أم كلثوم الكبرى بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب زوجة عمر بن الخطاب
توفيت بالمدينة في سلطنة معاوية وإمارة سعيد بن العاص على المدينة وذلك قبل سنة 54. وهي أم كلثوم الكبرى كما قلنا، فقد وجدنا في مسودة الكتاب كما ستعرف إن أم كلثوم الكبرى زوجة عون بن جعفر ومعلوم إن التي تزوجها عون هي التي كانت زوجة عمر وعليه فما في تكملة الرجال من الجزم بان زينب الصغرى المكناة أم كلثوم هي زوجة عمر في غير محله بل هي غيرها. وفي طبقات ابن سعد الكبير: أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها عمر بن الخطاب وهي جارية لم تبلغ فلم تزل عنده إلى إن قتل وولدت له زيد بن عمر ورقية بنت عمر ثم خلف على أم كلثوم بعد عمر عون بن جعفر بن أبي طالب فتوفي عنها ثم خلف عليها أخوه محمد بن جعفر بن أبي طالب فتوفي عنها فخلف عليها أخوه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بعد أختها زينب بنت علي بن أبي طالب فقالت أم كلثوم أني لأستحيي من أسماء بنت عميس إن ابنيها ماتا عندي واني لأتخوف على هذا الثالث فهلكت عنده ولم تلد لأحد منهم شيئا (انتهى) وروى الكليني في الكافي في باب المتوفي عنها زوجها أين تعتد بإسناده عن الصادق عليه السلام إن عليا عليه السلام لما مات عمر أتي أم كلثوم فانطلق بها إلى بيته وفي رواية أخرى أتى أم كلثوم فأخذها بيده فانطلق بها إلى بيته ورواهما الشيخ أيضا في التهذيب. وفي أسد الغابة بالإسناد إلى أبي بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي بسنده عن ابن إسحاق عن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، قال: لما تأيمت أم كلثوم بنت علي من عمر بن الخطاب دخل عليها حسن وحسين أخواها فقالا لها انك ممن قد عرفت سيدة نساء العالمين وبنت سيدتهن وانك والله إن أمكنت عليا من رمتك لينكحنك بعض أيتامه ولئن أردت إن تصيبي بنفسك مالا عظيما لتصيبينه. فو الله ما قاما حتى طلع علي إلى إن قال فقال أي بنية إن الله عز وجل قد جعل أمرك بيدك فانا أحب إن تجعليه بيدي. فقالت أي أبة أني امرأة أرغب فيما يرغب فيه النساء وأحب إن أصيب مما تصيب منه النساء من الدنيا، وأنا أريد إن أنظر في أمر نفسي. فقال لا والله يا بنية ما هذا من رأيك ما هو إلا رأي هذين، ثم قام فقال: والله لا أكلم رجلا منهما أو تفعلين. فأخذا بثيابه فقالا اجلس يا أبة فو الله ما على هجرتك من صبر، اجعلي أمرك بيده فقالت قد فعلت. قال فو الله فاني قد زوجتك من عون بن جعفر وأنه لغلام وبعث لها بأربعة آلاف درهم وأدخلها عليه (انتهى) وفي هذا الخبر بهذه الكيفية ما يوجب الريبة فالحسنان عليه السلام أعظم شأنا وأجل قدرا وأرجح حلما وأكثر إعظاما لأبيهما من إن يوصيا أختهما بمخالفة أبيهما طمعا في الدنيا ورغبة بها عن أهلها وأقربائها إلى الغرباء لأجل المال. هذا ما لا يكون ولا تساعد عليه سيرة أهل البيت الطاهر. وفي الطبقات: أخبرنا أنس بن عياض الليثي عن جعفر بن محمد عن أبيه إن عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم فقال علي إنما حبست بناتي على بني جعفر، فقال عمر أنكحنيها يا علي فوالله ما على ظهر الأرض أحد يرصد من حسن صحابتها ما أرصد، فقال علي قد فعلت، فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين فقال رفئوني فرفئوه وقالوا بمن يا أمير المؤمنين؟ قال بابنة علي بن أبي طالب، إن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي وكنت قد صحبته فأحببت إن يكون هذا أيضا. ثم روى أنه أمهرها أربعين ألفا ثم قال: قال محمد بن عمر هو الواقدي وغيره: لما خطب عمر بن الخطاب إلى علي ابنته أم كلثوم قال يا أمير المؤمنين أنها صبية فقال إنك والله ما بك ذلك ولكن قد علمنا ما بك ثم ذكر أنه أمر ببرد فطوي وأرسله معها وأرسل إليه إن رضيت البرد فأمسكه وإن سخطته فرده فقال قد رضينا فزوجها إياه فولدت له زيدا وان زيدا وأم كلثوم ماتا فصلى عليهما ابن عمر فجعل زيدا مما يليه وأم كلثوم مما يلي القبلة وكبر عليهما أربعا وفي رواية صلى عليها سعد بن العاص وكان أمير الناس يومئذ (انتهى) الطبقات وقد روي من طرق أصحابنا عن القداح عن الصادق عن أبيه عليه السلام قال ماتت أم كلثوم بنت علي عليه السلام وابنها زيد بن عمر بن الخطاب في ساعة واحدة لا يدرى أيهما مات قبل فلم يورث أحدهما من الآخر وصلي عليهما جميعا. وفي الاستيعاب في ترجمة إياس بن السكن قال هو والد محمد بن إياس. ومحمد ابن إياس هو القائل يرثي زيد بن عمر بن الخطاب وكان قتل في حرب بين بني عدي ثم قال زيد بن عمر بن الخطاب أمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم (انتهى) وفي الإصابة قال الزبير: ولدت لعمر ابنيه زيدا ورقية وماتت أم كلثوم وولدها في يوم واحد أصيب زيد في حرب كانت بين بني عدي فخرج ليصلح بينهم فشجه رجل وهو لا يعرفه في الظلمة فعاش أياما وكانت أمه مريضة فماتا في يوم واحد (انتهى) وفي الاستيعاب: أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ولدت قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبها عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب فقال أنها صغيرة فقال له زوجنيها يا أبا الحسن فاني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد فقال له علي: أنا أبعثها إليك فان رضيتها فقد زوجتكها فبعثها إليه ببرد وقال لها قولي له هذا البرد الذي قلت لك فقالت ذلك لعمر فقال قولي له قد رضيت ووضع يده على ساقها فكشفها فقالت أ تفعل هذا لولا انك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ثم خرجت حتى جاءت أباها فأخبرته الخبر وقالت بعثتني إلى شيخ سوء فقال يا بنية أنه زوجك. ثم روى بسنده إن عمر بن الخطاب خطب إلى علي ابنته أم كلثوم فذكر له صغرها فقيل له ردك فعاوده فقال له ابعث بها إليك وذكر نحوا مما مر. وفي أسد الغابة: أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وذكر مثله إلى قوله أنه زوجك ثم قال فتزوجها على مهر أربعين ألفا. وفي الإصابة بسنده إن عمر خطب إلى علي ابنته أم كلثوم فذكر له صغرها فقيل له أنه ردك فعاوده فقال له علي أبعث بها إليك وذكر مثل ما مر في رواية الاستيعاب. ثم إن ما في مجموع هذه الأخبار يومئ إلى إن تزويجها لم يكن عن طيبة خاطر كاعتذاره تارة بأنه حبس بناته على ولد جعفر وأخرى بصغرها وأنها صبية ولذلك قيل له ردك وقد فهم عمر منه كراهته ذلك فلذلك قال له: انك والله ما بك ذلك ولكن قد علمنا ما بك. ومن ذلك يعلم إن ما في بعض هذه الروايات من إرسالها إليه بتلك الصورة لا يمكن تصديقه ولا يمكن صدوره من ذي غيرة فضلا