التصنيفات

تاج الدين بن محمد بن حمزة بن عبد الله ابن محمد بن محمد بن عبد المحسن بن الحسن بن زهرة بن الحسن بن عز الدين أبي المكارم حمزة الحسيني الإسحاقي الحلبي ثم الفوعي
توفي سنة 927.
في أعلام النبلاء نقلا عن در الحبب للرضي الحنبلي محمد بن إبراهيم بن يوسف أنه قال عم جدي لأبي القاضي شهاب الدين أحمد المتقدم ذكره كان شيخا كبيرا معمرا رحل إلى بلاد العجم وحصل بها جانبا من العلم والمال، وبقي بها غائبا قريبا من سبع عشرة سنة وعني بعلم الأنساب فكان نسابة عارفا بها جدا يدعي إن عنده كتابا يسمى بحر الأنساب، على تشيع عنده، وكان لأهل الفوعة فيه مزيد الاعتقاد حتى انتصبوا معه لعداوة خالي الشريف شرف الدين عبد الله الآتي ذكره وكادوا يقتلونه. ولما عاد من العجم حسن عند لخالي أن يتوجه إليه ويسلم عليه ففعل، فلما دنا خالي منه في ملأ عظيم من أهل الفوعة مد يده إلى عمامته فنقضها وحقره فيما بينهم وسلط عليه من يواجهه بالسيوف نهارا فلم يمكنه الله تعالى منه (انتهى) والمترجم له كتاب غاية الاختصار في أخبار البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار مطبوع بمصر وقد حرف فيه طابعه أشياء كثيرة حسبما شاء هواه صنفه بأمر أصيل الدين أبي محمد الحسن بن الخواجة نصير الدين محمد بن محمد الطوسي كما ذكره في أوله ويدل كلامه على أنه ورد بغداد صحبة سلطان التتر والتقى بأصيل الدين المذكور وتلمذ عليه حيث قال الباعث الذي حداني على هذا الكتاب أني لما وردت إلى مدينة السلام صحبة الحضرة السلطانية ورأيت الوزير الأعظم ملك أفاضل الحكماء قدوة أماثل العلماء وسيد الوزراء نصير الحق والدين ملاذ الإسلام والمسلمين أبي جعفر بن أبي الفضل الطوسي حضرت مجلسه الأرفع الأسمى و مثلت بحضرته الجليلة العظمى فشنف مسامعي بمفاوضات أوعيت منها درا ورعيت بيانا كالسحر إن لم يكن سحرا قادتنا شجون الحديث إلى الأخبار والأنساب فأعربت مفاوضته عن علم جم وفضل باهر وفهم واطلاع كافل باضطلاع ولقد والله ردني في أشياء كنت واهما فيها علم النسب والأخبار وقال لي أريد إن تضع لي كتابا في النسب العلوي يشتمل على أنساب بني علي فأجبته بالسمع والطاعة. . . إلى آخر ما ذكره.
