الشيخ أبو الحسن أحمد بن عبد الله البكري المعروف بالبكري وبالشيخ أبي الحسن البكري يأتي بعنوان أحمد بن عبد الله بن محمد أبو الحسن البكري.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 8
الشيخ أبو الحسن أحمد بن عبد الله ابن محمد البكري المعروف بالبكري وبالشيخ أبي الحسن البكري
هكذا نسبه ابن حجر في لسان الميزان وقال أصحابنا أحمد بن عبد الله البكري ولم يذكروا محمدا جده كما ستعرف، ذكره صاحب رياض العلماء فقال: الشيخ الجليل أبو الحسن أحمد بن عبد الله البكري صاحب كتاب الأنوار وغيره من المؤلفات المعروف بالبكري، وتارة بالشيخ أبي الحسن البكري قال في أوائل بحار الأنوار ما صورته: وكتاب الأنوار في مولد النبي المختار (ص) وكتاب مقتل أمير المؤمنين عليه السلام وكتاب وفاة فاطمة الزهراء عليه السلام الثلاثة كلها للشيخ الجليل أبي الحسن البكري أستاذ الشهيد الثاني رحمة الله عليهما، ثم قال في الفصل الثاني من أول البحار: وكتاب الأنوار قد اثنى الشهيد الثاني على مؤلفه وعده من مشايخه ومضأمين أخباره موافقة للأخبار المعتبرة المنقولة بالأسانيد الصحيحة وكان مشهورا بين علمائنا يتلونه في شهر ربيع الأول في المجالس والمجامع في يوم المولد الشريف وكذا الكتابان الآخران معتبران أوردنا بعض أخبارهما في الكتاب انتهى ما حكى في الرياض عن البحار ومن الغريب إني لم أجد ذلك في أول البحار ولا في الفصل الثاني من أوله وقد كان هذا الكتاب مشهورا في جبل عامل أدركت الناس في زمن الصبا وهم يكثرون قراءته في المجالس والمجامع، ثم قال في الرياض قال بعض المؤرخين بعد أن نقل نحو ذلك عن المجلسي ما لفظه: وأقول عندنا من كتاب الأنوار المذكور نسخة عتيقة تاريخ كتابتها سنة 696 وما قلناه في اسمه ونسبه مذكور في أوائله في النسخة التي عندنا لكن مؤلفه كما يظهر من سياقه من القدماء وهو من أصحابنا، قال واعلم أن جماعة من المتأخرين قد ينقلون عن كتاب الأنوار في مولد النبي المختار (ص) ناسبين له إلى أبي الحسن البكري من غير تصريح باسمه وكذا في البحار قد ينقل عنه بدون تصريح باسمه فيحتمل حينئذ التعدد في الاسم وان اتحدت الكنية والنسبة الرياض أقول تاريخ كتابة النسخة السابق ينافي كونه من مشائخ الشهيد الثاني الذي استشهد سنة 966 فهو غيره وجعل صاحب كتاب الأنوار هو شيخ الشهيد الثاني اشتباه نشا من اشتراك الكنية والنسبة وهما اثنان أحدهما أبو الحسن أحمد بن عبد الله البكري مؤلف كتاب الأنوار ذكره في كشف الظنون فقال: الأنوار ومفتاح السرور والأفكار في مولد النبي المختار لأبي الحسن أحمد بن عبد الله البكري وهو كتاب جامع مفيد في مجلد أوله: الحمد لله الذي خلق روح حبيبه، جمعها لتقرأ في شهر ربيع الأول وجعلها سبعة أجزاء وذكره صاحب كشف الحجب بعين عبارة كشف الظنون والآخر أستاذ الشهيد الثاني ولا يبعد أن يكون هو المذكور في شذرات الذهب بعنوان: علاء الدين أبو الحسن علي بن جلال الدين محمد البكري الصديقي الشافعي المحدث الصوفي المتبحر في الفقه والتفسير والحديث وله شرح المنهاج وشرح الروض وشرح العباب وتوفي بالقاهرة سنة 952 ودفن بجوار الإمام الشافعي وفي الأعلام عن الكتابين المخطوطين السنا الباهر والنور السافر أن فيهما محمد بن محمد بن عبد الرحمن أبو الحسن البكري الصديقي