عن أمير المؤمنين وما ذلك إلا فعل السفلة والأوباش وحاشا أمير المؤمنين من مثله ولو كانت عنده أمة لقبح إن يرسلها بهذه الصفة وكيف يرسلها بهذه الكيفية وهو قد دافع أولا واعتذر بعدة أعذار. وما ذا الذي يحمله على إرسال ابنته إليه بهذه الصورة المستهجنة وهي لا تعلم بأنه بعلها وكيف يقول له فإن رضيتها فقد زوجتك وهل كان يحتمل إن لا يرضاها بعد إصراره على خطبتها غير مرة، ثم كيف يصح التزويج بهذا الترديد وبالإيجاب بدون لفظ القبول ولم يذكر مهرا كما في بعض هذه الروايات ثم يروى بعد ذلك أنه تزوجها على أربعين ألفا. كل ذلك يوجب الجزم بان بعض هذه الأخبار مختلق. وقال المرتضى في الانتصار: فأما تزويجه بنته فلم يكن عن اختيار والخلاف فيه مشهور فان الرواية وردت بان عمر خطبها إلى علي فدافعه وماطله فاستدعى عمر العباس ثم ذكر أنه تهدده وتهدد بني هاشم وعليا بما لا حاجة بنا إلى ذكره فمضى العباس إلى علي فخبره بما سمعه من الرجل فقال قد أقسمت إن لا أزوجها إياه فقال له رد أمرها إلي ففعل فزوجه العباس إياها. قال ويبين إن الأمر جرى على إكراه ما روي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، وذكر حديثا في ذلك (انتهى) وقال في كتاب تنزيه الأنبياء والأئمة: بينا في كتاب الشافي أنه ما أجابه إلى ذلك إلا بعد توعد وتهدد ومراجعة ومنازعة وكلام طويل مأثور وان العباس لما رأى أن الأمر يفضي إلى الوحشة ووقوع الفرقة سأله رد أمرها إليه ففعل فزوجها منه ثم روى عن الصادق عليه السلام ما يدل على إن عليا لم يكن راضيا بذلك. ووجدت في مسودة الكتاب ولا أعلم الآن من أين نقلته ما صورته: أم كلثوم الكبرى بنت أمير المؤمنين عليه السلام زوجة عون بن جعفر الطيار أمها فاطمة الزهراء عليه السلام (انتهى) وبناء على ذلك تكون أم كلثوم التي تزوجها عمر هي الكبرى لأنها هي التي تزوجت بعده عون بن جعفر.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 484
أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب (ب) أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، أمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولدت قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
خطبها عمر بن الخطاب إلى أبيها علي، فقال: إنها صغيرة. فقال عمر: زوجنيها يا أبا الحسن فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد. فقال له علي: أنا أبعثها إليك، فإن رضيتها فقد زوجتكها. فبعثها إليه ببرد، وقال لها: قولي له: هذا البرد الذي قلت لك. فقالت ذلك لعمر، فقال: قولي له: قد رضيت رضي الله عنك. ووضع يده عليها، فقالت: أتفعل هذا؟! لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك. ثم جاءت أباها فأخبرته الخبر، وقالت له: بعثتني إلى شيخ سوء. قال: يا بنية إنه زوجك. فجاء عمر فجلس إلى المهاجرين في الروضة- وكان يجلس فيها المهاجرون الأولون- فقال: رفئوني. فقالوا: بماذا يا أمير المؤمنين؟ قال: تزوجت أم كلثوم بنت علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل سبب ونسب وصهر ينقطع يوم القيامة، إلا سببي ونسبي وصهري. وكان لي به عليه الصلاة والسلام النسب والسبب، فأردت أن أجمع إليه الصهر فرفئوه. فتزوجها على مهر أربعين ألفا، فولدت له زيد بن عمر الأكبر، ورقية.
