الشيخ الحاج أحمد آغا آغات القول في دمشق وممدوح للشيخ إبراهيم بن يحيى العاملي.
سيد شريف جليل القدر من السلالة الطاهرة النبوية العلوية الفاطمية من أهل العراق وسكن دمشق الشام وتولى فيها منصب آغات القول مدة من الزمان في أواخر القرن الثاني عشر وهو من المناصب العسكرية في الدولة العثمانية ثم نقل إلى العراق وللشيخ إبراهيم بن يحيى العاملي فيه مدائح كثيرة موجودة في ديوانه الذي جمعناه قالها حين هربه من جبل عامل إلى دمشق في حادثة الجزاء واتصاله بصاحب الترجمة وقد ذكرنا جملة منها في ترجمة الشيخ إبراهيم المذكور ومما لم نذكره هناك قوله يمدحه ويهنئه بالعيد ويذكر وقعة له بدمشق.
أما والهوى لولا الجفون الفواتر | لما صرعت أسد العرين الجآذر |
ولولا خدود كالشقيق نواضر | لما نثرت در الدموع النواظر |
وبيضة خدر لا تزال لحاظها | تصيد فؤاد الليث والليث خادر |
إذا سفرت عن وجهها قوض الدجى | وكيف بقاء الليل والصبح سافر |
وفي وجهها ماء ونار كلاهما | ينص على أن المهيمن قادر |
وبين ثناياها غدير مدامة | ترد يد الحران عنه الظفائر |
لهوت بها والعيش غض وللصبا | على البيض ناه لا يرد وآمر |
ولما ذوى غرس الشبيبة أعرضت | لسرعان ما مج العقار المعاقر |
وما الشعرات البيض في لمة الفتى | وجمته للبيض إلا ضرائر |
ولا عجب أن تخفر البيض ذمتي | فأكبر من أخلصته الود خافر |
إذا قلب الدهر المجن تواثبوا | على فهم جند له وعساكر |
وما نالني والحمد لله جمعهم | بشر ولي من أحمد الخير ناصر |
حليف العلى والمكرمات وتربها | وأكرم فرع طبن منه العناصر |
وأبيض فياض اليدين نواله | على علل الأيام هام وهامر |
أعاد حياة الجود والجود ميت | وشاد ربوع المجد والمجد داثر |
يخاطر في كسب المعالي وقلما | ينال خطير المجد إلا المخاطر |
مفيد ومتلاف يرى الحمد مغنما | عظيما وإن خاست لديه المتاجر |
وكل فتى لا يكسب الحمد والثنا | وإن ربحت أمواله فهو خاسر |
من النفر الغر الذين إليهم | تؤول المعالي كلها والمفاخر |
إذا ولد المولود منهم تهللت | له الأرض واهتزت إليه المنابر |
وإن ذكرت أسماؤهم سلم الصفا | عليهم وعجت بالصلاة المشاعر |
بحور أحاطت بالعباد هباتهم | فغرد باد بالثناء وحاضر |
نبذت الورى لما ظفرت بحبهم | يعاف الحصى من في يديه الجواهر |
سعى أحمد للمكرمات كسعيهم | وتجري على أعراقهن الضوامر |
له الله من ندب أغر وماجد | على مثله في الفضل تثنى الخناصر |
تلافى صلاح الشام عند تلافها | برأي له السيف الصقيل مؤازر |
فألبسها درع السلامة بعدما | أطلت نيوب للردى وأظافر |
ودارت على الباغين فيها رحى الردى | كذاك على الباغي تدور الدوائر |
ولكن نجا شيطانها وقرينه | وللأجل المحتوم لا شك آخر |
وفر فرار الطير أهوى لصيدها | من الجو معروق الجناحين كاسر |
ولما أراد الله قتلهما معا | ومن عدله أن ليس يسلم جائر |
أصابهما الضاري فأمسى ثعالة | قتيلا وأمست في الرباط حضاجر |
فيا راحلا لا قرب الله داره | لقد جرت البلوى إليك الجرائر |
ويا مجرما أدناه من سيف أحمد | تبسمه وهو الهزبر المكاشر |
لعمري لقد نالت يد الشام منكما | مناها وطارت للعراق البشائر |