استدراك على هذه الترجمة
استدرك المؤلف على الطبعة الأولى بما يلي:
مرت في هذا الجزء ترجمة للسيد تاج الدين بن محمد بن حمزة بن عبد الله بن محمد بن محمد بن عبد المحسن بن الحسن بن زهرة بن الحسن بن عز الدين أبي المكارم حمزة الحسيني الإسحاقي ثم الفوعي وأرخنا وفاته سنة 920 وهو من سهو الطابع لأنا نقلناه عن أعلام النبلاء والموجود فيه سنة 927 ونسبنا إليه كتاب غاية الاختصار في أخبار البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار المطبوع بمصر سنة 1310 حسبما ذكر على ظهره أنه تأليف السيد الشريف تاج الدين بن محمد بن حمزة بن زهرة الحسيني نقيب حلب وابن نقبائها ونقلنا عن أعلام النبلاء أنه نقل عن در الحبب للرضي الحنبلي أنه قال عم جدي لأبي القاضي شهاب الدين أحمد وذكرنا في الحاشية إن الرضي الحنبلي ليس من بني زهرة فكيف يقول عم جدي لأبي وقد ظهر لنا الآن استدراكات على هذه الترجمة التي مرت في هذا الجزء أولا إن قوله عم جدي لأبي لا يبعد إن يكون صوابه عم جدي لأمي ويؤيد قوله إن أهل الفوعة انتصبوا معه لعداوة خالي الشريف شرف الدين عبد الله الآتي ذكره ثم ذكر خاله هذا بعنوان عبد الله بن أحمد القاضي شرف الدين ابن القاضي شهاب الدين الحسيني الإسحاقي فدل على إن جده لأمه من بني زهرة الحسينيين الاسحاقيين ثانيا إن مؤلف غاية الاختصار لا يمكن إن يكون هو المذكور لأن ذلك وفاته سنة 927 ومؤلف الغاية كان موجودا كما ستعرف
سنة 700 فوفاته لم تتجاوز أوائل المائة الثامنة فبين وفاتيهما ما يقرب من مائتي سنة وها نحن نذكر التواريخ التي أدركها صاحب غاية الاختصار ليعلم صحة ذلك. أدرك مؤلف الغاية جمال الدين محمد الدستجرداني قال في صلى الله عليه وسلم 5 منه حدثني جمال الدين علي بن محمد الدستجرداني أبو الحسن الوزير. وقد قال ابن الفوطي في الحوادث الجامعة أنه في سنة 696 أمر السلطان غازان بقتل جمال الدين الدستجرداني فقتل توسيطا وذكر مؤلف الغاية في صلى الله عليه وسلم 9 أنه ورد بغداد صحبة الحضرة السلطانية وانه رأى أصيل الدين الحسن بن نصير الدين الطوسي وأمره بتأليف كتاب في النسب فألف هذا الكتاب وسماه غاية الاختصار والسلطان الذي حضر بصحبته هو غازان وأصيل الدين توفي سنة 715 كما يأتي في ترجمته وغازان معاصر له وقال في صلى الله عليه وسلم 12 وفي عدة مواضع غيرها أخبرني المعدل أبو الحسن علي بن محمد بن محمود كتابة الخ والظاهر أنه هو الذي ذكره ابن الفوطي في الحوادث الجامعة فقال في سنة 697 توفي الشيخ ظهير الدين علي بن محمد الكازروني وكان عالما فاضلا وجمع تاريخا وذكر في صلى الله عليه وسلم 21 إن عبد الله عضد الدين بن أبي نمي أمير مكة ورد إلى العراق وقصد حضرة سلطان العصر فانعم عليه بالمهاجرية ضيعة جليلة بأعمال الحلة ثم جرت بينه وبين بني حسين وبني داود ومحالفيهم فتنة كبيرة بالحلة أدت إلى إن عضد الدين هذا يعني عبد الله ركب إليهم وصحبته العسكر ونهبهم قال وكنت يومئذ بالحلة وذلك في شعبان من سنة 696 ولما (انتهى) ذلك إلى جماز شيخ بني حسين وأميرهم بالحجاز أمير المدينة جرت بينه وبين أبي نمى فتن الخ وجماز توفي 704 أو 5 كما مر في ترجمته ج 16 وفي غاية المرام