التصنيفات

المولى أحمد بن نصر الله كما في المجالس أو نصير الدين علي كما في الأمل الدبيلي التتوي السندي المعروف بقاضي زاده.
قتل في لاهور سنة 997 كما في نامه دانشوران بسعاية جماعة ممن يخالفه في المذهب من المسلمين ودفن في حضرة مير حبيب الله وفي مسودة الكتاب قتل سنة 1000 وكسر ولا أعلم الآن من أين نقلته. وفي الذريعة كانت شهادته بعد سنة 1010 التي انتهى إليها كتاب تاريخه الألفي انتهى مع أن كتابه الألفي انتهى سنة 993 كما سيأتي.
(الدبيلي) نسبة إلى دبيل بلدة مشهورة من بلاد السند على ساحل البحر (والتتوي) نسبة إلى تته بلدة كبيرة من بلاد السند على بعد ثلاثة وستين ميلا عن كراتشي وفيها الكثير من الشيعة (والسندي) نسبة إلى السند.
كان أبوه قاضي السند حنفي المذهب وانتقل هو إلى مذهب الإمامية وكان له مقام عال عند جلال الدين محمد أكبر شاه الهندي وكتب بأمره كتابا في تاريخ ألف سنة من عصر النبي (ص) إلى عصر ذلك السلطان بالفارسية وبهذه المناسبة يسمى الألفي رأينا منه نسخة في المكتبة الرضوية مخطوطة في مجلدين كبيرين ويعلم تشيعه من ذلك الكتاب مما ذكره في حديث الغدير وغيره. وفي أمل الآمل مولانا أحمد بن نصير الدين علي التتوي السندي كان أبوه قاضيا بالسند حنفيا وكان هو شيعيا ذكره القاضي نور الله في مجالس المؤمنين وأثنى عليه ثناء بليغا وذكر له مناظرة مع بعض العلماء المخالفين له في المذهب جيدة وذكر له مؤلفات وعدها وذكر أنه قتل شهيدا في لاهور انتهى. وفي مجالس المؤمنين: كان أبوه قاضي تته ورئيس السند حنفي المذهب وكان ابنه أحمد شيعيا وسبب تشيعه على ما حكاه لي أنه لما كان في عنفوان شبابه جاء إلى تته رجل عربي فقير صالح من أهل العراق ونزل في جواره فجعل ملا أحمد يجتمع معه ويتحدث إليه ويتفقد أحواله لأنه غريب وفي أثناء حديثه يسأله عن بلاد إيران وعربستان وعن مذاهب أهلها وعاداتهم فذكر له أن فيها جمعا كثيرا من الشيعة على مذهب أئمة أهل البيت عليه السلام وإنهم يعتقدون أن الخليفة بعد رسول الله (ص) أمير المؤمنين علي وأولاده الأحد عشر وإن فيهم العلماء والمجتهدين ولهم كتب معتبرة في الأصول والفروع ويثبتون معتقداتهم بالأدلة العقلية والنقلية من القرآن والحديث فوقع في خاطر ملا أحمد من كلامه شيء فرأى في منامه أمير المؤمنين عليه السلام وبيده تفسير الكشاف ففتحه وأعطاه إياه وقال انظر تفسير هذه الآية {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} فانتبه من منامه وهو بغاية الاضطراب وجعل يسأل عن الكشاف فاتفق أن شخصا من أبناء أكابر العراق يسمى ميرزا حسن كان متوجها إلى بلاد الهند عن طريق هرموزة وتته فلما وصل هرموزه رأى ليلة في منامه أمير المؤمنين عليه السلام فقال له أن ابن قاضي تته من محبينا ويريد مطالعة الكشاف فإذا وصلت إليه فأعطه نسخة الكشاف التي معك فلما أفاق كتب صورة الواقعة على ظهر كتاب الكشاف الذي معه وتوجه إلى تته فلما وصل إلى ظاهرها أرسل بعض غلمانه ومعه فرس ورقعة وقال ائت دار قاضي تته واجتمع بولده وأوصل إليه هذه الرقعة وقل له أن ميرزا حسن رجل من أتباع أبناء أكابر العراق يريد ملاقاتك فلما وصل إليه الرسول جاء مع جماعة من تلامذة أبيه مشاة إلى ميرزا حسن فلما وصلوا اخرج ميرزا حسن الكشاف ودفعه إليه وصورة الواقعة مكتوبة على ظهره فطالع تفسير الآية في