أبو الحسين أو أبو العباس أحمد بن علي النجاشي الأسدي المعروف بابن الكوفي
صاحب كتاب الرجال المشهور
(مولده ووفاته)
ولد في صفر سنة 372 وتوفي بمطيرآباد في جمادي الأولى سنة 450 قاله العلامة في الخلاصة فيكون عمره 78 سنة وفي رجال بحر العلوم توفي قبل الشيخ بعشر سنين لأنه توفي 460 وكان قد ولد قبله بثلاث عشرة سنة وقدم الشيخ العراق وله ثلاث وعشرون سنة وللنجاشي ست وثلاثون وكان السيد الاجل المرتضى رضي الله عنه أكبر منه بست عشرة سنة وأشهر وهو الذي تولى غسله ومعه الشريف أبو يعلى محمد بن الحسن الجعفري وسلار بن عبد العزيز كما ذكر في ترجمته.
(نسبه)
هو أحمد بن علي بن أحمد بن العباس بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله النجاشي والي الأهواز بن غنيم أو عثيم بن أبي السمال سمعان بن هبيرة الشاعر بن مساحق بن بجير بن أسامة بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن اليسع بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ويأتي عن الصهرشتي: أحمد بن علي بن أحمد بن النجاشي الصيرفي المعروف بابن الكوفي. وفي رجال بحر العلوم أن وصفه له بذلك لا يقتضي المغايرة للنجاشي المعروف إذ ليس في كلام غيره ما ينافيه وهو لمعاصرته له أعرف بما كان يعرف به في ذلك الوقت. وقد ساق هو نسبه في كتاب رجاله كما سمعت قال بحر العلوم في رجاله وقد سبق في كتاب النجاشي إبراهيم بن أبي بكر محمد بن الربيع بن أبي السمال سمعان بن هبيرة بن مساحق بن بجير بن عمير بن أسامة ويظهر منه سقوط عمير هنا وكذا الربيع أن كان إبراهيم هذا هو جد المصنف كما هو الظاهرا قول مر في إبراهيم استظهار أن الربيع لقب محمد فلعله لذلك اسقط هنا وأما عمير فيمكن أن يكون تصحيف بجير فظنه من رآه أنه غير بجير وعبد الله مكبر، وقال النجاشي في رجاله أن جده عبد الله النجاشي هو الذي ولي الأهواز وكتب إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام يسأله وكتب إليه الصادق عليه السلام رسالة عبد الله النجاشي المعروفة ولم ير للصادق عليه السلام مصنف غيرهاوولايته للأهواز كانت من قبل المنصور ويكنى بأبي بجير وله خبر طريف مع المتطوعة يأتي في ترجمته والذي في كتاب النجاشي صاحب الرجال في ترجمة نفسه عبد الله النجاشي وكذا في مستدركات الوسائل في ترجمة النجاشي صاحب الرجال عبد الله النجاشي بن عثيم. ولكن الذي في ترجمة عبد الله هو عبد الله بن النجاشي وكذا في جميع ما رأيناه من كتب الرجال وفي شعر السيد الحميري الآتي.
(والنجاشي) بفتح النون أو كسرها والكسر أفصح وتخفيف الجيم، وتشديدها غلط قال السيد الحميري في عبد الله بن النجاشي: (فابن النجاشي منه غير معتذر وقال أيضا: وابن النجاشي براء غير محتشم) وتخفيف الياء بعد الشين وقيل بتشديدها وقيل يجوز الأمران وهو لقب ملك الحبشة ككسرى لملك الفرس ولم يذكروا وجه تسمية جده بالنجاشي (وغنيم) كما في رجال النجاشي في موضعين بضم الغين المعجمة وفتح النون وبعدها مثناة تحتية فميم وفي الإيضاح عثيم قال في نضد الإيضاح وغيره بضم العين وفتح المثلثة وإسكان التحتية (والسمال) بكسر السين المهملة واللام أخيرا وقيل الكاف قال بحر العلوم وقطع في الخلاصة باللام وهو المسموع والمضبوط رسما في الأخبار وفي القاموس أبو السمال شاعر أسدي (وسمعان) بكسر السين (وهبيرة) بضم الهاء وفتح الباء الموحدة (ومساحق) بضم الميم والمهملتين والقاف (وبجير) بضم الموحدة وفتح الجيم وإسكان التحتية والراء أخيرا (ونصر) بالصاد المهملة ومن ضبطها بالمعجمة فقد صحف (وقعين) بضم القاف وفتح المهملة وسكون الياء والنون أخيرا (وثعلبة) بالمثلثلة (ودودان) بفتح المهملتين.
(كنيته)
يكنى بأبي الحسين كما هو الظاهر المطابق لما في كتابه وقبس المصباح والبحار ورجال السيد ابن طاوس وموضع من الخلاصة وغيرها ففي أول الجزء الثاني وآخر الجزء الأول من كتابه هكذا الجزء الثاني من فهرست أسماء مصنفي الشيعة وما أدركنا من مصنفاتهم وذكر طرف من كناهم وألقابهم ومنازلهم وأنسابهم وما قيل في كل منهم من مدح أو ذم مما جمعه الشيخ الجليل أبو الحسين أحمد بن علي بن العباس النجاشي الأسدي أطال الله بقاه وادام علوه ونعماهوكذا كناه كما يأتي الصهرشتي في قبس المصباح والمجلسي في البحار والسيد أحمد بن طاوس والعلامة في الخلاصة حيث قال عند ذكر السيد المرتضى: وتولى غسله أبو الحسين بن أحمد بن العباس النجاشي، وفي إجازته لأبناء زهرة فقال أبو الحسين أحمد بن علي النجاشي، ولكنه في الخلاصة في ترجمة النجاشي قال: وكان أحمد يكنى أبا العباس، والسيد علي بن طاوس في كتاب الاقبال في نوافل شهر رمضان قال عن علي بن فضال أنه اثنى عليه بالثقة جدي أبو جعفر الطوسي وأبو العباس النجاشي. والظاهر أن الصواب تكنيته بأبي الحسين وأما تكنيته بأبي العباس فلعله توهم نشا من قوله في ترجمة محمد بن أبي القاسم قال أبو العباس ولعل المراد شيخه أبو العباس السيرافي وفي رجال بحر العلوم الاختلاف في مثله كثير وكذا تعدد الكنية للرجل الواحد.
