مهذب الدين عين الزمان أبو الحسين أحمد ابن منير بن أحمد بن مفلح الأطرابلسي الرفا الشاعر المشهور
مولده ووفاته
ولد سنة 473 بطرابلس، ومات بحلب في جمادي الآخرة سنة 548، قاله ابن عساكر وقيل مات بدمشق سنة 547، وفي النجوم الزاهرة: مات سنة 545، قال ابن خلكان مات بحلب ودفن في جبل جوشن بقرب المشهد الذي هناك رحمه الله تعالى وزرت قبره ورأيت مكتوبا عليه:
من زار قبري فليكن موقنا | أن الذي ألقاه يلقاه |
فيرحم الله امرءا زارني | وقال لي يرحمك الله |
ابن منير هجوت مني | خبرا أفاد الورى صوابه |
ولم تضيق بذاك صدري | فان لي أسوة الصحابة |
أخلى فصد عن الحميم وما اختلي | ورأى الحمام يغصه فتوسلا |
ما كان واديه بأول مربع | ودعت طلاوته طلاه فاجفلا |
وإذا الكريم رأى الخمول نزيله | في منزل فالحزم ان يترحلا |
كالبدر لما ان تضاءل نوره | طلب الكمال فحازه متنقلا |
سفه بحلمك ان رضيت بمشرب | رنق ورزق الله قد ملأ الملا |
ساهمت عيسك مر عيشك قاعدا | أفلا فليت بهن ناصية الفلا |
فارق ترق كالسيف سل فبان في | متنيه ما أخفى القراب وأخملا |
لا تحسبن ذهاب نفسك ميتة | ما الموت الا ان تعيش مذللا |
للقفر لا للفقر هبها إنما | مغناك ما أغناك ان تتوسلا |
لا ترض من دنياك من أدناك من | دنس وكن طيفا حلا ثم انجلى |
وصل الهجير بهجر قوم كلما | أمطرتهم عسلا جنوا لك حنظلا م |
ن غادر خبثت مغارس وده | فإذا محضت له الوداد تأولا |
أو حلف دهر كيف مال بوجهه | أمسى كذلك مدبرا أو مقبلا |
لله علمي بالزمان وأهله | ذنب الفضيلة عندهم ان تكملا |
طبعوا على لؤم الطباع فخيرهم | ان قلت قال وان سكت تقولا |
أنا من إذا ما الدهر هم بخفضه | سامته همته السماك الأعزلا |
واع خطاب الخطب وهو مجمجم | راع أكل العيس من عدم الكلا |
زعم كمنبلج الصباح وراءه | عزم كحد السيف صادف مقتلا |
عدمت دهرا ولدت فيه | كم أشرب المر من بنيه |
ما تعتريني الهموم إلا | من صاحب كنت اصطفيه |
فهل صديق يباع حتى | بمهجتي اشتريه |
يكون في قلبه مثال | يشبه ما صاع لي بفيه |
وكم صديق رغبت عنه | قد عشت حتى رغبت فيه |
يا صنو مائدة لاكرم مطعم | مأهولة الارجاء بالاضياف |
جمعت أياديه إلي أيادي | الآلاف بعد البذل للآلاف |
ومن العجائب راحتي من راحة | معروفة المعروف بالاتلاف |
من ركب البدر في صدر الرديني | وموه السحر في حد اليماني |
وانزل النير الاعلى إلى فلك | مداره في القباء الخسرواني |
طرف رنا أم قراب سل صارمه | وأغيد ماس أم اعطاف خطي |
وبرق غادية أم برق مبتسم | يفتر من خلل الصدع الدجوجي |
ويلاه من فارسي النجر مفترس | بفاتر أسدي الفتك ريمي |
يكن ناظره ما في كنانته | فليس ينفك من اقصاد مرمي |
أذلني بعد عز والهوى أبدا | يستعبد الليث للظبي الكناسي |
ما مان ماني لولا ليل عارضه | ما شد حبل المنايا بالأماني |
تكنف الحسن منه وجه مشتمل | نفار احور في تانيس حوري |
أما وذائب مسك من ذوائبه | على أعالي القضيب الخيزراني |
وما يجن عقيقي الشفاه من | الريق الرحيقي والثغر الجماني |
لو قيل للبدر من في الأرض تحسده | إذا تجلى لقال ابن الفلاني |
أربى علي بشتى من محاسنه | تألفت بين مسموع ومرئي |
