المظفر بيبرس بيبرس الجاشنكير المنصوري، ركن الدين، الملك المظفر: من سلاطين المماليك بمصر والشام. شركسي الأصل، على الأرجح. كان من مماليك المنصور قلاوون، ونسبته إليه. وتأمر في أيامه. وصار من كبار الأمراء في دولة الأشرف خليل بن قلاوون. ولمل تسلطن الناصر محمد بن قلاوون، بعد مقتل الأشرف، صار بيبرس (أستادارا) وتقلبت به الأحوال إلى أن ذهب الناصر إلى الكرك وخلع نفسه من الملك (انظر ترجمته) فألح القواد على بيبرس أن يتولى السلطنة. وخاف الفتنة، فتسلطن (سنة 708هـ) ولقب بالمظفر. وما كاد يستقر حتى جاءه من الكرك أن الناصر يستكثر من الخيل والمماليك، فبعث إليه يطلبها، فامتنع الناصر وسجن الرسول وخرج من الكرك، فشاع ذلك في مصر وكان أهلها يميلون إلى الناصر، وقد نفروا من المظفر، وفر بعض قواد المماليك من مصر فلحقوا بالناصر، وقووا عزمه على الزحف، فدخل الشام وتقدم يريد مصر مهاجما، فتخلى أنصار المظفر عنه ومضوا لنصرة الناصر. وانتشرت الفوضى حول المظفر، وكان يكره سفك الدماء، فخرج من دار ملكه يريد مكانا يأوى إليه بمن بقي معه من مماليكه. وانتهى أمره بأن استسلم للناصر، فلما مثل بين يديه عاتبه الناصر على أمور بدرت منه، فاعتذر، وكان في يد الناصر وتر فطوق به عنق المظفر إلى أن خنقه. وكانت مدة سلطنته 10 أشهر و24 يوما لم يهنأ له فيها بال. وهو من خيار المماليك سيرة
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 79
الملك المظفر بيبرس، الملك المظفر ركن الدين البرجي الجاشنكير المنصوري، وكان يعرف بالعثماني؛ كان أبيض أشقر مستدير اللحية، فيه عقل ودين، وله أموال لا تحصى وله إقطاع كبير فيه عدة إقطاعات لأمراء. كان أستاذ دار الملك الناصر محمد بن قلاوون، وسلار نائبا، فحكما في البلاد وتصرفا في العباد وللسلطان الاسم لا غير، وكان نواب الشام خوشداشية الجاشنكير وحزبه من البرجيه قوي، فلما توجه الملك الناصر إلى الحجاز ورد من الطريق إلى الكرك وأقام بها، لعب الأمير سيف الدين سلار بالجاشنكير وسلطنه وسمي الملك المظفر، وفوض الخليفة إليه ذلك، وأفتى جماعة من الفقهاء له بذلك، وكتب تقليده. وركب بخلعة الخلافة السوداء والعمامة المدورة والتقليد على رأس الوزير، وناب له سلار واستوسق له الأمر، فأطاعه أهل الشام ومصر وحلفوا له في شوال سنة ثمان، وإلى وسط سنة تسع، فغضب منه الأمير سيف الدين نغاي وجماعة من الخاصكية نحو المائة وخامروا عليه إلى الكرك، فخرج الناصر من الكرك وحضر إلى دمشق وسار في عسكر الشام إلى غزة، فجهز المظفر يزكا قدم عليهم الأمير سيف الدين برلغي، فخامر إلى الناصر، فذل المظفر، وهرب في مماليكه نحو الغرب. ثم إنه رجع بعدما استقر الملك الناصر في قلعة الجبل، وكتب إليه: الذي أعرفك به أنني قد رجعت إليك لأقلدك بغيك، فإن حبستني، عددت ذلك خلوة وإن هججتني عددت ذلك سياحة، وإن قتلتني كان ذلك علي شهادة؛ فعين له صهيون، فسار إليها مرحلتين. ثم إن الناصر رده وأحضره قدامه وسبه وعنفه وعدد عليه ذئوبا، ثم خنقه قدامه بوتر إلى أن كاد يتلف ثم سبه حتى أفاق وعنفه وزاد في شتمه ثم خنقه، فمات رحمه الله تعالى سنة تسع وسبع مائة. وقيل سقي كأس سم