السيد أحمد ابن السيد محمد الأمين ابن السيد أبي الحسن موسى ابن السيد حيدر ابن السيد أحمد ابن السيد إبراهيم الحسيني العاملي الشقرائي عم والد المؤلف.
توفي سنة 1254 بقرية شقراء من جبل عامل.
قرأ في العراق واشتهر عند علمائها وفضلائها، ثم عاد إلى جبل عامل وكان عالما فاضلا جامعا من خيار العلماء الصالحين وأعرف أهل عصره بالأنساب و تأويل الأحلام وهو الذي أثبت نسب آل الشجاع الذين بدمشق وإنهم من ذرية الفاطميين المصريين خلفاء مصر وصحح انتساب خلفاء مصر إلى الدوحة النبوية ورأيت خطه على نسب لهم، وتابعه على ذلك شيخنا الفقيه الشيخ عبد الله نعمة العاملي الشهير ورأيت شهادته لهم بذلك بخطه الشريف، وكانت له معرفة تامة بمقالات أهل الفرق وله معهم مباحثات ومجادلات يكون له الفلج فيما عليهم، ووجد تملكه لمختصر مغني اللبيب سنة 1251، قال السيد حسن الصدر المتبحر في تكملة أمل الآمل: حدثني شيخ الإسلام الشيخ محمد حسن آل ياسين الكاظمي عن السيد أحمد المترجم أنه كان عنده بعض العلوم السرية خصوصا علم تأويل الأحكام كان فيه وارث يوسف عليه السلام وحكى لي في ذلك حكايات عجيبة لا تصدر إلا من أهل العلم بالأسرار وأرباب الأنوار وكان كثير التردد إلى دمشق والإقامة فيها وكانت الرياسة آفي وقته لأخيه السيد علي جد المؤلف ورأى أخوه المذكور يوما جمالا محملة حبوبا فسأل عنها، فقيل له أرسلها أهل الجميجمة قرية في جبل عامل لأخيك السيد أحمد فإنه يتردد عليهم فأرسل على أخيه المذكور وقال له يا أخي لا تقبل من أحد شيئا وقد أعطيتك مزرعة دوبيه تعيش بحاصلها فأخذها وبقيت في يده حتى توفي ثم في يد ولده السيد كاظم الذي كان عند وفاة والده في العراق ثم استولى عليها ابن عمه السيد محمد الأمين وعند مجئ الطابو ومساحة الأراضي طوب نصفها باسمه والنصف الآخر باسم ولده السيد جواد وخرجت عن يد السيد كاظم، توفي عن ولده السيد كاظم وبنت واحدة هي زوجة عمنا السيد محسن وكان السيد كاظم قد سافر في حياة والده إلى العراق لطلب العلم مع أخته وابن عمه السيد محسن ثم توفي والده وهو في العراق فلما بلغه خبر وفاة والده أقام له مجلس الفاتحة ورثته شعراء عصره في العراق والشام، ورثاه ولده المذكور بهذه القصيدة وضمنها مديح ابن عمه السيد محمد الأمين صاحب الرئاسة في ذلك الوقت في جبل عامل وعتابه وعتاب أبناء عمه وأرسلها إلى جبل عامل فقال:
يا بلدة أصبحت لبنان ناضرة | بين البلاد بها حييت من بلد |
طابت هواء وطابت منظرا وصفا | بها المقام لأهل الدين والرشد |
هي الشفاء لدائي لا العذيب ولا | ظباء جيرون ذات الغنج والغيد |
فان شوقي إليها لا لكاعبة | بيضاء تبسم عن در وعن برد |
لمياء مصقولة الخدين كم صرعت | ليثا فراح بلا عقل ولا قود |
ألق العصا بفناها غير ملتفت | إلى الأبيرق فالدهناء فالسند |
تعش من الدهر في أمن وفي دعة | بها ومهما ترم من لذة تجد |
سقيا لها ولأيام بها سلفت | بغبطة ولعيش لي بها رغد |
مضت وشيكا وما أبقت على سوى | الوجد المبرح والتذكار والسهد |