وثم فروع من يزيد وحزبه | لدينا وفي كلتا يديك البواتر |
وقد صنعوا بالسبط ما قد عرفته | وأنت بثأر السبط لا شك ثائر |
ليهنك عيد قيل إنك مثله | مغالطة والفرق كالصبح ظاهر |
ودونكها عذراء طيبة الشذا | وكل حديث في معاليك عاطر |
أضربها طول الظماء فصرحت | بحاجتها للبحر والبحر زاخر |
فإن تولها فضلا فما زلت مفضلا | وإن تكن الأخرى فإني عاذر |
وحقك ما في الشام غيرك ماجد | يرجى ولا في الشام غيري شاعر |
بشرى فقد أهدت لك الأقدار | ما تشتهي منها وما تختار |
وحباك ربك بالمعالي فاغتدى | متواضعا من خوفه الجهار |
عاثوا زمانا في الشآم وأفسدوا | فيها وعقبى المفسدين بوار |
وعصوا ولي الأمر وانحازوا إلى | شق الشقاق وكلهم أغمار |
ورموك عن قوس العداوة حيث لا | ينجيك إلا الواحد القهار |
وأتوك من بقر البلاد بجحفل | لجب ولكن الرئيس حمار |
فوثبت وثبة ضيغم أنيابه | سمر القنا وسيوفه الأظفار |
فتركتم ما بين مطرح على | وجه الصعيد ضيوفه الأطيار |
ومكام يبغي الفرار وقلما | ينجي إذا حم الحمام فرار |
فأصيب منهم من تعرض للقنا | وانجاب ذاك الجحفل الجرار |
بذلوا لك الأموال خوفا عندما | قتل أطل عليهم وأسار |
يبغون رد غشمشم لا درهم | يثني عزيمته ولا دينار |
فعفوت عنهم والعبيد إذا هفت | منت عليها السادة الأحرار |
إلا عن الرجس الذي شبت به | في الجانب الشامي تلك النار |
ما زلت تطلبه كما أهوى على | فحل الحبارى أجدل مغوار |
حتى ظفرت به وبالوغد الذي | قد كان يختار الذي يختار |
فقضيت حق المشرفية منهما | والبيض لا تغدو لها أوتار |
وأرحت من فوق البسيطة منهما | وبشكر فضلك طارت الأخبار |
فضل حباك به الذي خلق الورى | وانهل فيهم جوده المدرار |
فاشكر إلهك ما قدرت فإنه | غرس له ما تشتهيه ثمار |
والخير كل الخير إنعاش الفتى | في شدة قلت بها الأنصار |
والعدل إن العدل أفضل مركب | لا يعتريه مدى الزمان عثار |
والجود لكن لا تريد مذكرا | بالجود وهو أليفك المختار |
أنت الذي بالفضل أنعشت الورى | حتى كأن هباتك الأمطار |
وإذ أراد الله إحياء الكلا | ساق الغيوث إليه وهي غزار |
خذها ولا من عليك فريدة | عصماء يكبو دونها بشار |
من مخلص لك في المودة لم تكن | لولا هواك شعاره الأشعار |
وأسلم ولا تنفك ما هب الصبا | قطرا تعيش بصوبه الأقطار |
همام إذا ما هم لم يثن همه | قراع العوالي والمهندة البتر |
وإن حضر النادي تخطت به العلى | إلى صدره والصدر أجدر بالصدر |
وإن رفعت أعلامه جزم العدة | لجمعهم قبل الملاقاة بالكسر |
جواد يبذ الأغنياء ذوي الندى | سماحا وإن أمسى مقلا من الوفر |
وجود الفتى في كل حال فضيلة | وأفضله ما كان في زمن العسر |
فصيح إذا نص البيان حسبته | يبدد عند القول عقدا من الذر |
ويفرق منه الليث والليث خادر | وتأمن في أكنافه بيضة الخدر |
وصلت به حبلي فأصبحت ممسكا | بمنصلت يفري وذي كرم يقري |
وعهدي به في الشام وهنو أميرها | وراحته كالقطر في ذلك القطر |
أروح وأغدو آمنا في جواره | على علل الأيام من سطوة الفقر |
فما راعني إلا وقد قوضت به | عتاق المهاري المطهمة الضمر |
يسير كبدر التم في حندس الدجى | ومن حوله الأصحاب كالأنجم الزهر |
