التصنيفات

مهذب الدين عين الزمان أبو الحسين أحمد ابن منير بن أحمد بن مفلح الأطرابلسي الرفا الشاعر المشهور
مولده ووفاته
ولد سنة 473 بطرابلس، ومات بحلب في جمادي الآخرة سنة 548، قاله ابن عساكر وقيل مات بدمشق سنة 547، وفي النجوم الزاهرة: مات سنة 545، قال ابن خلكان مات بحلب ودفن في جبل جوشن بقرب المشهد الذي هناك رحمه الله تعالى وزرت قبره ورأيت مكتوبا عليه:

قال ثم وجدت في ديوان أبي الحكم عبيد الله أن ابن منير توفي بدمشق ورثاه بأبيات تدل على أنه مات بدمشق ’’انتهى’’.
نسبته
(الأطرابلسي) في انساب السمعاني: بفتح الألف وسكون الطاء وفتح الراء وضم الباء الموحدة واللام في آخرها السين المهملة: هذه النسبة إلى أطرابلس وهذا الاسم لبلدتين كبيرتين أحداهما على ساحل الشام، والأخرى من بلاد المغرب وقد يسقط الألف من التي بالشام قال أبو الطيب: وقصرت كل مصر عن طرابلس انتهى والمترجم منسوب إلى طرابلس الشام، واصل اسمها باليونانية تريبوليس أي المدن الثلاث لأنها كانت ثلاثة احياء فسماها العرب أطرابلس، وفي معجم البلدان قال ابن بشير: طرابلس بالرومية والإغريقية ثلاث مدن، وسماها اليونانيون طرابليطة وذلك بلغتهم أيضا ثلاث مدن لان طرا معناه ثلاث وبليطة مدينة انتهى والمترجم أصله من طرابلس ثم سكن دمشق ثم حلب وتوفي بها أو بدمشق كما مر ومنير ومفلح بوزن اسم الفاعل من أنار وأفلح والرفا بتشديد الفاء الذي يصلح الثياب المخرقة.
أقوال العلماء فيه
كان فاضلا أديبا لغويا ماهرا في اللغة والأدب محترما مرعي الجانب مقربا عند الأمراء ظريفا في الغاية شاعرا مطبوعا متفننا في أشعاره تغلب على شعره الرقة والسلاسة وكان له ديوان شعر معروف لكنه في هذا العصر غير موجود ذهبت به حوادث الزمان فيما ذهب. وكان يسكن بحلب في درب الخابوري عن أبي ذر في تاريخ حلب وهو على باب الجامع الكبير الشمالي. قال السمعاني في الأنساب: أبو الحسين أحمد بن منير بن مفلح الأطرابلسي شاعر مفلق فاضل مليح الشعر حسن الطبع أدركته حيا بالشام، وكان قد ترك شيرز في آخر عمره ولم يتفق إني لقيته. توفي حدود 540 انتهى وذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ فقال: الأديب البارع أبو الحسين أحمد بن منير بن أحمد الطرابلسي الرفا الشاعر المحسن انتهى وقال ابن خلكان في ترجمة محمد بن نصر الخالدي المعروف بابن القيسراني كان هو وابن منير شاعري الشام في ذلك العصر انتهى. وفي تاريخ ابن عساكر: أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح أبو الحسين الأطرابلسي الشاعر الرفا كان أبوه منير منشدا ينشد أشعار العوني في أسواق اطرابلس ويغني والعوني شاعر مكثر لمدح أهل البيت عليه السلام فنشأ ابنه وحفظ القرآن وتعلم اللغة والأدب وقال الشعر وقدم دمشق فسكنها وكان رافضيا خبيثا يعتقد مذهب الإمامية، وكان هجاء خبيث اللسان يكثر الفحش في شعره ويستعمل فيه الألفاظ العامية، فلما أكثر الهجو منه سجنه بوري بن طغتكين أمير دمشق مدة وعزم على قطع لسانه فاستوهبه يوسف بن فيروز الحاجب لحرمته فوهبه له وأمربنفيه من دمشق، فلما ولي ابنه إسماعيل بن بوري عاد إلى دمشق ثم تغير عليه إسماعيل لشيء بلغه عنه فطلبه وأراد صلبه فهرب واختفى في مسجد الوزير أياما ثم خرج من دمشق ولحق بالبلاد الشمالية ينتقل من حماه إلى شيزر وإلى حلب ثم قدم دمشق آخر قدمة في صحبة الملك العادل لما حاصر دمشق الحصر الثاني فلما استقر الصلح دخل البلد ورجع مع العسكر إلى حلب فمات بها ولقد رأيته غير مرة ولم أسمع منه انتهى ثم ذكر مناما لخطيب حماه يدل على سوء حال ابن منير بعد الموت للقصائد التي قالها في مثالب الناس انتهى ومثل هذه الأطياف أما مختلقة لترويج الذم بسبب العداوة الدينية أو من باب رؤية المرء ما يغلب على اعتقاده كما ذكرناه في الجزء الأول من معادن الجواهر. وعن العماد الكاتب صاحب الخريدة أنه قال: كان شاعرا مجيدا مكثرا هجاء معارضا لأبي عبد الله محمد بن نصر بن صغير المعروف بابن القيسراني الشاعر المشهور وكان بينهما مكاتبات وأجوبة ومهاجاة وكانا مقيمين بحلب ومتنافسين في صناعتهما كما جرت به عادة المتماثلين وهما كفرسي رهان وجوادي ميدان وكان القيسراني سنيا متورعا وابن منير غاليا متشيعا وكان مقيما بدمشق إلى أن أحفظ أكابرها وكدر بهجوه مواردها ومصادرها فآوى إلى شيرز وأقام بها وروسل مرارا في العود إلى دمشق فأبى واتصل في آخر عمره بخدمة نور الدين ووافى إلى دمشق رسولا من جانبه قبل استيلائه عليها انتهى قال ابن خلكان ولابن القيسراني المذكور في ابن منير وكان قد هجاه:
