أحمد بن زين العابدين الحسيني العاملي الأصفهاني السيد كمال الدين أو نظام الدين الأمير
يظهر أنه ولد في إيران وربي فيها، فقد حكى عنه صاحب البحار في مجلد الإجازات ذكر روايته للكتب الأربعة بعبارة فارسية. وهو صهر المحقق الداماد وابن خالته ولذلك يعبر السيد محمد أشرف ابن ابنه عن المحقق الداماد بجدي الأعلى. ففي كتاب فضائل السادات لابن ابنه السيد محمد أشرف المذكور أنه ابن خالة المحقق الداماد أماهما بنتا المحقق الكركي.
وفي إجازات البحار أنه صهر المير محمد باقر الداماد حيث قال: صورة إجازة السيد الداماد للأمير السيد أحمد العاملي صهره ’’أه’’ وهو من طائة جليلة كلها علماء فضلاء منها أحمد ذا وابنه عبد الحسيب ابن أحمد وسبطه صدر الدين محمد بن عبد الحسيب بن أحمد وأخوه عبد الحسين بن أحمد وابنه محمد أشرف بن عبد الحسيب كل هؤلاء علماء مذكورون في محالهم.
أقوال العلماء فيه
ذكره ابن ابنه السيد محمد أشرف في كتابه ’’فضائل السادات’’ وعبر عنه بسيد المحققين الأمجد المير السيد أحمد. وفي الكتاب المذكور ومجلد إجازات البحار أن الداماد كتب على بعض تصانيف المترجم- وهو كتاب كشف الحقائق الذي هو حاشية على تقويم الإيمان للداماد- ما صورته:
بسم الله الرحمن الرحيم لقد أصبحت قرير العين بحقائق تحقيقات هيه التعليقة ودقائق تدقيقاتها أدام الله تعالى إفاضات مصنفها السيد اسند المحقق المدقق المتبحر الماهر السالك سبيل العلم على سنة البرهان وأحوج المربوبين إلى رحمة الله الحميد الغني محد بن محمد يدعى باقر الداماد الحسيني حامدا مصليا مسلما.
وذكره الشيخ عبد النبي القزويني في تتميم أمل الآمل فقال: السيد أحمد ابن السيد زين العابدين العلوي صهر الداماد وتلميذه كان عالما فاضلا متفننا له مؤلفات كثيرة لكنه لما جعل التعصب على السيد المزبور نصب عينيه سقط في قلوب الناس ولم يلتفتوا إلى مؤلفاته كما يعلم من كلماته الباردة في كتابه النفحات اللاهوتية في العثرات البهائية ’’أه’’ واسم الكتاب يدل على أن التعصب على الشيخ البهائي لا على السيد الداماد.
وفي أمل الآمل: السيد أحمد ابن السيد زين العابدين الحسيني العاملي عالم فاضل زاهد محقق متكلم من تلامذة مير محمد باقر الداماد، وقد أجاز له إجازة أثنى عليه فيها، وذكر أنه قرأ عنده بعض كتاب الشفاء وغيره وقرأ عند شيخنا البهائي ’’أه’’ (أقول) وهو صهر المير الداماد على ابنته كما صرح به في البحار وغيره وابن خالته ومن أسباط المحقق الكركي كما مر كان عالما جليلا نبيلا مؤلفا، وذكر في كتاب فضائل السادات وفي البحار ثلاث إجازات له اثنتين من المحقق الداماد وواحدة من الشيخ البهائي.