فليت يرجع غب الناي لي زمن | طابت أصائله في ذلك البلد |
طال الفراق فلا آت نسائله | ولا كتاب يوافينا على البعد |
إذا تذكرت فيها أعصرا سلفت | أكاد أقضي من الأشجان والكمد |
وإن تذكرت أقوامي بها وذوي | مودتي هد تذكاري قوى جلدي |
محضت ودي لهم طرا أن سطعت | لي منهم آية الشحناء والحقد |
واحر قلباه كم قد نابني جلل | منهم يفرق بين الروح والجسد |
أشكو إلى الله والرحم القريبة ما | لاقيت منهم من التبريح والنكد |
لم يرقبوا ذمة لي عندهم أبدا | سيما الهمام الأغر الماجد النجد |
طود الفخار الذي عزت فضائله | بين الأنام عن الاحصاء والعدد |
طلق المحيا جواد لا يضن بما | لديه من طارف الأموال والتلد |
عذب المذاق خفيف الروح ذو خلق | زاه ومجد بها النجم منعقد |
مولى به شمل اشتات المفاخر قد | أمسى جميعا وشمل المال في بدد |
فيا ثمال العفاة المسنتين إذا | ما الغيث أكدى فلا يلوي على أحد |
أشكو إليك زمانا صال حادثه | علي غير مبال صولة الأسد |
وقد عددتك أن أعدي علي حمى | منه فلم يغن اعدادي ولم يفد |
بالغت في الهجر حتى خلت من جزع | أن ليس للهجر عمر الدهر من أمد |
ما كنت اعلم من قبل البعاد بان | يفوتني بطشها في النائبات يدي |
كلا ولا كنت أدري قبلكم أبدا | بان سهمي يوما موهن عضدي |
مهلا فقد جزت حد الصد وانبعثت | لي منكم أشياء لم تخلج على خلدي |
حسب ابن عمك ما أدلى الزمان به | إليه من نكبة هدت ذرى أحد |
غداة قطب رحى الإيمان غادره | ريب المنون رهين الترب والثاد |
فيا لها فجعة عمت وقارعة | طحت بقلب الهدى والدين والرشد |
أودت بأبلج وضاح الجبين | ومصباح من الله أن ليل دجى يقد |
وسيد بارع تلتف بردته | على فتى بالتقى والجود منفرد |
طلق اليدين بفعل المكرمات سمت | به لأقصى المعالي نفس محتشد |
العالم الحبر غيث المعتفين ومن | بمثله الدهر لم يسمح ولم يجد |
لله نعي من الشامات قد ورد | العراق يا ليته يا قوم لم يرد |
ومذ أتى النجف الميمون طارقه | فزعت منه بآمالي إلى الفند |
حتى إذا لم يدع لي صدقه أملا | ظللت ولهان لم أبدي ولم أعد |
قضى بعامل من آل الأمين فتى | ظلت له راسيات البيت في ميد |
يا قبر أحمد قد واريت بدر هدى | يهدي العباد سبيل المفرد الصمد |
مولاي خلفت مذ قوضت في كبدي | نار الأسى وبعيني عائر الرمد |
وكنت لي سيدا كهفا ومستندا | فاليوم لم يبق من كهف ومن سند |
وقد حسبت بان يصفو بكم زمني | وان يفيض بكم بين الورى ثمدي |
يا راحلا وسلوي عنه يتبعه | فدتك نفسي هل للبين من أمد |
وهل علمت باني اليوم ذو كبد | حرى ودمع على الخدين مطرد |
وربما أمرب الصبر قلت له | والنفس من حادثات الدهر في صعد |
هيهات ما رمت أن السمع في صمم | عما تقول أن القلب في صفد |
أن السلو لمحظور على كبدي | وما السلو بمحظور على كبد |
لو لم يكن عنه لي من بعده عوض | لكنت أبكي عليه آخر الأبد |
محمد خلف الماضين أن به السلـ | ـلولي والأسى عن كل مفتقد |
فرع العلى الذي منه العلى نزلت | بسيد ماجد غمر الندا حشد |
وعالم عامل طابت سريرته | وكوكب في سماء الفضل متقد |