(تنبيه)
ترجم النجاشي نفسه في كتابه وساق نسبه إلى عدنان كما مر ووقع في النسخة بعد سوق نسبه إلى عدنان إعادة اسمه ثانيا هكذا أحمد بن العباس النجاشي الأسدي مصنف هذا الكتاب أطال الله بقاه وادام علوه ونعماه له كتاب الجمعة وذكر مصنفاته الآتية، فتوهم بعضهم التعدد نظرا إلى أن المذكور أولا أحمد بن علي والمذكور ثانيا أحمد بن العباس وهو توهم فاسد بل المترجم شخص واحد هو صاحب كتاب الرجال وإنما أعاد الاسم ثانيا لطول الكلام واقتصر على النسبة إلى الجد لأنه متعارف أو أنه زيادة من بعض تلامذته أو من المستملي لانهم كانوا يملون على الكتاب ولا يكتبون بأيديهم أو من الناسخ بدليل الدعاء المذكور أو كانت في الهامش فزادها الكاتب سهوا والله أعلم. ويزيد ذلك وضوحا ما مر في عن أول الجزء الثاني عند الكلام على كنيته، وقد صرح باسم أبيه أنه علي بن أحمد في ترجمة محمد بن أبي القاسم وعثمان بن عيسى ومحمد بن علي بن بابويه وقد عثرنا بعد كتابة ما مر على كلام للسيد بحر العلوم في رجاله في هذا المعنى قال: قد كرر النجاشي اسمه في ترجمته أولا منسوبا إلى أبيه مع تمام نسبه وثانيا مضافا إلى جده العباس لاشتهاره به مع ذكر كتبه وفي بعض النسخ كتابة أحمد أخيرا بالحمرة مع زيادة أطال الله بقاه وادام علوه ونعماه، وفي بعضها مع ذلك زيادة أحمد قبل ابن عثيم وكتابته بالحمرة في ثلاثة مواضع أحمد بن علي وأحمد بن عثيم وأحمد بن العباس ومن هنا دخل الوهم والالتباس على جماعة فظنوا أن في المقام ثلاث تراجم يتوسطها أحمد بن عثيم واحتملوا في الأخيرة أن تكون الحاقا من التلامذة لاشتهار النجاشي بأحمد بن العباس أو إنها ترجمة لجده الحق به تصنيف هذا الكتاب وغيره وهما، ومنهم من زعم أن ترجمة المصنف عن نفسه هي هذه دون الأولى، والكل فاسد، ويوضحه مع ما تقدم عن الإيضاح وما يأتي عن الخلاصة وغيرها من أنه أحمد بن علي أن النجاشي صرح باسم أبيه في ترجمة محمد بن أبي القاسم ماجيلويه وعثمان بن عيسى العامري فقال فيهما أخبرني أبي علي بن أحمد وفي أحمد بن علي بن بابويه فإنه بعد ذكر كتبه قال: قرأت بعضها على والدي علي بن أحمد بن العباس النجاشي، وما ذكره في أول الجزء الثاني من كتابه من قاله أبو الحسين أحمد بن علي بن العباس النجاشي الأسدي وصدره باسم عبد الله بن النجاشي بن عثيم بن سمعان أبو بجير الأسدي، ولم يذكر هو ولا غيره النجاشي بن عثيم أبا عبد الله المذكور إلا تبعا لذكر غيره ولم يسم في شيء من المواضع بأحمد ولا يصلح أن يكون أحمد بن عثيم ترجمة له لخلوها عن بيان أحواله فتكون حشوا خلوا عن الفائدة والفصل به بين أحمد بن علي وأحمد بن العباس يقتضي أن يكون الأول كذلك لانقطاعه به عن الأخير المشتمل على التصنيف وذكر الكتب فليس فيه على هذا التقدير إلا أن أحمد بن علي رجل من أصحاب عبد الله النجاشي صاحب الرسالة وهذا وحده غير مقصود من العنوان، وإنما المقصود بيان كتب صاحب الترجمة وانتهاء نسبه إلى عدنان، والظاهر على فرض صحة النسخة إعادة المصنف لاسمه للفصل بذكر الرسالة وما يتبعها من القول الموهم لانقطاع الكلام، وثانيا لمعروفيته بابن العباس والمراد أن أحمد بن علي المعروف بأحمد بن العباس مصنف هذا الكتاب له هذه الكتب، وحق الاسم المعاد أن يكتب بالسواد والحمرة من تصرفات النساخ كزيادة أحمد ابن عثيموقد تنبه لهذا قبل ذلك السيد مصطفى في نقد الرجال فقال أحمد بن علي بن العباس وساق النسب إلى قوله ابن غنيم بن أبي السمال أحمد بن العباس النجاشي الأسدي مصنف هذا الكتاب له كتب، ثم قال: هكذا عبر أحمد بن علي النجاشي عن نفسه في كتاب رجاله المعروف وتوهم بعض الفضلاء أن أحمد بن العباس النجاشي غير أحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي المصنف لكتاب الرجال بل هو جده وليس له كتاب الرجال وهذا ليس كلام المصنف بل هو ملحق وكان في النسخة التي كانت عنده من رجال النجاشي أحمد بن العباس النجاشي كانت بالحمرة فوقع ما وقع. وقد جعل بحر العلوم كما سمعت النجاشي لقبا لوالد عبد الله لا لعبد الله نفسه ومر الكلام فيه.
آل أبي السمال
في رجال بحر العلوم: آل أبي السمال بيت كبير بالكوفة قديم التشيع وفيهم العلماء والمصنفون ورواة الحديث من زمن عبد الله صاحب الرسالة إلى النجاشي صاحب الرجال وكان عبد الله زيديا ثم رجع في حديث طويل رواه الكشي وإبراهيم بن أبي السمال ثقة له كتاب وكان هو وأخوه إسماعيل من الواقفية على شك لهما في الوقف ولهما مع الرضا عليه السلام حديث في ذلك مذكور في موضعه ويظهر من النجاشي في ترجمة داود بن فرقد مولى آل أبي السمال عدم وقفه أو رجوعه عن الوقف فإنه ذكر لداود كتابا وقال روى هذا الكتاب جماعات كثيرة من أصحابنا رحمهم الله منهم إبراهيم بن أبي بكر محمد بن عبد الله النجاشي المعروف بابن أبي السمال ووالد النجاشي علي بن أحمد شيخ من أصحابنا روى عنه ولده في التراجم مترجما عليه وكذا جده أحمد بن العباس ففي ترجمة علي بن عبد الله بن علي بن الحسين قال أخبرني أبي رحمه الله قال حدثني أبي الخوقال بحر العلوم في الحاشية: في رجال الشيخ عباس النجاشي ذكره في أصحاب الرضا عليه السلام والظاهر أنه غير العباس بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم جد النجاشي لبعد الطبقة.
(أقوال العلماء فيه)
في الخلاصة: ثقة معتمد عليه عندي له كتاب الرجال نقلنا عنه في كتابنا هذا وفي غيره أشياء كثيرة. وفي رجال بحر العلوم وممن نص على توثيق النجاشي ومدحه وأثنى عليه بما هو أهله من القدماء العظماء أبو الحسن سليمان بن الحسن بن سليمان الصهرشتي الفقيه المشهور قال في كتاب قبس المصباح: أخبرنا الشيخ الصدوق أبو الحسين أحمد بن علي بن أحمد بن النجاشي الصيرفي المعروف بابن الكوفي ببغداد وكان شيخا مهيبا ثقة صدوق اللسان عند المخالف والمؤلف والصهرشتي هذا كان تلميذ المرتضى والشيخ الطوسي ويروي عن النجاشي، وفي مزار البحار نقلا عن قبس المصباح أنه قال: أخبرنا الشيخ الصدوق أبو الحسن أحمد بن علي بن أحمد النجاشي الصيرفي المعروف بابن الكوفي ببغداد آخر ربيع الأول سنة 442 وكان شيخا بهيا ثقة صدوق اللسان عند الموافق والمخالف رضي الله عنه وأرضاه وذكر حديثا ذكرناه في ترجمة أبي الوفاء الشيرازي وربما يظن أن الذي ذكره الصهرشتي شخص آخر غير صاحب الرجال لوصفه بالصيرفي وانه يعرف بابن الكوفي، ولم يصفه أحد غيره بذلك ولكن لم يكن في عصره من هو بهذا