في أمراء البلد الحرام جرى ذكر للشريف أبي نمى والشريف جماز من سنة 651 إلى سنة 701 وقال في صلى الله عليه وسلم 22 حدثني الفاضل المؤرخ العلامة أبو الفضل عبد الرزاق بن أحمد الشيباني هو ابن الفوطي مؤلف الحوادث الجامعة وابن الفوطي توفي سنة 723 وفي صلى الله عليه وسلم 36 ذكر جلال الدين المصطفى وقال كانت بيني وبينه معرفة تكاد تكون صداقة مات سنة 680 وفي صلى الله عليه وسلم 54 أنشدني الفقيه يحيى بن سعيد نجيب الدين رحمه الله. ويحيى توفي سنة 290 كما في رجال ابن داود أو سنة 689 وذكر في صلى الله عليه وسلم 70 بيت عبد الحميد وقال منهم السيد محمد بن عبد الحميد ثم قال في صلى الله عليه وسلم 71 وشمس الدين رحمه الله كان لي صديقا وكنت أجد أنسا بمحاضرته ومفاوضته ولم أعدم منه فائدة مات سنة 697 ومولده 639 وقال في صلى الله عليه وسلم 77 ومن بني محمد بن زيد شمس الدين جعفر ربما قال الشعر كان يتحرف ثم خدم كاتبا بديوان النقابة ببغداد ثم بديوان الإنشاء فلم يستتم له أمر ولا تهيأ له المقام ببغداد فانحدر إلى الحلة وأحب التصوف وانقطع بداره وهو على هذه الصورة إلى رمضان من سنة 699 ولا يخفى أنه كالصريح في إن ذلك حاصل في عصره وقال في صلى الله عليه وسلم 87 عند ذكر منصور بن جماز بن شيحة الحسيني وأبوه أمير المدينة هو اليوم فارس الحجاز (انتهى) وأبوه جماز توفي سنة 704 أو 705 كما مر في ترجمته. وقال في صلى الله عليه وسلم 89 عند ذكر نقباء العلويين بواسط منهم مؤيد الدين النقيب النسابة ووالده باق منقطع في داره وأبوه جلال الدين عمر حدثني عنه السيد إسماعيل الكيال المتوفى سنة 700 ثم قال اجتمعت به فرأيت رجلا صالحا الخ فهذا نص في أنه كان موجودا سنة 700 وقال في صلى الله عليه وسلم 90 حدثني بهاء الدين علي بن عيسى الأربلي الكاتب رحمه الله. وعلي بن عيسى هذا فرع من كتابه كشف الغمة سنة 687 وتأليف الغاية بعد وفاته وقال في صلى الله عليه وسلم 91 قال لي السيد النسابة الفقيه العلامة غياث الدين أبو المظفر عبد الكريم بن طاوس رحمه الله الخ وابن طاوس هذا توفي سنة 693 وقال في صلى الله عليه وسلم 92 عند ذكر الحسن حفيد كمال الدين حيدر نقيب الموصل أنه مات سنة 670 ولم يخلف سوى بنت هي اليوم ببغداد. فبعد هذا كله لا يبقى ريب في إن مؤلف غاية الاختصار لم يتجاوز أوائل المائة الثامنة وان تاج الدين المتوفى 927 الذي ذكرناه في هذا الجزء هو غيره فإذا تاج الدين بن محمد بن حمزة بن زهرة اثنان أحدهما توفي سنة 927 والآخر كان حيا سنة 700 ومؤلف غاية الاختصار هو الثاني لا الأول. ورأيت في بعض المجلات أنه يوجد في المتحف الآسيوي في بطرسبرغ كتاب في آخره تم بقلم الحقير تاج الدين بن زهرة الحسيني الحلبي سنة 999 فهذا أما شخص ثالث أو وقع تبديل بين (927) و (999) أو الأول تاريخ الولادة والثاني تاريخ الوفاة والله أعلم.
وقد مر في ج 9 ترجمة لأحمد بن عبد الله بن حمزة بن عبد الله بن محمد بن عبد المحسن بن زهرة بن الحسن بن أبي المكارم حمزة بن علي إلى آخر النسب فهو إذا ابن عم المذكور في هذا الجزء.
بنو زهرة أو آل زهرة
قد أشير إليهم في مواضع من هذا الكتاب
(أولا) في ج 9.
(ثانيا) في هذا الجزء.