فيا سنادي إذا ما خانني زمن | ومعقلي أن عرا خطب ومعتمدي |
وصارمي المنتضي في كل نائبة | تلم بي وسناني عندها ويدي |
فخذ بضبع أخ يفديك أن جلل | نحاك بالمال بل والنفس والولد |
واحذر لك الخير يوما أن تكون إذا | نوديت في حادث من معشر رقد |
فخذ إليك أخا العلياء قافية | كلؤلؤ في نحور الحور منتضد |
قد زادها أفضل حسن إنها اشتملت | على مديح علاك الباذخ العمد |
من مخلص بولاك الدهر معتصم | وذي وداد بحبل منك معتضد |
لا زلت ما هدر القمري في فنن | غيثا لمسترفد غوثا لمضطهد |
ودم وكعبك طول الدهر مرتفع | على مناكب أهل الزيغ والأود |
وعش وقومك في عز وفي نعم | تترى على رغم ذي زيغ وذي حسد |
خليلي حزني والبكاء طويل | ودمعي على الخد الأسيل يسيل |
وفي كل يوم لي مصاب مجدد | ولي رنة من بعده وعويل |
تهدم طود المجد من بعد أحمد | وأغمد سيف في التراب صقيل |
ولي بعده أن نابني الدهر صارم | حسام به في النائبات أصول |
محمد من يعزى إلى خير عنصر | وأكرم فرع قد نمنه أصول |
فصبرا له آل الذبيحين أنه | مصاب عظيم في الأنام جليل |
ولما مضى للخلد قلت مؤرخا | مضى أحمد والقول فيه جميل |
الله أكبر أي خطب قد عرا | أم أي فادحة دهت هذا الورى |
خطب ألم بعالم فتزلزلت | منه العراق فيا له جللا عرى |
يوم أصيب الدين فيه بفادح | وبه غدا الإسلام منفصم العرى |
يوم به نجل الأمين محمد | قد غاله سهم الردى وله انبرى |
يا يوم أحمد أنت يوم مظلم | كم فيك من قلب غدا متفطرا |
من مبلغ بطحاء مكة فالصفا | ومنى وبيت الله ثم المشعرا |
ان ابن سيدها ورب فخارها | أرداه سهم ردى له قد قدرا |
ومن المعزي هاشما بمصيبة | تركت أديم الأفق أشعث أغبرا |
فلتبك أحمد بعده آثاره | ولتبكه العلياء دمعا احمرا |
من للمدارس والمجالس والمحافل | والمواعظ واعظا ومذكرا |
من للشرائع ناشرا أحكامها | من للمسالك حيث قد ضل الورى |
من للعالم والمراسم قد عفت | من للكتاب مبينا ومفسرا |
من للمناهج ناهجا أحكامها | من للقواعد محكما أو مظهرا |
فلتبك يوم ابن النبي علومه | أودى فربع العلم أصبح مقفرا |
ولتبك كل كريمة من بعده | أن الكريمة بعده لن تشترى |
ولتبكه الشعث الأيامى حسرا | فتطيل ثمة لوعة وتحسرا |
قد كان كنزا للعفاة إذا عدت | نوب الزمان وجار دهر واجترا |
ولتبك ثمة أربع ومشاهد | كانت تشاهد منه بدرا نيرا |
وليبكه الليل البهيم إذا دجاكم | قام فيه مهللا ومكبرا |
لله أي فتى تعاجله الردى | فغدا رهين الرمس في عفر الثرى |
لا كان في الأيام يومك أنه | أقذى العيون وكم به دمع حرى |
لو كنت تفدى لافتدتك نفوسنا | لكنما قلم القضاء به جرى |
ولقد قضيت وما اقترفت جريرة | ومضيت من دنس الذنوب مطهرا |
ولنا العزاء بكاظم الغيظ الذي | بعلومه وبحلمه فاق الورى |
وكذا لنا عنك العزاء بمحسن | من حل من عليا قريش في الذرى |
من شاد أعلام المكارم والتقى | وحوى من العلم الغزير الأكثرا |
وعليكم يا آل أحمد بالرضا | وكفى به ذخرا إذا خطب عرا |
أقيموا على العذل أو فارجعوا | وهب تعذلون فمن يسمع |