الاسم والطبقة موافقة فلا ينبغي الشك في أنه صاحب الرجال وعدم وصفه بما ذكرنا لا ينافي وصفه به، ولكن ستعرف في ترجمة الصهرشتي المذكور الشك في كون قبس المصباح له وان ياقوتا نسبه لغيره وأن المجلسي في مقدمات البحار لم يصرح باسم مؤلفه وكأنه لم يعرفه. وفي رجال ابن داود أحمد بن علي بن العباس بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن النجاشي الذي ولي الأهواز مصنف كتاب الرجال لم يرو عنهم عليه السلام قال الكشي معظم كثير التصانيف وفي رجال بحر العلوم قوله الكشي من طغيان القلم لا من زلة القدم فإنه أعظم من أن يخفى عليه تقدم الكشي على النجاشي المعظمأقول هذا من أغلاط رجال ابن داود الذي قالوا عنه أن فيه أغلاطا كثيرة سواء كان ذلك من طغيان القلم أو زلة القدم فهو غلط فاضح وكون ابن داود لا يخفى عليه تقدم الكشي على النجاشي يزيد الغلط قبحا ولا يعد لابن داود مدحا. وفي رجال بحر العلوم: أحمد بن علي النجاشي أحد المشايخ الثقات والعدول الإثبات من أعظم أركان الجرح والتعديل وأعلم علماء هذا السبيل اجمع علماؤنا على الاعتماد عليه وأطبقوا على الاستناد في أحوال الرجال إليه وقد صرح بتعظيمه وتوثيقه العلامة وغيره ممن تقدم عليه أو تأخر وأثنوا عليه بما ينبغي أن يذكر وان أغنى العلم به عن الخبر. وعن الرواشح السماوية للداماد أن أبا العباس النجاشي شيخنا الثقة الفاضل الجليل القدر السند المعتمد عليه المعروف وفي الوجيزة: ثقة مشهور. وفي أوائل البحار عند ذكر الكتب المأخوذ منها: وكتاب معرفة الرجال والفهرست للشيخين الفاضلين الثقتين محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي وأحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي ثم في بيان الاعتماد على الكتب: وكتابا الرجال عليهما مدار العلماء الأخيار في الأعصار والأمصار وفي أمل الآمل أحمد بن العباس النجاشي ثقة جليل القدر معاصر للشيخ يروي عن المفيد ووثقه العلامة إلا أنه قال أحمد بن علي بن أحمد بن العباس وفي الاستدراك دفع توهم المغايرة وان النجاشي أحمد بن العباس لا أحمد بن علي وقد مر التحقيق. وفي رجال بحر العلوم: ومن المعتمدين على النجاشي والمستندين إليه في أحوال الرجال قبل العلامة شيخاه السيدان الثقتان السيد أحمد بن طاوس والسيد علي بن طاوس خصوصا الأول وممن أكثر الاستناد إليه واظهر الاعتماد عليه قبل العلامة شيخه المحقق وكتابه المعتبر مشحون بذلك وكذا كتاب نكت النهاية وأورد شواهد من الكتابين قال وقلما يوجد في كلامه التصريح بالاستناد إلى غير النجاشي من أصحاب الرجال حتى الشيخ ويظهر منه تقديمه على غيره في هذا الشأن وهو الظاهر من العلامة فإنه شديد التمسك به كثير الاتباع لكلامه وعباراته في الخلاصة حيث يحكم ولا يحكي عن الغير هي عبارات النجاشي بعينها. وفي مستدركات الوسائل: العالم النقاد البصير المضطلع الخبير الذي هو أفضل من خط في فن الرجال بقلم أو نطق بفم فهو الرجل كل الرجل لا يقاس بسواه ولا يعدل به من عداه كلما زدت به تحقيقا ازددت به وثوقا وهو صاحب الكتاب المعروف الدائر الذي اتكل عليه كافة الأصحاب إلى أن قال وبالجملة فجلالة قدره وعظيم شأنه في الطائفة أشهر من أن يحتاج إلى نقل الكلمات.
تقديمه على الشيخ في علم الرجال
في مستدركات الوسائل: الظاهر منهم تقديم قوله ولو كان ظاهرا على قول غيره من أئمة الرجال في مقام المعارضة في الجرح والتعديل ولو كان نصاوقد عرفت قول بحر العلوم أن الظاهر من المحقق والعلامة تقديمه على غيره في علم الرجال، وقال الشهيد الثاني في المسالك في مسالة التوارث بالعقد المنقطع بعد ما ذكر كلاما للشيخ وابن الغضائري والنجاشي: وظاهر حال النجاشي أنه أضبط الجماعة وأعرفهم بحال الرجالوقال الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن الشهيد الثاني في شرح الاستبصار بعد ذكر كلام الشيخ والنجاشي في سماعة: والنجاشي يقدم على الشيخ في هذه المقامات كما يعلم بالممارسة قال وقد وجدت بعد ما ذكرته كلاما لمولانا أحمد الأردبيلي يدل على ذلك، وقال صاحب المنهج في ترجمة سليمان بن صالح الجصاص: ولا يخفى تخالف ما بين طريقي الشيخ والنجاشي ولعل النجاشي أثبتوعن الشيخ عبد النبي الجزائري أنه قال عند ذكره في الحاوي: لا يخفى جلالة هذا الرجل وعظم شأنه وضبطه للرجال وقد اعتمد عليه كل من تأخر عنه في الجرح والتعديل، بل لا يبعد ترجيح قوله على قول الشيخ مع التعارض كما ينبئ عنه تتبع الأحوال وفي رجال بحر العلوم وبتقديمه أي النجاشي صرح جماعة من الأصحاب مثل السيدين ابني طاوس والعلامة والشهيد الثاني وولده وسبطه وصاحب كتاب الرجال الكبير في ترجمة سليمان بن صالح حيث قال: ولعل النجاشي أثبت وذلك نظرا إلى كتابه الذي لا نظير له في هذا الباب، والظاهر أنه هو الصواب قال ولذلك أسباب نذكرها وان أدى إلى الاطناب:
(أحدها) تقدم تصنيف الشيخ لكتابيه الفهرست وكتاب الرجال على تصنيف النجاشي لكتابه، فإنه ذكر فيه الشيخ ووثقه وأثنى عليه وذكر كتابيه مع سائر كتبه، وحكى في كثير من المواضع عن بعض الأصحاب وأراد به الشيخ، وقال في ترجمة محمد بن علي بن بابويه له كتب منها كتاب دعائم الإسلام في معرفة الحلال والحرام وهو في فهرست الشيخ الطوسي، وهذان الكتابان هما أجل ما صنف في هذا العلم، وأجمع ما عمل في هذا الفن، ولم يكن لمن تقدم من أصحابنا على الشيخ ما يدانيهما جمعا واستيفاء وجرحا وتعديلا وقد لحظهما النجاشي في تصنيفه وكانا له من الأسباب الممدة والعلل المعدة وزاد عليهما شيئا كثيرا وخالف الشيخ في كثير من المواضع والظاهر في مواضع الخلاف وقوفه على ما غفل عنه الشيخ من الأسباب المقتضية للجرح في موضع التعديل والتعديل في موضع الجرح، وفيه صح كلا معنيي المثل السائر: كم ترك الأول للآخر ولم يذكر الشيخ كتاب النجاشي ولم يترجمه.
(ثانيها) ما علم من تشعب علوم الشيخ وكثرة فنونه ومشاغله وتصانيفه في الفقه والكلام والتفسير وغيرها مما يقتضي تقسم الفكر وتوزع البال ولذلك كثر عليه النقض والايراد والنقد والانتقاد في الرجال وغيره، بخلاف النجاشي فإنه عني بهذا الفن فجاء كتابه أضبط وأتقن.
(ثالثها) استمداد هذا العلم من علم الأنساب والآثار وأخبار القبائل والأمصار، وهذا مما عرف للنجاشي ودل عليه تصنيفه فيه واطلاعه عليه كما يظهر من استطراده بذكر الرجل ذكره أولاده وأخوانه وأجداده وبيان أحوالهم ومنازلهم حتى كأنه واحدا منهم.
