التصنيفات

أبو سعيد بن عقيل بن أبي طالب لا يعرف اسمه. وجاء في أخبار وقعة كربلاء انه خرج محمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب فقاتل حتى قتل فيكون ابن المترجم. وفي عمدة الطالب: العقب من عقيل بن أبي طالب ليس إلا في محمد بن عقيل ’’اه’’ وقال الزبير بن بكار انقرض ولقد عقيل إلا من محمد ’’اه’’ ومحمد هذا ليس هو المكنى بأبي سعيد لأنه لم يذكر ذلك أحد مع ظهور أنه كان مشهورا بهذه الكنية. وقد روى ابن أبي الحديد عن الجاحظ خبرا يدل على فضل أبي سعيد هذا وقوة حجته وشدة عارضته وذلاقة لسانه قال ابن أبي الحديد في أوائل الجزء الحادي عشر من شرح نهج البلاغة: روى شيخنا أبو عثمان (وهو الجاحظ) قال دخل الحسن بن علي عليه السلام على معاوية وعنده عبد الله بن الزبير وكان معاوية يحب أن يغري بين قريش فقال يا أبا محمد أيهما كان أكبر سنا علي أم الزبير فقال الحسن ما أقرب ما بينهما وعلي أسن من الزبير رحم الله عليا فقال ابن الزبير رحم الله الزبير وهناك أبو سعيد بن عقيل بن أبي طالب فقال يا عبد الله وما يهيجك من أن يترجم الرجل على أبيه فقال وأنا أيضا ترحمت على أبي فقال أتظنه ندا له وكفوا قال وما يقصر به عن ذلك كلاهما من قريش وكلاهما دعا إلى نفسه ولم يتم له الأمر قال دع ذاك عنك يا عبد الله أن عليا من قريش ومن الرسول صلى الله عليه وسلم حيث تعلم ولما دعا إلى نفسه دعا إلى أمر اتبع فيه وكان فيه رأسا ودعا الزبير إلى أمر كان الرأس فيه امرأة ولما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وولى مدبرا قبل أن يظهر الحق فيأخذه أو يدحض الباطل فيتركه فأدركه رجل لو قيس ببعض أعضائه لكان أصغر فضرب عنقه وأخذ سلبه وجاء برأسه ومضى علي قدما كعادته مع ابن عمه رجم الله عليا فقال ابن الزبير أما لو أن غيرك تكلم بهذا يا أبا سعيد لعلم فقال إن الذي نعرض به يرغب عنك وكفه معاوية فسكتوا وأخبرت عائشة بمقالتهم ومر أبو سعيد بفنائها فنادته يا أبا سعيد أنت القائل لابن أختي كذا وكذا فالتفت أبو سعيد فلم ير شيئا فقال إن الشيطان يراك ولا تراه فضحكت وقالت لله أبوك ما أذلق لسانك ’’اه’’.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 354