الأشرف بن الأغر بن هاشم العلوي الحسني النسابة الرملي الحلبي الملقب تاج العلاء ولد غرة المحرم سنة 482 بالرملة وتوفي سنة 610 بحلب عن 128 سنة.
أقوال العلماء فيه
كان عالما حافظا نسابة شاعرا واعظا ذكره صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي في كتابه نكت الهميان في نكت العميان فقال: الأشرف بن الأغر بن هاشم المعروف بتاج العلاء العلوي الحسني الرافضي الرملي كان بآمد وتوفي بحلب اجتمع هو وابن دحية فقال له إن دحية لم يعقب فتكلم فيه ابن دحية ورماه بالكذب في مسائله الموصلية. وذكره يحيى بن أبي طي في تاريخه فقال: شيخنا العلامة الحافظ النسابة الواعظ الشاعر قرأت عليه نهج البلاغة وكثيرا من شعره أخبرني أنه ولد غرة المحرم سنة 482 وعاش 128 سنة وقال أنه لقي ابن الفحام وقرأ عليه بالسبع في كتابه الذي صنفه قال وكنت بالبصرة وسمعت من الحريري خطبة المقامات ثم أخبرني أنه دخل المغرب وسمع من الكروخي كتاب الترمذي ودخل دمشق والجزيرة و حلب وأخذه ابن شيخ السلامية وزير صاحب آمد وبني في وجهه حائطا ثم خلص بشفاعة الظاهر لأنه هجا ابن شيخ السلامية وجعل له الظاهر كل يوم دينارا صوريا وفي كل شهر عشرة مكاكيك حنطة ولحما وقدح عينيه ثلاث مرات وكانت العامة تطعن عليه عند السلطان ولا يزيده إلا محبة. قال الشيخ شمس الدين الذهبي ما كان هذا إلا وقحا جريئا على الكذب انظر كيف ادعى هذه السن وكيف كذب في لقاء ابن الفحام والحريري (انتهى). وفي لسان الميزان: الأشرف بن الأغر بن هاشم العلوي النسابة من أهل حلب ذكر أنه سمع جامع أبي عيسى الترمذي من الكروخي قال ابن النجار ولم يكن موثوقا به فيما يقوله اجتمعت به بحلب وأنشدوني من شعره. وقال أبو الخطاب: ابن دحية كان كذابا وقال يحيى بن أبي طي أخبرني هذا الشريف ولقبه تاج العلاء أنه ولد سنة 482 قال وقال اجتمعت بالقاضي علي بن عبد العزيز الصوري فسمعت عليه مجمل اللغة لابن فارس وعمره يومئذ 95 سنة وهو يفهم صحيح السمع مع تضعضع في أعضائه قال وذكر لي حال القراءة عليه إن ابن فارس قدم عليهم صور سنة 344 فافرد له الشيخ الشافعي أبو الفتح سليم الرازي دارا وسمع عليه المجمل من أوله إلى آخره. قال: وقال لي تاج العلاء اجتمعت بالحريري صاحب المقامات سنة 521 بالبصرة وهذه جرأة عظيمة وغباوة كيف صدقه ابن أبي علي على ذلك والحريري قد مات قبل هذا التاريخ بمدة وكان رافضيا مات سنة 610 وهو بزعمه قد بلغ 128 عاما ونقلت من مصنف لابن دحية أنه لقيه بالرملة فيقول دخلت المغرب الأقصى وسكنت القيروان وأردت المشي منها إلى مراكش فوصلت إليها في ستة أيام فقلت له أفي اليقظة قال نعم على جمل فقلت له بين القيروان ومراكش ثلاثة أشهر قال وجعل يذكر أسماء الصحابة إلى إن قال كان لدحية بن خليفة أخ يقال له علي وله عقب كثير بالمغرب والشام قال ابن دحية وقد قيد أهل حلب عن هذا الرملي أحاديث في النسب والحديث وكان يزعم إن البخاري مجهول ما روى عنه إلا الفريري (انتهى) وتشيع هذا الرجل أوجب هذا التحامل الشديد عليه من هؤلاء فالذهبي الذي لا يقتصر تحامله