وتوفيت أم كلثوم وابنها زيد في وقت واحد، وكان زيد قد أصيب في حرب كانت بين بني عدي، خرج ليصلح بينهم، فضربه رجل منهم في الظلمة فشجه وصرعه، فعاش أياما ثم مات هو وأمه، وصلى عليهما عبد الله بن عمر، قدمه حسن بن علي.
ولما قتل عنها عمر تزوجها عون بن جعفر.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي بن علي الأمين، أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أخبرنا الخطيب أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر، أخبركم أبو البركات أحمد بن عبد الواحد ابن الفضل بن نظيف بن عبد الله الفراء، قلت له: أخبركم أبو محمد الحسن بن رشيق؟ فقال: نعم، حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب قال: لما تأيمت أم كلثوم بنت علي من عمر بن الخطاب- رضي الله عنهم- دخل عليها حسن وحسين أخواها فقالا لها: إنك ممن قد عرفت سيدة نساء المسلمين وبنت سيدتهن، وإنك والله إن أمكنت عليا من رمتك لينكحنك بعض أيتامه، ولئن أردت أن تصيبي بنفسك مالا عظيما لتصيبنه.
فو الله ما قاما حتى طلع على يتكىء على عصاه، فجلس فحمد الله وأثنى عليه، وذكر منزلتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: قد عرفتم منزلتكم عندي يا بني فاطمة، وأثرتكم على سائر ولدي، لمكانكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرابتكم منه. فقالوا: صدقت، رحمك الله، فجزاك الله عنا خيرا.
فقال: أي بنية، إن الله عز وجل قد جعل أمرك بيدك، فأنا أحب أن تجعليه بيدي. فقالت: أي أبة، إني لامرأة أرغب فيما يرغب فيه النساء، وأحب أن أصيب مما تصيب النساء من الدنيا، وأنا أريد أن أنظر في أمر نفسي. فقال: لا، والله يا بنية ما هذا من رأيك، ما هو إلا رأي هذين.
ثم قام فقال: والله لا أكلم رجلا منهما أو تفعلين. فأخذا بثيابه، فقالا: اجلس يا أبه. فو الله ما على هجرتك من صبر، اجعلي أمرك بيده. فقالت: قد فعلت. قال: فإني قد زوجتك من عون بن جعفر، وإنه لغلام. وبعث لها بأربعة ألف درهم، وأدخلها عليه. أخرجها أبو عمر.
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1632
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 7- ص: 377
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 6- ص: 387
أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب الهاشمية، أمها فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ولدت في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قال أبو عمر: ولدت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال ابن أبي عمر المقدسي: حدثني سفيان، عن عمرو، عن محمد بن علي- أن عمر خطب إلى علي ابنته أم كلثوم، فذكر له صغرها، فقيل له: إنه ردك فعاوده، فقال له علي: أبعث بها إليك، فإن رضيت فهي امرأتك، فأرسل بها إليه، فكشف عن ساقها، فقالت: مه! لولا أنك أمير المؤمنين للطمت عينيك.
وقال ابن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده: تزوج عمر أم كلثوم على مهر أربعين ألفا. وقال الزبير: ولدت لعمر ابنيه: زيدا، ورقية، وماتت أم كلثوم وولدها في يوم واحد، أصيب زيد في حرب كانت بين بني عدي، فخرج ليصلح بينهم فشجه رجل وهو لا يعرفه في الظلمة، فعاش أياما، وكانت أمه مريضة فماتا في يوم واحد.
وذكر أبو بشر الدولابي في الذرية الطاهرة، من طريق أبي إسحاق، عن الحسن بن الحسن بن علي، قال: لما تأيمت أم كلثوم بنت علي عن عمر، فدخل عليها أخواها الحسن والحسين، فقالا لها: إن أردت أن تصيبي بنفسك مالا عظيما لتصيبن، فدخل علي فحمد الله وأثنى عليه وقال: أي بنية، إن الله قد جعل أمرك بيدك، فإن أحببت أن تجعليه بيدي.