وما المدامة بالألباب أفتك من | فصاحة البدو في ألفاظ تركي |
اشبهته ببعادي ثم كان له | مزية الخلق والأخلاق والزي |
من أين لي لهب يجري على ذهب | من صحن ابيض صافي الماء فضي |
وروضة لم تحكها كف سارية | ولا شكا خدها من لثم وسمي |
يحفها سوسن غض يغازله | بنرجس بنطاق السحر مولي |
من منقذي أو مجيري من هوى رشا | أفتى وأفتك من عمرو بن معدي |
لا يعشق الدهر الا ذكر معركة | أو خوض مهلكة أو ضرب هندي |
ولا يحدث الا عن رباءته | من المهار العوالي والمهاري |
والصافنات ولبس الضافيات وشرب | الصافيات واطراب الأغاني |
أشهى إليه من الدوح الظليل | على الروح العليل وتغريد القماري |
شد الجياد لأيام الجلاد وار | شاد الصعاد إلى طعن الأناسي |
وحث باز على ناز وحمل قطا | مي تكدر منه عيش كدري |
في غلمة كغصون البان يحملها | كثبان بر على عادات بردي |
يمشون في الوشي أساربا فتحسبهم | روض الربيع على بيض الأداحي |
والساحر الساخر العرار بينهم | كالشمس تكسف أنوار الدراري |
مهفهف القد سهل الخد أغرب في | الجمال من لثغة في لفظ نجدي |
تلهيه عن كتب تروى ونصرته | لشافعي فقيه أو حنيفي |
عوج القسي وقب الاعوجية | والشهب الهماليج تربى في الأواري |
والشعر في الشعر الداجي على الغنج | الساجي يلين منه قلب حوشي |
فلو بصرت به يصغي وأنشده | قلت النواسى يشجي قلب عذري |
أو صائد الأنس قد القى حبائله | ليلا فأوقع فيها صيد وحشي |
أغراه بي بعد ما شذ النفار به | شدو القريض والحان السريجي |
فصار أطوع لي منه لمقلته | وصرت أعرف فيه بالغريزي |
أنكرت مقلته سفك دمي | وعلا وجنته فاعترفت |
لا تخالوا خاله في خده | قطرة من دم جفني نطفت |
ذاك من نار فؤادي جذوة | فيه ساخت وانطفت ثم طفت |
لا تغالطني فما | تخفي علامات المريب |
أين ذاك البشر يا | مولاي من هذا القطوب |
أحلى الهوى ما تحلله التهم | باح به العاشقون أو كتموا |
ومعرض صرح الوشاة له | فعلموه قتلي وما علموا |
يا رب خذ لي من الوشاة إذا | قاموا وقمنا إليك نحتكم |
سعوا بنا لا سعت لهم قدم | فلا لنا اصلحوا ولا لهم |
أهتوف بان في سواد الوادي | هل كنت من بين على ميعاد |
أم هل شجاك على قضيبك انتي | لنوى قضيب البانة المياد |
وأراك يا غصن الأراك مرنحا | ألزم عير أو ترنح حادي |
ما كنت أحسب ان طارقة النوى | شحذت أسنتها لغير فؤادي |
يا صاح عج بي بالحمى وانخ ولو | رجع الصدا لتبل غلة صادي |
واحبس فان وراء هاتيك الربى | اربي وفي ذاك المراد مرادي |
حي الديار على علياء جيرون | مهوى الهوى ومغاني الخرد العين |
مراد لهوي إذ كفي مصرفة | أعنة اللهو في تلك الميادين |
بالنيربين فمقري فالسرير | فحمرايا فجوحواشي جسر جسرين |
فالقصر فالمرج فالميدان فالشرف | الأعلى فسطرا فجرنان فقلبين |
فالماطرون فداريا فجارتها | فابل فمغاني دير قانون |
تلك المنازل لا وادي الأراك ولا | رمل المصلى ولا اثلاث بيرين |
سقاها وروى من النيربين | إلى الغيضتين وحموريه |
إلى بيت لهيا إلى برزة | دلاح مكفكفة الأوعية |
ويلي من المعرض الغضبان إذ نقل | الواشي إليه حديثا كله زور |
سلمت فازور يزوي قوس حاجبه | كإنني كأس خمر وهو مخمور |