أهلكته في الحال والله أعلم. وكان كثير الخير والبر، عمر الجامع الحاكمي بعد الزلزلة وأوقف عليه الكتب النفيسة الكثيرة وكتب ختمه بالذهب في سبعة أجزاء قطع البغدادي كتبها له شرف الدين محمد بن الوحيد بقلم الأشعار ذهبا، أخذ لها ليقة ألف وست مائة دينار، وزمكها وذهبها صندل المشهور، وغرم عليها جملة من الأجر ولم يعد يتهيأ لأحد إنشاء مثلها ولا من تسمو همته إلى أن يغرم عليها مثل ذلك. وعمر الخانقاه الركنية مجاورة الخانقاه سعيد السعداء، ورتب لها فيما قيل أربع مائة صوفي، وصنع داخلها للفقراء بيمارستانا. ولما حضر السلطان من الكرك لم يستمر لها إلا بمائة صوفي لا غير. وكان في كل قليل يؤخذ من حاصلها السبعون ألفا والخمسون والأقل والأكثر.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 10- ص: 0
المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكيز صاحب مصر
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0
بيبرس الملك المظفر ركن الدين البرجي الجاشنكير المنصوري، وكان يعرف بالعثماني.
كان أبيض أشقر مستدير اللحية أزهر، فيه عقل موفر الأقسام، ودين لا يدعه يقع في محظور ولا حرام. يتجنب الفواحش ويحاذيها، ويقول:
إن السلامة من ليلى وجارتها | أن لا تمر بواد من بواديها |
ومن يكن ابن عدلان مدبرة | وابن المرحل قل لي كيف ينتصر |
تثنى عطف مصر من قدوم الـ | ـمليك الناصر الندب الخبير |
فذل الجاشنكير بلا لقاء | وأمسى وهو ذو جاش نكير |
إذا لم تعضد الأقدار شخصا | فأول ما يراع من النصير |
دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 2- ص: 75
بيبرس البرجي العثماني الجاشنكير الملك المظفر بيبرس البرجي العثماني الجاشنكير الملك المظفر كان من مماليك المنصور قلاون وترقى إلى أن قرره جاشنكير ومعناه ... وكان أشقر اللون مستدير اللحية موصوفا بالعقل التام والعفة وأمر طبلخاناة في حياة أستاذه واستمر في حاله إلى أن مات الأشرف فقام فيمن قام في طلب ثأره وقتلوا بيدرا وغيره من قتلته وأقاموا الناصر في السلطنة واستقر كتبغا مدبر مملكته فصار بيبرس من أكابر الأمراء وولي الإستادارية للناصر حينئذ ثم قبض عليه الشجاعي وسجنه بالإسكندرية إلى أن تسلطن لاجين فأمره ثم لما عاد الناصر كان ممن قام بتدبير المملكة والتفت عليه البرجية والتفت الصالحية على سلار واستقر بيبرس إستادارا وسلار نائب السلطنة وعظم قدره في أول القرن فاستناب في الإستادارية سنجر الجاولي حتى أعطي الاسكندرية إقطاعا لما خرج إلى الصيد في أول سنة 701 وصحبته جمع كبير من الأمراء إلى الحمايات وحج بالناس سنة 701 فصنع من المعروف ما ضاهى به رفيقه سلار الآتي ذكر ذلك في ترجمته فإنه حج في السنة التي قبلها ولما حج بيبرس قلع المسمار الذي في وسط الكعبة وكان العوام يسمونه سرة الدنيا وينبطح الواحد منهم على وجهه ويضع سرته مكشوفة عليه ويعتقد أن من فعل ذلك عتق من النار وكانت بدعة شنيعة فأزالها الله على يد بيبرس هذا في هذا العام وكذلك الحلقة التي يسمونها العروة الوثقى وهو الذي كان السبب في القيام على النصارى واليهود حتى منعوا من ركوب الخيل والملابس الفاخرة فجمع العلماء