التصنيفات

الشريف أحمد خان الحسيني الكيلاني سلطان بلاد كيلان
توفي في بغداد سنة 1009 هكذا في خلاصة الأثر.
ومر في ج7 من هذا الكتاب ذكر السلطان أحمد خان ابن السلطان حسن ابن السلطان أحمد ابن السلطان حسين ابن السيد محمد الحسيني آخر سلاطين كيلان وأنه قتل سنة 942 وقيل توفي سنة 920 ومر في ج8 ذكر جده السلطان أحمد ابن السلطان حسين ابن السلطان محمد وأنه توفي سنة (940) ثم وجدنا في خلاصة الأثر الترجمة الآنفة الذكر والظاهر أن المذكور فيها هو الحفيد لأحمد بن حسن المذكور في ج7 لأنه ذكر في خلاصة الأثر كما ستعرف أن الشاه طهماسب اعتقله في قلعة دهقهة وأنه فر إلى السلطان محمد العثماني ونحن ذكرنا في ج7 فراره والتجاءه إلى الدولة العثمانية وحبسه في القلعة المذكورة ولكنه ظهر لنا وقوع خلل في ترجمة الحفيد المذكور في ج7 ومخالفة لما ذكر في خلاصة الأثر فنحن نورد هنا ما ذكر في خلاصة الأثر ثم نيبين موضع الخلل ومحل المخالفة.
قال صاحب خلاصة الأثر ما صورته: خان أحمد الكيلاني الشريف الحسيني سلطان بلاد كيلان من بيت السلطنة أبا عن جد وكان مع كونه من الملوك أحد أفراد العالم في العلوم الرياضية والحكمية حصل علم الهيأة والهندسة والفلك وكان يدرس القوشجي في الهيأة وكان إليه النهاية في الموسيقى والشعر الفارسي وإذا نظم غزلا ربطه في أصوات ونغمات وكان طهماسب شاه قد اعتقله في قلعة دهقهة في بلاد العجم ومكث بها معتقلا سنين عديدة وكان إسماعيل ولد طهماسب محبوسا عنده فقال له إن أطلقني الله من الحبس وولاني أمر الناس فلله علي أن أطلقك وأوليك بلادك فلما أطلق إسماعيل وملك العراقيين وآذربيجان وشروان وشيراز وخراسان وهمذان وبلاد الجبال أخرجه من دهقهة لكن وضعه في قلعة اصطخر وقال له أريد إرسالك إلى بلادك مع مزيد التعظيم فلم تطل مدة إسماعيل ومات فولي السلطنة بعده باتفاق أمراء قزلباش أخوه محمد خدابنده الذي كان مقيما بشيراز وكان أعمى فولوه السلطنة إذ لم يجدوا في بيت السلطنة من هو قابل لها غيره فأرسل إلى خان أحمد واستخرجه من اصطخر وولاه بلاد كيلان كما كان فلم يزل بها إلى أن أخذ سلطان الإسلام السلطان مراد بن سليم غالب عراق العجم وكل عراق العرب وآذربيجان وشروان وبلاد الكرج فأرسل الشاه عباس بن خدابندة المذكور عسكرا وافرا وأخذوا كيلان من يد أحمد خان فهرب مع جماعة معدودة إلى جانب السلطان محمد بن مراد فدخل عليه وامتدحه بقصيدة عظيمة يحثه فيها على أخذ كيلان من الشاه عباس وأهدى له شمعدانا مرصعا قيل إنه خمن بثمانين ألف دينار فلم يحصل على مراده من العسكر وذهب إلى بغداد بإذن السلطان فمات بها في سنة 1009 ’’انتهى’’ وكان أخذ السلطان مراد للبلاد المذكورة في حياة الشاه محمد خدابندة ابن الشاه طهماسب الذي فقد سنة 996 وأخذ كيلان من يد أحمد خان في عهد الشاه عباس بن محمد خدابندة الذي تولى الملك بعد أبيه سنة 996 واسترد ما كان أخذه العثمانيون من بلاد إيران وأخذ كيلان من أحمد خان فالتجأ إلى العثمانيين أعداء الصفوية ظنا منه أنهم ينصرونه فخاب ظنه لأن الشاه عباس كان قوي الشوكة وقد صالح العثمانيين ففي كلام خلاصة الأثر شيء من النقص والغموض.
ثم إن ما ذكره في تاريخ وفاته هو الصواب وما مر من أن وفاته سنة 942 أو 920 خطأ (أولا) لأنا ذكنا في ج7 أن أباه السلطان حسن توفي سنة 943 فملك بعده ابنه السلطان أحمد فكيف يكون الأب توفي سنة 943 والابن الذي ملك بعده قتل سنة 943 أو قبلها (ثانيا) إن إسماعيل الذي كان محبوسا معه خرج من القلعة التي كان محبوسا فيها سنة 984 والشاه عباس بن محمد خدابندة الذي أرسل عسكرا وأخذ كيلان من يد المترجم له ولي السلطنة سنة 996 فكيف تكون وفاة المترجم له سنة 942 أو 920 ثم إن ما مر عن المجالس في ج7 ص477 من أنه قتل في ميدان صاحب آباد من تبريز بالتاريخ المتقدم ينافي ما مر عن خلاصة الأثر من أنه مات في بغداد بعد هذا التاريخ بنحو من 67 سنة أو أكثر فلعله شخص آخر، وكيف كان فالظاهر أن ما في الخلاصة هو الصواب وأنه حصل اشتباه بين وفاة الجد ووفاة الحفيد، فالمتوفى سنة 920 أو 940 أو 943 هو الجد والمتوفى سنة 1009 هو الحفيد.
وفي الذريعة أن المولى علي بن شمس الدين ابن الحاج حسين ألف تاريخ طبرستان وجيلان وسماه تاريخ خاني باسم أحمد خان الحسيني ملك جيلان الذي كان جاروديا ثم صار إماميا وفصل فيه أحوال السادة العلويين ملوك تلك البلاد من المرعشية بمازندران والكيائية بجيلان وفرغ منه سنة 899 ومن تاريخ تأليف الكتاب علم أن المؤلف باسمه هو الجد لا الحفيد.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 511