أبو الفضل ابن الخشاب الحلبي قتل سنة 570 بحلب.
قال ابن الأثير: كان رئيس الشيعة بحلب ومقدم الأحداث بها ’’أه’’ ولم نعلم هل اسمه كنيته أو له اسم آخر وكذلك لم نعلم اسم أبيه، عن كتاب الروضتين والسيرة الصلاحية وغيرها أنه لما توفي نور الدين محمود بن زنكي صاحب الشام والجزيرة ومصر الملقب بالملك العادل سنة 569 وقام مقامه ولد إسماعيل الملقب بالملك الصالح وعمره 12 سنة وكان في دمشق وكان بحلب جماعة يقال لهم بنو الداية منهم شمس الدين علي واليه أمور الجيش والديوان وإلى أخيه حسن الشحنكية فلما بلغ عليا موت نور الدين حدثته نفسه بالاستيلاء على الملك فصعد إلى القلعة واضطرب البلد وتحزب الناس أهل السنة مع بني الداية والشيعة مع ابن الخشاب، ونهبت الشيعة دار قطب الدين ابن العجمي ودار بهاء الدين ابن أمين الملك ونهب أهل السنة دار أبي الفضل ابن الخشاب رئيس الشيعة، واختفى ابن الخشاب وبلغ ذلك من في دمشق من الأمراء فرأوا أن مسير الملك الصالح إلى حلب أصلح من بقائه في دمشق فأرسلوا إلى ابن الداية يطلبون إرسال سعد الدين كمشتكين أحد الأمراء ليأخذ الملك الصالح فجهزه وسيره. وعلى نفسها تجني براقش- وساروا إلى حلب ومع الملك الصالح سعد الدين كمشتكين وجرديك وإسماعيل الخازن وسابق الدين عثمان ابن الداية وقد وكلت الجماعة به وهو لا يعلم، وساروا إلى حلب وخرج الناس للقائهم، وكان حسن ابن الداية قد رتب في تلك الليلة جماعة من الحلبيين ليصبح ويصلبهم، فلما خرج للقاء الملك الصالح قبض عليه جرديك وعلى أخيه عثمان وعلى أصحابهم، وساروا مجدين حتى سبقوا الخبر إلى القلعة وقبضوا على شمس الدين ابن الداية ثم صفدوا جميعا في سجن القلعة وقبضوا على جميع الأجناد الذين حلفوا لابن الداية، قال ابن أبي طي في تاريخه: وفي أول سنة 570 ضمن القطب العجمي وابن أمين الدولة -الذين نهبت دورهما- لجرديك أن قتل ابن الخشاب ردوا عليه جميع ما نهب له في دار ابن أمين الدولة فدخل على الملك الصالح وتحدث معه وأخذ خاتمه أمانا لابن الخشاب ونودي عليه فحضر وركب إلى القلعة في جمع عظيم فصعد إليها والشيعة تحت القلعة وقوف، فقتل وعلق رأسه على أحد أبراج القلعة، ثم رمي رأسه إلى البلد وسكنت الفتنة ’’أه’’.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 451