والقضاة واستقر الحال على أن النصراني يلبس العمامة الزرقاء واليهودي يلبس العمامة الصفراء ولا يركب أحد منهم فرسا ولا يتظاهر بملبوس فاخر ولا يضاهي المسلمين في شيء من ذلك وكتب بذلك إلتزام من الريش له على اليهود والبترك على النصارى وصمم بيبرس في ذلك بعد أن بذلوا أموالا كثيرة فامتنع ومنعهم من المباشرة وضاق بهم الأمر جدا حتى أسلم منهم عدد كثير وهدمت في هذه الكائنة عدة كنائس وكانت لبيبرس في واقعة شقحب اليد البيضاء وباشر القتال بنفسه فأبلى بلاء عظيما عرف به وهو الذي أبطل عيد الشهيد وكان ثم موسم من مواسيم النصارى يخرجون إلى ناحية شبرا في ثامن بشنس فيلقون في النيل تابوتا فيه إصبع لبعض من سلف منهم يزعمون أن النيل لا يزيد إلا إن وضع الإصبع فيه فكان يحصل في ذلك العيد من الفجور والفسق والمجاهرة بالمعاصي أمر عظيم فتجرد له بيبرس حتى أبطلوه وتخيلوا عليه وخيلوه في توقف النيل وقالت هذا أمر مجرب من قديم الزمان فصمم على مخالفتهم وأبطله فبطل من حينئذ وكان بيبرس في طول كلامه هو وسلار في المملكة وحجرهما على الناصر يبالغ في التأدب مع سلار ويركب في موكبه ووقع بينهما مرة بسبب التاج ابن سعيد الدولة فإنه كان صديقا لسلار وكانت أمور بيبرس منوطة به فأمسكه وصادره فعز على سلار وشفع فيه عند بيبرس فما قبل فكادت تقع الفتنة ثم اصطلحا وأخرج الجاولي إلى الشام بطالا ومما فعله بيبرس منعه الركوب في الخليج للنزهة بل لمن تكون له حاجة فلما خرج الناصر إلى الحج وعدل من الطريق إلى الكرك وراسل الأمراء بمصر بأنه قد ترك الملك اضطرب الأمراء وكان السبب في حنق الناصر استبداد بيبرس وسلار بالمملكة بحيث لم يبق للناصر سوى الاسم فتشاوروا فيمن يستقر في السلطنة فحسن سلار وهو نائب السلطنة لبيبرس أن يتسلطن فأجابه إلى ذلك بعد تمنع كبير وأفتاه جماعة من العلماء بجواز ذلك منهم ابن الوكيل وابن عدلان حتى قيل في ذلك
ومن يكن ابن عدلان مدبره | وابن المرحل قل لي كيف ينتصر |
مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 1- ص: 0
بيبرس العثماني الجاشنكير الملك المظفر
كان من مماليك المنصور قلاون وترقى إلى أن جعله أمير طبلخانة وكان أشقر اللون مستدير اللحية موصوفا بالعقل التام والفقه وهو من جملة الأمراء الذين تعصبوا للناصر حتى أقاموه في السلطنة وبعد استقراره
صار صاحب الترجمة من أكابر أمرائه وولى الأستاذ دارية له ثم قام بنصرة الناصر مرة أخرى وأعاده إلى السلطنة وصار مدبرا للملكة هو وسلار فكان هذا الأستاذ دار وسلار نائب السلطنة وعظم قدره ثم خرج للحج بعد سنة 701 وصحبه كثير من الأمراء وحج بالناس فصنع من المعروف شيئا كثيراً ومن محاسنه أنه قلع المسمار الذي كان في وسط الكعبة وكان العوام يسمونه سرة الدنيا وينبطح الواحد منهم على وجهه ويضع سرته مكشوفة عليه ويعتقد أن من فعل ذلك عتق من النار وكان بدعة شنيعة وكذلك أزال الحلقة التي يسمونها العروة الوثقى وهو الذي كان السبب في القيام على النصارى واليهود حتى منعوا من ركوب الخيل والملابس الفاخرة واستقر الحال على أن النصراني يلبس العمامة الزرقاء واليهودي يلبس العمامة الصفراء في جميع الديار