(رابعها) أن أكثر الرواة عن الأئمة عليهم السلام كانوا من أهل الكوفة ونواحيها القريبة والنجاشي ك وفي من وجوه أهل الكوفة من بيت معروف مرجوع إليهم، وظاهر الحال أنه اخبر بأحوال أهله وبلده ومنشئيه، وفي المثل: أهل مكة أدرى بشعابها. (خامسها) ما اتفق للنجاشي من صحبة الشيخ الجليل العارف بهذا الشأن أبي الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري فإنه كان خصيصا به وصحبه وشاركه وقرأ عليه وأخذ منه ونقل عنه ما سمعه أو وجده بخطه كما علم مما ذكر في ترجمته، ولم يتفق ذلك للشيخ فإنه ذكر في أول الفهرست أنه رأى شيوخ طائفتنا من أصحاب الحديث عملوا فهرست كتب أصحابنا وما صنفوه من التصانيف ورووه من الأصول ولم يجد من استوفى ذلك أو ذكر أكثره إلا ما كان قصده أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله فإنه عمل كتابين ذكر في أحدهما المصنفات وفي الآخر الأصول، غير أن هذين الكتابين لم ينسخهما أحد واخترم هو وعمد بعض ورثته إلى اهلاك الكتابين وغيرهما من الكتب على ما حكاه بعضهم. ومن هذا يعلم أن الشيخ لم يقف على كتب هذا الشيخ وظن هلاكها كما أخبر به، ولم يكن الأمر كذلك لما يظهر من النجاشي من اطلاعه عليها وأخباره عنها، وقد بقي بعضها إلى زمان العلامة فإنه قال في ترجمة محمد بن مصادف: اختلف قول ابن الغضائري فيه ففي أحد الكتابين أنه ضعيف وفي الآخر أنه ثقة، وقال: عمر بن ثابت أبي المقدام ضعيف جدا قاله ابن الغضائري. وقال في كتابه الآخر: عمر بن أبي المقدام ثابت العجلي مولاهم الكوفي طعنوا عليه وليس عندي كما زعموا وهو ثقة.
(سادسها) تقدم النجاشي واتساع طرقه وادراكه كثيرا من المشايخ العارفين بالرجال ممن لم يدركهم الشيخ كالشيخ أبي العباس أحمد بن علي بن نوح السيرافي وأبي الحسن أحمد بن محمد الجندي وأبي الفرج محمد بن علي الكاتب وغيرهم فان وفاته متأخرة عن وفاة الشيخ بإحدى وثلاثين سنةويأتي تفصيلهم عند ذكر مشايخه هذا وفهرست الشيخ عظيم جليل لا يقل فائدة عن كتاب النجاشي أن قلنا أن النجاشي أضبط مع أن للشيخ السبق بالفضل.
مشايخه
في رجال بحر العلوم. ونحن نذكر هنا جملة مشايخه ممن ذكر لهم ترجمة في كتابه وغيرهم ممن تفرقت أسماؤهم في التراجم عند بيان الطرق إلى أصحاب الأصول والكتب ولم أجد أحدا تصدى لجمعهم وهو مهم جدا والتعبير عنهم يختلف كثيرا فيقع تارة بالكنية أو النسبة أو الصفة وتارة بالاسم وحده أو منسوبا إلى الأب أو الجد الأدنى أو الأعلى فيظن التعدد من لا خبرة له وهم اقسام فمنهم المسمى بمحمد وهم ستة أشهرهم وأفضلهم وأوثقهم.
(1) الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد وهو المراد بقوله شيخنا أبو عبد الله وقوله محمد بن محمد ومحمد بن النعمان ومحمد على الإطلاق وترجمه في الكتاب.
(2) أبو الفرج الكاتب محمد بن علي بن يعقوب بن إسحاق بن أبي قرة القناني ترجمه في الكتاب وروى عنه في التراجم كثيرا بلفظ أبو الفرج محمد بن علي بن أبي قرة أو أبو الفرج محمد بن علي الكاتب القناني أو محمد بن علي الكاتب أو أبو الفرج الكاتب أو أبو الفرج بلفظ أخبرنا وحدثنا ونحو ذلك والكل واحد. أما أبو الفرج محمد بن أبي عمران موسى بن علي بن عبد ربه عبدويه خ ل القزويني الكاتب فقد ترجمه وقال رأيت هذا الشيخ ولم يتفق لي سماع شيء منه فدل على أن المذكور بأخبرنا وحدثنا غيره ولا ينافيه ما في أحمد بن محمد الصولي له كتاب كان يرويه أبو الفرج محمد بن موسى بن علي القزويني وما في سليمان بن سفيان المستشرق قال أبو الفرج محمد بن موسى بن علي القزويني حدثنا إسماعيل بن علي الدعبلي فإنه محمول على النقل من كتبه.
(3) أبو عبد الله محمد بن علي بن شاذان القزويني وهو من شيوخ إجازة النجاشي يروي عنه كثيرا قال في الحسين بن علوان أخبرنا إجازة محمد بن علي القزويني وتارة يقول محمد بن علي بن شاذان وتارة أبو عبد الله محمد بن علي القزويني وتارة أبو عبد الله بن شاذان القزويني وقد تكرر أبو عبد الله بن شاذان وأبو عبد الله القزويني وابن شاذان والكل واحد.
(4) أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمي ذكر لأبيه ترجمة وقال أنه صنف كتابين أخبرنا بهما ابنه أبو الحسن ولم يسمه بل اكتفى بكنيته وسماه الكراجكي في كنز الفوائد فقال في عدة مواضع منه حدثنا الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمي رضي الله عنه وتأتي ترجمته في محلها.
(5) القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي كذا نسبه في ترجمة أبي شجاع الفارس بن سليمان وذكر أن له كتابا قرأه على القاضي المذكور وقال في ترجمة ابن أبي عمير أنه سمع نوادره من القاضي أبي الحسين محمد بن عثمان بن الحسن يقرأ عليه وفي ترجمة الحسين بن خالويه له كتاب الأول ومقتضاه ذكر امامة أمير المؤمنين عليه السلام حدثنا بذلك القاضي أبو الحسين النصيبي قال قرأته عليه بحلب وفي محمد بن أحمد المفجع أخبرنا محمد بن عثمان بن الحسن وفي الحسين بن مهران وغيره أخبرنا أبو الحسين محمد بن عثمان والكل واحد وهو القاضي أبو الحسين النصيبي المذكور وفي ترجمة محمد بن يوسف الصنعاني أخبرنا محمد بن عثمان المعدل في كنز الفوائد للكراجكي أبو الحسين محمد بن عثمان بن عبد الله النصيبي ويأتي في مشايخ النجاشي عثمان بن أحمد الواسطي وكان الحسن وعبد الله واحمد أجداد القاضي محمد بن عثمان والمنسوب إليهم رجل واحدقول عثمان بن أحمد الواسطي لا ربط له بالمقام كما لا يخفى. (6) محمد بن جعفر الأديب روى عنه كثيرا وذكره في أول الكتاب في ترجمة أبي رافع مولى رسول الله (ص) وهو محمد بن جعفر النحوي كما في هذا الموضع وغيره ومحمد بن جعفر المؤدب كما في الحسن بن محمد بن سماعة ومحمد بن ثابت و محمد بن جعفر التميمي كما في الحسين بن محمد بن الفرزدق وأبو الحسن النحوي كما في إبراهيم بن محمد بن يحيى وغيره وأبو الحسن التميمي كما في ترجمة أبي رافع والتعبير عنه يختلف وهو واحد. قال ومن مشايخه المسمى بأحمد وهم سبعة أعرفهم وأفضلهم:
(7) أبو العباس أحمد بن علي بن العباس بن نوح السيرافي المشهور يستند إليه النجاشي وغيره في أحوال الرجال وله ترجمة في الكتاب قال فيها وهو استاذنا وشيخنا ومن استفدنا منه وقال في ترجمة السندي بن الربيع أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا الحميري قال بحر العلوم: وهو سهو فإنه إنما يروي عن أحمد بن محمد بن يحيى بواسطة بعض مشايخه والظاهر أن السند أحمد عن أحمد والمراد بالأول ابن نوح فأسقطه النساخ لتوهم التكرار.