وما ذاك إلا أنه سيم خطة | يضام بها والضيم صعب على الحر |
وأجدر خلق الله باللوم قادر | على النأي يغدو جار فرعون في مصر |
فخيم من يعزى إلى الدوحة التي | ترف على الأيام بالورق النضر |
أبثك أشواقا إليك تركتني | وحاشاك مطوي الضلوع على الجمر |
نعم حبذا دار السلام وحبذا | (عيون المها بين الرصافة والجسر) |
هي الروضة الغناء بل هي جنة | ترى الكوثر السلسال من تحتها يجري |
أقمت زمان القيظ فيها وعندما | خبت ناره الحمراء ناديت بالنفر |
ولولا فساد الرأي ما اخترت فارسا | مقرا على بغداد في زمن القر |
ودونكها عذراء خامر قلبها | هواك فلم تحفل بزيد ولا عمرو |
هدية مولى أثمر الغرس عنده | وأنت ولي الغرس بالحمد والشكر |
ولي في حماك الرحب فرخ تركته | فريدا أعيذ الوتر بالواحد الوتر |
وأنت له بعد المهيمن عدة | وذخر وتعويل الضعيف على الذخر |
أتلك ثغور أم بروق لوامع | وأعين عين أم سيوف قواطع |
وطرة مي ما أرى أم هو الدجى | ونور محياها أم الصبح طالع |
دعاني جمال العامرية للهوى | على رسله إني مطيع وسامع |
وأطمع منها بالوصال وإنما | يقطع أعناق الرجال المطامع |
وبي ظمأ برح وفي الثغر منهل | نمير ولكن حوله السم ناقع |
أما تتقين الله في قتل مسلم | على مثله في الفضل تثنى الأصابع |
وإن كان لي ذنب كما تدعينه | فحسبي من الإخلاص يا مي شافع |
ولولا الهوى ما لان عودي لغامز | وكيف يلين الطود والطود فارع |
وما ضرني أن غار وفري ومزقت | قميص الغنى عني رياح زعازع |
فقد يفجع البازي بفقدان ريشه | ويخلق غمد السيف والسيف قاطع |
وليس الغنى في الناس إلا وديعة | ولا بد يوما أن ترد الودائع |
ولست أبالي بعد إدراكي العلى | أضاق علي الرزق أم هو واسع |
وإن كان في نظم القوافي لناظم | فخار ففخري في البرية شائع |
أنرت دياجيه وأوريت زنده | وقارعت من فرسانه من يقارع |
ولي قصبات السبق في كل حلبة | نقطر فيها مستقيم وضالع |
أنا السابق المتبوع فيها إلى المدى | وكل مجيد جاء بعدي تابع |
وما زلت أكفي صاحبي ما أهممه | وأكدح في حاجاته وهو وادع |
وأعذل أيامي وأشكو جفاءها | فلا العذل مسموع ولا الشكو نافع |
وما زلت مذ نيطت علي تمائمي | تصارعني أحداثها وأصارع |
ولولا أذاها ما تركت منازلي | وفيها من الأحباب كهل ويافع |
ولا صرت في الدنيا غريبا تضمني | مرابع أقوام وتأبى مرابع |
أروح وأغدو في الشآم كأنني | أفتش عن باب الغنى وهو ضائع |
ولكنني صادفت فيها أماجدا | أكفهم للواردين مشارع |
ولا سيما بحر المكارم أحمد | حليف العطاء الجزل والدهر مانع |
فتى وجهه في الحرب ضاح وضاحك | ومعروفه في السلم هام وهامع |
يبشره مرآه بجدواه مثلما | تبشر بالغيث البروق اللوامع |
هو الروض أما ظله فهو سابغ | طليل وأما عرفه فهو ضائع |
ويشرق في العام المحيل جبينه | وللبدر في جتح الظلام مطالع |
به قام سوق الشعر شرقا ومغربا | وقد قل شار للثناء وبائع |
غرست لديه المدح فهو حديقة | لها ثمر من جود كفيه يانع |
ولا غرو أن يزكو لدي صنعيه | فعند كرام الناس تزكو الصنائع |
ألا طرقتنا والخليون هجع | ولليل تاج بالنجوم مرصع |
نؤوم الضحى مجدولة النقد تنثني | كما اهتز خوط البان والريح زعزع |