المفسر الفقيه المصري المولود سنة 899 والمتوفى سنة 952 وعدا من تصانيفه التفسير وشرح العباب وشرح المنهاج ويمكن أن يستظهر اتحادهما من اتحاد الكنية والوصف بالبكري الصديقي المفسر الفقيه واتحاد المؤلفات وهي شرح المنهاج وشرح العباب ووحدة سنة الوفاة لكن يبقى الاختلاف في الاسم ويمكن كون أحد الاسمين محرفا والتكنية بأبي الحسن قد يؤيد أن الاسم علي. ومما يدل على أن صاحب كتاب الأنوار غير أستاذ الشهيد الثاني ما عن ابن تيمية في منهاج السنة أن أبا الحسن البكري مؤلف كتاب الأنوار كان أشعري المذهب فهو متقدم على ابن تيمية الذي توفي سنة 728 فلا يمكن أن يكون أستاذ الشهيد الثاني وكذلك ذكر ابن حجر كما يأتي المتوفى سنة 852 ينافي كونه أستاذ الشهيد الثاني والسمهودي في كتابه وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى الذي ألفه سنة 888. قال الغالب على سيرة أبي الحسن البكري البطلان والكذب وهو دال على تقدمه على السمهودي فلا يمكن كونه أستاذ الشهيد الثاني. وظاهر تأليفه في وفاة الزهراء ومقتل أمير المؤمنين عليه السلام أنه من أصحابنا وربما يستشم ذلك من رميه بالكذب لا سيما بعد عد المجلسي كتبه من ماخذ كتابه وجعله مضأمين أخبار كتاب الأنوار موافقة للأخبار المعتبرة المنقولة بالأسانيد الصحيحة وكونه مشهورا بين علمائنا يتلونه، وقوله عن الكتابين الآخرين إنهما معتبران، وكتاب الأنوار هذا استنسخه صاحب الوسائل وألحقه بكتاب عيون المعجزات لكنه سماه الأنوار المحمدية، وذلك يدل على اعتماده عليه، وفي لسان الميزان: أحمد بن محمد أبو الحسن البكري ذاك الكذاب الدجال واضع القصص التي لم تكن قط فما أجهله وأقل حياءه وما روى حرفا من العلم بسند ويقرأ له في سوق الكتبيين: كتاب ضياء الأنوار، رأس الغول، شر الدهر، كتاب كلندجة، حصن الدولاب، الحصون السبعة وصاحبها هضام بن الجحاف وحروب الإمام علي معه، وغير ذلك ومن مشاهير كتبه الذروة في السيرة النبوية ما ساق غزوة منها على وجهها بل كل ما يذكره لا يخلو من بطلان أما أصلا وأما زيادة أقول قد عرفت أن أصحابنا نسبوه هكذا: أحمد بن عبد الله البكري أبو الحسن وابن حجر كما سمعت زاد بن محمد فعلى كونهما اثنين يمكن كون أحدهما ابن عبد الله والآخر ابن عبد الله بن محمد. ثم أن ما ذكره ابن حجر من كذبه وتدجيله إنما هو لأجل القصص المنسوبة إليه وقد عرفت أن أصحابنا لم ينسبوا إليه شيئا من ذلك بل الكتب المنسوبة إليه كلها مستقيمة فكأنها رجلان كما عرفت وصاحب الكتب المستقيمة هو أحدهما أو أن نسبة بعضها إليه باطلة كما ينسب إلى المجنون أشعار كثيرة في العشق ليست له. على أنه يمكن أن يكون قول ابن حجر السابق أنه ما ساق غزوة على وجهها وان كل ما يذكره لا يخلو من بطلان أصلا أو زيادة من جهة اشتماله على بعض ما لا تحتمله نفسه من فضيلة أو منقبة.
مؤلفاته
قد عرفت مما سبق أن الذي صحت نسبته إليه
(1) كتاب الأنوار في مولد النبي المختار
(2) مقتل أمير المؤمنين علي عليه السلام
(3) وفاة فاطمة الزهراء عليه السلام، أما الكتب التي ذكرها ابن حجر فلم ينسبها إليه أصحابنا فهيأما باطلة النسبة وضعها واضع من قبيل القصص ونسبها إليه أو واضعها شخص آخر يشاركه في الاسم والله أعلم.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 12