وكيف وهذي صروف الزمان | ذواهب ما بيننا رجع |
وربع عفا رسمه فانمحى | سقيت الحيا أيها المربع |
تحكمن فيه صروف الزمان | فها هو طوع البلى بلقع |
أسائله: أين شط الأولى؟ | عهدتهم! ومتى أزمعوا؟ |
مضى أحمد فعفت بعده | معالم وانطمست أربع |
فلله خطب ألم وقد | علا الشمس من وقعه برقع |
يقل مقالي لمحيي الليالي | بكف ابتهال له ترفع |
غياث البلاد وغوث العباد | وأمن الأنام إذا روعوا |
وسامي الفخار وحامي الذمار | إذا أهمل الناس أو ضيعوا |
ليغش الردى من يشا بعده | فلست أبالي بما يصنع |
فداك الورى يا مغيث الورى | لو أن الردى بالفدى يقنع |
برغم المكارم أن أودعوك | الثرى ويحهم من ترى أودعوا |
جعلت الفدا لفقيد له | يخط بقلب العلى مضجع |
فقيد بكاه الهدى بالأسى | وهل لسواه الهدى يجزع |
ولعش يسير وهذا الفخار | يشيعه والندى يتبع |
رويدا أيا نعشه في سراك | ففيك انطوى الشرف الأرفع |
عزاء أيا كاظم من له | غدا فوق هام السهى موضع |
فكل ابن أنثى وإن جل قدرا | لداعي الردى سامع طيع |
فللموت ما تلد الوالدات | كما أن للحصد ما يزرع |
ولا زلتما المالكين زمام | المكارم وهي لكم تخضع |
ودوما معا تحت دوح الرضا | عليم لأهل الحجى مرجع |
إمام غدا العلم من رفده | فها هو في روضة يرتع |
سقى جدثا حله أحمد | سحاب من العفو لا يقلع |
يا دار علوة حياك الحيا الهطل | وزار تربك معتل الصبا الشمل |
فبي إليك اشتياق دائما أبدا | ما دمت في الدهر حيا لست انتقل |
عهدي بربعك قد شيدت دعائمه | وقد سما رتبة من دونها زحل |
ما باله أصبحت قفرا منازله | لم يبق من عهده رسم ولا طلل |
لله أيامك اللاتي قضيت بها | عهد الصبا وهو غصن يانع خضل |
لم أرض في كل أرض عنك لي بدلا | ولم يطب أبدا إلا بك الغزل |
كانت مرابع للذات جامعة | والعيش رغد بها والشمل مشتمل |
ثم انطوت بعد ذاك الأنس بهجتها | وأزمع السير عنها من بها نزلوا |
بانوا فابقوا بقلبي بعدهم حرقا | تزداد وقدا لذكراهم وتشتعل |
هم أسلموني إلى الأرزاء بعدهم | وخلفوني حليف الوجد وارتحلوا |
وجرعوني كؤوس الهجر مترعة | يا ليتهم بعد طول الهجر قد وصلوا |
ما ضرهم لو على مضناهم عطفوا | وما عليهم إذا جادوا بما بخلوا |
قد كنت صعبا على الارزاء ذا جلد | ولم أكن بصروف الدهر احتفل |
واليوم لم يبق لي صبرا ولا جلدا | رزء أطل علينا ليس يحتمل |
خطب ألم فغم الخلق فادحه | وقد تزلزل منه السهل والجبل |
أردى الردى احمدا رب العلى فغدا | عليه طرف الهدى بالدمع ينهمل |
اليوم عطلت الأحكام وانحسرت | أجيادها فهي حسرى بعده عطل |
اليوم أقفر ربع المكرمات أسى | من بعده واعترى أعواده الخلل |
اليوم لم يبق من فوق الثرى أحد | إلا غدا وهو مكلوم الحشا وجل |
اليوم صوح نبت الأرض وانكسفت | شمس الفخار ومات العلم والعمل |
ما بعد يومك يوم يختشى أبدا | فلتمض تختار من تغتاله الغيل |
ان كان يا واحد الدنيا بها رجل | فإنما أنت فيها ذلك الرجل |
غيث وغوث لملهوف ومعتصم | أن أجدبت وألم الحادث الجلل |
يا راحلا لم يدع صبرا لمصطبر | إلا وأصبح عنه وهو مرتحل |