(8) أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن موسى المعروف بابن الجندي. قال النجاشي أستاذنا ألحقنا بالشيوخ في زمانه. ويختلف التعبير عن هذا الشيخ فيقال أحمد بن محمد بن عمران وأحمد بن محمد الجندي وأبو الحسن ابن الجندي وابن الجندي وفي ترجمة عبد الصمد بن بشير وغيره أحمد بن محمد بن الجراح وفي محمد بن همام أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى الجراح وفي الفهرست ورجال الشيخ أحمد بن محمد بن موسى الجراح المعروف بابن الجندي وقال النجاشي في ترجمة عبد الله بن مسكن أخبرنا أحمد بن محمد المستنشق حدثنا أبو علي بن همام قال ويحتمل أن يكون هو أحمد بن محمد الجندي وهو الظاهر كما تشعر به روايته عن ابن همام فيكون المستنشق من ألقابه.
(9) الشيخ أبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزاز المعروف بابن الحاشر وابن عبدون قال في ترجمته شيخنا له كتب أخبرنا بسائرها.
(10) الشيخ أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري قال في ترجمة أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد: قال أحمد بن الحسين رحمه الله يعني ابن الغضائري له كتاب في الإمامة أخبرنا أبي وذكر سنده إليه، وقد يستفاد أيضا روايته عنه من ترجمة أحمد بن إسحاق الأشعري وجعفر بن عبد الله رأس المذري ومحمد بن عبد الله بن جعفر الحميري.
(11) أحمد بن محمد بن عبد الله الجعفي روى عنه عن أبيه وعبر عنه تارة بأبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي زيد وأخرى بأحمد بن محمد بن عبيد الله وكان عبيد الله هو عبد الله يصغر ويكبر وتكرر روايته عن القاضي أبي عبد الله الجعفي والقاضي أبي عبد الله والظاهر أنه أحمد بن محمد بن عبد الله الجعفي المذكور وتفصيل الكلام في ترجمته.
(12) أحمد بن هارون، روى عنه في عدة تراجم ذكرناها في ترجمته وهو يروي في جميع ذلك عن أحمد بن محمد بن سعيد.
(13) أحمد بن محمد بن موسى بن هارون الأهوازي المعروف بابن الصلت كما في ترجمة محمد بن إسحاق بن عمار حيث قال له كتاب أخبرنا أحمد بن محمد الأهوازي حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد وقال في جملة من التراجم أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون وعدة وأحمد بن محمد بن هارون في آخرين عن أحمد بن محمد بن سعيد قاله في زياد بن أبي غياث وزياد بن مروان وطلاب بن حوشب وغيرهم. أقول ومن مشايخه ممن اسمه أحمد ولم يذكره السيد بحر العلوم الطباطبائي في رجاله.
(14) أحمد بن كامل روى عنه في ترجمة أبو معشر المدني عن داود بن محمد بن أبي معشر المدني عن أبيه عن جده أبي معشر. ومن مشايخه المسمى بعلي وهم أربعة:
(15) والده علي بن أحمد بن العباس النجاشي يروي عنه عن أبيه في علي بن عبيد الله بن علي وعنه عن محمد بن علي بن بابويه في عثمان بن عيسى ومحمد بن أبي القاسم ماجيلويه ومحمد بن إسماعيل بن بزيع.
(16) الشيخ أبو الحسين علي بن أحمد بن محمد بن أبي جيد القمي.
(17) أبو القاسم علي بن شبل بن أسد روى عنه في إبراهيم بن إسحاق الأحمري وظفر بن حمدون وعبد الله بن حماد الأنصاري.
(18) القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف روى عنه في ترجمة محمد بن إبراهيم الإمام. ومن مشايخه المسمى بالحسن وهما اثنان:
(19) الحسن بن أحمد بن إبراهيم روى عنه في أحمد بن عامر بن سليمان ومحمد بن تميم النهشلي.
(20) أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي روى عنه في عبد الله بن داهر وذكر له ترجمة أقول: وهنا شخص ثالث اسمه الحسن روى عنه وذكر له ترجمة وهو:
(21) الحسن بن أحمد بن القاسم بن محمد بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قرأت عليه فوائد كثيرة وقرئ عليه وأنا اسمعه: ومن مشايخه المسمى بالحسين وهم ثلاثة:
(22) أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري وإطلاق الحسين ينصرف إليه.
(23) أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد المخزومي الخزاز المعروف بابن الخمري روى عنه في عبد الله بن إبراهيم بن الحسين الحسيني وقال في الحسين بن أحمد بن المغيرة له كتاب أجازنا روايته أبو عبد الله بن الخمري.
(24) أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن موسى بن هدية. ومن مشايخه جماعة أخرى لا اشتراك بينهم في الاسم وهم ثمانية رجال منهم:
(25) القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر ذكره في ترجمة دعبل بن علي الخزاعي ومحمد بن جرير الطبري وقال في محمد بن الحسن بن أبي سارة قال أبو إسحاق الطبري، والظاهر أنه القاضي أبو إسحاق المذكور.
(26) أبو الخير الموصلي سلامة بن دكا ذكره في ترجمة علي بن محمد العدوي الشمشاطي.
(27) أبو الحسن العباس بن عمر بن العباس بن محمد بن عبد الملك بن أبي مروان الكلواذاني كذا نسبه في ترجمة علي بن الحسين بن بابويه مترحما عليه. وفي الحصين بن مخارق قرأت على أبي الحسن العباس بن عمر بن العباس الكلواذاني المعروف بابن مروان وفي وهب بن وهب العباس بن عمر الكلواذاني وفي علي بن إبراهيم الجواني العباس بن عمر بن العباس والكل واحد.
(28) أبو أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمد بن عبد الله البصري كذا ذكره في يعقوب بن السكيت وروى عنه وقال في أحمد بن عبد الله الدوري دفع إلي أبو أحمد عبد السلام كتابا بخطه قد أجاز لي فيه جميع رواياته.
(29) أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الدعلجي الحذاء قال في ترجمته: وعليه تعلمت المواريث.
(30) عثمان بن أحمد الواسطي، يظهر مما ذكره النجاشي في علي بن علي الخزاعي أخي دعبل أن عثمان من شيوخ النجاشي حيث قرنه بالدعلجي المعلوم أنه من شيوخ النجاشي وحكى عنهما فقال: قال عثمان ابن أحمد الواسطي وأبو محمد بن عبد الله بن محمد الدعلجي وإن لم يكن مجرد قوله قال صريحا في اللقاء فإنه يقول ذلك كثيرا فيمن لم يلقه كابن الجنيد وابن عقدة وغيرهما.
(31) عثمان بن حاتم المنتاب قال في سعدان بن مسلم قال أستاذنا عثمان بن حاتم المنتاب التغلبي قال بحر العلوم ولم أجد له في الطرق إلى الكتب ذكرا واتحاده بالواسطي المتقدم بعيد جدا.
(32) أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري قال في ترجمته كنت أحضره في داره مع ابنه أبي جعفر والناس يقرأون عليه وفي رجال بحر العلوم يعلم مما ذكر في تاريخ وفاة التلعكبري وهو سنة 385 ومن تاريخ تولد النجاشي وهو 372 أن سن النجاشي إذ ذاك نحو (13) سنة ولصغره في ذلك الوقت قلت روايته عنه بغير واسطة وربما حكى عن ولده عنه ففي أحمد بن محمد بن الربيع الكندي قال أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى قال أبي قال أبو علي بن همام الخ ولا ينافي هذا ما تقدم من قوله مع ابنه أبي جعفر لاحتمال أن يكون لهارون بن موسى ابنان أو لابنه الواحد كنيتان.
