810 فلما برزت المراسيم بتولية ثابت بن نعير توفي وكان الأمير إذ ذاك جماز بن الأمير هبة فأمر بنهب بعض بيوت المدينة إلى آخر ما يأتي في ترجمة جماز، ثم أن المفهوم مما مر عن صبح الأعشى أن المترجم استمر في إمارة المدينة مدة لا تقل عن 12أو 11 سنة فإنه قال وهو بها إلى سنة 799 ولم يذكر مبدأ ولايته كما مر ابن حجر يظهر منه كما مر وهو بها سنة 811 ومن ابن شدقم إنها سنة 810 فتكون مدة 11 أو 12 سنة والذي في المحضر أنه لم يصل المرسوم بولايته إلا بعد وفاته وابن شدقم يقول إنها لما برزت المراسيم بتوليه توفي وعبارة شذرات الذهب تدل على أنه كان أميرا سنة 801 قال وفيها كان أمير مكة حسن بن عجلان بن رميثة الحسني وبالمدينة ثابت بن نفير ’’1ه’’. وكانت المراسيم والتقاليد تكتب لهم من ملك مصر، ومن المؤسف جدا أن جل تلك المراسيم كان يتعرض فيها لذم الشيعة والإبصاء بأن لا يدع لهم إماما ولا قاضيا ولا مفتيا ونحو ذلك بعبارات ممقوتة، كما هو مذكور في صبح الأعشى، فكانوا بسبب ذلك وأمثاله يؤذون في الحرم النبوي وفي حرم الله الذي يأمن فيه الطير والوحش. والوزر في ذلك الدرجة الأولى على علماء السوء الذين كانوا ينشئون تلك الكتب على لسان الملوك ولا يأمرهم الملوك بكل ما فيها بل عليهم توقيعها موكلين أمر ما فيها إلى معرفة المنشىء ودينه ففرقوا بذلك الكلمة وغرسوا في القلوب الضغينة وسيلقون جزاء عملهم.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 4- ص: 18