أحمد بن محمد بن عيسى بن عبد الله ابن سعد بن مالك بن الأحوص بن السائب بن مالك بن عامر الأشعري من بني ذخران بن عوف بن الجماهر بن الأشعث يكنى أبا جعفر القمي
هكذا نسبه الشيخ في الفهرست ومثله النجاشي سوى أنه قال ابن الأشعر بدل ابن الأشعث ولم يقل القمي.
(الأحوص) بالحاء والصاد المهملتين والسايب بالسين المهملة والمثناة التحتية والباء الموحدة وذخران بالذال المعجمة المضمومة والخاء المعجمة الساكنة بعدها راء وألف ونون والجماهر بضم الجيم. وجده سعد من العرب الذين سكنوا بلاد العجم بعد الفتح الإسلامي وهم كثيرون وكان منهم بقم عدد غير قليل منهم أحمد هذا وأبوه وجده وعمران عمه وكذا إدريس بن عبد الله وأولاد أعمامه زكريا بن آدم وزكريا بن إدريس وآدم بن إسحاق وغيرهم وجوه أجلة رواة الحديث مذكورون.
أقوال العلماء فيه
قال الصدوق في أول كمال الدين: كان أحمد بن محمد بن عيسى في فضله وجلالته يروي عن أبي طالب عن عبد الله بن الصلت وبقي حتى لقيه محمد بن الحسن بن الصفار وروى عنه انتهى وذكره ابن النديم في الفهرست في فقهاء الشيعة وقال الشيخ في الفهرست: أول من سكن بقم من آبائه سعد بن مالك بن الأحوص وكان السايب بن مالك وفد إلى النبي (ص) واسلم وهاجر إلى الكوفة وأقام بها وأبو جعفر شيخ قم ووجيهها وفقيهها غير مدافع وكان أيضا الرئيس الذي يلقى السلطان بها ولقي أبا الحسن الرضا عليه السلام ومثله قال النجاشي إلى قوله ابن الجماهر بن الأشعر يكنى أبا جعفر وزاد بعد قوله وأقام بها وذكر بعض أصحاب النسب أن في انساب الأشاعرة أحمد بن محمد بن عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك بن هاني بن عامر بن أبي عامر الأشعري واسمه عبيد وأبو عامر له صحبة وقد روي أنه لما هزم هوازن يوم حنين عقد رسول الله (ص) لأبي عامر الأشعري على خيل فقتل فدعا له فقال اللهم اعط عبدك عبيدا أبا عامر واجعله في الأكبرين يوم القيامة. قال الكشي عن نصر بن الصباح ما كان أحمد بن محمد بن عيسى يروي عن ابن محبوب من أجل أن أصحابنا يتهمون ابن محبوب في روايته عن أبي حمزة الثمالي ثم تاب ورجع عن هذا القول قال ابن نوح وما روى أحمد عن ابن المغيرة ولا عن الحسن بن خرذاذ وأبو جعفر رحمه الله شيخ القميين ووجههم وفقيههم إلى آخر ما مر عن الفهرست وزاد لقي أبا جعفر الثاني وأبا الحسن العسكري عليه السلام انتهى النجاشي وقال الكشي في (أحمد بن محمد بن عيسى وأخيه) بنان قال نصر بن الصباح أحمد بن محمد بن عيسى لا يروي عن ابن محبوب في روايته عن ابن أبي حمزة ثم تاب أحمد بن محمد فرجع قبل ما مات وكان يروي عمن كان أصغر سنا منه وأحمد لم يرزق ويروي عن محمد بن القاسم النوفلي عن ابن محبوب حديث الرؤيا وحماد بن عيسى وحماد بن المغيرة وإبراهيم بن إسحاق النهاوندي يروي عنهم أحمد بن محمد بن عيسى في وقت العسكري وما روى أحمد قط عن عبد الله بن المغيرة ولا عن حسن بن خرذاذ، وعبد الله بن محمد بن عيسى الملقب ببنان أخو أحمد بن محمد بن عيسى انتهى وأنت ترى أن