وفي النجوم الزاهرة: أحمد بن منير الأديب أبو الحسين الطرابلسي الشاعر المشهور المعروف بالرفاء كان بارعا في اللغة والعربية والأدب إلا أنه خبيث اللسان كثير الفحش حبسه الملك تاج الملوك بوري صاحب دمشق وعزم على قطع لسانه فاستوهبه منه الحاجب يوسف بن فيروز فوهبه له فنفاه وكان هجا خلائق كثيرة وكان بينه وبين ابن القيسراني مهاجاة وكان رافضيا ’’انتهى’’.
من تلاميذه
في شذرات الذهب في ترجمة أحمد بن الحسين بن أحمد بن محمد البغدادي المقري أبي العباس المعروف بالعراقي نزيل دمشق أنه لقي المهذب ابن منير الشاعر بحلب وروى عنه ’’انتهى’’.
أشعاره
من شعره قوله:
وقوله:
#وطلبت منه أبيات تكتب على طست من فضة فقال:
ومن محاسن شعره هذه القصيدة:
#إباء فارس في لين الشام مع الظرف العراقي في النطق الحجازي
وله:
وله من قصيدة:
ومن شعره قوله:
وفي أنساب السمعاني: ومن شعره ما أنشدني الحسن بن علي بن عبد الله الحلبي في داره بباب أنطاكية لأبي الحسين بن منير الأطرابلسي:
وله يذكر منتزهات دمشق وقراها:
وله في مثل ذلك:
وذكر غير واحد ان ابن منير كان معاصرا لابن القيسراني الشاعر الحلبي المقدم ذكره وجرت بينهما وقائع وملح ونوادر منها ان ابن منير كثيرا ما كان ببكت ابن القيسراني بأنه ما صحب أحدا الا نكب فاتفق ان أتابك عماد الدين زنكي صاحب الشام غناه مغن على قلعة جعبر وهو يحاصرها قول ابن منير:
فاستحسنها زنكي وقال لمن هذه فقيل لابن منير وهو بحلب فكتب باحضاره فليلة وصل قتل زنكي فقال ابن القيسراني هذه بجميع ما كنت تبكتني. ومن ملحه القصيدة الرائية المشهورة بالتترية التي نسج فيها على منوال الخالديين كما يأتي أوردها صاحب تزيين الأسواق المطبوع بمصر وغيره. وقد خمسها الشيخ إبراهيم بن يحيى العاملي. وكان سبب نظمه لها أنه كان بينه وبين بعض الأشراف من النقباء مودة أكيدة فاهدى إلى الشريف هدية مع مملوك له يسمى تتر فاحتبس الشريف الغلام مع الهدية موهما انه حسبه من جملتها ليعبث بابن منير ويحركه فأرسل إليه ابن منير هذه القصيدة. وهذا الشريف لا يدري من هو ومن الناس من توهم أنه الشريف المرتضى المشهور للتعبير عنه فيها بالشريف الموسوي وهو توهم فاسد فان بين ولادة ابن منير ووفاة المرتضى نحو أربعين سنة بل هذه
الواقعة مع شريف آخر موسوي يكنى أبا مضر غير الشريف المرتضى والظاهر أنه كان يلقب بالمرتضى فلذلك حصل الاشتباه ولما وصلت القصيدة للمرتضى رد المملوك ومعه هدية فكتب إليه ابن منير بهذين البيتين:
وللشاعرين الخالديين أبيات على وزن قصيدة ابن منير ورويها وقصة مع الشريف محمد بن عمر الراوندي تشبه قصتها مذكورة في ترجمته من هذا الكتاب وكان ابن منير اخذ منهما لتقدم عصرهما عليه فزاد عليهما وأبدع، وعارض قصيدة ابن منير القاضي جمال الدين علي بن محمد العبسي بقصيدة تأتي في ترجمته فقصر عنه ويناسب أن نذكر هنا قصة الخالديين مع الشريف الراوندي وأبياتهما قبل ذكر قصيدة ابن منير. وذلك إنهما مدحا. فأبطأ عليهما بالجائزة وأراد الخروج إلى بعض الجهات فدخلا عليه وأنشداه:
وترى إنهما أقسما على ذلك بالريحان والنغم والوتر اما ابن منير فاقسم كما يأتي بقسم عظيم بالمشعرين والصفا والحجر والحجر الأسود وبالحجاج والمعتمرين وقصيدة ابن منير هي هذه:
وله يمدح عماد الدين زنكي حين فتح حصن بارين واستخلصها من الفرنج وهي مدينة بين حلب وحماه من جهة الغرب:
وله يمدحه حين فتح الرها واستخلصها من يد الفرنج:
وله أيضا يمدحه ويذكر هذا الفتح:
وله أيضا يمدحه ويذكر هذا الفتح:
وله يمدحه أيضا:
وكتب إلى القاضي أبي الفضل هبة الله بن أبي غانم محمد بن القاضي أبي الفضل هبة الله ابن القاضي أبي الحسن أحمد بن جرادة الحلبي المعروف بابن العديم يطلب منه كتاب الوساطة بين المتنبي وخصومه للقاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني وكان قد وعده به ودافعه:
وله من قصيدة مهدوية:
وله شعر كثير في الأئمة عليه السلام لم يحضرنا منه شئ.
وله في ناعورة كما في حسن المحاضرة للسيوطي:

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 179