الإجازة الأولى من المحقق الداماد
قال فها- بعد حذف عباراته المتقعرة وإبقاء البعض- ما صوريته: فإن الولد الروحاني السيد السند الأيد المؤيد الألمعي اليلمعي اللوذعي الفريد الوحيد العلم العالم العاهل الفاضل الكامل ذا النسب الظاهر والحسب الطاهر والشرف الباهر والفضل الزاهر (نظاما) للشرف والعقل والدين والحقن والحقيقة (أحمدا حسينيا) أفاض الله عليه رشائح التوفيق ومراشح التحقيق، قد انسلك فيمن يختلف إلي شطرا من العمر لاقتناص العلوم ويحتفل بين يدي ملاوة من الدهر لاقتناء الحقائق فصاحبني ولازمني وارتاد واصطاد واستفاد واستعاد وقرأ وسمع وأمعن وأتقن واجتنى واقتنى، وإني قد صادفته على أمد بعيد في سلامة الفطرة الناقدة وباع طويل من صراحة الغريزة الواقدة، وقد قرأ علي فيما قد قرأ في العلوم العقلية من تصانيف الشركاء الذين سبقونا برياس الصناعة قراءة يعبؤ بها لا قراءة لا يؤبه لها الفن الثالث عشر من كتاب الشفاء وهو الإلهي بقراءة فن ’’قاطيغورياس’’ منه وأخذ سماعا فيمن يقرأ ويسمع النمطين الأول والثالث من كتاب الإشارات والتنبيهات للشيخ الرئيس ضوعف قدره وشرحه لخاتم المحققين نور سره ومن كتبي وصحفي كتاب الأفق المبين الذي هو دستور الحق وفرجار اليقين وكتاب الإيماضات والتشريفات الذي هو الصحيفة الملكوتية وكتاب التقديسات الذي فيه في سبيل التمجيد والتوحيد آيات بينات كل ذلك قراءة فاحصة واستفادة باحثة، وفي العلوم الشرعية كتاب الطهارة من كتاب قواعد الأحكام لشيخنا العلامة جمال الملة والدين الحلي وشرحه لجدي الإمام المحقق القمقام (يعني به المحقق الكركري) أعلى الله مقامهما وطرفا من الكشاف للإمام العلامة الزمخشري وحاشيته الشريفة، وهو مشتغل هذا الأوان بقواعد شيخنا المحقق الشهيد قدس الله لطيفه، وإني أجزت له- حيث استجاز مني- أن يروي جميع ذلك لمن شاء وأحب متحفظا محتاطا محافظا على مراعاة الشرائط المعتبرة عند أرباب الدراية والرواية، وأوصيه أولا بتقوى الله سبحانه وخشيته في السر والعلانية وليكن مستديما لاستذكار قول مولانا الصادق جعفر بن محمد الباقر عليهما السلام: ’’استحي من الله بقدر قربه منك وخفه بقدر قدرته عليك’’ مواظبا على الألفاظ بالأدعية والأذكار والإكثار من تلاوة القرآن الكريم ولا سيما سورة التوحيد، وثانيا بصون أسرار عالم القدس التي مستودعها كتبي وكلماتي عمن خفرني وخرج عن ذمامي في عهد سبق لي ووصية سلفت مني في كتاب الصراط المستقيم فكل ميسر لما خلق له:
ومن يك ذا فم مر مريض | يجد مرا به الماء الزلالا |
وثالثا بتكرار تذكاري في صوالح الدعوات والله سبحانه ولي الفضل والطول وإليه يرجع الأمر كله.
وكتب أحوج المربوبين إلى الرب الغني محمد ابن محمد يدعى باقر الداماد الحسيني ختم الله له بالحسنى في منتصف شهر جمادى الأولى لعام 1017 من الهجرة المقدسة النبوية مسؤولا حامدا مصليا مسلما مستغفرا والحمد لله رب العالمين وصالاة على رسوله وآله الطيبين أولا وآخرا.
الإجازة الثانية له من الداماد
قال فيها بعد حذف بعض ألفاظ التقعر: ’’وبعد’’ فإن السيد الأيد المؤيد المتبحر العلم العام الفاضل الكامل الراسخ الشامخ الفهامة أفضل الأولاد الروحانيين قرة عين القلب وفلذة كبد العقل، نظاما للعلم والحكمة والإفادة والإفاضة والحق والحقيقة أحمد الحسيني العاملي حفه الله تعالى بأنوار الفضل والإيقان وخصه بأسرار العلم والعرفان قد قرأ علي (أنولوطيقا) الثانية وهي فن البرهان في حكمة الميزان من كتاب الشفا لسهيمنا السالف وشريكنا الدارج الشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن عبد الله بن سينا رفع الله درجته وأعلى منزلته قراءة بحث وفحص وتدقيق وتحقيق فلم يدع شاردة من الشوارد إلا وقد اصطادها ولا فائدة من الفوائد إلا وقد استفادها وإني قد أجزت له أن يروي عني ما أخذ وضبط واختطف والتقط لمن شاء كيف شاء ولمن أحب كيف أحب ثم عزمت عليه أن لا يكون إلا ملقيا أوراق الهمة على ما قد قرأ ودرأ وسمع ووعى مفيضا لأنوارها موضحا لأسرارها شارحا لدقائق خفياتها، ذابا عن حقائق خيباتها سالكا بعقول المتعلمين وأبالسة المدارك القاصرة السوداوية عن استراق السمع لما فيها ببوارق شهبها القدسية والمأمول أن لا ينساني من صالح دعواته.
’’وكتب مسؤولا أحوج المربوبين إلى الرب الغني محمد ابن محمد يدعى باقر الداماد الحسيني ختم الله له بالحسنى حامدا مصليا مسلما مستغفرا في عام 1019 من الهجرة المقدسة المباركة والحمد لله وحده’’.
