التصنيفات

أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي بالولاء الكوفي الحناط المقري مولى واصل بن حيان الأسدي الأحدب
(مولده ووفاته)
ولد سنة 97 وروي 94 وروي 95 وقيل 96 وقال أحمد بن حنبل أحسب أن مولده سنة 100 وتوفي بالكوفة في جمادى الأولى سنة 193 قاله ابن سعد في الطبقات وقيل سنة 194 وقيل 192 وما في خلاصة تذهيب الكمال أنه مات سنة 173 ناشيء من تصحيف تسعين بسبعين. عياش بمثناة تحتانية وشين معجمة (والحناط) بمهملتين ونون.
’’الخلاف في اسمه’’
في تهذيب التهذيب قيل اسمه محمد وقيل عبد الله وقيل سالم وقيل شعبة وقيل رؤبة وقيل مسلم وقيل خداش وقيل مطرف وقيل حماد وقيل حبيب والصحيح أن اسمه كنيته ’’اه’’ وزاد في معجم الأدباء قيل قتيبة وقيل عبد الله وقيل محمد وقيل عنترة وقيل أحمد وقيل عتيق وقيل حسين وقيل قاسم وأظهر ذلك شعبة ومطرف وقال الحسين بن فهم وقد ذكر جماعة لا تعرف أسماؤهم وعد منهم أبو بكر بن عياش ’’اه’’ وشدة هذا الاختلاف يدل أن هذه الأقوال كلها ليست بصواب وإنها مبنية على التخيل والتخمين. وفيه أيضا عن الفضل بن موسى قلت لأبي بكر بن عياش ما اسمك قال ولدت وقد قسمت الأسماء وقال أبو حاتم الرازي سألت إبراهيم بن أبي بكر بن عياش عن اسم أبيه فقال اسمه وكنيته واحد وقال ابنه إبراهيم لما نزل بأبي الموت قلت يا أبت ما اسمك قال يا بني إن أباك لم يكن له اسم وقال ابن حبان اختلفوا في اسمه كنيته وفي خلاصة تذهيب الكمال مختلف في اسمه جدا والصحيح أن اسمه كنيته وعن تقريب ابن حجر مشهور بكنيته وفي تذكرة الحفاظ في اسمه أقوال أصحها كنيته أو شعبة وقال حسن بن عبد الأول وأبو هشام الرفاعي سألناه فقال اسمي شعبة وقال النسائي اسمه محمد ’’اه’’ وقال أبو عمرو بن عبد البر إن صح له اسم فهو شعبة وهو الذي صححه أبو زرعة لرواية أبي سعيد الأشج عن أبي أحمد الزبيري قال سمعت سفيان الثوري يقول للحسن بن عياش قدم شعبة وكان أبو بكر غائبا.
(أقوال العلماء فيه)
عده ابن سعد في الطبقات من الطبقة السابعة فقال: الطبقة السابعة أبو بكر بن عياش مولى واصل بن حيان الأحدب الأسدي وهو من الطبقة التي قبل هذه الطبقة ولكنه بقي وعمر حتى كتب عنه الأحداث وكان من العباد وقال وكيع ونظر إليه يصلي يوم الجمعة حين يسلم الإمام إلى العصر فقال أعرف هذا الشيخ بهذه الصلاة منذ أربعين سنة وكان أبو بكر ثقة عارفا بالحديث والعلم إلا أنه كان كثير الغلط ’’ا ه’’. وفي خلاصة تذهيب الكمال: أحد الأعلام قال أحمد ثقة وربما غلط وقال ابن عدي لم أجد له حديثا منكرا إذا روى عنه ثقة وقال ابن المبارك ما رأيت أسرع إلى السنة منه وقال يزيد بن هارون لم يضع جنبه إلى الأرض أربعين سنة ’’ا ه’’. وعن تقريب ابن حجر ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح من السابعة ’’ا ه’’ وفي تذكرة الحفاظ أبو بكر بن عياش الإمام القدوة شيخ الإسلام الكوفي المقري. وفي تهذيب التهذيب قال الحسن بن عيسى ذكر ابن المبارك أبا بكر بن عياش فأثنى عليه وقال صالح بن أحمد عن أبيه صدوق صالح صاحب قرآن وخبر وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه ثقة وربما غلط وقال عثمان الدرامي قلت لابن معين فأبو الأحوص أحب إليك في أبي إسحاق أو أبو بكر بن عياش قال ما أقربهما قلت الحسن بن عياش أخوأبي بكر قال هو ثقة قال عثمان هما من أهل الصدق والأمانة وليسا بذاك في الحديث قال وسمعت محمد بن عبد الله بن نمير يضعف أبا بكر في الحديث قلت كيف حاله في الأعمش قال هو ضعيف في الأعمش وغيره وقال ابن أبي حاتم سألت أبي عن أبي بكر بن عياش وأبي الأحوص فقال ما أقربهما لا أبالي بأيهما بدأت وقال وسئل أبي عن شريك وأبي بكر بن عياش أيهما أحفظ قال هما في الحفظ سواء غير أن أبا بكر أصح كتابا قلت لأبي أبو بكر أو عبد الله بن يشر الرقي قال أبو بكر أحفظ منه وأوثق وذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن عدي أبو بكر هذا كوفي مشهور وهو يروي عن أجلة الناس وهو من مشهوري مشائخ الكوفة وقرائهم وعن عاصم بن بهدلة أحد القراء هو في كل رواياته عن كل من روى عنه لا بأس به وذلك أني لم أجد له حديثا منكرا إذا روى عنه ثقة إلا أن يروي عنه ضعيف وقال إبراهيم من أبي بكر بن عياش لما نزل بأبي الموت قال يا بني إن أباك أكبر من سفيان بأربع سنين وإنه لم يأت فاحشة قط وإنه يختم القرآن من ثلاثين سنة كل يوم مرة قال أحمد بن حنبل كان يقول أنا نصف الإسلام وكان جليلا وقال ابن حبان كان من العباد والحفاظ المتقين وكان يحيى القطان وعلي بن المديني بسيئان الرأي فيه وذلك أنه لما كبر ساء حفظه فكان بهم إذا روى والخطأ والوهم شيئان لا ينفك عنهما البشر فمن كان لا يكثر ذلك منه فلا يستحق ترك حديثه بعد تقدم عدالته وكان شريك يقول رأيت أبا بكر عند أبي إسحاق يأمر وينهي كأنه رب البيت مات هو وهارون الرشيد في شهر واحد وكان قد صام سبعين سنة وقامها وكان لا يعلم له بالليل نوم والصواب في أمره مجانبة ما علم أنه أخطأ فيه والاحتجاج بما يرويه سواء وافق الثقات أو خالفهم وقال العجلي كان ثقة قديما صاحب سنة وعبادة وكان يخطئ بعض الخطأ بعد سبعين سنة وقال أبو عمرو بن عبد البركان الثوري وابن المبارك وابن مهدي يثنون عليه وهو عندهم في أبي إسحاق مثل شريك وأبي الأحوص إلا أنه يهم في حديثه وفي حفظه شيء وقال الحاكم أبو أحمد ليس بالحافظ عنهم وقال مهنأ سألت أحمد أبو بكر بن عياش أحب إليك أو إسرائيل قلت لم قال لأن أبا بكر كثير الخطأ جدا قلت كان في كتبه خطأ قال لا إذا كان حدث من حفظه وقال يعقوب بن شيبة شيخ قديم معروف بالصلاح البارع وكان له فقه كثير وعلم بأخبار الناس ورواية للحديث يعرف له سنة وفصل وفي حديثه اضطراب وقال الساجي صدوق بهم وقال علي بن المديني عن يحيى بن سعيد لو كان أبو بكر بن عياش حاضرا ما سألته عن شيء ثم قال إسرائيل فوق أبي بكر وكان يحيى بن سعيد إذا ذكر عنده كلح وجهة وقال أبو نعيم لم يكن في شيوخنا أحد أكثر غلطا منه وقال البزار لم يكن بالحافظ وقد حدث عنه أهل العلم واحتملوا حديثه وقال الأحمس ما رأيت أحدا أحسن صلاة من أبي بكر بن عياش ’’ا ه’’ وفي معجم الأدباء كان ابن عياش معظما عند العلماء ’’ا ه’’.
(أخباره)
في تهذيب التهذيب قال أبو سعيد الأشج قدم جرير بن عبد الحميد فأخلى مجلس أبي بكر فقال أبو بكر والله لأخرجن غدا من رجالي اثنين حتى لا يبقى عند جرير أحد فأخرج أبا إسحاق وأبا حصين وقال يحيى الحماني وبشر بن الوليد الكندي سمعنا أبا بكر بن عياش يقول جئت ليلة إلى زمم فاستقيت منه دلوا لبنا وعسلا ’’اه’’. وفي معجم الأدباء لقي ابن عياش الفرزدق وذا الرمة وروى عنهما شيئا مخن شعرهما ثم ذكر أن المرزباني روى عنه أحاديث في فضل الخليفة الأول ثم قال: قال زكريا بن يحيى سمعت ابن عياش يقول لو أتاني أبو بكر وعمر وعلي في حاجة لبدأت بحاجة علي قبل حاجتها لقرابته برسول الله صلى الله عليه وسلم ولئن أخر من السماء أحب إلي من أن أقدمه عليهما وكان يقدم عليا على عثمان ولا يغلو ولا يقول إلا خيرا.