الكشاف وسال ميرزا حسن عما يريد من العقائد وكان عمره اثنتين وعشرين سنة وكان قد حصل جملة من العلوم في تته فسافر إلى زيارة المشهد الرضوي على مشرفه السلام واجتمع بعلماء الإمامية الذين في المشهد وتباحث معهم أمثال الأفضل القابني وغيره وقرأ عليهم في الحديث والفقه والرياضي وغيرها ثم ذهب إلى يزد وشيراز واجتمع بالحكيم الحاذق ملا كمال الدين الطبيب وبالملا ميرزا جان الشيرازي وغيرهم وقرأ عليهم كليات القانون وشرح التجريد وحواشيه ثم ذهب من هناك إلى المعسكر العالي في قزوين يعني معسكر الشاه طهماسب وبواسطة بعض أركان الدولة العلية وصل إلى الحضرة السلطانية وشملته العناية الشاهانية ثم ذهب من قزوين لزيارة المشاهد المشرفة في العراق وزيارة الحرمين الشريفين وبيت المقدس زادها الله تعالى علوا وشرفا واجتمع في ذلك السفر بكثير من علماء الشيعة والسنة واقتبس من علومهم ثم وصل إلى خدمة قطب شاه في ولاية كلكندة وبعد مدة عزم على ملازمة حضرة جلال الدين محمد بادشاه وانتظم في سلك المقربين عنده فأمره بتأليف تاريخ يشمل على حوادث ألف سنة فاشتغل بتأليفه وكلما كتب شيئا يقرأه نقيب خان السيفي القزويني للشاه يوما فيوما وكتب على ظهر بعض كتبه قال بعض الفقهاء يجوز النكاح بغير ولي وقال النبي (ص) لا نكاح إلا بولي وقال بعض الفقهاء يجوز الأكل مما تركت التسمية عليه وقال الله تعالى {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه} وهذا نظير ما حكاه الزمخشري في ربيع الأبرار عن يوسف بن أسباط أنه كان يقول: قال رسول الله (ص) للفرس سهمان وللرجل سهم واحد وقال بعض الفقهاء لا أجعل سهم بهيمة أكثر من سهم المؤمن وأشعر رسول الله (ص) وقال بعض الفقهاء الأشعارمثله: وقال (ص) البيعان بالخيار ما لم يفترقا وقال بعض الفقهاء إذا أوجب البيع فلا خيار وكان يقرع بين نسائه إذا أراد سفرا وأقرع أصحابه وقال بعض الفقهاء: القرعة قمار انتهى ملخص ما في مجالس المؤمنين.
مؤلفاته
(1) التاريخ الألفي المتقدم ذكره ألفه سنة 993 بأمر أكبر شاه ويقال أنه ألفه بشراكة نقيب خان وعبد القادر البادوني وجعفر بك آصف خان وهو تاريخ فارسي كبير في مجلدين ألفه باسم السلطان جلال الدين محمد أكبر شاه مؤسس أكبرآباد بالهند الذي ألف باسمه أبو الفضل بن مبارك تاريخ الأكبري كما مر في ترجمة أبي الفضل
(2) أحسن القصص ودافع الغصص مختصر منه يبتدئ من يوم السقيفة إلى عصر الشاه طهماسب الصفوي سنة 994 منه نسخة مخطوطة في المكتبة الرضوية قال في أولها أنه لما ألف تاريخ الألفي في مائة وثمانين ألف بيت البيت خمسون حرفا ورأى استطالته اكتفى منه بمعظم التواريخ والسير وسماه أحسن القصص وفي النسخة ما يوهم أن مؤلف أحسن القصص أحمد بن أبي الفتح بن أبي جعفر الشريف الحائري الأصفهاني سنة 1250 وكسر وقد توهم ذلك مؤلف فهرست المكتبة الرضوية المطبوع والحال أن هذا الرجل هو كاتب النسخة الأولى المنقول عنها النسخة الثانية التي هي بخط محمد كاظم بن محمد أمين السرابي ومن هنا وقع الاشتباه
(3) رسالة في تحقيق الترياق الفاروقي حقق فيها مباحث المزاج وكثيرا من المطالب الرياضية
(4) رسالة في الأخلاق
(5) خلاصة الحياة وهي رسالة في أحوال الحكماء لم تتم
(6) رسالة في أسرار الحروف ورموز الأعداد على ترتيب كتاب المفاحص. وهذه الرسائل الأربع مذكورة في مجالس المؤمنين.