إجازة الشيخ البهائي له
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد الحمد والصلاة قد أجزت السيد الأجل الفاضل التقي الزكي الذكي الصفي الوفي الألمعي اللوذعي شمس سماء السيادة والإفادة والإقبال وغرة سيماء النقابة والنجابة والكمال سيدنا السند كمال الدين أحمد العلوي لعاملي وفقه الله سبحانه لارتقاء أرفع المعارج في العلم والعمل وبلغه غاية المقصد والمراد والأمل أن يروي عني الأصوث الأربعة عليها مدار محدثي الفرقة الناجية الإمامية رضوان الله عليهم بأسانيدي المحررة في كتاب الأربعين الواصلة إلى أصحاب العصمة سلام الله عليهم أجمعين وكذا أجزت له سلمه الله وأبقاه أن يروي عني جميع ما أفرغته بقالب التأليف (وذكر مؤلفاته ومنها شرح الصحيفة الكاملة) فليرو ذلك لمن له أهلية الرواية عصمنا الله وإياه عن اقتحام مناهج الغواية’’.
وكتب هذه الأحرف بيده للجانية الفانية أقل العباد محمد المشتهر ببهاء الدين العاملي تجاوز الله عنه في الشهر الرابع من السنة الثامنة عشرة بعد الألف حامدا مصليا مسلما مستغفرا والحمد لله على نعمائه أولا وآخرا وباطنا وظاهرا ’’أه’’.
ويروي الكتب الأربعة في الحديث بالإجازة عن المحقق الداماد فقد قال في بعض كلامه بالفارسية ما ترجمته: اعلم وفقك الله أن هذا الفقير يروي الأصول الأربعة الكافي ومن لا يحضره الفقيه والتهذيب والاستبصار عن السيد الأجل الأفخم قدوة العلماء المتبحرين أسوة الفضلاء والمجتهين أستاذي وأستاذ الكل في الكل ثالث المعلمين الأمير محمد باقر الداماد الحسيني طاب ثراه، وهو يرويها عن الشيخ الجليل حسين بن عبد الصمد الحارثي العامل قدس الله روحه عن السيد الأج الأفخم السيد حسين بن جعفر الكركي والشيخ الجليل الكبير الشيخ زين الدين العاملي أعلى الله قدريهما كلاهما عن الشيخ الفاضل شمس الدين محمد بن محمد بن داود الشهير بابن المؤذن عن الشيخ ضياء الدين علي عن والده الشيخ شمس الدين محمد بن مكي عن شيخ المدققين الشيخ فخر الدين عن والده علامة العلماء جمال الملة والدين حسن بن يوسف ابن علي بن مطهر الحلي عن الشيخ الكامل نجم الدين جعفر ابن الحسن بن سعيد عن السيد الجليل أبو علي فخار بن معد الموسوي عن الشيخ الجليل أبو الفضل شاذان بن جبرئيل القمي عن الشيخ الفقيه الفاضل عماد الدين أبو جعفر محمد ابن أبي القاسم الطبري عن الشيخ الأجل أبو علي حسن ابن محمد عن والده أسوة الفرقة الناجية شيخ الطائفة المحقق أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي عن أسوة الفقهاء محمد ابن محمد بن النعمان الشيخ المفيد عن الشيخ الجليل ابن القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عن رئيس المحدثين محمد ابن يعقوب الكليني وهكذا شيخ الطائفة له إلى ثقة الإسلام محمد بن علي بن بابويه عدة طرق فهذه هي طرقي إلى الأصول الأربعة التي عليها المدار في هذا الزمان وطرق هؤلاء الأصحاب الثلاثة إلى أصحاب العصمة وخزان الوحي الإلهي مبينة في مشيختهم (أه).
مشايخه
قد عرفت أنه قرأ على السيد محمد باقر الداماد وروى عنه وروى عن الشيخ البهائي.
مؤلفاته
على ما ذكره حفيده السيد محمد أشرف في كتاب فضائل السادات:
المعارف الإلهية.
كشف الحقائق وهو حاشية على تقويم الإيمان للداماد.
مفتاح الشفاء.
العروة الوثقى.
النفحات اللاهوتية في العثرات البهائية.
اللوامع الربانية في رد شبه النصرانية.
لوامع رباني وصواعق رحماني فارسي في الرد على اليهود.
مصقل الصفا في تجلية وتصفية مرآة حقما فارسي في الرد على النصارى صنفه للشاه صفي الصفوي سنة 1032.
فضائل السادات المسمى بالمنهاج الصفوي أو المنهاج الصافي.
حاشية على الفقيه ينقل عنها حفيده السيد محمد أشرف في فضائل السادات.
رسالة سيادة الأشراف.
اللطائف الغيبية.