وروى المرزباني بسنده عن أبي عمر العطاري قال بعث أبو بكر بن عياش إلى أبي يوسف الأعشى فمضي ت مع أبي يوسف ومعي جماعة فدخلنا إليه وهو في علية له فقال لأبي يوسف قرأت علي القرآن مرتين وقد نقلت عني القرآن فأقرأ علي آخر الأنفال واقرأ علي من رأس المائة من براءة واقرأ علي كذا فقال له أبو يوسف هذا القرآن والحديث والفقه وأكثر الأشياء قد أفدتها بعد ما كبرت أو لم تزل فيه منذ كنت ففكر هنيهة ثم قال بلغت وأنا ابن ست عشرة سنة فكنت فيما يكون فيه الشبان مما يعرف وينكر سنتين ثم وعظت نفسي وزجرتها وأقبلت على الخير وقراءة القرآن فكنت اختلف إلى عاصم في كل يوم وربما مطرنا ليلا فأنزع سراويلي وأخوض في الماء إلى حقوي فقال له أبو يوسف ومن أين هذا الماء كله قال كنا إذا مطرنا جاء ماء الحيرة إلينا حتى يدخل الكوفة وكنت إذا قرأت على عاصم أتيت الكلبي فسألته عن تفسيره وأخبرني أبو بكر أن عاصما أخبره أنه كان يأتي زر بن حبيش فيقرئه خمس آيات لا يزيد عليها شيئا ثم يأتي أبو عبد الرحمن السلمي فيعرضها عليه فكانت توافق قراءة زر قراءة أبي عبد الرحمن وكان أبو عبد الرحمن قرأ على علي عليه السلام وكان زر بن حبش الشكري العطاردي قرأ على عبد الله بن مسعود القرآن كله في كل يوم آية واحدة لا يزيده عليها شيئا فإذا كانت آية قصيرة استقلها زر من ابن عبد الله فيقول عبد الله خذها فو الذي نفسي بيده لهي خبر من الدنيا وما فيها ثم يقول أبو بكر وصدق والله ونحن نقول كما قال أبو بكر بن عياش إذا حدثنا عن عاصم عن زر عن عبد الله قال هذا والله الذي لا إله إلا هو حق كما أنكم عندي جلوس والله ما كذبت والله ما كذب عاصم بن أبي النجود والله ما كذب زر والله ما كذب عبد الله بن مسعود وإن هذا لحق كما أنكم عندي جلوس وحدث عمن أسنده إلى أحمد بن عبد الله بن يونس قال ذكر النبيذ عنه العباس بن موسى فقال إن ابن إدريس يحرمه فقال أبو بكر بن عياش إن كان النبيذ حراما فالناس كلهم أهل ردة وحدث المرزباني قال قال عبد الله بن عياش كنت أنا وسفيان الثوري وشريك نتماشى بين الحيرة والكوفة فرأينا شيخا أبيض واللحية حسن السمت والهأة فظننا أن عنده شيئا من الحديث وأنه قد أدرك الناس وكان سفيان أطلبنا للحديث وأشدنا بحثا عنه فتقدم إليه وقال يا هذا عندك شيء من الحديث فقال أما حديث فلا ولكن عندي عتيق سنتين فإذا هو خمار. وحدث أبو بكر بن عياش قال قال الفرزدق بالكوفة ينعي عمر بن عبد العزيز:

وحدث بإسناده عن ابن كناسة قال حدثني أبو بكر بن عياش قال كنت إذا أنا شاب إذا أصابتني مصيبة تصبرت ورددت البكاء فكان ذلك يوجعني ويزيدني ألما حتى رأيت بالكناسة أعرابيا واقفا وقد اجتمع الناس حوله وهو يقول:
فسألت عنه فقيل ذو الرمة فأصابتني بعد ذلك مصائب فكنت أبكي فأجد راحة فقلت في نفسي قاتل الله الأعرابي ما كان أبصره وأعلمه.
وحدث بإسناد رفعه إلى أبي بكر بن عياش قال دخلت على هارون أمير المؤمنين فسلمت وجلست فدخل فتى من أحسن الناس وجها فقال لي هارون يا أبا بكر أتعرف هذا قلت لا قال هذا ابني محمد ادع الله له فقلت يا أمير المؤمنين جعله الله أهلا لما جعلته له أهلا فسكت ثم قال يا أبا بكر ألا تحدثني فقلت يا أمير المؤمنين: حدثنا هشام بن حسان عن الحسين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله فاتح عليكم مشارق الأرض ومغاربها وإن أعمال ذلك الزمان في النار إلا من اتقى الله وأدى الأمانة، فانتفض وتغير وقال: يا مسرور اكتب، ثم سكت ساعة وقال: يا أبا بكر ألا تحدثني فقلت يا أمير المؤمنين حدثنا هشام بن حسان عن الحسن قال قال أتدري ما قال عمر بن الخطاب للهروان قال وما قال له قلت قال له ما يمنعك من حب المال وأنت كافر القلب طويل الأمل قال لأني قد علمت أن الذي ليس سوف يأتني والذي أخلفه بعدي يكون وباله علي ثم قال يا مسرور اكتب ويحك ثم قال ألك حاجة يا أبا بكر قلت تردني كما جئت بي قال ليست هذه حاجة سل غيرها قلت يا أمير المؤمنين لي بنات أخت ضعاف فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر لهن بشيء قال قدر لهن قلت يقول غيري قال لا يقول غيرك قلت عشرة آلاف قال لهن عشرة آلاف وعشرة آلاف وعشرة آلاف وعشرة آلاف يا فضل اكتب بها إلى الكوفة والآن تحبس عليه ثم قال انصرف ولا تنسنا من دعائك. وحدث بإسناده عن العباس بن بسنان قال كنا عند أبي بكر بن عياش يقرأ علينا كتاب مغيرة فغمض عينيه فحركه جمهور وقال له تنام يا أبا بكر فقال لا ولكن مر ثقيل فغمضت عيني. وحدث أبو هاشم الدلال قال رأيت أبا بكر بن عياش مهموما فقلت له مالي أراك مهموما قال سيف كسرى لا أدري إلى من صار وقال محمد بن كناسة يذكر أصحاب أبي بكر بن عياش.
وحدث المدائني قال كان أبو بكر بن عياش أبرص وكان رجل من قريش يرمي بشرب الخمر فقال له أبو بكر بن عياش يداعبه زعموا أن نبيا قد بعث يحلل الخمر فقال له القرشي إذا لا نؤمن به حتى يبرئ الأكمة والأبرص.
أنشد أبو بكر بن عياش المحدث ويقال إنها له:
وروى بسنده أنه دخل أبو بكر بن عياش على موسى بن عيسى وهو على الكوفة وعنده عبد الله بن مصعب الزبير وأدناه موسى ودعا له بتكاء فاتكأ وبسط رجليه فقال الزبيري: من هذا الذي دخل ولم يستأذن؟ ثم اتكأته وبسطته قال هذا فقيه الفقهاء والرأس عند أهل المصر أبو بكر بن عياش قال الزبيري فلا كثير ولا طيب ولا مستحق لكل ما فعلته به فقال أبو بكر يا أيها الأمير من هذا الذي سأل عني بجهل ثم تتابع في جهله بسوء قول وفعل فنسبه له فقال اسكت مسكتا فبأبيك غدر ببيعتنا ويقول الوزر خرجت أمنا وبابنه هدمت كعبتنا وبك أحرى أن يخرج الدجال فينا فضحك موسى حتى فحص برجليه وقال الزبيري أنا والله أعلم أنه يحوط أهلك وأباك ويتولاه ولكنك مشؤوم على آبائك. وورى بسنده أن ابن المبارك كان يعظم الفضيل وأبا بكر بن عياش ولو كانا على غير تفضيل أبي بكر وعمر لم يعظمهما ثم روى عدة أخبار تدل على بعده عن التشيع لا نطيل بذكرها. ثم روى بسنده أن رجلا قال لأبي بكر بن عياش ألا تحدث الناس خمسين سنة ثم قال أبو بكر للرجل اقرأ قل هو الله أحد فقرأ ثم قال الثانية فقرأ حتى بلغ عشرين مرة فكأن الرجل وجد في نفسه من ذلك فقال أنا لا أضجر وقد حدثت الناس خمسين سنة وأنت في ساعة تضجر وروى بسنده عمن سمع أبا بكر بن عياش ينشد:
وبسنده قال قال أبو بكر بن عياش:
#من صحب الدهر تقيأ بالعلق ’’احتمال تشيعه’’
سيأتي أنه روى عن الصدق أو الكاظم عليهما السلام وأفتى بقوله ويمكن أن يكون رمز إلى التشيع بما مر عن معجم الأدباء من أنه لو أتاه الثلاثة في حاجة لبدأ بحاجة علي لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورمز إليه أيضا بتقديمه عليا على عثمان كما صرح بتقديم الشيخين على علي ويمكن كونه مداراة لاسيما في مثل ذلك الزمان وكيف كان فتقديمه عليا على عثمان نوع من التشيع بل ربما يومي من طرف خفي إلى أنه كان يتهم بتفضيل علي على الشيخين قول من قال إن ابن المبارك كان يعظمه ولو كان على غير تفضيلهما لم يعظمه وربما يرشد إلى تشيعه كون جملة من مشائخه شيعة كعاصم بن بهدلة وأبي عبد الرحمن السلمي وأبي إسحاق السبيعي والأعمش وغيرهم وجملة من تلاميذه شيعة كإسماعيل بن أبان الوراق وغيره وكونه من أهل الكوفة والغالب عليهم التشيع وربما يرشد إليه ما ذكره ابن أبي الحديد في شرح النهج قال قال أبو بكر بن عياش لقد ضرب علي بن أبي طالب عليه السلام ضربة ما كان في الإسلام أيمن منه ضربته عمرا يوم الخندق ولقد ضرب علي ضربة ما كان في الإسلام أشأم منها يعني ضربة ابن ملجم لعنه الله ’’اه’’.