(33) أبو الحسين بن محمد بن سعيد ذكره في ترجمة وهيب بن خالد البصري وروى عنه ولم يمسه فقال أخبرنا أبو الحسن بن محمد بن أبي سعيد حدثنا جعفر بن محمد بن عبيد الله بمصر الخ قال بحر العلوم والظاهر أنه أبو الحسين أحمد بن محمد بن علي الكوفي الذي يروي عنه المرتضى عن الكليني كما ذكر الشيخ فيمن لم يرو عنهم عليه السلام وفي الفهرست وقال النجاشي كنت أتردد إلى المسجد المعروف بمسجد اللؤلؤي وجماعة من أصحابنا يقرأون كتاب الكافي على أبي الحسين أحمد بن محمد الكوفي الكاتب حدثكم محمد بن يعقوب الكليني ولعل عليا وأحمد من أجداد أحمد بن محمد ينسب إليهما تارة والى أبيه أخرى ثم قال بحر العلوم في رجاله فهؤلاء رجال النجاشي ومشايخه الذين روى عنهم في كتابه وذكرهم في الطريق إلى أصحاب الأصول والكتب وهم ثلاثون شيخا وعلى ما وجدنا (33) أصحاب التراجم منهم في الكتاب تسعة التلعكبري والمفيد وابن نوح وأبو الفرج القناني وابن هشيم العجلي وابن الجندي والحسين بن عبيد الله وابن عبدون والدعلجي ولم يذكر لسائر شيوخه ترجمة منفردة لأنه لا تصنيف لهم أو أنه لم يقف على تصنيفهم وقد وضع كتابه لذكر المصنفين من أصحابنا وتفصيل مصنفاتهم كما نبه عليه في أوله وفي مواضع أخر منه وقد كان ينبغي أن يذكر لأبي الحسين أحمد بن الحسين الغضائري ترجمة ويذكر كتبه فيها فإنه من مصنفي أصحابنا وقد حكى في كتابه عن بعض تصانيفه وعما وجده بخطه وقد اتفق له مثل ذلك في بعض الأعاظم من أصحاب الكتب المصنفة كالحسن بن محبوب ومحمد بن الجبار ولا محمل إلا السهو وروايته عن مشايخه المذكورين تختلف في القلة والكثرة فممن أكثر عنه المفيد وابن نوح وابن الجندي وابن عبدون والحسين بن عبيد الله وأبو الفرج روى عنهم في كثير من الطرق عن كثير من المشايخ وكذا ابن أبي جيد في الرواية عن محمد بن الحسن بن الوليد وابن شاذان في الرواية عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار وعلي بن حاتم وأحمد بن هارون ومحمد بن جعفر الأديب والقاضي أبو عبد الله الجعفي عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ ودونهم في الكثرة القاضي أبو الحسين النصيبي وأبو الحسين الكلواذاني والرواية عن غيرهم يسيرة وقد أشرنا إلى مواضعها عند ذكر كل منهم قال والشيخ قد روى عن ثلاثة عشر شيخا ذكروا في ترجمته اختص بالرواية عن سبعة منهم وشاركه النجاشي في الباقين وانفرد بأربعة وعشرين من مشايخه المتقدمين ولا ريب أن كثرة المشايخ العارفين بالحديث والرجال تفيد زيادة الخبرة في هذا المجال فإنه علم منوط بالسماع ولمراجعة الشيوخ الكثيرين مدخل عظيم في كثرة الاطلاع والذي يظهر من طريقة النجاشي في كتابه رعاية علو السند وتقليل الوسائط كما هو دأب المحدثين خصوصا المتقدمين وهذا هو السبب في عدم روايته عمن هو في طبقته من العلماء الأعاظم كالسيد المرتضى وأبي يعلى سلار بن عبد العزيز الديلمي وغيرهم ولعل الوجه في تركه الرواية عن أكثر رجال الشيخ الذين اختص بهم اكتفاؤه بالرواية عن مشايخهم أو من هو أعلى سندا منهم وقد صحب الشيخ الثقة الصحيح السماع أبا الحسين أحمد بن محمد بن طرخان والشيخ المعتمد الثقة الصدوق أبا الحسن علي بن محمد بن شيران وترجمهما في كتابه ولم يرو عنهما ولقي من القدماء الأعيان أبا الفرج محمد بن أبي عمران موسى بن علي بن عبد ربه القزويني وعبد الله بن الحسين بن محمد بن يعقوب الفارسي وقال في ترجمتهما أنه رآهما ولم يتفق له السماع منهما وقال في ترجمة محمد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب النعماني رأيت أبا الحسين محمد بن علي الشجاعي الكاتب يقرأ عليه كتاب الغيبة تصنيف النعماني. ولقي أبا الحسن بن البغدادي السوراني قال في ترجمة فضالة بن أيوب قال لي أبو الحسن بن البغدادي السوراني الخ ورأى أبا الحسن علي بن حماد شاعر أهل البيت عليه السلام وعاصر من الشيوخ الجلة أبا القاسم الحسين بن علي بن الحسين بن علي الوزير المغربي والشيخ أبا الحسن علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن عروة الكاتب ولم يرو عنه ولا عمن تقدمه في الطرق إلى أصحاب الكتب والظاهر أنه لعدم السماع أيضا ولقي من الشيوخ الأعاظم أبا محمد الحسن بن أحمد بن القاسم بن محمد بن علي العلوي المحمدي الشريف النقيب وقال قرأت عليه فوائد كثيرة وقرئ عليه وأنا أسمع وأدرك النجاشي أيضا جماعة آخرين من الطبقة المتقدمة عليه ولم يرو عنهم لضعفهم أو لفساد مذهبهم منهم أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن بن عياش الجوهري قال أنه اضطرب في آخر عمره ورأيت شيوخنا يضعفونه فلم أرو عنه شيئا وتجنبته ومنهم أبو الحسين إسحاق بن الحسن بن بكران العقراني التمار قال: كان في هذا الوقت علوا فلم أسمع منه شيئا ومنهم القاضي أبو الحسن المخزومي علي بن عبد الله بن عمران القرشي المعروف بالميموني قال: كان فاسد المذهب والرواية، وقال في باب الكنى: أنه مضطرب جدا، قال بحر العلوم: ولم أجد له رواية عنه، وليس إلا لضعفه واضطرابه. ومنهم أبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن البهلول بن همام بن المطلب الشيباني، قال: كان في أول أمره ثبتا ثم خلط، ورأيت جل أصحابنا يغمزونه ويضعفونه رأيت هذا الشيخ وسمعت منه كثيرا ثم توقفت عن الرواية عنه إلا بواسطة بيني وبينه، قال بحر العلوم: ولعل المراد استثناء ما ترويه الواسطة عنه حل الاستقامة والتثبت أو الاعتماد على الواسطة بناء على أن عدالته تمنع عن روايته عنه ما ليس كذلك، وعلى التقديرين يفهم منه عدالة الواسطة بينه وبين أبي الفضل بل عدالة الوسائط بينه وبين غيره من الضعفاء مطلقا ومنهم أبو نصر هبة الله بن أحمد بن محمد الكاتب المعروف بابن البرنية قال: كان يحضر مجلس أبي الحسين بن الشيبة العلوي الزيدي المذهب فعمل له كتابا وذكر أن الأئمة ثلاثة عشر مع زيد رأيت أبا العباس بن نوح قد عول عليه في الحكاية في كتابه أخبار الوكلاء اه، قال بحر العلوم: ولم أجد لهذا الرجل ذكرا في طرق الأصول والكتب، مع تقدم طبقته وتعويل أبي العباس بن نوح عليه وليس إلا لضعفه بما ارتكبه من تصنيف الكاتب المذكور، ولذا تعجب من تعويل ابن نوح عليه. قال: ويستفاد من ذلك كله غاية احتراز النجاشي وتجنبه عن الضعفاء والمتهمين ومنه يظهر اعتماده على جميع من روى عنهم من المشايخ ووثوقه بهم، وسلامة مذاهبهم ورواياتهم عن الضعف والغمز، وأن ما قيل في أبي العباس بن نوح من المذاهب الفاسدة في الأصول مما لا أصل له، وهذا أصل نافع في الباب جدا يجب أن يحفظ ويلحظ قال: