البهلول بن راشد البهلول بن راشد، أبو عمرو الحجري الرعيني بالولاء: من علماء الزهاد، من أهل القيروان. أخباره في الزهد كثيررة. له كتاب في (الفقه) على مذهب الإمام مالك، وقد يميل إلى أقوال الثورى. وقيل: إن أصحابه دونوا الكتاب عنه. وكان أمير إفريقية في زمنه محمد بن مقاتل العكي يلاطف الطاغية (ملك الإسبانيول) فطلب الطاغية من الأمير أن يرسل إليه حديدا ونحاسا وسلاحا، فعزم على ذلك، وعلم به البهلول، فعارض العكي ووعظه وألح عليه في أن يمتنع، فبعث إليه العكي من قيده وجرده وضربه عشرين سوطا وحبسه. ثم أطلقه، فبقي اثر السياط في جسمه، ونغل، فكان ذلك سبب موته
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 77
ابن راشد الرعيني البهلول بن راشد الحجري الرعيني، مولاهم، أبو عمرو الفقيه الزاهد الناسك.
ولد بالقروان، ونشأ بها، ورحل إلى المشرق لطلب العلم، فروى عنه مالك بن أنس، والثوري والليث بن سعد، ويونس بن يزيد، وموسى بن علي بن رباح اللخمي، والحارث بن نبهان، وسمع بالقيروان من عبد الرحمن بن زياد بن أنعم.
وسمع منه بالمشرق عبد الله بن مسلمة القعنبي، وسمع منه بالقيروان سحنون بن سعيد، وعون بن يوسف الخزاعي، وأبو زكرياء الحفري، ويحيى بن سلام، وغيرهم.
وكان شديد التمسك بالسنة، وكان سحنون يقول: أنا اقتديت في ترك السلام على أهل الأهواء وترك الصلاة عليهم، بفعل البهلول، وعن سعيد بن الحداد ما كان بهذا البلد أحد أقوم بالسنة من رجلين:
البهلول بن راشد في وقته، وسحنون بن سعيد في وقته.
قال المالكي، قال سحنون مثل العلم القليل في الرجل الصالح مثل العين العذبة في الأرض العذبة، يزرع عليها صاحبها زرعا فينتفع به، ومثل العلم الكثير في الرجل الغير الصالح مثل العين الخرارة في الأرض السبخة تهدر بالليل والنهار لا ينتفع بها، ويقول على أثر هذا البهلول كان رجلا صالحا، ولم يكن عنده من الفقه ما عند غيره نفعنا الله به، وذكر رجلا آخر قد صحب السلطان فقال بحر من البحور ما نفعنا الله بعلمه.
وسبب موته أن محمد بن مقاتل العكي أمير إفريقية كان يلاطف الطاغية (صاحب صقلية)، ويبعث إليه بالألطاف، فيكافئه الطاغية، فكتب إليه الطاغية أن ابعث إلينا بالنحاس والحديد والسلاح، فلما عزم العكي على ذلك وعظه البهلول لتزول عنه الحجة من الله فلما ألح في ذلك بعث إليه من ضربه أسواطا دون العشرين فبرئت كلها إلا أثر سوط واحد نغل فكان سبب موته، وأرسل إليه العكي بكسوة وكيس فأبى البهلول أن يقبلها، فقال له رسوله: يقول لك العكي: إذا كنت لم تقبل مني فاجعلني في حل، فقال له البهلول: قل له ما حللت يدي من العقالين حتى جعلتك في حل، واغتم العكي لذلك وندم.
وكانت وفاته بالقيروان ودفن بباب سلم.
له ديوان في الفقه، والغالب عليه اتباع مالك، وربما مال إلى قول الثوري.
المصادر والمراجع:
- ترتيب المدارك 1/ 230 - 239، الديباج (دار التراث القاهرة) 1/ 315 - 316، رياض النفوس للمالكي (ط 1/) 1/ 132 - 143، شجرة النور الزكية 60، طبقات علماء إفريقية لأبي العرب التميمي 126 - 138، لسان الميزان 2/ 66، معالم الإيمان (ط 2/) 1/ 264 - 279، ميزان الاعتدال 1/ 355، معجم المؤلفين 3/ 81.
دار الغرب الإسلامي، بيروت - لبنان-ط 2( 1994) , ج: 5- ص: 222
البهلول بن راشد أبو عمرو من أهل القيروان من الطبقة الأولى من أصحاب مالك كان ثقة مجتهدا ورعا مستجاب الدعوة كان عنده علم كثير سمع من مالك والثوري والليث بن سعد وغيرهم.
سمع منه سحنون ويحيى بن سلام وجماعة روى عنه القعنبي: عبد الله بن مسلمة قال: هو وتد من أوتاد المغرب ونظر إليه مالك فقال: هذا عابد بلده. مولده سنة ثمان وعشرين ومائة، وتوفي سنة ثلاث وقيل ثنتين وثمانين ومائة.
دار التراث للطبع والنشر - القاهرة-ط 1( 2005) , ج: 1- ص: 315