وقال الميرزا في رجاله الكبير: أبو بكر بن عياش جاء في بعض رواياتنا والظاهر أنه عامي كوفي له محبة وميل إلى أهل البيت عليهم السلام ونوع تدين انتهى. والرواية المشار إليها هو ما رواه الكليني. في الكافي والشيخ في التهذيب عن علي بن إبراهيم عن أبيه الحسن بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن عبد الرحمن بن الحجاج من أصحاب الصادق والكاظم عليهم السلام قال اشتريت محملا فأعطيت بعض الثمن وتركته عند صاحبه ثم احتبست أياما ثم جئت إلى بائع المحمل لآخذه فقال قد بعته فضحكت ثم قلت لا والله لا أدعك أو أقاضيك فقال لي أترضى بأبي بكر بن عياش قلت نعم فأتيته فقصصنا عليه قصتنا فقال أبو بكر يقول من تحب أن أقضي بينكما أبقول صاحبك أو غيره قلت بقول صاحبي قال سمعته يقول من اشترى شيئا فجاء بالثمن فيما بينه وبين ثلاثة أيام وإلا فلا بيع له ’’اه’’. وأراد بصاحبه الصادق أو الكاظم عليهما السلام وربما استفاد السيد صدر الدين العاملي فيما حكي عنه في حواشي رجال أبي علي تشيعه مما رواه في التهذيب عن محمد بن الحسن الصفار عن السندي عن موسى بن حبيس عن عمه هاشم الصيداني قال: كنت عند العباس بن موسى بن عيسى وعنده أبو بكر بن عياش وإسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة وعلي بن الظبيان. ونوح بن دارج تلك الأيام على القضاء فقال العباس يا أبا بكر أما ترى ما أحدث نوح في القضاء إنه ورث الخال وطرح العصبة وأبطل الشفعة فقال أبو بكر بن عياش وما عسى أن أقول للرجل قضى بالكتاب والسنة فاستوى العباس جالسا فقال وكيف قضى بالكتاب والسنة فقال أبو بكر إن النبي صلى الله عليه وسلم لما قتل حمزة بن عبد المطلب بعث علي بن أبي طالب عليه السلام فأتاه بابنة حمزة فسوغها الميراث كله فقال له العباس فظلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع فما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الحق ’’اه’’ ووجه استفادة تشيعه من ذلك أنه حكم بأن إبطال التعصيب مطابق للكتاب والسنة وهو مذهب أئمة أهل البيت عليهم السلام وعلمائهم. وكيف كان فتشيعه غير محقق وإن كان محتملا أو مظنونا فلذلك لم يعلم أنه شرط كتابنا وإن كان جملة مما روي في تاريخ بغداد وغيره مما أشرنا إليه صريح في بعده عن التشيع وتعظيم الرشيد له دليل على أنه لو شم منه رائحة التشيع لم يسلم من أذاه فضلا عن تعظيمه وإكرامه لكن الخوف قد يبعث على إظهارا خلاف ما يبطن فتشيعه محتمل وليس بمعلوم وميله محقق والله أعلم بالسرائر.
استدرك المؤلف على الطبعة الأولى بما يلي:
وذكرنا بعض الإمارات على تشيعه، ثم عثرنا على ما يرشد إلى تشيعه بل يدل عليه ويؤكده وهو ما أرشدنا إليه الفاضل الورع التقي الزاهد العابد الشيخ عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي مما رواه الشيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه عن ابن حشيش عن محمد بن عبد الله عن علي بن محمد بن مخلد عن أحمد بن ميثم عن يحيى بن عبد الحميد الحماني إملاء علي في منزله قال: خرجت أيام ولاية موسى بن عيسى الهاشمي الكوفة من منزلي فلقيني أبو بكر بن عياش فقال لي: امض بنا يا يحيى إلى هذا فلم أدر من يعني وكنت أجل أبا بكر عن مراجعته وكان راكبا حمارا له فجعل يسير عليه وأنا أمشي مع ركابه، فلما صرنا عند الدار المعروفة بدار عبد الله بن خازم التفت إلي وقال: يا ابن الحماني إني جررتك معي وجشمتك أن تمشي خلفي لأسمعك ما أقول لهذه الطاغية. فقلت: من هو يا أبا بكر؟ قال: هذا الفاجر الكافر موسى بن عيسى، فسكت عنه ومضى وان أتبعه حتى إذا صرنا إلى باب موسى بن عيسى وبصر به الحاجب وبينه وكان الناس ينزلون عند الرحبة، فلم ينزل أبو بكر هناك، وكان عليه يومئذ قميص وإزار وهو محلول الأزرار، فدخل على حماره وناداني: تعال تعال يا ابن الحماني فمنعني الحاجب فزجره أبو بكر وقال له: أتمنعه يا فاعل وهو معي فتركني فما زال يسير على حماره حتى دخل الإيوان فبصر بنا موسى وهو قاعد في صدر الإيوان على سريره، وبجنبتي السرير رجال متسلحون وكذلك كانوا يصنعون، فلما رآه موسى رحب به وقربه وأقعده على سريره، ومنعت، أنا حين وصلت إلى الإيوان أن أتجاوزه. فلما استقر أبو بكر على السرير التفت فرآني حيث أنا واقف فناداني فقال ويحك فصرت إليه ونعلي في رجلي وعلي قميص وإزار فأجلسني بين يده. فالتفت إليه موسى فقال: هذا رجل تكلمنا فيه؟ قاتل: لا ولكني جئت به شاهدا عليك: قال في ماذا؟ قال: إني رأيتك وما صنعت بهذا القبر: قال أي قبر؟ قال: قبر الحسين بن علي بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ى قد وجه إليه من كربه وكرب جميع أرض الحاير وحرثها وزرع فيها الزرع، فانتفخ موسى حتى كاد أن ينقد ثم قال: وما أنت وذا؟ قال: اسمه حتى أخبرك أعلم أني رأيت في منامي كأني خرجت إلى قومي بني غاضرة، فلما صرت بقنطرة الكوفة اعترضني خنازير عشرة فأغاثني الله برجل كنت أعرفه من بني أسد فدفعها عني، فمضيت لوجهي. فلما صرت إلى شاهي ضللت الطريق فرأيت هناك عجوزا فقالت لي: أين تريد أيها الشيخ؟ قلت: أريد الغاضرية، قالت لي: تنظر هذا الوادي فإنك إذا أتيت إلى آخره اتضح لك الطريق. فمضيت وفعلت ذلك فلما صرت إلى نينوى إذا أنا بشيخ كبير جالس هناك فقلت: من أين أنت أيها الشيخ: فقال لي: أنا أهل هذه القرية: فقلت: كم تعد من السنين؟ فقال: ما أحفظ ما مر من سنيني وعمري ولكن أبعد ذكري إني رأيت الحسين بن علي عليهما السلام ومن كان معه من أهله ومن يتبعه يمنعون الماء الذي تراه ولا تمنع الكلاب ولا الوحوش شربه. فاستفظعت ذلك وقلت له: ويحك أنتع رأيت هذا قال أي والذي سمك السماء لقد رأيت هذا أيها الشيخ وعاينته وإنك وأصحابك الذين تعينون على ما قد رأت مما أقرح عيون المسلمين إن كان في الدنيا مسلم. فقلت ويحك وما هو؟ قال حيث لم تنكروا ما أجرى سلطانكم إليه. قلت وما أجرى؟ قال: أيكرب قبر ابن النبي صلى الله عليه وسلم وتحرث أرضه، قلت وأين القبر؟ قال: ها هو ذا أنت واقف في أرضه فأما القبر فقد عمي عن أن يعرف موضعه قال أبو بكر بن عياش: وما كنت رأيت القبر قبل ذلك الوقت قط ولا أتيته في طول عمري فقلت: من لي بمعرفته؟ فمضى معي الشيخ حتى وقف بي علي حير له باب وآذن وإذا جماعة كثيرة على الباب فقلت للآذان أريد الدخول على ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا تقدر على الوصول في هذا الوقت. قلت: ولم؟ قال: هذا وقت زيارة إبراهيم خليل الله ومحمد رسول الله ومعهما جبرئيل وميكائيل في رعيل من الملائكة كثير. قال أبو بكر بن عياش: فانتبهت وقد دخلني روع شديد وحزن وكآبة ومضت بي الأيام حتى كدت أن أنسى المنام ثم اضطررت إلى الخروج إلى بني غاضرة لدين كان لي على رجل منهم فخرجت وأنا أذكر الحديث حتى إذا صرت بقنطرة الكوفة لقيني عشرة من اللصوص، فحين رأيتهم ذكرت الحديث ورعبت من خشيتي لهم فقالوا لي: الق ما معك وانج بنفسك وكانت معي نفيقة فقلت: ويحكم أنا أبو بكر بن عياش وإنما خرجت في طلب دين لي والله الله لا تقطعوني عن طلب ديني وتصرفاتي في نفقتي فإني شديد الإضافة فنادى رجل منهم مولاي ورب الكعبة لا نعرض له ثم قال لبعض فتيانهم كن معه حتى تصير به إلى الطريق الأيمن قال أبو بكر: فجعلت أتذكر ما رأيته في المنام وأتعجب من تأويل الخنازير حتى صرت إلى نينوى فرأيت والله الذي لا إله إلا هو الشيخ الذي كنت رأيته في منامي بصورته وهيأته رأيته في اليقظة كما رأيته في المنام سواء فحين رأيته ذكرت الأمر والرؤيا فقلت: لا إلا الله ما كان هذا إلا وحيا. ثم سألته كمسألتي إياه في المنام فأجابني بما كان أجابني ثم قال لي امض بنا فمضيت فوقفت معه على الموضع وهو مكروب فلم يفتني شيء من منامي إلا الآذن والحير فإني لم أر حيرا ولم آذنا فاتق الله أيها الرجل فإني قد آليت على نفسي أن لا أدع هذا الحديث ولا زيارة ذلك الموضع وقصده وإعظامه فإن موضعا يأتيه إبراهيم ومحمد وجبرئيل ومكائيل لحقيق بأن يرغب في إتيانه وزيارته فإن حصين حدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من رآني في المنام فإياي رأى فإن الشيطان لا يشبه بي فقال له موسى: إنما أمسكت عن إجابة كلامك لاستوفي هذه الحمقة التي ظهرت منك وتالله أن بلغني بعد هذا الوقت أنك تحدث بها لأضربن عنقك وعنق هذا الذي جئت به شاهدا علي. فقال أبو بكر إذا يمنعني الله وإياه منك فإني إنما أردت الله بما كلمتك به.فقال له: أتراجعني يا ماص وشتمه فقال له: اسكت أخزاك الله وقطع لسانك. فأزعل موسى على سريره ثم قال: خذوه فأخذوا الشيخ عن السرير وأخذته أنا فو الله لقد مر نبا من السحب والجر والضرب، ما ظننت أننا لا نكثر الأحياء أبدا وكان أشد ما مر بي من ذلك أن رأسي كان يجر على الصخر وكان بعض مواليه يأتيني فينتف لحيتي وموسى يقول اقتلوهما ابني كذا وكذا بالزاني لا يكني وأبو بكر يقول له. امسك قطع الله لسانك وانتقم منك اللهم إياك أردنا ولولد نبيك غضبنا وعليك توكلنا، فصير بنا جميعا إلى الحبس: فما لبثنا في الحبس إلا قليلا فالتفت إلي أبو بكر ورأى ثيابي قد خرقت وسالت دمائي فقال: يا حماني قد قضينا لله حقا واكتسبنا في يومنا هذا أجرا ولن يضيع ذلك عند الله ولا عند رسوله فما لبثنا إلا قدر غدائه ونومه حتى جاءنا رسوله فأخرجنا إليه وطلب حمار أبي بكر فلم يوجد، فدخلنا عليه فإذا هو في سرداب له يشبه الدور سعة وكبرا فتعبنا في المشي إليه تعبا شديدا، وكان أبو بكر إذا تعب في مشيه جلس يسيرا ثم يقول: اللهم إن هذا فيك فلا تنسه فلما دخلنا على موسى وإذا هو على سرير له فحين بصر بنا قال لا حيا الله ولا قرب من جاهل أحمق متعرض لما يكره ويلك يا دعي ما دخولك فيما بيننا معشر بني هاشم فقال له أبو بكر: قد سمعت كلامك والله حسيبك. فقال له: اخرج قبحك الله والله إن بلغني أن هذا الحديث شاع أو ذكر عنك لأضربن عنقك ثم التفت إلي وقال: يا كلب وشتمني وقال إياك ثم إياك أن تظهر هذا فإنه إنما خيل لهذا الشيخ الأحمق شيطان يلعب به في منامه اخرجا عليكما لعنة الله وغضبه فخرجنا وقد أيسنا من الحياة، فلما وصلنا إلى منزل الشيخ أبي بكر وهو يمشي وقد ذهب حماره، فما أراد أن يدخل منزله التفت إلي وقال: احفظ هذا الحديث وأثبته عندك، ولا تحدثن هؤلاء الرعاع ولكن حدث به أهل العقول والدين ’’انتهى’’.
وفي مروج الذهب الجزء الثاني: مات هارون الرشيد سنة 193 لأربع ليال خلون من جمادى الأولى ومات أبو بكر بن عياش بعد موت الرشيد بثماني عشرة ليلة وهو ابن 98 سنة ’’انتهى’’ وعليه فيكون مولده سنة 95 ومر الخلاف فيه وقال المسعودي أيضا في مروج الذهب ما لفظه: في سنة 188 حج الرشيد وهي آخر حجة حجها فذكر عن أبي بكر بن عياش وكان من علية أهل العلم أنه قال: وقد اجتاز الرشيد بالكوفة في حال منصرفه من هذه الحجة: لا يعود إلى هذه الطريق ولا خليفة من بني العباس بعد أبدا فقيل له اضرب من الغيب قال نعم قيل بوحي قال نعم قيل إليك قال لا إلى محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك خبر عنه عليه السلام المقتول في هذا الموضع وأشار إلى الموضع الذي قتل فيه بالكوفة ’’انتهى’’ لعله يريد به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ويكون قد رواه عنه بعض الطرق وهذا أيضا مما يرشد إلى تشيعه.
(مشائخه)
في تهذيب التهذيب: روى عن أبيه وأبي إسحاق السبيعي وأبي حصين عثمان بن عاصم وعبد العزيز بن رفيع وعبد الملك بن عمير ويزيد بن أبي زياد وحصين بن عبد الرحمن السلمي وحميد الطويل وسفيان التمار وأبي إسحاق الشيباني وعاصم بن بهدلة ومطرف بن طريف وإسماعيل السدي ومحمد بن عمرو بن علقمة ومغيرة بن مقسم وغيرهم ’’اه’’ وزاد في تاريخ بغداد سليمان التيمي وسليمان الأعمش وهشام بن عروة.
’’تلاميذه’’
في تهذيب التهذيب: عنه الثوري وابن المبارك وأبو داود الطيالسي وأسود بن عامر شاذان ويحيى بن آدم ويعقوب القمي وابن مهدي وابن يونس وأبو نعيم وابن المديني وأحمد بن حنبل وابن معين وابنا أبي شيبة وإسماعيل بن أبان الوراق ويحيى بن يحيى النيسابوري وخالد بن يزيد الكاهلي ويحيى بن يوسف الزمي ومنصور بن أبي مزاحم وأحمد بن منيع وعمرو بن زرارة النيسابوري وأبو كريب وأبو هشام الرفاعي والحسن بن عرفة وأحمد بن عبد الجبار العطاردي وآخرون ’’اه’’. وزاد في تاريخ بغداد حسين بن علي الجعفي ومحمد بن عبد الله بن نمير وأحمد بن عمران الأخنسي.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 303

ابن عياش العابد أبو بكر بن عياش بن سالم الكوفي الأسدي الحناط، مولى واصل بن حيان الأسدي الأحدب. في اسمه عدة أقوال: قيل اسمه كنيته، وقيل شعبة، وهو أشهرها، وقيل عبد الله، وقيل محمد، وقيل مطرف، وقيل سالم، وقيل عنترة، وقيل أحمد، وقيل عتيق، وقيل رؤبة، وقيل حماد، وقيل حسين، وقيل قاسم، وقيل لا يعرف له اسم. مولده سنة سبع وتسعين في أيام سليمان بن عبد الملك، وتوفي سنة ثلاث وتسعين ومائة في السنة التي مات فيها هارون الرشيد قبله بشهر. وهو أنبل أصحاب عاصم. وقال أحمد بن حنبل: ثقة، ربما غلط. وروى له الجماعة كلهم خلا مسلم. وكان يقول: أنا نصف الإسلام. وقال الحسين بن فهم: وقد ذكر جماعة لا تعرف أسماؤهم منهم أبو بكر ابن أبي مريم، وأبو بكر بن أبي سبرة، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وأبو بكر بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عياش وأبو بكر ابن أبي العرامس. وقال أبو الحسن الأهوازي: إنما وقع الاختلاف في اسم أبي بكر ابن عياش، لأنه كان رجلا هيوبا، فكانوا يهابون سؤاله، فروى كل واحد ما وقع له. وكان معظما عند العلماء. ولقي الفرزدق وذا الرمة، وروى عنهما شيئا من شعرهما. حدث المرزباني بإسناده إلى زكرياء بن يحيى الطائي، قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: إني أريد أن أتكلم اليوم بكلام لا يخالفني فيه أحد إلا هجرته ثلاثا. قالوا: قل يا أبا بكر، قال: ما ولد لآدم عليه السلام مولود بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر الصديق. قالوا: صدقت يا أبا بكر، ولا يوشع بن نون وصي موسى عليه السلام؟ قال: ولا يوشع بن نون، إلا أن يكون نبيا؛ ثم فسره، فقال: قال الله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير هذه الأمة أبو بكر. وقال زكرياء بن يحيى: سمعت ابن عياش يقول: لو أتاني أبو بكر وعمر وعلي رضي الله تعالى عنهم في حاجة، لبدأت بحاجة علي قبل حاجة أبي بكر وعمر، لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأن أخر من السماء إلى الأرض، أحب إلي من أن أقدمه عليهما. وكان يقدم عليا على عثمان، ولا يغلو ولا يقول إلا خيرا. وذكر النبيذ عند العباس بن موسى فقال: إن ابن إدريس يحرمه، فقال أبو بكر بن عياش: إن كان النبيذ حراما، فالناس كلهم أهل ردة. وقال: كنت أنا وسفيان الثوري وشريك نتماشى بين الحيرة والكوفة، فرأينا شيخا أبيض الرأس واللحية حسن السمت والهيئة، فظننا أن عنده شيئا من الحديث وأنه قد أدرك الناس، وكان سفيان أطلبنا للحديث، فتقدم إليه وقال له: يا هذا هل عندك شيء من الحديث؟ فقال: أما حديث فلا ولكن عندي عتيق سنتين، فنظرنا فإذا هو خمار. وحدث المدائني؛ كان أبو بكر بن عياش أبرص، وكان رجل من قريش يرمى بشرب الخمر فقال له أبو بكر بن عياش يداعبه: زعموا أن نبيا قد بعث يحل الخمر فقال القرشي: إذا لا أومن به حتى يبرئ الأكمه والأبرص. وقيل: كنا عند أبي بكر بن عياش يقرأ علينا كتاب مغيرة، فغمض عينيه، فحركه جمهور وقال له: تنام يا أبا بكر؟ فقال: لا ولكن مر ثقيل فغمضت عيني. وحضر عند هارون الرشيد، فقال له: يا أبا بكر، قال: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: إنك أدركت أمر بني أمية وأمرنا، فأسألك بالله، أيهما كان أقرب إلى الحق؟ فقال له: يا أمير المؤمنين، أما بنو أمية فكانوا أنفع للناس منكم وأنتم أقوم بالصلاة منهم. فجعل هارون يشير بيده ويقول: إن في الصلاة، إن في الصلاة. ثم خرج فأمر له بثلاثين ألفا، فقبضها. وقال محمد بن كناسة يذكر أصحاب أبي بكر بن عياش:

وينسب إلى أبي بكر بن عياش:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 10- ص: 0

أبو بكر ابن عياش بن سالم الكوفي الحناط مولى واصل بن حيان الأسدي الأحدب: واختلف في اسمه فقيل: اسمه كنيته، وقيل شعبة، وقيل عبد الله، وقيل محمد، وقيل مطرف، وقيل سالم، وقيل عنترة، وقيل أحمد، وقيل عتيق، وقيل رؤبة، وقيل حماد، وقيل حسين، وقيل قاسم، وقيل لا يعرف له اسم، وأظهر ذلك شعبة ومطرف. قال الهيثم بن عدي: اسم أبي بكر مطرف بن النهشلي، ومات ابن عياش في سنة ثلاث وتسعين ومائة في السنة التي مات فيها الرشيد بن المهدي قبله
بشهر، وفيها مات غندر وعبد الله بن إدريس. وروي أن ابن عياش مات في سنة اثنتين وتسعين والأول أظهر، ومولده سنة سبع وتسعين في أيام سليمان بن عبد الملك، وروي سنة أربع وتسعين وروي سنة خمس وتسعين وكان ابن عياش يقول:
أنا نصف الإسلام.
وقال الحسين بن فهم، وقد ذكر جماعة لا تعرف أسماؤهم: منهم أبو بكر بن أبي مريم وأبو بكر بن أبي سبرة وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وأبو بكر بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عياش وأبو بكر بن أبي العرامس.
وقال أبو الحسن الأهوازي المقرئ في كتابه: وإنما وقع هذا الاختلاف في اسم أبي بكر لأنه كان رجلا هيوبا، فكانوا يهابونه أن يسألوه، فروى كل واحد على ما وقع له.
قلت: وقد روى المرزباني في كتابه أن جماعة من أهل العلم سألوه عن اسمه واختلفت أقوالهم على ما تقدم، ولولا كراهة الإطالة لذكرته.
وكان ابن عياش معظما عند العلماء، وقد لقي الفرزدق وذا الرمة وروى عنهما شيئا من شعرهما.
حدث المرزباني، حدثنا أحمد بن عيسى عن أحمد بن أبي خيثمة، حدثنا محمد بن يزيد قال: سمعت أبا بكر ابن عياش يقول: كان أبو بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن، قال الله عز وجل: للفقراء المهاجرين {الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم} إلى قوله: {أولئك هم الصادقون} فهؤلاء سموه خليفة رسول الله وهؤلاء لا يكذبون.
وحدث المرزباني بإسناده إلى زكرياء بن يحيى الطائي قال: سمعت أبا بكر ابن عياش يقول: إني أريد أتكلم اليوم بكلام لا يخالفني فيه أحد إلا هجرته ثلاثا، قالوا: قل يا أبا بكر، قال: ما ولد لآدم عليه السلام مولود بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر الصديق، قالوا: صدقت يا أبا بكر، ولا يوشع بن نون وصي موسى عليه السلام. قال: ولا يوشع بن نون إلا أن يكون نبيا. ثم فسره فقال: قال الله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير هذه الأمة أبو بكر» .
قال زكرياء بن يحيى وسمعت ابن عياش يقول: لو أتاني أبو بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم في حاجة لبدأت بحاجة علي قبل حاجة أبي بكر وعمر لقرابته برسول الله، ولأن أخر من السماء إلى الأرض أحب إلي من أن أقدمه عليهما. وكان يقدم عليا على عثمان ولا يغلو ولا يقول إلا خيرا.
وحدث المرزباني بإسناده عن أبي بكر ابن عياش عن ذر عن عبد الله قال: إن الله عز وجل نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلبه فوجد قلوب أصحابه خير القلوب بعد قلبه، فجعلهم وزراء نبيه صلى الله عليه وسلم يقاتلون عن دينه، فما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون سيئا فهو عند الله سيء؛ قال أبو بكر ابن عياش: وأنا أقول: إنهم رأوا أن يولوا أبا بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
وحدث المرزباني، حدثنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا أبو عمر العطاردي قال: بعث أبو بكر ابن عياش إلى أبي يوسف الأعشى، فمضيت مع أبي يوسف ومع عبد الوهاب بن عمر والعباس بن عمير، فدخلنا إليه وهو في علية له، فقال لأبي يوسف: قد قرأت علي القرآن مرتين، وقد نقلت عني القرآن، فاقرأ علي آخر الأنفال، واقرأ علي من رأس المائة من براءة، واقرأ علي كذا واقرأ كذا، فقال له أبو يوسف: يا أبا بكر هذا القرآن والحديث والفقه وأكثر الأشياء قد أفدتها بعد ما كبرت أو لم تزل فيه مذ كنت؟ ففكر هنيهة ثم قال: بلغت وأنا ابن ست عشرة سنة، فكنت فيما يكون فيه الشبان مما يعرف وينكر سنتين، ثم وعظت نفسي وزجرتها، وأقبلت على الخير وقراءة القرآن، فكنت أختلف إلى عاصم في كل يوم، وربما مطرنا ليلا فأنزع سراويلي وأخوض الماء إلى حقوي، فقال له أبو يوسف: ومن أين هذا الماء كله؟ قال: كنا إذا مطرنا جاء ماء الحيرة إلينا حتى يدخل الكوفة. وكنت إذا قرأت على عاصم أتيت الكلبي فسألته عن تفسيره. وأخبرني أبو بكر أن عاصما أخبره أنه كان يأتي زر بن حبيش فيقرئه خمس آيات لا يزيد عليها شيئا، ثم يأتي أبا عبد الرحمن السلمي فيعرضها عليه، فكانت توافق قراءة زر قراءة أبي عبد الرحمن، وكان أبو
عبد الرحمن قرأ على علي عليه السلام، وكان زر بن حبيش الشكرمي العطاردي قرأ على عبد الله بن مسعود القرآن كله في كل يوم آية واحدة لا يزيده عليها شيئا، فإذا كانت آية قصيرة استقلها زر من عبد الله، فيقول عبد الله: خذها، فو الذي نفسي بيده لهي خير من الدنيا وما فيها؛ ثم يقول أبو بكر: وصدق والله، ونحن نقول كما قال أبو بكر ابن عياش إذا حدثنا عن عاصم عن زر عن عبد الله، قال: هذا- والله الذي لا إله إلا هو- حق كما أنكم عندي جلوس، والله ما كذبت، والله ما كذب عاصم بن أبي النجود، والله ما كذب زر، والله ما كذب عبد الله بن مسعود، وإن هذا لحق كما أنكم عندي جلوس.
وحدث عمن أسنده إلى أحمد بن عبد الله بن يونس قال: ذكر النبيذ عند العباس بن موسى فقال: إن ابن إدريس يحرمها، فقال أبو بكر ابن عياش: إن كان النبيذ حراما فالناس كلهم أهل ردة.