مزرفن الصدع مسبول ذوائبه | لي منه وجدان ممدود ومقصور |
إلى المرتضى حث المطي فإنه | امام على كل البرية قد سما |
ترى الناس أرضا في الفضائل عنده | ونجل الزكي الهاشمي هو السما |
قل للشريف المستجا | ربه إذا عدم المطر |
وابن الأئمة من قريش | والميأمين الغرر |
أقسمت بالريحان والنغم | المضاعف والوتر |
لئن الشريف مضى ولم | ينعم لعبديه النظر |
لنشاركن بني أمية | في الضلال المشتهر |
ونرى معاوية أما | ما من يخالفه كفر |
ونقول ان يزيد ما | قتل الحسين ولا امر |
ونعد طلحة والزبير | من الميأمين الغرر |
ويكون في عنق الشريف | دخول عبديه سقر |
عذبت طرفي بالسهر | وأذبت جسمي بالفكر |
ومزجت صفو مودتي | من بعد بعدك بالكدر |
ومنحت جثماني الضنا | وكحلت جفني بالسهر |
وجفوت صبا ما له | عن حسن وجهك مصطبر |
يا قلب ويحك كم | تخادع بالغرور وكم تغر |
والأم تكلف بالأغن | من الظباء وبالأغر |
ريم يفوق إن رمى | بسهام ناظره النظر |
تركتك أعين تركها | من بأسهن على خطر |
ورمت فاصمت عن قسي | لا يناط بها وتر |
جرحتك جرحا لا يخيط | بالخيوط ولا الابر |
تلهو وتلعب بالعقول | عيون أبناء الخزر |
فكأنهن صوالج | وكأنهن لها اكر |
تخفي الهوى وتسره | وخفي سرك قد ظهر |
أفهل لوجدك من مدى | يفضي إليه فينتظر |
روحي الفداء لشادن | انا من هواه على خطر |
رشا نحار له الخواطر | ان تثنى أو خطر |
عذل العذول وما رآه | فحين عاينه عذر |
قمر يزين ضوء صبح | جبينه ليل الشعر |
تدمي اللواحظ خده | فترى لها فيه اثر |
هو كالهلال ملثما | والبدر حسنا ان سفر |
ويلاه ما أحلاه في | قلبي الشجي وما امر |
نومي المحرم بعده | وربيع لذاتي صفر |
بالمشعرين وبالصفا | والبيت والحجر اقسم والحجر |
وبمن سعى فيه ومن | لبى وطاف أو اعتمر |
لئن الشريف الموسوي | ابن الشريف أبو مضر |
أبدى الجحود ولم يرد | إلي مملوكي تتر |
واليت آل أمية | الغر الميأمين الغرر |
وجحدت بيعة حيدر | وعدلت عنه إلى عمر |
وإذا جرى ذكر الصحابة | بين قوم واشتهر |
قلت المقدم شيخ تيم | ثم صاحبه عمر |
ما سل قط ظبا على | آل النبي ولا شهر |
كلا ولا صد البتول | عن التراث ولا زجر |
وإثابها الحسنى وما | شق الكتاب ولا بقر |
وبكيت عثمان الشهيد | بكاء نسوان الحضر |
وشرحت حسن صلاته | جنح الظلام المعتكر |
وقرأت من أوراق | مصحفه براءة والزمر |
ورثيت طلحة والزبير | بكل شعر مبتكر |
وأزور قبرهما وازجر | من لحاني أو زجر |
وأقول أم المؤمنين | عقوقها احدى الكبر |
ركبت على جمل وسارت | من بنيها في زمر |
واتت لتصلح بين جيش | المسلمين على غرر |
فأتى أبو حسن وسل | حسامه وسطا وكر |
وأذاق اخوته الردى | وبعير أمهم عقر |
ما ذا عليه لو عفا | أو عف عنهم إذ قدر |
وأقول ان امامكم | ولى بصفين وفر |
وأقول ان اخطى | معاوية فما اخطى القدر |
هذا ولم يغدر معاوية | ولا عمرو مكر |
بطل بسوءته يقاتل | لا بصارمه الذكر |
وجنيت من رطب النواصب | ما تتمر واختمر |
وأقول ذنب الخارجين | على علي مغتفر |
لا ثائر لقتالهم | في النهروان ولا اثر |
والأشعري بما يؤول | إليه أمرهم شعر |
قال انصبوا لي منبرا | فانا البريء من الخطر |
