الكفرعزي جعفر بن محمد بن محمود بن هبة الله، أبو محمد الكفرعزي الإربلي: قاض. كان عالما بفقه الشافعية والفرائض والحساب والهندسة والأدب. له شعر. نسبته إلى (كفر عزا) من قرى إربل، وولادته به. ولى القضاء باربل سنة 589هـ ، واستمر إلى أن توفي فيها
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 128
الكفر عزي
خطيب إربل وقاضيها جعفر بن هبة الله الكفر عزي، العالم المتفنن، من كفر عزي: ضيعة من ضياع مدينة إربل حاضرة بلاد الأكراد.
وصفه صاحب تاريخ إربل بالمتفنن في العلوم ومعرفة النحو والهندسة والحساب، واشتهاره بإقراء ذلك مدةً.
ووجدت الشرف يعقوب ملآن بأخباره وأشعاره، فذكر أنه كان على ما جعل إليه من خطة القضاء بتلك المملكة، واستولى عليه من الخطابة على منبر سلطانها، من أرق الناس حاشية وأطبعهم منزعا.
ومن مستطرف حكاياته أنه كان في أول مرة متصدرا يقرأ عليه النحو وغير ذلك، وكان فتى من فتيان إربل يتردد إليه برسم قراءة النحو والأدب. ثم إن ذلك الفتى التحى وأدخل نفسه في الأشغال السلطانية. فصار مرهوب الجناب، مطروق الباب. وأتفق أنه لزم وضع سلطاني أهل إربل، فدخل الكفر عزي في ذلك فأساء فيه معاملته.
وكان ذلك الأمر قد جعل إليه، فألزمه أن يحضر مجلس الشغل ويدفع ما رسم عليه. فوصل إلى المجلس وهو غاص وما هناك إلا من يعرف مقداره، ويلتزم إكباره، فجلس وأنشد مشيراً إليه:
هذا مقامي لديك يا من | أقام دهراً وراء بابي |
أقصى أمانيه قرب إذن | في دولة الحسن والشباب |
إن كنت أنسيت ذاك فانظر | في فرد باب من الكتاب |
لا تغترر بالزمان يوماً | وأفكر إذا سرت في الأباب |
مخارق الجاه ليس تبقى | وموقف العزل كالحساب |
فافعل على قدر ما تلقى | وقل فلا بد من جواب |
لا تشك فالناس في الرزايا | ثلاثة ثم لا مزيد |
إما صديق يفاد غما | أو شامت كاشح حسود |
أو غافل عنك مستريح | إليه شكواك لا تفيد |
ومن يسليك أو يواسي | لم يبد شخصا له الوجود |
إلا أحاديث لفقوها | يصغي لها الجاهل البليد |
لا تقعدن مع العيال ولا تكن | كلا وسد كلا وجد مشمرا |
وجب الفيافي واشتهر تنل المنى | لا يقطع الهندي حتى يشهرا |
انظر إلي بخبرة واترك كلا | م المبغضين وكل شخص يحسد |
فالشمس إن شرفت وأشرق نورها | ما ضرها ألا يراها الأرمد |
دار المعارف، القاهرة - مصر-ط 1( 1945) , ج: 2- ص: 78
الكفرعزي
العالم القاضي أبو محمد جعفر بن محمود الكفرعزي. من كفر عزي، من ضياع إربل.
ذكر عنه مؤرخ إربل أنه كان إماماً في الفقه الشافعي، مشاركاً في العلوم الحديثة والقديمة.
ولي قضاء إربل ومات في سنة أربع وستمائة. وأنشد له:
ولو أني كتبت بقدر شوقي | إليك لضاق عن كتبي الفضاء |
أعلل فيك روحي بالأماني | وأرجو أن يطول لك البقاء |
أهواك يا بدر لكن | من لي بقرب البدور |
ولي إليك اشتياقٌ | وكيف أسلو سروري |
ما بيننا من وصالٍ | إلا الذي في السطور |
يطغى فيخرجه الشو | ق من خبايا الصدور |
قولوا أحقا سمعنا | أم ذاك يخلق زورا |
أضحى ’’النصيبي’’ معيناً | في ملكنا ونصيرا |
إن أبصرت لجاظي | مشاوراً ومشيرا |
بدولةٍ كان هذا | يوماً علينا عسيرا |
فلا رعى الله وقتاً | قدمت فيه وزيرا |
نموت جوعاً ولسنا | نلقي إليك الأمور |
دار المعارف، القاهرة - مصر-ط 1( 1945) , ج: 2- ص: 116