وتفتر عن كنز من الدر نوره | يلوح على رغم الظلام ويلمع |
تذود الأفاعي عنه وهي ظفائر | فأي فتى في ذلك الكنز يطمع |
أتتنا على يأس الرجاء وربما | أباح لك المطلوب من كان يمنع |
ونضت محيا لو تطلع ناسك | إليه لهام الناسك المتطلع |
وحيت بأجفان مراض وإنها | لأفتك من غرب الحسام وأقطع |
لعمرك يا لمياء إني متيم | وللبيض عندي ذمة لا تضيع |
ولكن أبى لي أن أمل إلى الخنا | عفاف ووجه بالحياء مبرقع |
ألم تعلمي يا بيضة الخدر أنني | حجاب على البيض الحسان ممنع |
وإني أصون البيض بالبيض حيث لا | ولي وأحمي السمر والسمر شرع |
سلي بي الضارب الهام في الوغى | بمنصلت يقري العظام ويقطع |
سلي بي ألم أغش الكريهة حاسرا | وقد ندرت فيها رؤوس وأذرع |
سلي بي ألم ألق الجري على اللقا | وأسد الشرى من خيفة تتكعكع |
سلي بي ألست القاتل الفقر بالندا | وحامل أعباء بها الدهر يضلع |
سلي بي ألست الباذل المال للورى | وغيري يذود الناس عنه ويدفع |
أنا ابن الأباة الضيم من آل هاشم | حملة الحمى والبيض بالبيض تقرع |
بدور الدجى والمنعشون بني الرجا | وأكرم من فوق البسيط وأشجع |
وهم روضة المعروف والدوحة التي | فروع الهدى عن أصلها تتفرع |
أقر الموالي والمعادي بفضلهم | وكيف جحود الصبح والنور يسطع |
تمل أحاديث الكرام ذكرهم | (هو المسك ما كررته يتضوع) |
أولئك يا لمياء قومي وأسرتي | وعرقي إليهم يا ابنة القوم ينزع |
ويا رب باغ قد بغاني بكيده | فنكسته والشر بالشر يدفع |
وكم خامل في الناس أدلى بوده | إلي وروض الود عندي ممرع |
فأكرمت مثواه ونوهت باسمه | فصار له في قنة المجد موضع |
وحقك يا لمياء لولاي ما اغتدت | طيور الثنا في دوحة الشعر تسجع |
ونحن أناس لا يزال لباسنا | مدى الدهر جلباب الشتاء الموشع |
لنا من سرابيل المديح جديدها | وللناس منها المسترث المرقع |
ومن أعوزت فيه المعالي فمدحه | ضلال وهل يحتاج للمشط أقرع |
وقافية ضم البديع نسيبها | إلى فخرها خير الرحيق المشعشع |
يصوغ الشذا من كل طيب بعثته | إلى الأنف لكن فأرة المسك أضوع |
أما والهوى لولا هوى لي معرق | لما بل نحري عبرة تترقرق |
فلا تعذلاني إن من يطرح الغضا | على ناره كي تنطفي فهو أحمق |
جوى لزه بالقلب حي تحملوا | وسارت مطاياهم تخب وتعنق |
تنازعني نفسي إليهم وبينها | وبين الربيع الطلق بيداء سملق |
ولو أنصفوا يوم الرحيل أخاهم | لما طرحوه في الشآم وأعرقوا |
وإني على القلب الذي سافروا به | من الترك في بعض الموامي لمشفق |
ولا غرو إن فاضت دموعي فإنما | يفرق شمل الدمع شمل مفرق |
أما وهواهم وهي حلفة صادق | وما كل قوال إذا قال يصدق |
لقد ضاق صدري بعدهم ومن العنا | حياة الفتى والصدر بالهم ضيق |
إذا بلغوا دار السلام وأشرفت | عليهم وجوه كالأهلة تشرق |
ومدوا إلى ماء الفرات أناملا | بأمثاله يوم الندى تتدفق |
فقد تركوا ماء المذلة آجنا | وفازوا بماء العز وهو مروق |
وألقوا عصاهم في رياض من العلى | بها يثمر المجد الأثيل ويورق |
ومن شط عن دار الهوان تفاديا | من الضيم فهو اللوذعي المرفق |
وليس سواء جار موسى وضده | ولا تستوي دار السلام وجلق |
