الشيخ أحمد بن عبد السلام البحراني كان في عصر المجلسي الأول وكان حيا سنة 1028 وتوفي بشيراز ودفن بمشهد علاء الدين حسين.
(أقوال العلماء فيه)
عن الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي المتوفى سنة 1121 أنه قال في حقه في رسالته في تراجم علماء البحرين: كان نادرة عصره في ذكائه وكثرة فنونه أوحد أهل زمانه في الإنشاء والخطابة وقد جمعت خطبه فكانت مليحة، وله ديوان شعر صغير رأيته في خزانة كتب ولده الصالح الفاضل صاحبنا الشيخ حسن وشعره ليس في مرتبة إنشائه، وكان بينه وبين شيخنا العالم الرباني الشيخ علي بن سليمان البحراني صداقة واتحاد مفرط وفي آخر الأمر تنافرا لسبب يطول شرحه وأدى ذلك إلى سفر الشيخ أحمد إلى شيراز وبها توفي وقد زرت قبره هناك بجوار علاء الدين حسين. وقال الشيخ يوسف البحراني في كشكوله: كان هذا الشيخ النجيب من أجلاء فضلاء البحرين معاصر للعلامة المحدث الشيخ علي بن سليمان القدمي البحراني وكان خطيبا مصقعا وكان هو الخطيب للشيخ علي المذكور لبلاغته وفصاحته وحسن صوته وكان الشيخ علي يرقى المنبر بعده ويخطب خطبة خفيفة احتياطا للقول باتحاد الإمام والخطيب وله معه قدس الله روحيهما صحبة أكيدة وأخوة خالصة وكان للشيخ أحمد ابن فاضل يسمى الشيخ حسن وكان مبرزا في الطب إلا أنه كان بعض الثقات يقدح في عقيدته ويقول أن له مع العامة ربطا في الباطن ويقال أنه أوصى أن يوضع بعد موته في قبره ويغطى وجه القبر ولا يدفن إلا بعد ثلاثة أيام أقول كان هذه الوصية لخوف إصابته بالسكتة التي يظن معها الموت ثم يفيق صاحبها فيموت من هول القبر كما يحكى وقوعه كثيرا والله أعلم. وفي أنوار البدرين وقفت له على جواب بعض المسائل في غاية البلاغة والتحقيق ولأبي البحر الشيخ جعفر الخطي مدح حسن في هذا الشيخ وذكره المحدثان الصالح والمنصف الشيخ يوسف وغيرهما بالذكر الجمي لأقول كان مراده بجواب بعض المسائل ما مر في ترجمة السيد أحمد بن زين العابدين أن للمترجم جوابا عن سؤال سأله إياه وبالمدح الذي للشيخ جعفر الخطي فيه ما ذكره جامع ديوان الخطي بقوله: وقال وصدر بها كتابا بعثه جوابا عن كتاب بعثه إليه الشيخ المحقق أحمد بن عبد السلام من البحرين وهو يومئذ بشيراز سنة 1028:
ورد الكتاب فأورد الأفراحا | وأزال عنا الهم والأتراحا |
قد كان أغلقت المسرة بابها | حتى أتى فغدا لها مفتاحا |
لم يدج ليل ملمة حتى غدا | يسناه في ظلمائها مصباحا |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 624