بعض محتويات أحسن القصص
قال فيه بعنوان (حرق كتب الشيخ الطوسي):
في سنة 449 بعد استيلاء السلطان طغرل السلجوقي على بغداد والقبض على الملك الرحيم آخر ملوك آل بويه وكان رئيس الرؤساء متعصبا فاذى أهل الكرخ أذى كثيرا وقتل أبا عبد الله بن هلاب من كبراء علماء الشيعة في محلة الكرخ، وهرب الشيخ أبو جعفر الطوسي إلى الحائر فنهبت داره وأحرقت جميع كتبه واستمرت هذه الفتنة من ابتداء صفر إلى منتصف ربيع إلى أن قتل سيد من أهل مشهد الكاظمين عليه السلام في هذه الفتنة فدفنوه بجانب أحمد بن حنبل فعزم رئيس الرؤساء على الانتقام من هذه الطائفة فذهب إلى مشهد الكاظمين عليه السلام وبعد القتل والنهب احرق الصندوق الذي هو على مضجع هذين المعصومين وأحرق قبور بني بويه وأكثر العباسية مثل الأمين وزبيدة والمنصور وفي الكتاب المذكور أيضا أنه في سنة 421 هجرية بعد موت السيدة زوجة فخر الدولة الذي كان سلطانا في العراق نحو ثمان وعشرين سنة توجه السلطان محمود الغزنوي من غزنة إلى الري لفتح العراق فجاء مجد الدولة مع ولده أبي دلف إلى مازندران لاستقباله وحيث أن السلطان محمودا كان قد سمع أن في خزائن فخر الدولة جواهر وأموالا ونفائس كثيرة تعجل السفر إلى العراق فأخذ تسعين ألف ألف دينار من النقد وخمسمائة ألف ألف دينار من الجواهر وستة آلاف ثوب إبريسم ومن جملة النفائس التي أخذها السلطان محمود الغزنوي من خزانة فخر الدولة الديلمي كتب كثيرة في الحكمة والفلسفة وبعضها في الفقه وسائر العلوم الغريبة وحيث أن يمين الدولة كانت سليقته فقهية محضة أحرق الجميع ما عدا الكتب الفقهية حيث يراها كفرا وزندقة وفي أيام هذا السلطان كان جميع الحكماء مثل الشيخ الرئيس وغيره أذلاء مستترين قال: وذكر القاضي صاعد الأندلسي في طبقات الأمم أن أول شخص أحرق كتب الحكمة عمرو بن العاص بأمر عمر بن الخطاب وذلك أن عمرا لما فتح مصر من البطارقة في أيام عمر وتصرف في جميع أموالها. جاء حكيم إلى عمرو بن العاص واسلم وصارت بينه وبين عمرو محبة تامة فقال له يوما: أن جميع غنائم مصر والإسكندرية من ذهب نقد وجواهر وغيرها صارت في يدك وليس لي طمع في شيء منها غير شيء لا ينفعك وهو كتب الحكمة التي في خزائن ملوك هذه الديار وهذه ليس لها نفع عندك ولا تعتني بها. فقال عمرو: اكتب إلى عمر فان أذن في إعطائها لك أعطيتك إياها. فكتب إلى عمر يعرفه كثر الكتب فكتب إليه عمر من المدينة اجمع جميع هذه الكتب واحرقها حيث إنها من كتب الحكمة فان كل ما فيها أن كان في القرآن فهو كاف عنها وإن لم يكن في القرآن فلا حاجة إليها والحاصل أنه كتب إليه هذه الكتب أن كانت مخالفة للقرآن فإحراقها واجب فلما بلغ ذلك أمير المؤمنين عليا عليه السلام منع إحراقها وقال إذا كان ما في هذه الكتب مخالفا للقرآن أيضا لا يلزم إحراقها إذ لعله مشتمل على النواميس والشرائع المتقدمة وإحراق الشرائع المتقدمة غير جائز أصلا فلم يسمع عمر منه هذه النصائح فلما وصل كتابه إلى عمرو جمع جميع كتب مصر والإسكندرية ولكثرتها أوقدوا بها الحمامات فلما رأى ذلك الحكيم ندم على إسلامه انتهى هكذا ذكر صاحب الكتاب نقلا عن القاضي صاعد الأندلسي صاحب طبقات الأمم نقلناه كما وجدناه والعهدة في ذلك عليه.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 195