أم سليم عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر في الإصابة ست نساء صحابيات تكنى كل منهن أم سليم وهن أم سليم بنت حكيم وأم سليم بنت خالد بن يعيش وأم سليم بنت سحيم الغفارية وأم سليم بنت عمرو بن عباد وأم سليم بنت قيس بن عمرو وأم سليم بنت ملحان وفي الاستيعاب وأسد الغابة ذكر اثنتين فقط وهما أم سليم بنت سحيم اسمها أمة أو أمية بنت أبي الحكم الغفارية وأم سليم بنت ملحان والظاهر إن الثانية هي التي أرادها الشيخ لاشتهارها من بينهن. في الاستيعاب أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار اختلف في اسمها فقيل سهلة وقيل رميلة وقيل رميثة وقيل مليكة ويقال الغميصاء أو الرميصاء كانت تحت مالك بن النضر أبي انس بن مالك في الجاهلية فولدت له انس بن مالك فلما جاء الإسلام أسلمت مع قومها وعرضت الإسلام على زوجها فغضب عليها وخرج إلى الشام فهلك هناك ثم خلف عليها بعده أبو طلحة الأنصاري خطبها مشركا فلما علم أنه لا سبيل له إليها إلا بالإسلام أسلم وتزوجها وحسن إسلامه فولدت له غلاما مات صغيرا ثم ولدت له عبد الله ابن أبي طلحة فبورك فيه وهو والد إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الفقيه وأخوته وكانوا عشرة كلهم حمل عنه العلم وروت أم سليم عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وكانت من عقلاء النساء روى عنها ابنها انس (انتهى) وفي أسد الغابة خطبها أبو طلحة الأنصاري وهو مشرك فقالت أما أني فيك لراغبة وما مثلك يرد ولكنك كافر وأنا امرأة مسلمة فان تسلم فلك مهري ولا أسألك غيره فاسلم وتزوجها. وفي الإصابة بسنده إن أبا طلحة خطب أم سليم أعني قبل إن يسلم فقال يا أبا طلحة ألست تعلم إن إلهك الذي تعبده نبت من الأرض قال بلى قالت أفلا تستحي تعبد شجرة إن أسلمت فاني لا أزيد منك صداقا غيره فاسلم وبسنده إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور أم سليم فتتحفه بالشيء للترف تصنعه له وأنه قال أني أرحمها قتل أخوها وأبوها معي قال وكانت تغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولها قصص مشهورة منها ما أخرجه ابن سعد أنها اتخذت خنجرا يوم حنين فقال أبو طلحة يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر فقالت اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنها ومنها لما مات ولدها من أبي طلحة فلما سال عنه قالت هو أسكن ما كان فظن أنه عوفي وقام فأكل ثم تزينت له وتطيبت فلما أصبح قالت له احتسب ولدك فذكر لك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال بارك الله لكما في ليلتكما فجاءت بولد هو عبد الله بن أبي طلحة فأنجب ورزق أولادا اقرأ القرآن منهم عشرة ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قالت يا رسول الله هذا انس يخدمك (انتهى) ولم يعلم أنها من شرط كتابنا.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 479