سقى الغيث أكتاف العراق فإنها | بذلك أحرى من سواها وأخلق |
ولا غرو إن فضلتها وهي مغرب | لأنوار رب العالمين ومشرق |
هم النفر الغر الذين بحبلهم | وعروتهم دون الورى نتعلق |
سراة كرام كل باد وحاضر | من الخلق بالإحسان منهم مطوق |
تبارك من أولاهم الفضل كله | فطاروا بأقسام المعالي وحلقوا |
أما وعلاهم إن قلبي إليهم | من الحائم الصادي إلى الماء أشوق |
إذا ما ذكرت القرب منهم ولم أجد | إليه سبيلا كادت الروح تزهق |
خليلي قوما واسقياني سلافة | من الشعر لا كان الرحيق المعتق |
مصفقة كاساتها بثناء من | كلفت به خير الرحيق المصفق |
وما هو إلا أحمد البأس والندى | وجامع شمل الفضل وهو مفرق |
أبر من الطائي إن عز نائل | وأفصح من سحبان إن عز منطق |
همام كساه الله أفضل حلة | من المجد لا تبلى ولا تتمزق |
أقام زمانا في الشآم وظلها | به سابغ والعيش ريان مونق |
وقد كان لي فيها مجنا من الردى | إذا أرعد الأعداء فيها وأبرقوا |
وبحرا يداوي كظة الفقر بالغنى | وبدرا إذا ما أظلم الدهر يشرق |
فأصبحت فردا في الشآم مقلقلا | كأني على ورق الغزال معلق |
أروح ولي قلب بقلبه الجوى | وطرف كما شاء الفراق مؤرق |
ولولا اتقاء الشامتين لصرحت | بمكنون وجدي عبرة تتدفق |
أفي الحق أن يغدو فتاك مغربا | يكايد أشواقا وأنت مشرق |
أتتركني ما بين ضد مباين | وخب أصافيه الوداد فيمذق |
ومن رام تعذيب البلابل ساقها | إلى دوحة فيها غراب وعقعق |
وما يصنع الغصان والماء مفزع | له وبه أمسى يغص ويشرق |
ألست الذي أحيا بمدحك وهو مطوق | من الشعر حتى قيل عاش الفرزدق |
قواف يروح الدهر وهو مطوق | بهن وإن طال المدى ومقرطق |
لها من معاليك اشتهار ورفعة | ومن سيفك الماضي مضاء ورونق |
ولي قصبات السبق في مدحك الذي | أدل به لكن اياديك أسبق |
ولولا وجوب الشكر كان معرة | علي وإن فالوا مجيد ومفلق |
من ذي فؤاد بنار الوجد مشتعل | وطيف فكر بذكر الإلف مشتغل |
سمي أحمد خير الخلق كلهم | وأشرف الناس من حاف ومنتعل |
سيف الوزير الجليل الشان فخر بني | عثمان من ذكره قد سار كالمثل |
شمس الإمارة إبراهيم من سطعت | قدما بنور سناه جبهة الدول |
لولاكم لم تهجني الشام مطربة | من حيث لا ناقتي فيها ولا جملي |
وقد أتاني كتاب من جنابكم | أبهى من الروض غب العارض الهطل |
ألمت بنا لمياء بعد صدود | على رغم واش في الهوى وكنود |
وكيف ينال الذل مني مراده | وآل مراد عدتي وعديدي |
لهم نسب كالشمس شد نطاقه | على خير آباء وخير جدود |
إذا قيل طه سيد الخلق جدهم | أقر لهم بالفضل كل حسود |
شباب وفتيان كأن وجوههم | نجوم سماء في بروج سعود |
ولاسيما المولى علي فإنه | لفسطاط دين الله خير عمود |
طرحت عنائي بعد معرفتي له | كما ارتفق الحران بعد ورود |
ولكنه أصغى إلى قول حاسدي | وقابل إخلاصي له بصدود |
فيا علم الأعلام شرقا ومغربا | وأفضل مبد في الورى ومعيد |
أيسخطكم مثلي بشيء وإنما | قيامي في مرضاتكم وقعودي |
أمرت بأمر لو تجنبت ورده | أباح ولي الأمر قطع وريدي |
صدرت إليك العذر التمس الرضا | وأنت كريم الحلم غير حقود |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 460