(ثالثا) ما نذكره هنا: في غاية الاختصار صلى الله عليه وسلم 57 58 بيت الاسحاقيين وهم بنو إسحاق بن الصادق ويلقب بالمؤتمن أعيانهم والحمد لله أهلنا بيت زهرة نقباء حلب جدهم زهرة بن علي أبي المواهب نقيب حلب ابن محمد نقيب حلب بن محمد أبي سالم المرتضى المدني المنتقل إلى حلب الشهباء بن أحمد المدني المقيم بحران ابن محمد الأمير شمس الدين المدني ابن الحسين الأمير الموقر ابن إسحاق المؤتمن بن الصادق عليه السلام. شهرة جدهم النقيب الأول محيي الدين نجم الإسلام العالم الفاضل الفقيه الحلبي المولد والمنشأ والوفاة عد المؤرخون وفاته من الحوادث العظيمة توفي بجمادى الأولى سنة 720 تفرع أولاده فمنهم بحلب ومنهم بحران وانتقل منهم السيد محمد أبو سالم ركن الدين العالم الفاضل الزاهد الورع وترك حلب وكان يومئذ نقيبها وابن نقيبها فسكن الفوعة قرية من أعمال حلب وعقبه فيها من ولد محمد شمس الدين وله ذرية فضلاء ولهم بقية بحران. وبالجملة فال زهرة بحلب وديارها أشهر من مشهور ثم ذكر الشريف حمزة بن علي بن زهرة أبا المكارم ثم قال وجدهم محمد الممدوح إسحاق المؤتمن ينتهي إلى محمد هذا ويكنى أبا إبراهيم قال العمري ولم تكن لأبي إبراهيم حال واسعة فزوجه الحسين الحراني بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن علي المطيب العلوي العمري بنته خديجة المعروفة بأم سلمة وكان أبو عبد الله الحسين العمري متقدما بحران مستوليا عليها وقوي أمر أولاده حتى استولوا على حران وملكوها على آل وثاب فأيد أبو عبد الله الحسين العمري أبا إبراهيم بماله وجاهه ونبغ أبو إبراهيم وتقدم وخلف أولادا سادة فضلاء علماء نقباء وقضاة ذوي وجاهة وتقدم وجلالة (انتهى) كلام العمري قال صاحب الغاية وعقبه الآن من رجلين أبي عبد الله جعفر نقيب حلب وأبي سالم محمد ولأعقابهما توجه وعلم وسيادة فهم سادة أجلاء نقباء حلب وعلماؤها وقضاتها ولهم تربة معروفة مشهورة انتقل جدهم محمد بن الحسين بن إسحاق من المدينة إلى الكوفة ثم إلى الري ثم إلى حران ثم إلى حلب وديارها (انتهى) ويفهم مما ذكر هنا وفي ج 9 إن أول من انتقل منهم من المدينة التي هي وطنهم الأصلي هو جدهم محمد ابن الحسين بن إسحاق المؤتمن بن الإمام الصادق عليه السلام فانتقل من المدينة إلى الكوفة ثم إلى الري ثم إلى حران فولد له بها أحمد الحجازي وولد لأحمد الحجازي أبو إبراهيم محمد الحراني ممدوح المعري وهو الذي زوجه العمري بنته فحسنت حاله ثم انتقل أبو إبراهيم محمد إلى حلب وهو الذي نشر التشيع بها ثم انتقل من ذريته ركن الدين محمد أبو سالم إلى الفوعة وسكنها وبقيت ذريته فيها إلى اليوم.
وصف كتاب غاية لاختصار
هو كتاب في مائة صفحة وثلاثة أسطر عدى الفهرست بالقطع الصغير لكنه مع اختصاره قد حوى فوائد كثيرة وتراجم عديدة خلت عنها المطولات ودل على فضل مؤلفه وسعة اطلاعه.
الدس في الكتاب
في الكتاب مواضع كثيرة فيها دس ظاهر منها في صلى الله عليه وسلم 82 بعد ما ذكر الخلاف بين الزيدية والإمامية في خلافة زيد قال ونحن معاشر أهل السنة والجماعة نخالف الطائفتين ونقول بإمامة من أجمع عليه المسلمون والسلام (انتهى) فهذا أما دس من الطابع أو كان موجودا في هامش نسخة الأصل فأدخله الطابع في أصل النسخة لموافقته هواه أو قيل مداراة إلى غير ذلك مما يعرفه المطلع الخبير.