وحدث المرزباني قال: قال عبد الله بن عياش: كنت أنا وسفيان الثوري وشريك نتماشى بين الحيرة والكوفة، فرأينا شيخا أبيض الرأس واللحية حسن السمت والهيئة، فظننا أن عنده شيئا من الحديث وأنه قد أدرك الناس، وكان سفيان أطلبنا للحديث وأشدنا بحثا عنه، فتقدم إليه وقال: يا هذا عندك شيء من الحديث؟ فقال:
أما حديث فلا، ولكن عندي عتيق سنتين، فنظرنا فإذا هو خمار.
وحدث أبو بكر ابن عياش قال: رأيت الفرزدق بالكوفة ينعى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، فقال:

وحدث بإسناده عن ابن كناسة قال، حدثني أبو بكر ابن عياش قال: كنت إذ أنا شاب إذا أصابتني مصيبة تصبرت ورددت البكاء، فكان ذلك يوجعني ويزيدني ألما، حتى رأيت بالكناسة أعرابيا واقفا وقد اجتمع الناس حوله (فأنشد):
فسألت عنه فقيل: ذو الرمة، قال: فأصابتني بعد ذلك مصائب فكنت أبكي فأجد راحة، فقلت في نفسي: قاتل الله الأعرابي ما كان أبصره وأعلمه.
وحدث المرزباني عن الحسن النحوي عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال:
سمعت عمي القاسم بن محمد يقول: حدثني يحيى بن آدم قال: لما قدم هارون الرشيد الكوفة نزل الحيرة ثم بعث الى أبي بكر ابن عياش، فحملناه إليه، وكنت أنا أقتاده بعد ذهاب بصره، فلما انتهينا إلى باب الخليفة ذهب الحجاب يأخذون أبا بكر مني، فأمسك أبو بكر بيدي وقال: هذا قائدي لا يفارقني، فقالوا: ادخل أنت وقائدك يا أبا بكر، قال يحيى: فدخلت به وإذا هارون جالسا وحده، فلما دنا منه أنذرته فسلم عليه بالخلافة، فأحسن هارون الرد، فأجلسته حيث أمرت، ثم خرجت فقعدت في مكان أراهما وأسمع كلامهما، قال: فجعلت أنظر إلى هارون يتلمح أبا بكر، قال:
وكان أبو بكر رجلا قد كبر وضعفت رقبته، فإنما ذقنه على صدره، فسكت هارون عنه ساعة ثم قال له: يا أبا بكر، فقال: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: إني سائلك عن أمر، فأسألك بالله لما صدقتني عنه، قال: إن كان علمه عندي، قال: إنك قد أدركت أمر بني أمية وأمرنا، فأسألك بالله أيهما كان أقرب إلى الحق؟ قال يحيى:
فقلت في نفسي اللهم وفقه وثبته، قال: فأطال أبو بكر في الجواب ثم قال له: يا أمير المؤمنين أما بنو أمية فكانوا أنفع للناس منكم وأنتم أقوم بالصلاة منهم. قال: فجعل هارون يشير بيده ويقول: إن في الصلاة، إن في الصلاة؛ قال: ثم خرج فتبعه الفضل بن الربيع فقال: يا أبا بكر إن أمير المؤمنين قد أمر لك بثلاثين ألفا، فقال أبو بكر: فما لقائدي؟ فضحك الفضل وقال: لقائدك خمسة آلاف، قال يحيى:
فأخذت الخمسة آلاف قبل أن يأخذ أبو بكر الثلاثين.
وحدث بإسناد رفعه إلى أبي بكر ابن عياش قال: دخلت على هارون أمير المؤمنين فسلمت وجلست، فدخل فتى من أحسن الناس وجها فسلم وجلس، فقال لي هارون: يا أبا بكر أتعرف هذا؟ قلت: لا، قال: هذا ابني محمد، ادع الله له، فقلت: يا أمير المؤمنين جعله الله أهلا لما جعلته له أهلا، فسكت ثم قال: يا أبا بكر
ألا تحدثني؟ فقلت: يا أمير المؤمنين حدثنا هشام بن حسان عن الحسن قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله فاتح عليكم مشارق الأرض ومغاربها، وإن عمال ذلك الزمان في النار، إلا من اتقى الله وأدى الأمانة»، فانتفض وتغير وقال: يا مسرور اكتب؛ ثم سكت ساعة وقال: يا أبا بكر ألا تحدثني؟ فقلت: يا أمير المؤمنين حدثنا هشام بن حسان عن الحسن قال: «أتدري ما قال عمر بن الخطاب للهرمزان» قال: وما قال له؟ قلت: قال له ما منعك من حب المال وأنت كافر القلب طويل الأمل؟ قال: لأني قد علمت أن الذي لي سوف يأتيني، والذي أخلفه بعدي يكون وباله علي؛ ثم قال: يا مسرور اكتب ويحك. قال: ألك حاجة يا أبا بكر؟ قلت: تردني كما جئت بي، قال: ليست هذه حاجة، سل غيرها، قلت: يا أمير المؤمنين لي بنات أخت ضعاف، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر لهن بشيء، قال: قدر لهن، قلت: يقول غيري قال: لا يقول غيرك، قلت: عشرة آلاف، قال: لهن عشرة آلاف وعشرة آلاف وعشرة آلاف وعشرة آلاف وعشرة آلاف، يا فضل اكتب بها إلى الكوفة وألا تحبس عليه، ثم قال: انصرف ولا تنسنا من دعائك.
وحدث بإسناده عن العباس بن بنان قال: كنا عند أبي بكر ابن عياش يقرأ علينا كتاب مغيرة فغمض عينيه، فحركه جمهور وقال له: تنام يا أبا بكر؟ فقال: لا ولكن مر ثقيل فغمضت عيني حتى عبر .
وحدث أبو هاشم الدلال قال: رأيت أبا بكر ابن عياش مهموما فقلت له: ما لي أراك مهموما؟ قال: سيف كسرى لا أدري الى من صار.
وقال محمد بن كناسة يذكر أصحاب أبي بكر ابن عياش:
وحدث المدائني قال: كان أبو بكر ابن عياش أبرص، وكان رجل من قريش يرمى بشرب الخمر، فقال له أبو بكر ابن عياش يداعبه: زعموا أن نبيا قد بعث بحل الخمرة، فقال له القرشي: إذا لا أومن به حتى يبرئ الأكمه والأبرص.
أنشد أبو بكر ابن عياش المحدث، ويقال إنهما له:

  • دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 2- ص: 757

أبو بكر بن عياش ابن سالم الأسدي، الكوفي، الحناط -بالنون- المقرئ، الفقيه، المحدث، شيخ الإسلام، وبقية الأعلام، مولى واصل الأحدب.
وفي اسمه أقوال: أشهرها شعبة، فإن أبا هاشم الرفاعي، وحسين بن عبد الأول، سألاه عن اسمه. فقال شعبة: وسأله يحيى بن آدم، وغيره عن اسمه، فقال: اسمي كنيتي. وأما النسائي، فقال: اسمه محمد. وقيل: اسمه مطرف. وقيل: رؤبة. وقيل: عتيق. وقيل: سالم. وقيل: أحمد، وعنترة، وقاسم، وحسين، وعطاء، وحماد، وعبد الله.
قال هارون بن حاتم: سمعته يقول: ولدت سنة خمس وتسعين.
قرأ أبو بكر القرآن، وجوده ثلاث مرات على: عاصم بن أبي النجود. وعرضه أيضا -فيما بلغنا- عن عطاء بن السائب، وأسلم المنقري.
وحدث عن: عاصم، وأبي إسحاق السبيعي، وعبد الملك بن عمير، وإسماعيل السدي، وصالح مولى عمرو بن حريث حدثه، عن أبي هريرة، وحصين بن عبد الرحمن، وأبي حصين عثمان بن عاصم، وحميد الطويل، والأعمش، وهشام بن حسان، ومنصور بن المعتمر، ومغيرة بن مقسم، ومطرف بن طريف، ويحيى بن هانئ المرادي، ودهثم بن قران، وسفيان التمار، وحبيب بن أبي ثابت -وهو من كبار شيوخه- وعبد العزيز بن رفيع، وهشام بن عروة، وخلق سواهم.
حدث عنه: ابن المبارك، والكسائي، ووكيع، وأبو داود، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وإسحاق بن راهويه، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وعلي بن محمد الطنافسي، والحسن بن عرفة، وأبو هشام الرفاعي، ويحيى الحماني، وهناد بن السري، وخلق كثير، آخرهم موتا: أحمد بن عبد الجبار العطاردي.
وتلا عليه جماعة، منهم: أبو الحسن الكسائي -ومات قبله- ويحيى العليمي، وأبو يوسف الأعشى، وعبد الحميد بن صالح البرجمي، وعروة بن محمد الأسدي، وعبد الرحمن بن أبي حماد. وأخذ عنه الحروف تحريرا وإتقانا: يحيى بن آدم.
ذكره أحمد بن حنبل، فقال: ثقة، ربما غلط، صاحب قرآن وخير.
قال أبو حاتم: سمعت علي بن صالح الأنماطي، سمعت أبا بكر بن عياش يقول: القرآن كلام الله، ألقاه إلى جبريل، وألقاه جبريل إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- منه بدأ، وإليه يعود.
