الأمير الشيخ أحمد بن حمادة قتل سنة 1046 قتله بنو سيفا حكام طرابلس الشام.
(وآل حمادة) أو الحماديون يلقبون بالمشايخ وهو لقب من ألقاب الإمارة ينسبون إلى جدهم حمادة وهم من الأمراء الشيعة في لبنان وإمارتهم فيه قديمة تبتدئ من المئة التاسعة تقريبا وهم أهل شهامة وإباء وعز ومنعة، مهيب جانبهم ولا نتذكره الآن ولعله من بعض تعليقات الباحث عيسى ابن اسكندر المعلوف أن أصلهم من بلاد فارس أو من بخارى، ولكنهم أنفسهم ينكرون ذلك ويقولون إنهم من عرب العراق. قال عيسى المذكور: كان جدهم الشيخ حمادة في بلاد فارس وهو الذي فتح تبريز وأراد الخروج على السلطان فطرده فجاء إلى لبنان ومعه أخوه أحمد- وهو غير المترجم- فنزلا في الحصين ثم قهمز وتفرقت عشيرتهما في لبنان ونالت منزلة فيها وسكنوا في الضنية ثم انتقلوا إلى الهرمل لتوالي الفتن والحروب عليهم في تلك الجهات.
وفي سنة 955 اتفقت زوجة كمال الدين عجرمة معه ومع أهالي عين حليا وقتلوا عبد المنعم مقدم بشري كمنوا له خارج البرج وقتلوه مع أولاده، فقتل رفقاؤه الشيخ حمادة.
وفي سنة 999 جمع الأمير محمد بن عساف التركماني الرجال وسار لطرد يوسف باشا ابن سيفا من بلاد عكار فجمع يوسف رجاله وكمن له فقتله ولم يكن له ذكر فانقطع ذكر بيت عساف وأصلهم تركمان وكان لهم في كسروان 232 سنة وأعطى النيابة لأولاد حمادة.
وفي سنة 1026 كان الحماديون وأولاد الشاعر الشيعة في صحبة الأمير سليمان ابن سيفا وكان الأمير علي بن يونس المعني أعطاه حكم جبيل والبترون فحسنوا له أن يصرف الذين عنده من قبل ابن معن وهم يكفونه فصرفهم، وكان سليمان معاديا لعمه يوسف باشا ابن سيفا فباغت يوسف سليمان وحاصره في برج تولا فاستنجد سليمان بعلي المعني فأنجده بعسكر صيدا وأمر حسين الطويل أن ينجده برجال كسروان وحسين اليازجي برجال صفد وبلاد بشارة وبوصول اليازجي إلى صيدا أخبر بتسليم سليمان لعمه يوسف لعدم الذخيرة فاتهم علي المعني الحماديين بأنهم هم الذي أرسلوا إلى يوسف باشا ليغير على ابن أخيه فنهب قراهم وقرى أولاد الشاعر وأحرقها.
وفي سنة 1040 قدم فخر الدين المعني من صيدا إلى طرابلس فأرسل إليه الشيخ أحمد بن حمادة يعده بمال إن لم يدخل المدينة فلم يقبل.
وفي سنة 1046 وقع الاختلاف بين بني سيفا والحمادية وقتل بنو سيفا الشيخ أحمد بن حمادة وسبب ذلك أن محمد باشا أرسل متسلما إلى طرابلس فأرجعه يوسف بن سيفا من الطريق وراسل بنو سيفا الحمادية فلم يقبلوا بعصيان الدولة ووقع الاختلاف وقتل الشيخ أحمد– المترجم- وضبط الأمير يوسف الشهابي بعد ذلك جميع أرزاق الحمادية في بلاد جبيل والبترون وجبة بشري وقاتلهم، وبسبب ذلك انتقلوا إلى الهرمل وبقوا بها إلى اليوم وهو سنة 1361 هجرية.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 582