على رجال الشيعة فقط بل يتحامل على الحنفية والشافعية حتى قال السبكي أنه لا ينبغي إن يؤخذ من كلامه ترجمة شافعي ولا حنفي كما في حاشية ذيل تذكرة الحفاظ لابن فهد والذي لا يقتصر تحامله على من يترجمه من رجال الشيعة على الطعن والقدح حتى ينتهي به الأمر إلى بذاءة اللسان التي يجب إن يصون العلماء كلامهم عنها لا يجوز قبول قوله في حق هذا الرجل الجامع بين منقبتي العلم والشرف فهو يقول: ما كان هذا إلا وقحا جريئا على الكذب ويستشهد لذلك بادعائه هذه السن مع إن الذين بلغوا هذا السن في كل عصر لا يحصون كثرة وقد شاهدت أنا من بلغ هذه السن أو قريبا منها من 112 إلى 120 إلى أكثر في قطر واحد صغير وعصر واحد قصير وكل منهم صحيح العقل سليم الحواس. وبلقائه ابن الفحام والحريري. وابن حجر الذي قال عنه شيخه ابن الشحنة كما في الحاشية المذكورة أنه كان كثير التبكيت على الحنفية ولا ينبغي إن يؤخذ من كلامه ترجمة حنفي متقدم ولا متأخر يقول عن لقائه الحريري أنه جرأة عظيمة ويتعجب من ابن أبي طي كيف صدقه على ذلك والحريري مات قبل هذا التاريخ بمدة. ونقول الحريري مات سنة 510 أو 515 أو 516 ووقوع الاشتباه بين 510 أو 516 وبين 521 من النساخ أو الرواة أو تاج العلاء نفسه أو ابن أبي طي أو الذين أرخوا وفاة الحريري غير ممتنع فكيف يمكن الجزم بالكذب في مثله ويقال عنه أنه جرأة عظيمة وغباوة ويهول هذا التهويل لولا العصبية والتحامل وكم وقع الاختلاف في تواريخ الوفيات بين العلماء بمثل هذا أو أزيد منه بما لا يحصى كثرة والشرع لا يجوز الحمل على تعمد الكذب مع وجود المحمل الصحيح إلا إن العصبية والعداوة تحول بين المرء وشعوره فلا يعود يدري ما يقول وابن أبي طي لا ينكر علمه وفضله وسعة اطلاعه في التاريخ وتأليفه فيه المؤلفات الكثيرة الجيدة فكيف خفي عليه هذا الخطأ وهو قريب من عصر الحريري وظهر ذلك لابن حجر بعد مئات السنين وطعن العامة عليه عند السلطان لم يكن إلا لتشيعه ولذلك لم يكن يزيده إلا محبة لما يعلم من فضله وبراءته مما طعن به عليه فعين له كل يوم دينارا صوريا وفي كل شهر عشرة مكاكيك حنطة وعين له لحما. وأما تكذيب ابن دحية له فلا يلتفت إليه بعد ما أنكر نسبه وقال إن من ينتسب إليه لم يعقب فلا يصدق في نقله عنه أنه قطع المسافة بين القيروان ومراكش في ستة أيام وأن البخاري مجهول وأولى إن يكون الكذب من الناقل من إن يكون من المنقول عنه فالعداوة تجر إلى أزيد من هذا وكلام الصفدي ظاهر في إن سبب تكلم ابن دحية فيه ورميه بالكذب هو إنكاره نسبه.
مؤلفاته
قال ابن حجر فيما حكاه عن ابن أبي طي صنف كتبا كثيرة وذكر منها كتاب الغيبة وشرح القصيدة البائية وقال الصفدي له:
(1) كتاب نكت الأنباء في مجلدين.
(2) كتاب جنة الناظر وجنة المناظر خمسة مجلدات في تفسير مائة آية ومائة حديث.
(3) كتاب في تحقيق غيبة المنتظر وما جاء فيها عن النبي(ص) وعن الأئمة ووجوب الإيمان بها وهو كتاب الغيبة المتقدم.
(4) شرح القصيدة البائية التي للسيد الحميري.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 460