وقال ابن المبارك: ما رأيت أحدا أسرع إلى السنة من أبي بكر بن عياش.
وقال يحيى بن معين: ثقة.
وقال غير واحد: إنه صدوق وله أوهام.
وقال أحمد: كان يحيى بن سعيد لا يعبأ بأبي بكر، وإذا ذكر عنده، كلح وجهه.
وروى مهنا بن يحيى، عن أحمد بن حنبل، قال: أبو بكر كثير الغلط جدا، وكتبه ليس فيها خطأ.
قال علي بن المديني: سمعت يحيى القطان يقول: لو كان أبو بكر بن عياش بين يدي، ما سألته عن شيء، ثم قال: إسرائيل فوقه.
قال محمد بن عبد الله بن نمير: أبو بكر ضعيف في الأعمش، وغيره.
وقال عثمان الدارمي: أبو بكر، وأخوه حسن: ليسا بذاك.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن أبي بكر، وأبي الأحوص، فقال: ما أقربهما، لا أبالي بأيهما بدأت. وقال أبي: أبو بكر وشريك في الحفظ سواء، غير أن أبا بكر أصح كتابا.
وقال نعيم بن حماد: سمعت أبا بكر يقول: سخاء الحديث كسخاء المال.
قلت: فأما حاله في القراءة، فقيم بحرف عاصم، وقد خالفه حفص في أزيد من خمس مائة حرف، وحفص أيضا حجة في القراءة، لين في الحديث.
وقد وقع لي حديث أبي بكر عاليا، فأنبأنا أحمد بن سلامة، والخضر بن عبد الله بن حمويه، وأحمد بن أبي عصرون، عن أبي الفرج بن كليب، أخبرنا علي بن بيان، أخبرنا محمد بن محمد، أخبرنا إسماعيل بن محمد، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثني أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، فأحرمنا بالحج، فلما قدمنا مكة، قال: ’’اجعلوا حجكم عمرة’’. فقال الناس: يا رسول الله! فكيف نجعلها عمرة، وقد أحرمنا بالحج؟ قال: ’’انظروا الذي آمركم به، فافعلوا’’. فردوا عليه القول، فغضب، ثم انطلق حتى دخل على عائشة غضبان، فرأت الغضب في وجهه،
فقالت: من أغضبك؟ أغضبه الله. قال: ’’وما لي لا أغضب، وأنا آمر بالأمر، فلا أتبع’’. هذا حديث صحيح من العوالي، يرويه: عدة في وقتنا، عن النحيب، وابن عبد الدائم، بسماعهما من ابن كليب. أخرجه ابن ماجه، عن الثقة، عن أبي بكر.
قال عثمان بن أبي شيبة: أحضر هارون الرشيد أبا بكر بن عياش من الكوفة، فجاء ومعه وكيع، فدخل ووكيع يقوده، فأدناه الرشيد، وقال له: قد أدركت أيام بني أمية وأيامنا، فأينا خير؟ قال: أنتم أقوم بالصلاة، وأولئك كانوا أنفع للناس. قال: فأجازه الرشيد بستة آلاف دينار، وصرفه، وأجاز وكيعا بثلاثة آلاف. رواها محمد بن عثمان، عن أبيه.
قال أبو داود: حدثنا حمزة بن سعيد المروزي -وكان ثقة- قال: سألت أبا بكر بن عياش، فقلت: قد بلغك ما كان من أمر ابن علية في القرآن. قال: ويلك! من زعم أن القرآن مخلوق، فهو عندنا كافر زنديق، عدو الله، لا نجالسه، ولا نكلمه.
روى يحيى بن أيوب، عن أبي عبد الله النخعي، قال: لم يفرش لأبي بكر بن عياش فراش خمسين سنة.
ابن أبي شيخ: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: زاملت أبا بكر بن عياش إلى مكة، فما رأيت أورع منه، لقد أهدى له رجل رطبا، فبلغه أنه من بستان أخذ من خالد بن سلمة المخزومي، فأتى آل خالد، فاستحلهم، وتصدق بثمنه.
قال أبو عبد الله المعيطي: رأيت أبا بكر بن عياش بمكة، جاءه سفيان بن عيينة، فبرك بين يديه، فجاء رجل يسأل سفيان عن حديث، فقال: لا تسألني عن حديث ما دام هذا الشيخ قاعدا. رواها: يعقوب بن شيبة، عن المعيطي، وقال: فجعل أبو بكر يقول: يا سفيان! كيف أنت، وكيف عائلة أبيك؟
قال أحمد بن حنبل: سمعت أبا بكر يقول: قال لي عبد الملك بن عمير: حدثني. وكنت أحدث أبا إسحاق السبيعي، فيستمع إلي، وكنت أحدث الأعمش، فيستعيدني.
قال أبو هشام الرفاعي: سمعت أبا بكر يقول: أنا أكبر من سفيان الثوري بسنتين.
وقال سفيان بن عيينة: أبو بكر أكبر مني بعشر سنين.
وقال الأخنسي: سمعت أبا بكر يقول: والله لو أعلم أن أحدا يطلب الحديث بمكان كذا وكذا، لأتيت منزله حتى أحدثه.
وعن محمد بن عيسى بن الطباع، قال: شهد أبو بكر بن عياش عند شريك، فكأنه رأى من شريك استخفافا، فقال: أعوذ بالله أن أكون جبارا. قال: فقال شريك: ما كنت أظن أن هذا الحناط هكذا أحمق.
وقال أبو أحمد الزبيري: كنت عند الثوري، وكان أبو بكر بن عياش غائبا، فجاءه أخوه الحسن بن عياش، فقال سفيان: أيش حال شعبة، قدم بعد؟ يعني أخاه.
وقال بشر الحافي: قال عيسى بن يونس: سألت أبا بكر بن عياش عن الحديث، فقال: إن كنت تحب أن تحدث، فلست بأهل أن تؤتى، وإن كنت تكره أن تؤتى، فبالحري أن تنجو.
قال يعقوب الفسوي: سمعت أحمد بن يونس -وذكروا له حديثا أنكروه من حديث أبي بكر، عن الأعمش- فقال: كان الأعمش يضرب هؤلاء ويشتمهم ويطردهم، وكان يأخذ بيد أن أبي بكر، فيجلس معه في زاوية لحال القرآن.
وقال أبو هشام الرفاعي: قال أبو بكر بن عياش للحسن بن الحسن بالمدينة: ما أبقت الفتنة منك؟ فقال: وأي فتنة رأيتني فيها؟ قال: رأيتهم يقبلون يدك ولا تمنعهم.
أبو هشام الرفاعي: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: أبو بكر الصديق خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نص القرآن، لأن الله -تعالى- يقول: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون}. قال: فمن سماه الله صادقا، فليس يكذب، هم قالوا: يا خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
قال يعقوب بن شيبة الحافظ: كان أبو بكر معروفا بالصلاح البارع، وكان له فقه، وعلم الأخبار، وفي حديثه اضطراب.
وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: لم يكن في شيوخنا أحد أكثر غلطا من أبي بكر.
وقال يزيد بن هارون: كان أبو بكر بن عياش فاضلا، لم يضع جنبه على الأرض أربعين سنة.
وقال يحيى بن عبد الحميد الحماني: حدثني أبو بكر بن عياش، قال: جئت ليلة إلى زمزم، فاستقيت منه دلوا لبنا وعسلا.
قال أبو هشام الرفاعي: سمعت أبا بكر يقول: الخلق أربعة: معذور، ومخبور، ومجبور، ومثبور، فالمعذور: البهائم، والمخبور: ابن آدم، والمجبور: الملك، والمثبور: الجن.
وعن أبي بكر بن عياش، قال: أدنى نفع السكوت السلامة، وكفى به عافية، وأدنى ضرر المنطق الشهرة، وكفى بها بلية.
روى عثمان بن سعيد الدارمي، عن يحيى بن معين، قال: الحسن بن عياش، وأخوه أبو بكر: ثقتان.
قال أحمد بن يزيد: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: سمعت الأعمش يقول لأصحاب الحديث إذا حدث بثلاثة أحاديث: قد جاءكم السيل، وأنا اليوم مثل الأعمش.
فقلت: من فوائد أبي عمرو أحمد بن محمد النيسابوري، حدثنا أبو تراب محمد بن الفرج، قال: سمعت خالد بن عبد الله الكوفي يقول: كان في سكة أبي بكر بن عياش كلب، إذا رأى صاحب محبرة، حمل عليه، فأطعمه أصحاب الحديث شيئا، فقتلوه. فخرج أبو بكر، فلما رآه ميتا، قال: إنا لله، ذهب الذي كان يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر.
قال يحيى بن آدم: قال لي أبو بكر: تعلمت من عاصم القرآن، كما يتعلم الصبي من المعلم، فلقي مني شدة، فما أحسن غير قراءته، وهذا الذي أحدثك به من القراءات إنما تعلمته من عاصم تعلما.
وفي رواية عن أبي بكر، قال: أتيت عاصما وأنا حدث.
وقال هارون بن حاتم: سمعت رجلا أنه سأل أبا بكر: أقرأت على أحد غير عاصم؟ قال: نعم، على: عطاء بن السائب، وأسلم المنقري.
