الأشرف جان بلاط جان بلاط بن يشبك الأشرفي، ابو النصر: من ملوك الشراكسة المماليك، بمصر والشام. اشتراه الأمير يشبك بن مهدي الشركسي واقام عنده مدة حفظ به القرآن. ثم قدمه مع جملة من المماليك إلى الأشرف قايتباي، فاستخدمه ورقاه إلى أن جعله أميرا للحاج المصري، أكثر من مرة. وجعله الناصر محمد بن قاتيباي (دوادارا) كبيرا، سنة 901هـ ، ثم ثم عزله. وأرسل بعد ذلك نائبا في حلب، ونقل إلى الشام. واستقدمه الظاهر قانصوه إلى مصر فجعله (أتابكيا) للعساكر سنة 904 وقام بعض الأمراء على الظاهر فخلعوه، وبايعوا جان بلاط بالسلطنة. فتلقب بالملك الأشرف أبي النصر، على لقب أستاذه الأشرف قايتباي، وذلك سنة 905 فاستمر ستة أشهر و18 يوما وثار عليه بالشام الدوادار الأمير (طومان باي) وزحف إلى مصر، فحوصر جان بلاط بالقلعة ثم قبض عليه مخلوعا، وأرسل إلى سجن الاسكندرية (سنة 906) فخنق بها وهو مسجون

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 107

جان بلاط جان بلاط: جان بلاط بن عبد الملك الأشرف أبو النصر سلطان مصر اشتراه بشتك الدوادر وقدمه للأشرف قايتباي بعد طلبه له، فجعله خاصكيا، وقربه إليه، وعلمه القرآن والحساب، والرمي، وصار رئيسا محتشما، ثم رقاه أستاذه حتى أعطاه تقدمة ألف على التجارة، واستمر على ذلك حتى ولي الدوادارية الكبرى في زمن ولده الناصر، ثم أنعم عليه بنيابة حلب، وأقام بها سنة، ثم نقله إلى نيابة الشام، وأقام بها سبعة أشهر. قال ابن طولون: وفي أيام ولايته بدمشق ذهبت في خدمة شيخنا المحدث الجمال ابن المبرد إليه، فقال له: عني هذا ولدك فقال: لا هذا طالب علم. فأنشد:

ثم قدم القاهرة في زمن الظاهر، فولاه الأمرة الكبرى، وزوجه بأخته، وصار العادل طومان باي يرمي الفتنة بينه وبين الظاهر إلى أن تنافرا، وقدر جان بلاط على الظاهر، فخرج من قلعة مصر وتركها له، فصعد جان بلاط القلعة، وتسلطن في ضحوة يوم الاثنين ثاني القعدة سنة خمس وتسعمئة، ثم جرد قصروه نائب الشام، فأرسل إليه عسكرا مقدمهم الدوادار الكبير، وأمير سلاح العادل طومان باي، فاتفقا عليه، وعادا إلى القاهرة، فحصروا القلعة جمعة، وخامر عسكر جان بلاط عليه، ففروا عنه، فطلع إليه طومان باي في يوم الاثنين ثامن عشر جمادى الآخرة ثاني سنة ولايته، وهي سنة ست وتسعمئة، فأمسكه وأرسله إلى الإسكندرية، ثم قتله خنقا، ودفن بها مدة شهر، ثم نقل إلى القاهرة ودفن بتربة أستاذه قايتباي الأشرف نحو ثلاثة أيام، ثم رد إلى تربته التي أعدها لنفسه خارج باب النصر، فنقل إليها، ولم تتغير جثته رحمه الله تعالى.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1977) , ج: 1- ص: 172