فقالت: يا أبت، إني امرأة أرغب فيما ترغب فيه النساء، وأحب أن أصيب من الدنيا. فقال: هذا من عمل هذين، ثم قام يقول: والله لا أكلم واحدا منهما أو تفعلين! فأخذا شأنها وسألاها ففعلت، فتزوجها عوف بن جعفر بن أبي طالب.
وذكرها الدار الدارقطني في كتاب الإخوة أن عوفا مات عنها فتزوجها أخوه محمد، ثم مات عنها فتزوجها أخوه عبد الله بن جعفر، فماتت عنده.
وذكر ابن سعد نحوه، وقال في آخره: فكانت تقول: إني لأستحيي من أسماء بنت عميس، مات ولداها عندي، فأتخوف على الثالث. قال: فهلكت عنده، ولم تلد لأحد منهم.
وذكر ابن سعد عن أنس بن عياض، عن جعفر بن محمد، عن أبيه- أن عمر خطب أم كلثوم إلى علي، فقال: إنما حبست بناتي على بني جعفر، فقال: زوجنيها، فو الله ما على ظهر الأرض رجل يرصد من كرامتها ما أرصد. قال: قد فعلت، فجاء عمر إلى المهاجرين فقال: رفئوني فرفئوه، فقالوا: بمن تزوجت؟ قال: بنت علي. إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «كل نسب وسبب سيقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي، وكنت قد صاهرت فأحببت هذا أيضا».
ومن طريق عطاء الخراساني- أن عمر أمهرها أربعين ألفا. وأخرج بسند صحيح أن ابن عمر صلى على أم كلثوم وابنها زيد، فجعله مما يليه، وكبر أربعا. وساق بسند آخر أن سعيد بن العاص هو الذي صلى عليهما.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 8- ص: 464
أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، الهاشمية، شقيقة الحسن والحسين، ولدت في حدود سنة ست من الهجرة، ورأت النبي -صلى الله عليه وسلم، ولم ترو عنه شيئا.
خطبها عمر بن الخطاب وهي صغيرة، فقيل له: ما تريد إليها؟ قال: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي".
وروى عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده: أن عمر تزوجها، فأصدقها أربعين ألفا.
قال أبو عمر بن عبد البر: قال عمر لعلي: زوجنيها أبا حسن، فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصد أحد. قال: فأنا أبعثها إليك، فإن رضيتها فقد زوجتكها -يعتل بصغرها، قال: فبعثها إليه ببرد، وقال لها: قولي له: هذا البرد الذي قلت لك. فقالت له ذلك، فقال: قولي له: قد رضيت -رضي الله عنك، ووضع يده على ساقها، فكشفها، فقالت: أتفعل هذا؟ لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك. ثم مضت إلى أبيها فأخبرته، وقال: بعثتني إلى شيخ سوء! قال: يا بنية! إنه زوجك.
وروى نحوها ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن علي، مرسلا.
ونقل الزهري، وغيره: أنها ولدت لعمر زيدا، وقيل: ولدت له رقية.
قال ابن إسحاق: توفي عنها عمر، فتزوجها عون بن جعفر بن أبي طالب، فحدثني أبي قال: دخل الحسن والحسين عليها لما مات عمر، فقالا: إن مكنت أباك من رمتك، أنكحك بعض أيتامه، وإن أردت أن تصيبي بنفسك مالا عظيما لتصيبنه.
فلم يزل بها علي حتى زوجها بعون فأحبته، ثم مات عنها.
قال ابن إسحاق: فزوجها أبوها بمحمد بن جعفر، فمات، ثم زوجها أبوها بعبد الله بن جعفر، فماتت عنده.
قلت: فلم يولدها أحد من الإخوة الثلاثة.
وقال الزهري: ولدت جارية لمحمد بن جعفر اسمها بثنة.