ويؤيد ذلك ما ذكره في جعفر بن محمد بن مالك بن سابور فإنه بعد تصنيفه وحكاية فساد مذهبه ورواياته قال ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي بن همام وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الرازي، وكذا ما حكاه في عبيد الله بن أحمد بن أبي زيد المعروف بأبي طالب الأنباري عن شيخه الحسين بن عبيد الله رحمه الله قال: قدم أبو طالب بغداد واجتهدت بان يمكنني أصحابنا من لقائه فاسمع منه فلم يفعلوا ذلك، دل ذلك على امتناع علماء ذلك الوقت عن الرواية عن الضعفاء وعدم تمكين الناس من الاخذ عنهم، وإلا لم يكن في رواية الثقتين الجليلين عن ابن سابور غرابة ولا للمنع من الأنباري وجه ويشهد لذلك قولهم في مقام التضعيف يعتمد المراسيل ويروي عن الضعفاء والمجاهيل، فان هذا الكلام من قائله في قوة التوثيق لكل من يروي عنه، وينبه عليه أيضا قولهم ضعفه أصحابنا أو غمز عليه أصحابنا أو بعض أصحابنا من دون تعيين إذ لولا الوثوق بالكل لما حسن هذا الإطلاق، بل وجب تعيين المضعف والغامز أو التنبيه على أنه من الثقات. ويدل على ذلك اعتذارهم عن الرواية عن بني فضال والطاطريين وأمثالهم من الفطحية والواقفة وغيرهم بعمل الأصحاب برواياتهم لكونهم ثقات في النقل وعن ذكر ابن عقدة باختلاطه بأصحابنا ومداخلته لهم وعظم محله وثقته وأمانته، وكذا اعتذر النجاشي عن ذكره لمن لا يعتمد عليه بالتزامه لذكر من صنف من أصحابنا والمنتمين إليهم قال في محمد بن عبد الملك بن محمد بن التبان كان معتزليا ثم اظهر الانتقال، ولم يكن ساكنا وقد ضمنا أن نذكر كل من ينتمي إلى هذه الطائفة وقال في المفضل بن عمر أنه كوفي فاسد المذهب مضطرب الرواية لا يعبأ به وإنما ذكرناه للشرط الذي قدمناه وقد وصف جملة من الطرق بالضعف أو الجهالة على وجه يشعر بسلامة غيرها منهما ففي محمد بن الحسن بن شمون قال أبو المفضل: حدثنا أبو الحسين رجاء بن يحيى بن سامان العبرتائي وأحمد بن محمد بن عيسى الفراء عنه قال: وهذا طريق مظلم، وفي عيسى بن المستفاد بعد ذكر الطريق إلى كتابه: وهذا الطريق طريق مصري فيه اضطراب، وفي سعيد بن جناح: له كتابان يرويهما عن عوف بن عبد الله وعوف مجهول، ومن هذا كلامه وهذه طريقته في نقد الرجال وانتقاد الطرق والتجنب عن الضعفاء والمجاهيل والتعجب من ثقة يروي عن ضعيف لا يليق به أن يروي عن ضعيف أو مجهول ويدخلهما في الطريق مع الاكثار وعدم التنبيه على ما هو عليه من الضعف أو الجهالة، فإنه إغراء بالباطل وتناقض واضطراب في الطريقة، ومقام هذا الشيخ في الضبط والعدالة يجل عن ذلك فتعين أن يكون مشايخه الذين يروي عنهم ثقات جميعا، ويؤيده على بعض الوجوه قوله في محمد بن أحمد بن الجنيد سمعت شيوخنا الثقات يقولون عنه أن كان يقول بالقياس وأخبرونا جميعا بالإجازة لهم بجميع كتبه ومصنفاته، وذلك على أن يكون المراد جميع الشيوخ كما هو ظاهر الجمع المضاف، ويقصد بالوصف المدح دون التخصيص، لكن في أخبار الجميع بذلك بعد، وكذا في حصول الإجازة من ابن الجنيد للكل، والأظهر أن المراد مشايخه المشاهير أو من قال في حقه شيخي أو شيخنا أو خصوص المفيد وابن نوح والحسين بن عبيد الله الذين هم أعرف شيوخه كما يشير إليه قوله في محمد بن يعقوب: روينا كتبه كلها عن جماعة شيوخنا محمد بن محمد والحسين بن عبيد الله وأحمد بن علي بن نوح، وعلى التقادير فهذه العبارة لا تنافي توثيق الجميع كما قلنا.
تفسير العدة الراوي عنهم النجاشي
في رجال بحر العلوم: تكرر في كتاب النجاشي قوله عدة من أصحابنا أو جماعة من أصحابنا وما في معناهما في مواضع كثيرة من دون تفسير صريح لتلك العدة والجماعة والأمر فيه هين على ما قررناه من وثاقة الكل ولعله السر في ترك البيان ومع ذلك فيمكن التمييز بالمروي عنه أو بدلالة ظاهر كلامه في جملة من التراجم.
فمنها العدة عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه والمراد بهم الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان والشيخ أبو العباس أحمد بن علي بن نوح والشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن موسى بن هدية فقد روى عن كل واحد منهم عن جعفر بن قولويه في تراجم كثيرة وقال في ترجمة علي بن مهزيار أخبرنا محمد بن محمد والحسين بن عبيد الله والحسين بن أحمد بن موسى بن هدية عن جعفر بن محمد وفي سعد بن عبد الله الأشعري نحو ذلك وفي محمد بن يعقوب روينا كتبه كلها عن جماعة شيوخنا محمد بن محمد والحسين بن عبيد الله وأحمد بن علي بن نوح عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه.
(ومنها) العدة عن أبي غالب أحمد بن محمد بن سليمان الزراري وهم محمد بن محمد وأحمد بن علي بن نوح والحسين بن عبيد الله ففي محمد بن سنان أخبرنا جماعة شيوخنا عن أبي غالب أحمد بن محمد وقد تكرر في التراجم رواية كل منهم عن الزراري.
(ومنها) العدة عن أبي محمد الحسن بن حمزة بن علي بن عبد الله الشريف المرعشي وهم محمد بن محمد وأحمد بن علي والحسين بن عبيد الله وغيرهم كما يدل عليه رواية كل من الثلاثة عنه مع قوله في ترجمته بعد ذكر كتبه أخبرنا بها شيخنا أبو عبد الله وجميع شيوخنا رحمهم الله.
(ومنها) العدة عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود قال في ترجمته حدثنا جماعة من أصحابنا بكتبه منهم أبو العباس بن نوح ومحمد بن محمد والحسين بن عبيد الله في آخرين عنه وفي سلامة بن محمد خال أبي الحسن بن داود أخبرنا محمد بن محمد والحسين بن عبيد الله وأحمد بن علي قالوا حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن داود عن سلامة بكتبه.
(ومنها) العدة عن القاضي أبي بكر محمد بن عمر بن سالم بن محمد المعروف بالجعابي الحافظ قال له كتاب الشيعة من أصحاب الحديث وطبقاتهم سمعناه من أبي الحسين محمد بن عثمان وأخبرنا بسائر كتبه شيخنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رضي الله عنه وفي عبد الله بن محمد التميمي وعبد الله بن علي بن الحسين الحسيني رواية أبي الحسين بن عثمان النصيبي عنه.
(ومنها) العدة عن أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع الأنصاري منهم الحسين بن عبيد الله وأحمد بن علي كما يظهر من ترجمته ومن ترجمة أحمد بن رزق ومقاتل بن مقاتل وغيرهما وفي الفهرست رواية المفيد وغيره عنه.
(ومنها) العدة عن أحمد بن جعفر بن سفيان ومنهم أبو العباس بن نوح كما في ترجمة الفضل بن شاذان وأبو عبد الله الحسين بن عبيد الله كما في إسماعيل بن مهران وجعفر بن محمد بن سماعة وحميد بن شعيب وغيرهم.