هذا إسناد لم يصح.
قال يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش، قال: تعلمت القرآن من عاصم خمسا خمسا، ولم أتعلم من غيره، ولا قرأت على غيره.
يحيى عن أبي بكر، قال: اختلفت إلى عاصم نحوا من ثلاث سنين، في الحر والشتاء والمطر، حتى ربما استحييت من أهل مسجد بني كاهل.
وقال لي عاصم: احمد الله -تعالى- فإنك جئت وما تحسن شيئا. فقلت: إنما خرجت من المكتب، ثم جئت إليك.
قال: فلقد فارقت عاصما وما أسقط من القرآن حرفا.
قال عبيد بن يعيش: سمعت أبا بكر يقول: ما رأيت أحدا أقرأ من عاصم، فقرأت عليه، وما رأيت أحدا أفقه من المغيرة، فلزمته.
وعن أبي بكر بن عياش، قال: الدخول في العلم سهل، لكن الخروج منه إلى الله شديد.
وعن بشر بن الحارث سمع أبا بكر بن عياش يقول: يا ملكي ادعوا الله لي، فإنكما أطوع لله مني.
وقد روي من وجوه متعددة أن أبا بكر بن عياش مكث نحوا من أربعين سنة يختم القرآن في كل يوم وليلة مرة.
وهذه عبادة يخضع لها، ولكن متابعة السنة أولى، فقد صح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عبد الله بن عمرو أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث، وقال -عليه السلام: ’’لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث’’.
قال أبو العباس بن مسروق: حدثنا يحيى الحماني، قال: لما حضرت أبا بكر الوفاة، بكت أخته، فقال لها: ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية، فقد ختم أخوك فيها ثمانية عشر ألف ختمة.
قال سفيان بن عيينة: قال لي أبو بكر بن عياش: رأيت الدنيا في النوم عجوزا مشوهة.
وروى ابن أبي الدنيا، عن محمد بن عبيد القرشي -وهو والده، إن شاء الله- قال: قال أبو بكر بن عياش: وددت أنه صفح لي عما كان مني في الشباب، وأن يدي قطعتا.
سئل أبو بكر عن القرآن، فقال: هو كلام الله، غير مخلوق.
وعن أبي بكر، قال: إمامنا يهمز ’’مؤصدة’’، فأشتهي أن أسد أذني إذا همزها.
قال أحمد بن يونس: قلت لأبي بكر بن عياش: لي جار رافضي قد مرض. قال: عده مثل ما تعود اليهودي، والنصراني، لا تنوي فيه الأجر.
قال يوسف بن يعقوب الصفار: سمعت أبا بكر يقول: ولدت سنة سبع وتسعين، وأخذت رزق عمر بن عبد العزيز، ومكثت خمسة أشهر، ما شربت ماء، ما أشرب إلا النبيذ.
قلت: النبيذ الذي هو نقيع التمر، ونقيع الزبيب، ونحو ذلك، والفقاع، حلال شربه، وأما نبيذ الكوفيين الذي يسكر كثيره، فحرام الإكثار منه عند الحنفية، وسائر العلماء، وكذلك يحرم يسيره عنه الجمهور، ويترخص فيه الكوفيون، وفي تحريمه عدة أحاديث.
وكان الإمام أبو بكر قد قطع الإقراء قبل موته بنحو من عشرين سنة، ثم كان يروي الحروف، فقيدها عنه يحيى بن آدم عالم الكوفة، واشتهرت قراءة عاصم من هذا الوجه، وتلقتها الأمة بالقبول، وتلقاها أهل العراق.
وأما الحديث: فيأتي أبو بكر فيه بغرائب ومناكير.
قال محمد بن المثنى: ذكرت لعبد الرحمن بن مهدي: حديث أبي بكر بن عياش، عن منصور، عن مجاهد، عن سعيد بن المسيب، قال: قال عمر: لا تقطع الخمس إلا في خمس. وحديث مطرف، عن الشعبي: أن عمر قال: لا يرث قاتل خطاء ولا عمدا، حدث بهما أبو بكر، فأيهما أنكر عندك؟ -وكان حديث مطرف عندي أنكر- فقال: حديث منصور. ثم قال عبد الرحمن: قد سمعتهما منه أربعين سنة.
قال أحمد بن عبد الله بن يونس: حدثنا أبو بكر، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: أتى رجل أهله، فرأى ما بهم من الخصاصة، فخرج إلى البرية، فقالت امرأته: اللهم ارزقنا ما يعتجن ويختبز. قال: فإذا الجفنة ملأى عجينا، وإذا الرحى تطحن، وإذا التنور
ملأى جنوب شواء. فجاء زوجها، فقال: عندكم شيء؟ قالت: نعم، رزق الله. فجاء، فكنس ما حول الرحى، فذكر ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ’’لو تركها لدارت -أو: لطحنت- إلى يوم القيامة’’. فهذا حديث منكر.
قال أحمد بن حنبل: كان يحيى بن سعيد ينكر: حديث أبي بكر بن عياش، عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد. قال: ذكر عند ابن مسعود امرأة، فقالوا: إنها تغتسل ثم تتوضأ. فقال: أما إنها لو كانت عندي لم تفعل ذلك. قال أحمد: نراه وهم أبو بكر، وإنما هذا يرويه الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة.
الحسن بن عليل العنزي: حدثنا محمد بن إسماعيل القرشي، عن أبي بكر بن عياش، قال: قال لي الرشيد: كيف استخلف أبو بكر -رضي الله عنه؟ قلت: يا أمير المؤمنين! سكت الله، وسكت رسوله، وسكت المؤمنون. فقال: والله ما زدتني إلا عمى. قلت: مرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثمانية أيام، فدخل عليه بلال فقال: ’’مروا أبا بكر يصلي بالناس’’. فصلى بالناس ثمانية أيام والوحي ينزل، فسكت رسول الله لسكوت الله، وسكت المؤمنون لسكوت رسول الله -صلى الله عليه وسلم. فأعجبه ذلك، وقال: بارك الله فيك.
زكريا الساجي: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثني محمد بن عبد الله، حدثني إبراهيم بن أبي بكر بن عياش، قال: طلب الرشيد أبي، فمضى إليه، فقال: إن أبا معاوية حدثني بحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’يكون قوم بعدي ينبزون بالرافضة، فاقتلوهم، فإنهم مشركون’’، فوالله لئن كان الحديث حقا، لأقتلنهم. فلما رأيت ذلك، خفت، وقلت: يا أمير المؤمنين! لئن كان ذلك، فإنهم ليحبونكم أشد من بني أمية، وهم إليكم أميل. قال: فسري عنه، وأمر لي بأربع بدر، فأخذتها.
قلت: محمد بن عبد الله: مجهول.
قال أبو سعيد الأشج: قدم جرير بن عبد الحميد، فأخلي له مجلس أبي بكر بن عياش، فقال أبو بكر: والله لأخرجن غدا من رجالي رجلين، لا يبقى عند جرير أحد. قال: فأخرج أبا إسحاق السبيعي، وأبا حصين.
الأحمسي: ما رأيت أحدا أحسن صلاة من أبي بكر بن عياش.
قال نعيم بن حماد: كان أبو بكر بن عياش يبزق في وجوه أصحاب الحديث.
وقد اعتنى أبو أحمد بن عدي بأمر أبي بكر، وقال: لم أر له حديثا منكرا من رواية ثقة عنه.
قال يوسف بن يعقوب الصفار، وغيره، ويحيى بن آدم، وأحمد بن حنبل: مات أبو بكر في جمادى الأولى، سنة ثلاث وتسعين ومائة.
قلت: عاش ستا وتسعين سنة.
أخبرنا ابن قوام، وجماعة قالوا: أخبرنا، ابن الزبيدي، أخبرنا أبو الوقت، أخبرنا الداودي، أخبرنا ابن حمويه، أخبرنا الفربري، حدثنا البخاري، حدثنا يوسف بن راشد، حدثنا أحمد بن عبد الله، حدثنا أبو بكر، عن حميد، عن أنس، سمعه يقول: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’إذا كان يوم القيامة، شفعت، فقلت: يا رب! أدخل الجنة من كان في قلبه خردلة، فيدخلون، ثم أقول: يا رب! أدخل الجنة من كان في قلبه أدنى شيء’’. فقال أنس: كأني أنظر إلى أصابع رسول الله.
هذا من أغرب ما في الصحيح. ويوسف: هو القطان، نسبه إلى جده. وأحمد: هو اليربوعي.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 7- ص: 441

أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي الحناط المقرئ
اختلف في اسمه على أقوال والصحيح أن اسمه كنيته
روى عن أبيه وحميد الطويل والأعمش وأبي إسحاق السبيعي وخلق
وعنه أحمد ويحيى وابن المبارك وخلق مات سنة ثلاث وتسعين ومائة

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 119

أبو بكر بن عياش الأسدي الكوفي الحناط المقرئ
أحد الأعلام عن حبيب بن أبي ثابت وعاصم وأبي إسحاق وعنه علي وأحمد وإسحاق وابن معين والعطاردي قال أحمد صدوق ثقة ربما غلط وقال أبو حاتم هو وشريك في الحفظ سواء مات 193 في جمادى الأولى عن ست وتسعين سنة خ 4

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1