وروى ابن أبي خالد، عن الشعبي، قال: جئت وقد صلى ابن عمر على أخيه زيد بن عمر، وأمه أم كلثوم بنت علي.
وروى حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار: أن أم كلثوم وزيد بن عمر ماتا، فكفنا، وصلى عليهما سعيد بن العاص -يعني: أمير المدينة.
وكان ابنها زيد من سادة أشراف قريش، توفي شابا، ولم يعقب.
وعن رجل، قال: وفدنا مع زيد على معاوية، فأجلسه معه، وكان زيد من أجمل الناس، فأسمعه بسر كلمة؛ فنزل إليه زيد فصرعه وخنقه، وبرك على صدره، وقال لمعاوية: إني لأعلم أن هذا عن رأيك، وأنا ابن الخليفتين، ثم خرج إلينا قد تشعث رأسه وعمامته، واعتذر إليه معاوية، وأمر له بمائة ألف، ولعشر من أتباعه بمبلغ.
يقال: وقعت هوسة بالليل، فركب زيد فيها، فأصابه حجر فمات منه، وذلك في أوائل دولة معاوية -رحمه الله.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 4- ص: 479
أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ولدت قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. أمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، خطبها عمر ابن الخطاب إلى علي بن أبي طالب، فقال له: إنها صغيرة. فقال له عمر: زوجنيها
يا أبا الحسن، فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد. فقال له علي: أنا أبعثها إليك فإن رضيتها فقد زوجتكها، فبعثها إليه ببرد، وقال لها قولي له: هذا البرد الذي قلت لك. فقالت ذلك لعمر، فقال: قولي له: قد رضيت رضي الله عنك، ووضع يده على ساقها، فقالت: أتفعل هذا؟ لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك، ثم خرجت حتى جاءت أباها، فأخبرته الخبر، وقالت: بعثتني إلى شيخ سوء. فقال: يا بنية، إنه زوجك. فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين في الروضة، وكان يجلس فيها المهاجرون الأولون، فجلس إليهم، فقال لهم: رفئوني. فقالوا: بماذا يا أمير المؤمنين؟ قال: تزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل نسب وسبب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي وصهري، فكان لي به عليه السلام النسب والسبب، فأردت أن أجمع إليه الصهر، فرفئوه.
حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا الخشني، حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن علي- أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي ابنته أم كلثوم، فذكر له صغرها، فقيل له: إنه ردك، فعاوده، فقال له علي: أبعث بها إليك، فإن رضيت فهي امرأتك. فأرسل بها إليه فكشف عن ساقها، فقالت: مه، والله لولا أنك أمير المؤمنين للطمت عينك. وذكر ابن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، أن عمر بن الخطاب تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب على مهر أربعين ألفا.
قال أبو عمر: ولدت أم كلثوم بنت علي لعمر بن الخطاب زيد بن عمر الأكبر، ورقية بنت عمر، وتوفيت أم كلثوم وابنها زيد في وقت واحد، وقد كان زيد أصيب في حرب كانت بين بني عدي ليلا، كان قد خرج ليصلح بينهم فضربه رجل منهم في الظلمة فشجه وصرعه، فعاش أياما، ثم مات هو وأمه في وقت واحد، وصلى عليهما ابن عمر، قدمه الحسن بن علي، وكانت فيهما سنتان فيما ذكروا لم يورث واحد منهما من صاحبه، لأنه لم يعرف أولهما موتا، وقدم زيد قبل أمه مما يلي الإمام.
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 4- ص: 1954
أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وأمها فاطمة بنت رسول الله، وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي. تزوجها عمر بن الخطاب وهي جارية لم تبلغ فلم تزل عنده إلى أن قتل وولدت له زيد بن عمر ورقية بنت عمر، ثم خلف على أم كلثوم بعد عمر عون بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب فتوفي عنها، ثم خلف عليها أخوه محمد بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب فتوفي عنها، فخلف عليها أخوه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بعد أختها بنت علي بن أبي طالب، فقالت أم كلثوم: إني لأستحيي من أسماء بنت عميس، إن ابنيها ماتا عندي وإني لأتخوف على هذا الثالث. فهلكت عنده ولم تلد لأحد منهم شيئا.