الذي حكاه النجاشي عن الكشي أنهم يتهمون ابن محبوب في روايته عن أبي حمزة الثمالي، والذي في نسخة الكشي المطبوعة عن ابن أبي حمزة بزيادة ابن واسقاط الثمالي وقد قيل في وجه اتهام ابن محبوب في روايته عن أبي حمزة الثمالي أن أبا حمزة توفي سنة 150 وولد ابن محبوب سنة 150 لتصريحهم بأنه مات سنة 224 وهو ابن 75 سنة فتكون ولادته في سنة وفاة الثمالي فكيف يروي عنه وعليه فيكون الصواب ابن أبي حمزة كما في رجال الكشي وتكون لفظة ابن قد سقطت من النجاشي أو من النساخ فقد روى الكشي عن حمدويه أن لأبي حمزة ثلاثة أولاد ثقات الحسين وعلي ومحمد وعرض النجاشي في قوله أن أولاد نوح ومنصور وحمزة قتلوا مع زيد ليس حصر أولاد فيهم. ولا حاجة لأن يراد به علي بن أبي حمزة البطائني مع عدم ذكر وصف البطائني في كلام أحد، وقوله واحمد لم يرزق لعل المراد أنه لم يرزق ولدا، ووثقه العلامة في الخلاصة وذكر حاصل ما قاله الشيخ والنجاشي فيه على عادته وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام فقال أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي ثقة له كتب وفي رجال الجواد عليه السلام فقال أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري من أصحاب الرضا عليه السلام قمي وفي رجال الهادي عليه السلام فقال أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري قمي انتهى. ومر في ترجمة أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي أن المترجم نفاه من قم ثم تاب عن ذلك واعتذر إليه ثم مشى في جنازته حافيا حاسرا كما تاب عن قوله في ابن محبوب فالرجل ورع ثقة لكن شدة ورعه قد توقعه فيما لا يحمد ومن هنا ينبغي التثبت والتبصر في القدح في الناس كما قال الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا أن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} وقد سمعت حكاية الكشي أنه ما روى أحمد قط عن عبد الله بن المغيرة ولا عن الحسن بن خرذاذ وسمعت حكاية النجاشي مثل ذلك عن ابن نوح عن ابن عيسى. وكأنه لشبهة عرضت له فيهما فلم يرو عنهما كما لم يرو أولا عن ابن محبوب ثم تاب، لكن لم ينقل أحد أنه تاب عن ترك الرواية عنهما، إلا أن السيد مصطفى التفرشي في نقد الرجال قال رأينا في كتب الأخبار رواية ابن عيسى عن ابن المغيرة كما في صلاة الجمعة من التهذيب وغيره، ومنه في باب أن النوم ناقض للوضوء وروى الكليني في الكافي في باب الإشارة والنص على أبي الحسن الثالث عليه السلام عن الحسين بن محمد عن الخيراني عن أبيه ورواه المفيد في الإرشاد عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عن الكليني عن الحسين بن محمد عن الخيراني عن أبيه قال الخيراني: كان أبي يلزم باب أبي جعفر عليه السلام بالخدمة التي كان وكل بها، وكان أحمد بن محمد بن عيسى يجئ في السحر في كل ليلة ليعرف خبر علة أبي جعفر ع، وكان الرسول الذي يختلف بين أبي جعفر وبين أبي إذا حضر قام أحمد وخلا به أبي، فخرج ذات ليلة فقام أحمد وخلا أبي بالرسول واستدار أحمد فوقف حيث يسمع الكلام، فقال الرسول لأبي: أن مولاك يقرئك السلام ويقول لك إني ماض والأمر صائر إلى ابني علي وله عليكم بعدي ما كان لي عليكم بعد أبي ثم مضى الرسول ورجع أحمد إلى موضعه وقال لأبي ما الذي قال لك؟ قال خيرا! قال سمعت ما قاله فلم تكتمه وأعاد ما سمع فقال له: قد حرم عليك ما فعلت لأن الله تبارك وتعالى يقول ولا تجسسوا فأحفظ الشهادة لعلنا نحتاج إليها يوما وإياك أن تظهرها إلى وقتها، فلما أصبح أبي كتب نسخة الرسالة في عشر رقاع وختمها ودفعها إلى عشرة من وجوه العصابة وقال: أن حدث بي حادث الموت قبل أن أطالبكم بها فافتحوها واعملوا بما فيها، فلما مضى أبو جعفر عليه السلام ذكر أبي أنه لم يخرج من منزله حتى قطع على يديه نحو من أربعمائة إنسان واجتمع رؤساء العصابة عند محمد بن الفرج يتفاوضون هذا الأمر فكتب محمد بن الفرج إلى أبي يعلمه باجتماعهم عنده وانه لولا مخافة الشهرة لصار معهم إليه وسأله أن يأتيه، فركب أبي وصار إليه فوجد القوم مجتمعين عنده فقالوا لأبي: ما نقول في هذا الأمر؟ فقال أبي لمن عندهم الرقاع احضروا الرقاع فأحضروها فقال هذا ما أمرت به فقال بعضهم: قد كنا نحب أن يكون معك في هذا الأمر شاهد آخر فقال نعم! قد أتاكم الله عز وجل به هذا أبو جعفر الأشعري يشهد لي بسماع هذه الرسالة وسأله أن يشهد بما عنده فأنكر أحمد أن يكون سمع من هذا شيئا فدعاه أبي إلى المباهلة فقال لما حقق عليه قد سمعت ذلك وهذه مكرمة كنت أحب أن تكون لرجل من العرب لا لرجل من العجم فلم يبرح القوم حتى قالوا بالحق جميعا (انتهى) وهذا الخبر يوجب أن يكون قد تجسس وكتم الشهادة وكلاهما مناف للعدالة لكن الأصحاب اتفقوا على توثيقه وجلالته فكانه لم يثبت عندهم هذا الخبر أو اكتفوا بدلالته على حصول التوبة منه مما صدر، وفي التعليقة في قبول مثل هذه الرواية في شان مثل هذا الثقة الجليل تأمل وربما كان هذا هو الداعي لعدم توثيق النجاشي له وفي بعض المواضع ينقل عنه كلاما ربما يظهر منه تكذيبه كما في علي بن محمد بن شيرة والظاهر أنه لا ينبغي التأمل في وثاقته ولعله كان زلة صدرت منه فتاب فان الظاهر عدم تأمل المشائخ في وثاقته وعلو شأنه وديدنهم الاستناد إلى قوله: وفي الحسن بن سعيد ما يظهر منه اعتماد ابن نوح بل اعتماد الكل عليه ثم حكى ما مر عن الصدوق في أول كمال الدين انتهى أقول: الذي أشار إليه في علي بن محمد بن شيرة هو قول النجاشي غمز عليه أحمد بن محمد بن عيسى وذكر أنه سمع منه مذاهب منكرة وليس في كتبه ما يدل على ذلك انتهى وفي الحسن بن سعيد هو قول النجاشي أنه كتب إليه أحمد بن علي بن نوح فأما ما عليه أصحابنا والمعول عليه ما رواه عنهما يعني الحسن بن سعيد وأخاه أحمد بن محمد بن عيسى، وكيف كان فلا ينبغي الريب في وثاقته وجلالته، وفي لسان الميزان: أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الله بن سعيد العلامة أبو جعفر الأشعري القمي شيخ الرافضة بقم له تصانيف وشهرة كان في حدود 300.
