أحمد بن محمد الفاريابي من أهل أواسط المئة الثالثة لأنه يروي عن نصر بن علي الجهضي المتوفى (250)
(الفاريابي) نسبة إلى فارياب بكسر الراء بعدها مثناة تحتية وآخره باء مدينة بخراسان من أعمال جوزجان قرب بلخ غربي جيحون. من رواة أصحابنا وليس له ذكر في كتب الرجال وإنما وجد في سند كتاب تواريخ الأئمة لابن أبي الثلج محمد بن أحمد بن محمد الذي نسبه إليه النجاشي راويا الفاريابي المترجم عن نصر بن علي الجهضمي عن الرضا عليه السلام وعن أبيه محمد عن أبي جعفر الجواد وعن أخيه عبد الله بن محمد عن أبيه وغيرهم ويروي عنه عتبة بن سعد بن كنانة. فعلم من ذلك أنه من رواة أصحابنا الذين ليس لهم ذكر في كتب الرجال. في الذريعة ج3 (ص) 212 تاريخ آل الرسول لنصر بن علي الجهضمي المتوفى 250 ويقال له المواليد كما عبر به ابن طاوس في مهج الدعوات وفي الذريعة ج4 (ص) 473 تواريخ الأئمة اسم ثالث لتاريخ آل الرسول الذي مر في ج3 أنه يسمى بذلك وبالمواليد قال ثم وجدت منه نسخة في النجف في مكتبة الشيخ محمد السماوي وهو مختصر حدود مائتي بيت ولما تصفحته تبين لي أنه بعينه هو كتاب تاريخ الأئمة الذي ذكر النجاشي أنه لابن أبي الثلج محمد بن أحمد رواية الإمام محب الدين محمد بن محمود بن الحسن بن النجار البغدادي صاحب ذيل تاريخ بغداد وابن النجار يروي هذا الكتاب عن مشايخه الثلاثة بأسانيدهم المتصلة إلى أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن علي الكندي المحدث في مكة وقد حدث الكندي بهذا الكتاب في مكة المعظمة سنة 350 وقال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل المعروف بابن أبي الثلج قال حدثني عتبة بن سعد بن كنانة عن أحمد بن محمد الفاريابي عن نصر بن علي الجهضمي قال سالت علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أعمار الأئمة عليهم السلام فقال الرضا عليه السلام مضى رسول الله (ص) إلى آخر الحديث ثم في أثناء الكتاب يروي أحمد بن محمد الفاريابي عن غير نصر الجهضمي أحاديث أخرى فيظهر منه أن مؤلف الكتاب ليس هو الجهضمي برواية أحمد بن محمد الفاريابي عنه لأنه يروي الفاريابي تواريخ الأئمة من بعد الرضا عليه السلام عن غير الجهضمي وذلك مثل رواية الفاريابي عن أبيه محمد عن أبي جعفر الجواد عليه السلام قائلا أن روايته عن والده عند بلوع الوالد 94 سنة ومثل رواية أحمد الفاريابي عن أخيه عبد الله بن محمد الفاريابي عن أبيه محمد مصرحا بأن أخاه عبد الله كان عارفا بأمر أهل البيت عليه السلام ومثل رواية الفاريابي مرسلا بعنوان قيل وروي وأيضا في أثناء الكتاب كثيرا ما يقول قال أبو بكر أو ابن أبي الثلج من غير رواية عن أحد فيظهر منه أن ابن أبي الثلج هو مؤلف الكتاب قد يذكر فيه كلام نفسه وقد يروي فيه عن مشايخه بطرقهم إلى نصر الجهضمي أو غيره من أصحاب الأئمة عليهم السلام وان الجهضمي ليس هو مؤلف الكتاب كما نسبه إليه ابن طاوس وصاحب الذريعة في ج3 وفي معجم البلدان في فارياب ينسب إليها جماعة من الأئمة منهم محمد بن يوسف الفاريابي صاحب سفيان الثوري وغيره فيمكن أن يكون هو والد المترجم فان الطبقة لا تنافي ذلك لانهم ذكروا أنه كان من مشايخ البخاري المتوفي 246 ومصاحب الثوري المتوفي 161 والله أعلم.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 147