(ومنها) العدة عن أبي الحسين بن محمد بن علي بن تمام الدهقان وهم أحمد بن علي والحسين بن عبيد الله وغيرهما قال في الحسن بن الحسين العرني أخبرنا أحمد بن علي والحسين بن عبيد الله قالا حدثنا محمد بن علي بن تمام أبو الحسين الدهقان وفي السندي بن عيسى أحمد بن علي وغيره عن محمد بن علي بن تمام ورواية الحسين بن عبيد الله عنه كثيرة.
(ومنها) العدة عن أبي علي أحمد بن محمد بن يحيى العطار وهم أبو العباس أحمد بن علي بن نوح وأبو عبد الله الحسين بن عبيد الله وأبو عبد الله بن شاذان ففي أحمد بن محمد بن عيسى أخبرنا بكتبه الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله وأبو عبد الله بن شاذان قالا حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى وفي محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري أحمد بن علي وابن شاذان وغيرهما عن أحمد بن محمد عن أبيه ورواية هؤلاء المشايخ الثلاثة عنه متكررة في التراجم كثيرة جدا.
(ومنها) العدة عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ وقد تقدم القول فيها وان المراد بها رجال ابن عقدة وهم محمد بن جعفر الأديب وأحمد بن محمد بن هارون وأحمد بن محمد بن الصلت والقاضي أبو عبد الله الجعفي واحتمال كونهم من رجال الزيدية مع ما فيه لا يقدح في روايتهم عن ابن عقدة لخروج الحديث به عن الصحة فلا يجدي صحته إليه والظاهر اشتراك الكل في التوثيق.
قال وقد علم بما قررناه سلامة العدد كلها من الجهالة واشتمال ما عدا الأخيرة منها على الإمامي المعروف بالتوثيق وقد يجئ في الكتاب العدة عن غير هؤلاء المذكورين تركناها لقلتها وعدم الفائدة في بعضها لضعف المروي عنه كما في العدة عن الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن ولا يبعد دخول ابن عبدون في عدد النجاشي كدخوله في عدد الشيخ لثبوت روايته عن الجميع إلا أنه قال في سهل بن أحمد بن عبد الله الديباجي بعد ذكر كتابه أخبرني به عدة من أصحابنا وأحمد بن عبد الواحد وأخرج ابن عبدون عن العدة فكانه اصطلحها لغيره ولذا تركنا ذكره في عدده وزاد الشيخ في الفهرست العدة عن محمد بن علي بن بابويه وأحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ولم أجدها في كتاب النجاشي بل لم أجد لأحمد بن محمد بن الحسن ذكرا في كتابه وروى عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد بواسطة أبي الحسين بن أبي جيد واكتفي به لعلو سنده وروى عن محمد بن يحيى العطار بواسطة ابنه وآثره على رواية الكليني عنه لقلة الواسطة في الأولى فإنها العدة أو بعضها عن أحمد بخلاف الثانية فإنها العدة عن ابن قولويه أو غيره عن الكليني، ولذا قلت روايته عن الكليني عن مشايخه بل روى عن مشايخ الكليني ومن في طبقتهم بواسطة من أدركهم من شيوخه كابن الجندي في الرواية عن أبي علي محمد بن همام وابن نوح والحسين بن عبيد الله عن أحمد بن جعفر بن سفيان وابن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير القرشي وأحمد بن محمد بن هارون وغيره عن ابن عقدة الحافظ والكلواذاني عن علي بن الحسين بن بابويه، فان هؤلاء المشايخ كانوا معاصرين للكليني وقد رووا عن شيوخه ومن في طبقتهم وتوفي علي بن بابويه سنة 329 وفيها توفي الكليني وكانت وفاة الباقين بعدها بسنين متقاربة، وروى ابن عقدة وابن الزبير كلاهما عن علي بن الحسن بن فضال ومات ابن عقدة سنة 333 وابن الزبير سنة 348 ما نقلناه من رجال بحر العلوم.
مؤلفاته
وقد ذكر مؤلفاته في كتاب رجاله فقال له:
(1) كتاب الجمعة وما ورد فيه من الأعمال
(2) كتاب الكوفة وما فيها من الآثار والفضائل
(3) كتاب أنساب بني نصر بن قعين وهو أحد أجداده وأيامهم وأشعارهم
(4) كتاب مختصر الأنواء ومواضع النجوم التي سمتها العرب
(5) كتاب الرجال اقتصر فيه على أسماء المصنفين خاصة من الشيعة إلا نادرا كذكره ابن جرير الطبري لتمييزه عن ابن جرير الإمامي، وذكر في أوله السبب الذي دعاه إلى تصنيفه فقال: وقفت على ما ذكره السيد الشريف أطال الله بقاه وادام توفيقه وهو الشريف المرتضى على ما في روضات الجنات من تعبير قوم من مخالفينا أنه لا سلف لكم ولا مصنف وهذا قول من لا علم له بالناس ولا وقف على أخبارهم ولا عرف منازلهم وتاريخ أخبار أهل العلم ولا لقي أحدا فيعرف منه ولا حجة علينا لمن لا يعلم ولا عرف وقد جمعت من ذاك ما استطعته ولم أبلغ غايته لعدم أكثر الكتب وإنما ذكرت ذلك عذرا إلى من وقع إليه كتاب لم أذكره إلى آخر كلامه، فانظر إلى ما بلغت إليه همة هؤلاء العلماء الأعلام وغيرتهم على الدين والمذهب أن تكون كلمة صدرت من مخالفيهم داعية لهم إلى تأليف كتاب يدحض ذلك القول، كما اتفق للشيخ الطوسي لما سمع قول من يقول: أن من ينفي القياس والاجتهاد كالإمامية لا طريق له إلى كثرة المسائل ولا التفريع على الأصول. فألف كتاب المبسوط وذكر فيه جميع الفروع التي ذكرها علماء الإسلام وزاد عليها وبين أن لكل منها مأخذا على طريقة الإمامية واستمدت العلماء من فروعه التي ذكرها إلى اليوم، إلى غير ذلك، ثم ابتدأ النجاشي بذكر المؤلفين من الشيعة من الطبقة الأولى من عهد النبي (ص) وما قرب منه وهي أسماء قليلة، ثم ذكر الباقين على ترتيب حروف المعجم إلا أنه لم يراع في الترتيب الحرف الثاني ولا أسماء الآباء كما لم يراع ذلك الشيخ الطوسي في فهرسته ولا العلامة في خلاصته وأول من راعى ذلك من أصحابنا الحسن بن داود في رجاله ولما طبع فهرست الشيخ الطوسي في أوروبا رتبوه كترتيب رجال ابن داود أما رجال النجاشي ففي مستدركات الوسائل أنه رتبه المولى عناية الله القهباني في النجف الأشرف وزاد عليه فوائد حسنة، فإن النجاشي كثيرا ما يتعرض لمدح رجل أو قدحه في ترجمة آخر بمناسبة، وقد أشار المرتب في آخر كل ترجمة إلى المواضع التي فيها ذكر لهذا الراوي وله عليه حواش ورتبه أيضا الشيخ داود بن الحسن الجزائري المعاصر لصاحب الحدائق ولكن هذين الكتابين اللذين رتب فيهما كتاب النجاشي على الوجه الأكمل بقيا في طي الكتمان لم ينتشر واحد منهما ولم يطبع ولم ينتفع بهما الجم الغفير، وطبع كتاب النجاشي على ترتيبه الأصلي، وعلى كتاب الكشي ورجال النجاشي وفهرست الطوسي وكتاب رجاله معول الشيعة الإمامية في معرفة أحوال الرجال غالبا. ومنها استمد كل من كتب منهم في الرجال.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 30