أخبرنا أنس بن عياض الليثي عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم، فقال علي: إنما حبست بناتي على بني جعفر. فقال عمر: أنكحنيها يا علي فو الله ما على ظهر الأرض رجل يرصد من حسن صحابتها ما أرصد. فقال علي: قد فعلت. فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين بين القبر والمنبر. وكانوا يجلسون ثم علي وعثمان والزبير وطلحة وعبد الرحمن بن عوف فإذا كان الشيء يأتي عمر من الآفاق جاءهم فأخبرهم ذلك واستشارهم فيه. فجاء عمر فقال: رفئوني. فرفؤوه وقالوا: بمن يا أمير المؤمنين؟ قال: بابنة علي بن أبي طالب.
ثم أنشأ يخبرهم [فقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي. وكنت قد صحبته فأحببت أن يكون هذا أيضا].
أخبرنا وكيع بن الجراح عن هشام بن سعد عن عطاء الخراساني أن عمر أمهر أم كلثوم بنت علي أربعين ألفا. قال محمد بن عمر وغيره: لما خطب عمر بن الخطاب إلى علي ابنته أم كلثوم قال: يا أمير المؤمنين إنها صبية. فقال: إنك والله ما بك ذلك ولكن قد علمنا ما بك. فأمر علي بها فصنعت ثم أمر ببرد فطواه وقال: انطلقي بهذا إلى أمير المؤمنين فقولي أرسلني أبي يقرئك السلام ويقول: إن رضيت البرد فأمسكه وإن سخطته فرده. فلما أتت عمر قال: بارك الله فيك وفي أبيك قد رضينا. قال: فرجعت إلى أبيها فقالت: ما نشر البرد ولا نظر إلا إلي. فزوجها إياه فولدت له غلاما يقال له زيد.
أخبرنا وكيع بن الجراح عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر قال: مات زيد بن عمر وأم كلثوم بنت علي فصلى عليهما ابن عمر فجعل زيدا مما يليه وأم كلثوم مما يلي القبلة وكبر عليهما أربعا.
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن أبي حصين عن عامر عن ابن عمر أنه صلى على أم كلثوم بنت علي وابنها زيد وجعله مما يليه وكبر عليهما أربعا.
أخبرنا وكيع بن الجراح عن زيد بن حبيب عن الشعبي بمثله وزاد فيه: وخلفه الحسن والحسين ابنا علي ومحمد ابن الحنفية وعبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر.
أخبرنا عبيد الله بن موسى. أخبرنا إسرائيل عن جابر عن عامر عن عبد الله بن عمر أنه كبر على زيد بن عمر بن الخطاب أربعا وخلفه الحسن والحسين. ولو علم أنه خير أن يزيده زاده.
أخبرنا عبيد الله بن موسى. أخبرنا إسرائيل عن السدي عن عبد الله البهي قال:
شهدت ابن عمر صلى على أم كلثوم وزيد بن عمر بن الخطاب فجعل زيدا فيما يلي الإمام وشهد ذلك حسن وحسين.
أخبرنا وكيع بن الجراح عن حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم قال: شهدتهم يومئذ وصلى عليهما سعيد بن العاص وكان أمير الناس يومئذ وخلفه ثمانون من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -
أخبرنا جعفر بن عون بن جريج عن نافع قال: وضعت جنازة أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب امرأة عمر بن الخطاب وابن لها يقال له زيد. والإمام يومئذ سعيد بن العاص.
أخبرنا عبد الله بن نمير. حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عامر قال: صلى ابن عمر على أخيه زيد وأم كلثوم بنت علي. وكان سريرهما سواء. وكان الرجل مما يلي الإمام.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 8- ص: 338