مؤلفاته
في الفهرست صنف كتبا منها:
(1) التوحيد
(2) فضل النبي (ص)
(3) المتعة
(4) النوادر وكان غير مبوب فبوبه داود بن كورة
(5) الناسخ والمنسوخ، أخبرنا بجميع كتبه ورواياته عدة من أصحابنا منهم الحسين بن عبيد الله وابن أبي جيد عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن أبيه وسعد بن عبد الله عنه وأخبرنا عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن محمد بن الحسن الصفار وسعد جميعا عن أحمد بن محمد بن عيسى وروى ابن الوليد المبوبة عن محمد بن يحيى والحسن بن إسماعيل عن أحمد بن محمد انتهى ومثله قال النجاشي وزاد
(6) الأظلة
(7) المسوخ
(8) فضائل العرب، قال ابن نوح ورأيت له عند الديبلي
(9) كتابا في الحج أخبرنا بكتبه الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله وأبو عبد الله بن شاذان قالا: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا سعد بن عبد الله عنه بها، وقال لي أبو العباس أحمد بن علي بن نوح أخبرنا بها أبو الحسن بن داود عن محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم ومحمد بن يحيى وعلي بن موسى بن جعفر وداود بن كورة وأحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى بكتبة انتهى وقال ابن النديم له من الكتب
(10) الطب الصغير
(11) الطب الكبير
(12) المكاسب ’’انتهى’’.
التمييز
مر قول الكاظمي في المشتركات أن أحمد بن محمد مشترك بين جماعة أكثرهم دورانا في الإسناد أربعة أحمد بن محمد بن الوليد وأحمد بن محمد بن أبي نصر وأحمد بن محمد بن خالد وأحمد بن محمد بن عيسى والأربعة ثقات أخيار وذكر مميزات الثلاثة كما مر وقال في ابن عيسى أنه يمكن استعلام حاله بوروده في أواسط السند. وبرواية محمد بن الحسن الصفار أو محمد بن الحسن بن الوليد أو محمد بن يحيى أو سعد بن عبد الله أو الحسن بن محمد بن إسماعيل أو أحمد بن إدريس أو علي بن موسى بن جعفر أو محمد بن أحمد بن يحيى أو محمد بن علي بن محبوب عنه قال: وفي الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن عيسى، قال في المنتقى: المعهود المتكرر كثيرا في مثله أن يكون أحمد بن محمد بن عيسى معطوفا على سهل انتهى وعن جامع الرواة أنه زاد رواية علي بن إبراهيم وداود بن كورة وابن بطة وسهل بن زياد وأحمد بن علي بن أبان القمي وحميد وأبي عبد الله البزوفري والعلاء عنه انتهى ووقع في بعض الأسانيد روايته عن سعد بن سعد وعن المنتقى أنه قال المعهود المتكرر من رواية أحمد بن محمد بن عيسى عن سعد بن سعد أن يكون بواسطة البرقي فالظاهر سقوطه في الرواية عنه توهما ووقع في بعض الأسانيد روايته عن عبد الله بن المغيرة وقد سمعت نقل النجاشي عن ابن نوح إنكار ذلك وقول التفرشي بوجوده وعن المنتقى فيما رواه الشيخ في التهذيب أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه عن عبد الله المغيرة وفي تكملة الرجال للشيخ عبد النبي الكاظمي هكذا صورة الحديث في التهذيب واسقط في الاستبصار من السند كلمتي عن أبيه والمعهود المتكرر في الأسانيد المتفرقة هو إثبات الواسطة بين أحمد بن محمد وابن المغيرة فالاعتماد على ما في التهذيب انتهى ووقع في بعض أسانيد التهذيب والاستبصار رواية موسى بن القاسم عن أبي جعفر واستظهر صاحب المنتقى فيما حكي عنه أن أبا جعفر هو أحمد بن محمد بن عيسى هنا وأنكر رواية موسى بن القاسم عنه قائلا أن أحمد يروي عن موسى لا العكس ’’انتهى’’.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 144