ما يستفاد من غاية الاختصار من أحوال مؤلفه
لما كانت أحوال مؤلف الغاية مجهولة ولم يصل إلينا منها شيء سوى ما يستفاد من الكتاب المذكور فلنذكر ما يستفاد منه في ذلك:
يستفاد من هذا الكتاب فضل مؤلفه وانه كان عالما فاضلا شاعرا ناثرا نسابة واسع الاطلاع ودل قوله في صلى الله عليه وسلم 9 أنه حضر صحبة الحضرة السلطانية يعني غازان على نباهته وشرفه وقربه من السلطان فمن يحضر بصحبة السلطان لا بد إن يكون جليل القدر عظيم الشأن ودل طلب أصيل الدين منه تأليف كتاب في الأنساب على علمه وفضله وأنه كان مشهورا بعلم الأنساب وقد قال في خطبته الحمد لله الذي خلق الأنام من أب واحد. واخترعهم على غير مثال وبغير مساعد. وخلق منه زوجه وبث منهما رجالا ونساء. آباء وأمهات وبنات وأبناء وجعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا. وبطونا وأفخاذا ليتعاطفوا وعظم الرحم في صدورهم وأجلها في نفوسهم وقرنها باسمه الأعظم عند المناشدة في الملمات العظام وأمر أن تتقي كما يتقى فقال عز من قائل واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام وجعلها متعلقة بالعرش تقول اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني وجعل صلتها في العمر زيادة وقطعها على هدمه مساعدة ثم وضع مقدمة قال فيها اعلم إن علم النسب علم العرب وهم الذين حفظوه وضبطوه وأصلوه وفرعوه فإما الفرس فلم يطلبوا له تحقيقا ولا ضبطوا منه ما يلحق صريحا أو ينفي لصيقا وقد ذكر أبو إسحاق الصابي الكاتب في التاجي وهو الكتاب الذي ألفه لعضد الدولة في مناقبه ومناقب الديلم إن عضد الدولة بحث عن نسبه وكاتب أبا محمد المهلبي في ذلك فسال عنه شيوخ الديلم والمرابذة ووجوه الفرس حتى حققوه وحرروه وصححوه وزعم إن ضياع انساب الفرس ليس هو لأجل هوان علمها وضبطها عندهم وإهمالهم لما تراعيه الجلة من مآثرها ومفاخرها ولكن اعترضتهم حدوث دولة وفتنة وملة يعني ملة الإسلام فأخلت شرفهم
وقطعت اتصالهم وشغلتهم عن مراعاة أنسابهم فضاعت ولعمري إن اعتراض الفتن وحدوث الحوادث العظام لكما زعم أبو إسحاق في إهمال الذكر وصرف العناية عن حراسة أسباب الفخر ولكن لو كانت الأسباب عندهم مرعية لما شغلتهم عنها الحوادث ألا ترى إن العرب اعترضتهم أيضا في زماننا دولة أخملت شرفهم ونقلت الملك عنهم وشردتهم كل مشرد ومزقتهم كل ممزق وهم مع ذلك حافظون لأنسابهم مراعون لأعقابهم وانك لترى البدوي منهم ذاهبا خلف ثلة من الضأن يرعاها إذا خاطبته وجدته أحمق الناس وأجهلهم بكل شيء وهو مع ذلك يعرف قبيلته وبطنه وفخذه وربما رفع نفسه إلى الجد الأعلى. ثم قسم النسب إلى نوعين مشجر ومبسوط فتكلم على كل منهما ثم ذكر كيفية ثبوت النسب عند النسابة وأوصاف صاحب النسب وقال في صلى الله عليه وسلم 51 وأما آل معد فهم أجدادي لأمي. فدل على إن أمه من آل معد العلويين الموسويين المشهورين بالعراق. ثم ذكر في صلى الله عليه وسلم 52 الفقيه صفي الدين محمد بن معد وترحم عليه ثم قال صلى الله عليه وسلم 53 سمعت إن الوزير السعيد نصير الدين الطوسي رحمه الله قال أني اجتمعت