التصنيفات

إسماعيل بن عز الدين النعمي التهامي مات قبل سنة 1220 في زيلع كما في البدر الطالع.
كان عالما فاضلا محدثا شاعرا أديبا كاتبا منشئا. له تأليف حسنة منها كتاب في الرد على رسالة الشوكاني محمد بن علي التي سماها إرشادهم الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي وكتاب في إثبات عصمة الأنبياء والأئمة وديوان شعر.
وقد ذكره الشوكاني في البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع في أثناء ترجمة أخيه السيد محمد بن عز الدين النعمي التهامي وتحامل عليه كثيرا كعادته فيمن هو مخالف لنحلته المعروفة فقال أنه لم يكن له اشتغال بالعلم لكنه في المدة القريبة شغل نفسه بجمع مؤلف غالبه من كتب الرافضة ثم تشدد في الرفض وصار يملي ما جمعه بجامع صنعاء في أيام رمضان وهو من جملة المجيبين علي في الرسالة التي سميتها إرشادهم الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي. وصار الآن في حبس زيلع ثم بلغنا أنه مات هناك قبل سنة 1220 ثم ذكر في ترجمة السيد يحيى الحوثي إن بعض أهل الدولة ممن يتظهر بالتشيع مع الرفض باطنا اقعد السيد يحيى المذكور على الكرسي وأمره أن يملي على العامة كتاب تفريج الكروب في مناقب علي بن أبي طالب للسيد إسحاق بن يوسف ولكن لم يتوقف على ما فيه بل جاوز ذلك مطابقة لغرض الحامل له لقصد إغاظة بعض أهل الدولة المنتسبين إلى بني أمية فصدرت إشارة من خليفة العصر إلى عامل الأوقاف إن يرجع السيد يحيى إلى مسجد صلاح الدين فحضر العامة وجماعة من الفقهاء تلك الليلة فلما لم يحضر السيد يحيى ثاروا في الجامع وخرجوا إلى الشوارع وقد صاروا ألوفا وقصدوا عدة بيوت لمن ليس على رأيهم فرجموها وفي اليوم الآخر أرسل الخليفة للوزير والأمراء وأرسل لي فاستشارني فأشرت عليه بحبس جماعة من المتصدرين في الجامع للتشويش على العامة وايهامهم إن في الناس من هو منحرف عن العترة وانه ليس ما يتظاهرون به إلا لإغاظة المنحرفين ونحو هذا من الخيالات التي لا حامل لهم عليها إلا طلب المعاش والرياسة والتحبب إلى العامة وكان من أشدهم في ذلك السيد إسماعيل صاحب الترجمة فإنه كان رافضيا جلدا مع كونه جاهلا مركبا وفيه حدة شديدة وصار يجمع مؤلفات من كتب الرافضة ويمليها في الجامع ويسعى في تفريق المسلمين بل جمع كتابا يذكر فيه أعيان العلماء وينفر الناس عنهم ومع هذا فهو لا يدري بنحو ولا صرف ولا أصول ولا فروع ولا تفسير ولا حديث ولا يعرف إلا مجرد المطالعة لكتب الرافضة الإمامية ونحوهم الذين هم أجهل منه فوقع البحث من الخليفة ومن خواصه عمن وقع منه الرجم فأودع الحبس والقيد ثم جعلوا في سلاسل حديد وأرسل بجماعة منهم إلى حبس زيلع وجماعة إلى حبس كمران وفيهم ممن لم يباشر الرجم السيد إسماعيل بن عز الدين النعمي وسبب ذلك أنه جاوز الحد في التشديد في الغرض (انتهى) ولا تسمع منه دعوى الجهل وغيره مما نسبه إليه بعد ما ظهر من عداوته وعناده ويكفي في جهله نسبته الجهل إلى جميع علماء الإمامية بظاهر كلامه وفيهم من ليس الشوكاني أهلا لأن يفهم كلامه واي جهل أعظم من إن يعمد من يدعي العلم إلى السباب والشتم ونسبة الجهل إلى خصمه والوشاية إلى الحكام ونحو ذلك ولو كان على حق في دعواه لقرع الحجة بالحجة وأوضح المحجة فيتبين حينئذ المحق من المبطل والعالم من الجاهل.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 383