فرقي وقال خلعت | صاحبكم وأوجز واختصر |
وأقول أن يزيد ما | شرب الخمور ولا فجر |
ولجيشه بالكف عن | أبناء فاطمة امر |
وله مع البيت الحرام | يد تكفر ما غبر |
وحلقت في عشر المحرم | ما استطال من الشعر |
ونويت صوم نهاره | وصيام أيام اخر |
ولبست فيه أجل ثوب | للملابس يدخر |
وسهرت في طبخ الحبوب | من العشاء إلى السحر |
وغدوت مكتحلا أصافح | من لقيت من البشر |
ووقفت في وسط الطريق | اقص شارب من عبر |
وأكلت جرجير البقول | بلحم جري البحر |
وجعلتها خير المأكل | والفواكه والخضر |
وغسلت رجلي حاضرا | ومسحت خفي في السفر |
أمين اجهر في الصلاة | كمن بها قبلي جهر |
واسن تسنيم القبور | لكل قبر يحتفر |
وإذا جرى ذكر الغدير | أقول ما صح الخبر |
وإذا امرؤ طلب الدليل | ورد قولي واستمر |
أو قال لي انا لا أسلم | قلت هذا قد كفر |
وكففته وزجرته | وكفى بقولي مزدجر |
وأعنت ضلال الشام | على الضلال المشتهر |
وأطعتهم وطعنت في | الخبر المعنعن والأثر |
وسكنت جلق واقتديت | بهم وان كانوا |
بقر بقر ترى بحليمهم | طيش الظليم إذا نفر |
وهواؤهم كهوائهم | وخليط مائهم القذر |
وعليمهم مستجهل | وأخو الديانة محتقر |
وخفيفهم مستثقل | وثقيلهم فيه العبر |
وأقول مثل مقالهم | بالفاشرية قد فشر |
مسطيجتي مكسورة | وفطيرتي فيها قطر |
وطباعهم كجبالهم | جبلت وقدت من حجر |
وأقول في يوم تحار | له البصائر والبصر |
والصحف ينشر طيها | والنار ترمي بالشرر |
هذا الشريف أضلني | بعد الهداية والنظر |
ما لي مضل في الورى | الا الشريف أبو مضر |
فيقال خذ بيد الشريف | فمستقر كما سقر |
لواحة تسطو فما | تبقي عليه ولا تذر |
فاخش الإله بسوء فعلك | واحذرن كل الحذر |
والله يغفر للمسيء | إذا تنصل واعتذر |
وإليكها بدوية | رقت لرقتها الحضر |
شامية لو شامها | قس الفصاحة لافتخر |
ودرى وأيقن إنني | بحر وألفاظي درر |
وقصيدة كخريدة | غيداء ترفل في الحبر |
حبرتها فغدت كروض | الحزن باكرة المطر |
وإلى الشريف بعثتها | لما قراها وانبهر |
رد الغلام وما استمر | على الجحود ولا اصر |
وأثابني وجزيته | شكرا وقال لقد صبر |
وظفرت منه بالمنى | والصبر عقباه الظفر |
فدتك الملوك وأيامها | ودام لنقضك ابرامها |
وزلت لعيشك اقدامها | وزال لبطشك اقدامها |
ولو لم تسلم إليك القلوب | هواها لما صح اسلامها |
أيا محيي العدل لما نعاه | أيامي البرايا وأيتامها |
ومستنفذ الدين من أمة | أزال المحاريب أصنامها |
دلفت لها تقتفيك الأسود | والبيض والسمر آجامها |
جزرت جزيرتها بالسيوف | حتى تشاءمها شامها |
صفات مجدك لفظ جل معناه | فلا استرد الذي اعطاكه الله |
يا صارما بيمين الله قائمه | وفي أعالي أعادي الله حداه |
أصبحت دون ملوك الأرض منفردا | بلا شبيه إذ الأملاك أشباه |
فداك من صاولت مسعاك همته | جهلا وقصر عن مسعاك مسعاه |
قل للأعادي ألا موتوا به كمدا | فالله خيبكم والله أعطاه |
ملك تنام عن الفحشاء همته | تقى وتسهر للمعروف عيناه |
ما زال يسمك والأيام تخدمه | فيما ابتلاه يؤدي ما توخاه |
حتى تعالت عن الشعرى مشاعره | قدرا وجاوزت الجوزاء نعلاه |
وقد روى الناس أخبار الكرام مضوا | وأين مما رووه ما رأيناه |