بالفقيه صفي الدين بن معد وآخيته وذلك إن الفقيه صفي الدين رحمه الله سافر إلى بلاد العجم في أيام حداثته واجتمع به هناك ولما ورد مولانا نصير الدين إلى الحلة أول مرة سال عن صفي الدين الفقيه فقيل ليس له سوى بنت يعني الحاجة فاطمة زوجة والدي فقال هذه بنت أخي وأرسل إليها سلاما وكاتبها برقاع رأيتها بخطه وعندي منها شيء وكان مولانا نصير الدين قد ظن أن أخي الأكبر جلال الدين من هذه الحاجة وأنها أمه فزوجه ابنته وأوقع العقد بمراغة فلما علم بعد ذلك أن أمه عامية وليست من بيت الفقيه ابن معد سأل طلاقها فطلقت وما زال مولانا يراعينا بهذا السبب إلى إن انتقل إلى جوار ربه قدس الله روحه (انتهى). ويستفاد من ذلك إن للمترجم أخا أكبر منه اسمه جلال الدين وأن أمه عامية وان أباه كان له زوجة أخرى تسمى الحاجة فاطمة هي من بيت معد وأنها غير أمه التي هي منهم ولذلك عبر عنها بزوجة والدي ولم يقل أمي. وذكر في صلى الله عليه وسلم 74 صفي الدين أبا الحسن عليا السوراوي نقيب الحلة وقال تزوج أبي ابنته وزوج ابنه علم الدين إسماعيل بابنته وليس لصفي الدين من الولد سوى إسماعيل هذا وبنتين ولما قتل أبي خلف على إحدى البنتين رجل من بني عمها فدل على إن أباه مات قتلا وأنه كان متزوجا بأربع نساء أمه وهي من بني معد والحاجة فاطمة وهي منهم أيضا وامرأة عامية هي أم أخيه الأكبر جلال الدين والرابعة بنت صفي الدين.
تصريحه بأنه من بيت زهرة
صرح المؤلف في كتابه بأنه من بيت زهرة فلم يدع مجالا للريب فقال في صلى الله عليه وسلم 57 بيت الاسحاقيين وهم بنو إسحاق بن الصادق ويلقب بالمؤتمن أعيانهم والحمد لله أهلنا بيت زهرة نقباء حلب جدهم زهرة بن علي أبي المواهب الخ.
مشايخه ومن عاصره ونقل عنه
يستفاد من غاية الاختصار أنه عاصر جماعة ونقل عنهم وبعضهم كان من مشايخه فمن قلنا عنه أنه من مشايخه وإلا فهو ممن عاصره ونقل عنه
(1) جمال الدين علي بن محمد الدستجرداني أبو الحسن الوزير المقتول 696
(2) المؤرخ أبو الفضل عبد الرزاق بن أحمد الشيباني المعروف بابن الفوطي صاحب الحوادث الجامعة المتوفى 723
(3) ظهير الدين أبو الحسن علي بن محمد بن محمود الكازروني المتوفى سنة 697 عن الشريف أبي محمد قريش بن سبيع بن مهنا بن سبيع العبيدلي العلوي وجل رواياته في غاية الاختصار عن علي بن محمد هذا فهو شيخه في الرواية
(4) يحيى بن سعيد الحلي المتوفى 690 أو 689
(5) فخر الدين علي بن يوسف البرقي ففي صلى الله عليه وسلم 54 من الغاية أنه أنشده شعرا لأحمد بن معد
(6) السيد إسماعيل الكيال المتوفى 700
(7) علي بن عيسى الأربلي صاحب كشف الغمة
(8) السيد عبد الكريم بن طاوس المتوفى 693
(9) السيد شرف الدين أبو جعفر بن محمد بن تمام بن علي بن تمام العبيدلي
(10) علي بن أحمد العبيدلي
(11) أبو طالب شمس الدين محمد بن عبد الحميد
(12) نجم الدين محمد بن محمد ابن الكتبي
(13) شيخه تاج الدين النقيب قال في صلى الله عليه وسلم 77 أنشدني شيخي النقيب تاج الدين العلوي صاحب الزنج

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 628