الأمير علاء الدين تنامش بن قماج توفي سنة 584 وحمل تابوته إلى مشهد الحسين عليه السلام قاله ابن الأثير
كان في عصر الإمام الناصر الخليفة العباسي قال ابن الأثير كان علاء الدين تنامش من أكابرالأمراء ببغداد ولما مات أخوه يزدن بن قماج سنة 568 وهو من أكابر أمراء بغداد اقطع أخوه تنامش ما كان ليزدن وهي مدينة واسط ولقب علاء الدين وفي سنة 569 وقعت وقعة كبيرة بين أهل باب البصرة وهم سنية وأهل باب الكرخ وهم شيعة سببها إن الماء لما زاد سكر أهل باب الكرخ سكرا رد الماء عنهم فغرق مسجد فيه شجرة فانقلعت فصاح أهل الكرخ انقلعت الشجرة. . . الله العشرة فقامت الفتنة فتقدم الخليفة إلى علاء الدين تنامش فمال على أهل باب البصرة لأنه كان شيعيا ويجوز إن يكون ذلك لأنه رأى إن التعدي منهم وابن الأثير حكى ما سمع وهو محتمل للكذب وأراد دخول المحلة فمنعه أهلها وأغلقوا الأبواب ووقفوا على السور وأراد إحراق الأبواب فبلغ ذلك الخليفة فأنكره أشد إنكار وأمر بإعادة تنامش فعاد ودامت الفتنة أسبوعا ثم انفصل الحال من غير توسط سلطان. قال وفي سنة 570 في شوال سير علاء الدين تنامش وقايماز زوج أخته عسكرا إلى العراق فنهبوا أهله وبالغوا في أذاهم فجاء جماعة منهم إلى بغداد واستغاثوا فلم يغاثوا لضعف الخلافة مع قايماز وتنامش فقصدوا جامع القصر واستغاثوا فيه ومنعوا الخطيب وفاتت الصلاة أكثر الناس فأنكر الخليفة ما جرى فلم يلتفت قايماز وتنامش إلى ما فعل فلما كان خامس ذي القعدة قصد قايماز أذى ظهير الدين بن العطار وكان صاحب المخزن وخاص الخليفة فأرسل إليه ليحضر عنده فهرب فاحرق قايماز داره وحالفالأمراء على المساعدة والمظاهرة له وجمعهم وقصد دار الخليفة لعلمه إن ابن العطار فيها فصعد الخليفة إلى سطح داره وأمر خادما فصاح واستغاث وقال للعامة مال قايماز لكم ودمه لي فقصدوا دار قايماز فهرب من باب فتحه في ظهر الدار وخرج من بغداد ونهبت داره فلم يبق فيها شيء وتبعه تنامش وجماعة منالأمراء فنهبت دورهم وسار قايماز إلى الحلة ثم إلى الموصل فمات قبل إن يصلها ووصل علاء الدين تنامش إلى الموصل فأقام مدة مديدة ثم أمره الخليفة بالقدوم إلى بغداد فعاد إليها وبقي إلى إن مات في التاريخ المتقدم بغير اقطاع. وقال بعض الشعراء في قطب الدين قايماز وتنامش:
إن كنت معتبرا بملك زائل | وحوادث عنقية الادلاج |
فدع العجايب والتواريخ الالى | وأنظر إلى فيماز وابن قماج |
عصف الزمان عليهما فسقاهما | من كأسه صرفا بغير مزاج |
فتبدلوا بعد القصور وظلها | ونعيمها بمهامه وفجاج |
فليحذر الباقون من أمثالها | نكبات دهر خائن عاج |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 645