وأين الخلائق عن فتح أتيح له | مظلل أفق الدنيا جناحاه |
على المنابر من أبنائه أرج | مقطوبة بفتيق المسك رياه |
فتح أعاد على الإسلام بهجته | فافتر مبسمه واهتز عطفاه |
يهدى بمعتصم بالله فتكته | حديثها نسخ الماضي وأنساه |
أن الرها غير عمورية وكذا | من رامها ليس مغزاه كمغزاه |
أخت الكواكب عزا ما بغا أحد | من الملوك لها وقما فواتاه |
حتى دلفت لها بالعزم يشحذه | رأي يبيت فويق النجم مسراه |
يا محيي العدل إذ قامت نوادبه | وعامر الجود لما مح مغناه |
يا نعمة الله يستضفي المزيد بها | للشاكرين ويستفني صفاياه |
إيقاك للدين والدنيا تحوطهما | من لم يتوجك هذا التاج الا هو |
أيا ملكا القى على الشرك كلكلا | أناخ على أماته كلكل الثكل |
جمعت إلى فتح الرها سد بابه | بجمعك بين النهب والأسر والقتل |
هو الفتح انسى كل فتح حديثه | وتوج مسطور الرواية والنقل |
فضضت به نقش الخواتم بعده | جزيت جزاء الصدق عن خاتم الرسل |
تجردت للاسلام دون ملوكه | تبثك أسباب المذلة والخجل |
أخو العرب غذته القراع معظما | يشوب باقدام الفتى حنكة الكهل |
بعماد الدين أضحت عروة الدين | معصوبا بها الفتح المبين |
واستزادت بقسيم الدولة القسم | من ادحاص كيد المارقين |
ملك اسهر عينا لم تزل | همها تشريد هم الراقدين |
لاخلت من كحل النصر فقد | فقات غيظا عيون الحاسدين |
كل يوم مر من أيامه | فهو عيد عائد للمسلمين |
لو جرى الإنصاف في أوصافه | كان أولاها أمير المؤمنين |
ما روى الراوون بل ما سطروا | مثلما خطت له أيدي السنين |
والرها لو لم تكن إلا الرها | لكفت قطعا لشك الممترين |
هم قسطنطين أن يفزعها | ومضى لم يحو منها قسط طين |
ولكم من ملك حاولها | فتحلى الحين وسما في الجبين |
هي أخت النجم إلا أنها | منه كالنجم لرأي المبصرين |
منيت منه بليث قائد | بعران الذل آساد العرين |
زارها يزأر في أسد وغى | تبدل الأسد من الزأر الأنين |
في ذرى ملك هو | الدهر عطاء واستلابا |
من له كف تبذ | الغيث سحا وانسكابا |
فاتح في وجه كل | أمة للنصر بابا |
ترجف الدنيا إذا | حرك للسير الركابا |
وتخر المشمخرات | اختلالا واضطرابا |
وترى الأعداء من | هيبته تاوي الشعابا |
وإذا ما لفحتهم | ناره صاروا كبابا |
يا عماد الدين لا زلت | على الدين سحابا |
جاعلا من دونه سيفك | ان ريع حجابا |
فالبس النعماء في | الأمن الذي طبت وطابا |
واصف عيشا ان | أعداءك قد صاروا ترابا |
يا حائزا غاي كل فضل | تضل في كنهه الإحاطة |
ومن ترقى إلى محل | احكم فوق السهى مناطه |
إلى متى اسعط التمني | ولا ترى المن بالوساطه |
ترى أراك وأنت في دست العلى | كالبدر في هالاته المتهللة |
فهناك انشر من مدائحك التي | شهدت بها سور القرآن مرتله |
وأجيل عيني في علائك ناظرا | فأخيط منه على الثنا ما فصله |
يا ابن النبي وتلك أشرف رتبة | كانت من الله المهيمن منزله |
ان المديح في ثناك وإن أتت | غاياتها وفقا أراها مجملة |
هي مثل الأفلاك شكلا وفعلا | قسمت قسم جاهل بالحقوق |
بين عال سام ينكسه | الحظ ويعلو بسافل مرزوق |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 179