المصرية والشامية ولا يركب أحد منهم فرساً ولا يتظاهر بملبوس فاخر ولا يضاهى المسلمين في شيء من ذلك وصمم في ذلك بعد أن بذلوا أموالاً كثيرة فامتنع وضاق بهم الأمر جداً حتى أسلم كثير منهم وهدمت في هذه الكائنة عدة كنايس وأبطل عيد الشهيد وهو موسم من مواسم النصارى كان يخرجون إلى النيل فيلقون فيه أصبعاً لبعض من سلف منهم يزعمون أن النيل لا يزيد إلا إن وضع الأصبع فيه وكان يحصل في ذلك العيد من الفجور والفسق والمجاهرة بالمعاصي أمر عظيم وكان صاحب الترجمة قد غلب هو وسلار على سلطنة الناصر ولم يبق بيده إلا الاسم وكان يبالغ في التأدب مع رفيقه سلار فلما حجروا على الناصر التصرف في المملكة وصار معهما صورة بلا حقيقة أظهر أنه يريد الحج ثم خرج وعدل من الطريق إلى الكرك وأرسل إلى الأمراء بمصر بأنه قد ترك الملك فاضطرب الأمراء عند ذلك وتشاوروا في من يستقر في السلطنة مكانه فحسن سلار لبيبرس أن يتسلطن فأجابه إلى ذلك بعد تمنع كبير وأفتاه جماعة من العلماء بجواز ذلك فتسلطن وتلقب بالمظفر وكتب عهده عن الخليفة وركب بالعمامة المدورة والتقليد على رأس الوزير وناب عنه سلار على عادته وأطاعه أهل الشام وذلك كله في شهر شوال سنة 708 ويقال أن التشاريف التي أعطاها الأمراء وغيرهم كانت ألف تشريف ومائتين وأبطل ضمان الخمر من طرابلس وكان ذلك من حسناته فلما كان وسط سنة 709 خامر عليه جماعة من الأمراء وتوجهوا إلى الناصر فأخذوه من الكرك فتوجهوا معه إلى دمشق وساروا في عسكر كثير فلما تحقق حركة الناصر جرد إليه عسكراً كثيراً فخامروا وانهزموا ثم لم يرسل أحداً إلا خامر عليه حتى صهره وزج ابنته وفي غضون ذلك زين بعض الفقهاء لبيبرس أن يجدد له الخليفة عهداً بالسلطنة ففعل وقرأ ذلك وأرسل بنسخة إلى الأمراء الخارجين عليه وكان أوله (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) فلما قرئ على كبيرهم قال ولسليمان الريح وأمر بقراءة هذا العهد على المنابر يوم الجمعة فلما سمعه العامة صاحوا فمنهم من يقول نصر الله الناصر ومنهم من يقول يا ناصر يا منصور واتفق أنه نصب أميرا في شهر رمضان ومروا به من وسط القاهرة عليه الزينة فكان العامة يقولون يا فرحة لا تتم وكان الأمر كذلك ثم أشار عليه جماعة ممن تأخر معه أن يشهد عليه بالنزول عن السلطنة ويتوجه إلى أطفيح ويكاتب الناصر ويستعطفه من هنالك وينتظر جوابه ففعل وخرج عليهم القوم فسبوه وشتموه ورجموه بالحجارة ففرق فيهم دراهم فلم يرجعوا فسل مماليكه عليهم السيوف فرجعوا عنه فأقام بأطفيح يوماً ثم رحل طالبا للصعيد فوصل إلى إخميم فقدم عليهم الأمان من الناصر وأنه أقطعه صيهون فقبل ذل ورجع متوجها إلى غزة فلما وصل غزة وجد هناك نائب الشام وغيره فقبضوا عليه وسيروه إلى مصر فتلقاهم قاصد الناصر فقيده وأركبه بغلاً حتى قدم به إلى القلعة في ذي القعدة فلما حضر بين يديه عاتبه وعدد عليه ذنوباً فيقال أنه خنق بحضرته بوتر حتى مات وقيل سقاه سما وكان موصوفا بالخير والأمانة والتعفف وكان قتله في شهر القعدة سنة 709 وقد كان تعكست عليه الأمور وكل ما دبره عاد عليه بالخذلان
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 166