التصنيفات

الملك الصالح ركن الدين إسماعيل ابن بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل قتل سنة 660 قتله هولاكو
قد ذكرنا ما يدل على تشيع أبيه في ترجمته والولد على سر أبيه. في الحوادث الجامعة في حوادث سنة 633 فيها في سلخ ربيع الأول وصل الأمير ركن الدين إسماعيل بن بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل إلى بغداد وخرج إلى لقائه النقيب الطاهر الحسين بن الأقساسي وخادمان من خدم الخليفة وموكب الديوان، فلقيه بظاهر البلد، ودخل معه إلى باب النوبي فقبل العتبة ودخل إلى نصير الدين نائب الوزارة فأكرمه وخلع عليه قباء أطلس وسربوش شاهي وقدم له فرس بعدة كاملة وأسكن دار الأمير علي بن سنقر الطويل بدرب فراشا وأسكن الأمراء الذين كانوا صحبته في دور، وبعد أيام قصد زيارة أخته زوجة الأمير علاء الدين أبي شجاع الطبرسي الدويدار فعمل له دعوة جميلة عمت جميع أصحابه وخلع عليه وأعطاه أحد عشر رأسا من الخيل العربيات وعشر جون فيها من أنواع الثياب وخمسة آلاف دينار وخلع على جميع أصحابه وأتباعه ومماليكه. وفي سابع عشر ربيع الآخر حضر بالبدرية عند شرف الدين إقبال الشرابي فخلع عليه وعلى جميع أصحابه ووصله بذهب كثير وخيل وتحف وهدايا. وفي العشرين من الشهر حضر في دار نصير الدين نائب الوزارة فخلع عليه وقلد سيفا وأمطي فرسا بعدة كاملة وخلع على جميع أصحابه وأنعم عليه بقدر صالح من العين برسم نفقة الطريق ثم توجه مصعدا في ثامن عشر الشهر، وفي مدة مقامه ببغداد عملت له دعوة في رباط الخلاطية فحضر هناك وتفرج في الرباط، ثم عملت له دعوة أخرى في رباط والدة الخليفة الناصر لدين الله، ثم عملت له أخرى في المدرسة المستنصرية فحضر وجلس على إيوانها وقرأ القراء وذكر المدرسون الدروس ثم طيف بها في رواقها. وقال في حوادث 634. فيها وصل بشر خادم الأمير ركن الدين إسماعيل بن بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل ونفران من رماة البندق ومعهم طائر قد صرعه ركن الدين وانتسب ذلك إلى شرف الدين إقبال الشرابي فقبله وأمر بتعليقه فعلق تجاه باب البدرية وان ينثر عليه ألفا دينار ثم خلع على الخادم والواصلين صحبته وأعطاهم ثلاثة آلاف دينار. وفي حوادث 637 فيها وصل الملك الجواد سليمان بن مودود ابن الملك العادل أبي بكر محمد بن أيوب صاحب سنجار إلى بغداد فبلغه إن بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل استولى على سنجار، وكان طلب منه قبل ذلك إن يسلمه سنجار على مال فأجابه إلى ذلك، فنفذ بدر الدين إليه ولده ركن الدين إسماعيل والمال معه فسلمه إلى الجواد فأخذه ودافعه عن تسليم البلد واستناب فيه أحد أمرائه وتوجه إلى بغداد وترك إسماعيل في البلاد فتحدث إسماعيل إلى جماعة من الأمراء فأجابوه إلى ما طلب وأظهروا عصيان الجواد ونازعهم آخرون وجرت بين الفريقين حرب أسفرت عن تسليم البلد إلى ركن الدين إسماعيل وصعد القلعة واستقر ملكه بها. وقال في حوادث سنة 640: أنه لما توفي المستنصر وبويع ولده المستعصم وصل ركن الدين إسماعيل بن بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل وركن الدين يومئذ صاحب سنجار فخرج إلى لقائه الأمراء، وعارض الجيش فسلموا عليه بظاهر البلد فدخل وعليه ثياب العزاء وقبل العتبة بباب النوبي ودخل دار الوزارة فخدم وعزى وهنا ثم خرج ومضى إلى دار سكن بها بدرب صالح وفي حوادث سنة 656 أنه فيها توفي بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل وقام بعده ابنه الملك الصالح إسماعيل وفي حوادث سنة 659 إن السلطان هولاكو أمر إيلكانوين بالمسير إلى الشام فلما قارب دمشق بلغه إن الملك الظاهر قد تجهز للقائه ووصل إلى دمشق فعاد إلى بلاد الروم ولما بلغ الملك الصالح إسماعيل مسير إيلكانوين فارق الموصل وقصد الملك الظاهر وهو بدمشق وطلب منه جيشا يمنع به المغول عن قصد الموصل فوعده بذلك فلما عاد إيلكانوين عين له جماعة فسار بهم إلى الموصل وأنفذ سنجر مملوك أبيه على مقدمته فمنع من دخول الموصل ففتح له جماعة باب الجسر فدخل منه فبلغه إن عسكر المغول واصل إليه فخرج معه ألف فارس فالتقى به المغول فقتلوه وأكثر من معه فلما بلغ ذلك هولاكو سير الأمير سنداغو إلى الموصل وأما الملك الصالح بن بدر الدين فإنه وصل الموصل ودخلها فلما استقر بها وصل الأمير سنداغويوين وحصره ونصب المناجيق على سور الموصل وخندق عليها وواصل الزحف والقتال وأبلى أهلها في الجهاد بلاء حسنا وقام الملك الصالح إسماعيل بن بدر الدين لؤلؤ في ذلك قياما تاما ونصب حيال مجانيق المغول بباب الميدان والجصاصين ثلاثين منجنيقا ترمي ليلا ونهارا فلما طال الحصار ورأى سنداغو إن القتال والزحف لا يجديان نفعا أمسك عن ذلك إلى إن فنيت ميرة أهلها وتعذرت الأقوات عليهم واشتد بهمالأمر حتى أكلوا الميتة و لحوم الكلاب واستمر الحصار 12 شهرا فح ء طلب الملك الصالح من سنداغو الأمان له ولأهل البلد فاجابه إلى ذلك فلما خرج إليه قبض عليه وعلى ولده وأتباعه ودخل العسكر إلى البلد وقتلوا ونهبوا وأسروا وسبوا ثم أمر بقتل ولده الملقب علاء الملك فقتل وعلق رأسه على باب الجسر وسير الملك الصالح وأخاه الكامل إلى السلطان هولاكو فأمر بالملك الصالح فسلخ وجهه وهو حي ثم قتل وقتل أخوه وكان طفلا وقتل أصحابهم وأتباعهم وكان الملك الصالح لما اشتد حصر الموصل كتب إلى سلطان الشام يستنجده فأرسل إليه نجدة فلما وصل أميرها سنجار كتب على جناح طائر إلى الملك الصالح يعرفه وصوله فرمى بعض المغول ذلك الطائر بسهم فوجد الخط فحمله إلى سنداغو فأرسل جماعة من عسكره إلى النجدة فاقتتلوا بظاهر سنجار وقتل أمير النجدة ومعظم أصحابه وانهزم الباقون وكان ذلك سنة 660.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 430