التصنيفات

أحمر بن شميط الأحمسي البجلي قتل سنة 67 في حرب المختار مع مصعب بن الزبير. كان ممن حارب مع المختار يوم خرج بالكوفة، قال ابن الأثير في حوادث سنة 66: أنه كان من الذين قرأوا كتاب المختار الذي كتبه من الحبس إلى الذين بقوا من التوابين بعد قتل سليمان بن صرد يثني عليهم ويمنيهم الظفر ويعرفهم أنه هو الذي أمره ابن الحنفية بطلب ثار الحسين عليه السلام، فبعثوا إليه أننا بحيث يسرك فان شئت أن نخرجك من الحبس فعلنا. وكان ممن شهد لإبراهيم بن مالك الأشتر عند المختار بكتاب ابن الحنفية وجعله المختار في وجه حجار بن أبجر لما خرج بالكوفة، وكان مع إبراهيم بن مالك الأشتر لما حصر قصر الإمارة بالكوفة، ولما سار المختار نحو أهل اليمن سرح بين يديه أحمر بن شميط وعبد الله بن كامل الشاكري وأمركلا منهما بلزوم طريق ذكره له، وأسر إليهما أن شباما قد أرسلوا إليه أنهم يأتون القوم من ورائهم، فمضينا كما أمرهما، فبلغ أهل اليمن مسيرهما فافترقوا إليهما واقتتلوا أشد قتال رآه الناس ثم انهزم أنصار أحمر بن شميط وأصحاب ابن كامل، ووصلوا إلى المختار وقالوا هزمنا وقد نزل أحمر بن شميط ومعه ناس من أصحابه فبعث المختار أربعمائة نجدة إلى أحمر بن شميط فانتهوا إليه وقد علاه القوم وكثروه، فاشتد قتالهم عند ذلك، وجاءت البشارة إلى المختار بهزيمة مضر، فأرسل إلى أحمر بن شميط وابن كامل يبشرهما، فاشتد أمرهما، ولما سار مصعب بن الزبير لقتال المختار قام المختار في أصحابه وندبهم إلى الخروج مع أحمر بن شميط، فخرج وعسكر بحمام أعين ودعا المختار رؤوس الأرباع الذين كانوا مع ابن الأشتر فبعثهم مع أحمر بن شميط فسار وعلى مقدمته ابن كامل الشاكري فوصلوا إلى المذار، واتى مصعب فعسكر قريبا منه، ثم تزاحفا فجعل ابن شميط ابن كامل على ميمنته وعلى الميسرة عبد الله بن وهب الجشمي وأبا عمرة مولى عرينة على الموالي، فقال عبد الله بن وهيب لابن شميط أن الموالي معهم رجال كثير على الخيل وأنت تمشي فمرهم فليمشوا معك فاني أتخوف أن يطيروا عليها ويسلموك، وكان هذا غشا منه للموالي لما كان لقي منهم بالكوفة فأحب أن كانت عليهم الهزيمة أن لا ينجو منهم أحد فلم يتهمه ابن شميط وفعل ما أشار به ودنا عباد بن الحصين وهو على خيل مصعب من ابن شميط وأصحابه فقال له ابن شميط أنا ندعوكم إلى كتاب الله وسنة رسوله والى بيعة المختار والى أن نجعل هذا الأمر شورى في آل الرسول فرجع عباد فأخبر مصعبا فقال له ارجع فاحمل عليهم فرجع وحمل على ابن شميط وأصحابه فلم يزل منهم أحد ثم حملوا عليهم حملة منكرة فصبر ابن كامل ساعة ثم انهزم وحمل الناس جميعا على ابن شميط فقاتل حتى قتل ومالت الخيل على رجالة ابن شميط فإنهزمت ’’انتهى’’.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 221