خلفت بعدك في الأحشاء نار جوى | وجدا عليك مدى الأيام تشتمل |
يا أيها الكاظم الندب الكريم ومن | سما مقام علا من دونه الحمل |
لا تجز عن فخير الخلق قاطبة | محمد من أقرت باسمه الرسل |
ما اختار في هذه الدنيا البقاء وقد | لاقاه لما دعاه الواحد الاجل |
اي والذي خلق الإنسان من علق | لا العالمون بها تبقى ولا السفل |
فأين كسرى ودارا والالى سلفوا | من بعدهم والملوك القادة الأول |
وأين من شيدوا تلك القصور فلا | قصورهم عنهم أغنت ولا الدول |
وأين من ملكوا الدنيا بأجمعها | فهاهم عن سرير الملك قد نزلوا |
فكل عيش رغيد لا دوام له | وكل ظل ظليل سوف ينتقل |
يكفي الورى سلوة عن كل مفتقد | بمن به شمس أهل العلم تشتمل |
هو الرضا فخر أرباب الفخار ومن | تزول عنا به الأحزان والعلل |
العالم العلم الحبر الهمام ومن | ضاقت بمن رام يحصى فضله الحيل |
رب المفاخر من سارت مناقبه | فينا وقد صار فيها يضرب المثل |
سقى ضريحا حوى مغناه بدر علا | ما أشرق البدر غيث صيب هطل |
يأبى الشجي سماع قول العذل | هيهات امسى عنهم في معزل |
اني وقد عبث الضنى بفؤاده | وسقاه صرف الدهر كأس الحنظل |
شبت بتامور الحشى نار الأسى | فغدا بلاهبها المعنى يصطلي |
من فادح دهم الأنام وحادث | أودى بيذبل لو ألم بيذبل |
أشجى النبي المصطفى ووصيه | وابنيهما والطهر بنت المرسل |
خطب دهى الدين الحنيف بأحمد | الداعي إلى الدين الحنيف الأكمل |
في عامل شاد المعالي والهدى | ودعا إلى النهج السوي الأفضل |
حاز المكارم والمفاخر والتقى | حتى سما السماك الأعزل |
أودى به صرف الردى فبكت له | أقطار عامل بالدموع الهمل |
فليبكه المحراب في غسق الدجى | إذ زانه بتهجد وتبتل |
وليبكه العاني الذي قعدت به | أيامه في كل أمرمشكل |
ان ساءنا الدهر الخئون بفقده | قسرا بأعظم فادح لا ينجلي |
قلنا العزا عنه بمصباح الدجى | السامي بمفخره الرفيع المنزل |
بأخيه طود المجد باقرها الذي | جمع المكارم في الطراز الأول |
وبنيه أهل الفضل أكرم فتية | ورثوا المفاخر آخرا عن أول |
لا سيما الأواه كاظم غيظه | في كل نائبة وخطب معضل |
العالم البر التقي أخو النهى | رب العلى رب الفخار الأكمل |
وشقيقه فرع العلى أخو العلى | وخليصه في كل أمرأمثل |
الماجد البر التقي المحسن السامي | ذرى العليا الرفيع المنزل |
ومحمد فرع العلي أخو النهى | ذي الباع في نيل المعالي الأطول |
حسب بهم يزهو كغر فعالهم | يعزى إلى الهادي الحبيب المرسل |
صبرا بني المختار أن أباكما | قد حل في الفردوس أعلى منزل |
مع جده الهادي النبي وآله | في أنعم تترى بفيض أجزل |
صبرا فوالدكم غدا من بعده | المولى الرضا السامي بمفخره العلي |
العالم النحرير شمس علومها الداعي | إلى النهج القويم الأفضل |
فعلى ضريح ضمه سحب الرضا | من فيض رحمة ربه المتفضل |
قد طار أقصى اللب من تاريخه | لك أحمد الجنات أشرف موئل |
مذ حل في الفردوس أحمد أرخو | وبأحمد الجنات أشرف منزل |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 84