السيد أبو بكر بن شهاب العلوي الحسيني الحضرمي

"اسمه كنيته"

نسبه

هو السيد أبو بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الله بن عبدوس بن علي بن محمد بن شهاب الدين بن أحمد بن عبد الرحمن بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ علي بن أبي بكر السكران ابن الشيخ عبد الرحمن السقاف ابن محمد مولى الدويلة بن علي ابن الشيخ علوي ابن الفقيه المقدم الشيخ محمد بن علي ابن الإمام محمد صاحب مرباط ابن علي خالع قاسم بن علوي بن محمد صاحب الصومعة ابن الإمام علوي بن عبيد ه بن المهاجر إلى الله أحمد بن عيسى بن محمد النقيب بن علي العريض ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام الباقر ابن الإمام زين العابدين علي ابن الإمام السبط الحسين أمير المؤمنين علي عليهم السلام.

"مولده ووفاته"

ولد سنة 1262 بقرية حصن آل فلوقة أحد الصايف تريم من بلاد حضرموت وتوفي ليلة الجمعة 10 جمادى الأولى سنة 1314 بحيدرأباد الدكن من بلاد الهند وترك ولدا يسمى السيد مرتضى.

(أحواله)

كان عالما جليلا حاويا لفنون العلوم مؤلفا في كثير منها قوي الحجة ساطع البرهان أديبا شاعرا مخلص الولاء لأهل البيت الطاهر قال جامع ديوانه في حقه: حجة الإسلام، ونبراس الأنام، وخاتمه الأعلام، ويتيمة عقد الكرام، قريع الفصحاء، وإمام البلغاء، الحائز قصبات السبق في ميادين العلوم، الموضح من مشكلاتها ما حير الفهوم، محيي السنة وناشر لوائها، ومميت البدعة ومقوض بنائها سليل العترة النبوية وناشر لواء ولائها، ناصر أوليائها، وقاهر أعدائها السيد الشريف العلامة أبو بكر بن عبد الرحمن إلخ.

(صفته)

قال جامع ديوانه: كان أبيض اللون مشربا بحمرة واسع العينين جميل الصورة معتدل القامة إلى الطول أقرب. حسن السمت لطيف الأخلاق وديعا منصفا كريما سمحا فصيح النطق بليغ التعبير ذكي الفؤاد متوقد الذهن سريع الحفظ والفهم قوي الحافظة حاضر الجواب بين الحجة ببغض اللجاج ويمقت المماراة ينصف من يبحث معه ويرشده بلطف إلى ما خفي عليه وإذا رأى مباحثه تعصبا تركه وشأنه وكان يؤثر الخمول والانزواء وينفر كل النفور عن أصحاب الفخفخة والأمراء ويحب مجالسة المساكين والفقراء ومن لا يؤبه بهم ينبسط معهم ويقوم بقضاء حوائجهم ويتردد عليهم ويأنف من معاشره الأغنياء ويكره الذهاب إليهم وكثيرا ما كان يتمثل بقول الشاعر:

(سيرته)

قاتل جامع ديوانه: كان عالي الهمة عصامي النفس مسموع الكلمة وله في إصلاح ذات البين وقمع الفتن وحقن الدماء المساعي الكبيرة فكان يخدم وطنه حتى مع بعده عنه ويجازي على السيئة بالحسنة وكان متفانيا في حب أهل البيت الطاهر كثير التعظيم لهم معظما للعلماء ولكل معاد لأهل البيت عليهم الصلاة والسلام وإن ما أودعه الله في فطرته من الذكاء قضى بتقدمه وفوزه على سائر القران فبرع في فنون عديدة حتى أدهش فضلاء مشائخه وأذن له بعضهم في إعادة دروسه أو الاستقلال بالتدريس وهو مراهق وله فتاوى وتعليقات في صغره ونظم منظومته المفيدة المسماة ذريعة النهاض إلى علم الفرائض وعمره إذ ذاك نحو 18 سنة ومما قاله فيها:

رحل من وطنه تريم إلى الحجاز عام 1286 لأداء النسكين وأقام بمكة مدة غير قليلة اتصل فيها بالبركة العابد السيد فضل باشا العلوي وأخذ عن كثير من العلماء ممن لقيهم هناك ومنهم العلامة شيخ مشايخ الحجاز السيد أحمد بن زيني دحلان وأشار عليه السيد فضل باشا بنظم أرجوزة في آداب النساء وهي الدرجة بآخر ديوانه ولقي من أمير مكة وأشرافها كل تجلة واحترام ثم عاد إلى تريم وأقام بها إلى سنة 1288 ثم رحل في العام المذكور إلى عدن وما جاورها من اليمن واتصل بأمراء لحج ورجال تلك الجهات فعرفوا فضله وانتفعوا به ورغبوا في إقامته عندهم فلم يرض بل توجه إلى الشرق الأقصى ودخل كثيرا من مدنه وأقام به نحو أربع سنين قضى جلها في جزيرة جاوا في بلدة سوربايا وتعاطى فيها التجارة وكللت أعماله بالنجاح إلا أنه آثر الزهد وقنع بما حصله وعاد إلى وطنه عام 1292 واشتغل بالتدريس والإفتاء والدعوة إلى مذهب السلف ونبذ الرعونات والبدع وقد عاداه بعضهم من أجل ذلك وحسده البعض وأوذي إيذاء بالغا ولم يصده ذلك عما جبل عليه من السعي في نفع العباد وخدمة الصالح العام فقد نسبت حرب في عام 1292 واستمرت إلى أول عام 1294 بين أمير يافع سلطان الشحر وأمراء آل كثير سلاطين تريم وسيون واشتد البلاء والضرر فسعى السيد أبو بكر المذكور في إخماد تلك الحرب حتى تم الصلح على يده وبجده ونفوذه وكفى الله شرها ثم حدثت حوادث يقصد بها مضايقته فاختار هجر تلك البلاد فارتحل عنها عام 1302 كما أشار إلى تلك الأحوال في بعض أشعاره وتصانيفه وبعد مفارقته وكنه طاف في بلاد كثيرة منها عدن ولحج والحجاز مكة المكرمة والمدينة المنورة ثم زار القطر المصري فالشام والقدس ثم الأستانة ولقي من أمراء وعلماء تلك الأقطار كل إجلال وإعظام كما قال في بعض قصائده:

وواجه سلطان الترك بالأستانة وقلده الوسام المجيدي المرصع وأهدى له سيفا وأحبه كثير من أهل النفوذ والفضل ثم ذهب إلى الشرق واختار الإقامة في حيدرأباد دكهن بالهند وانتفع به كثير ممن هناك وكان الملجأ لحل المشكلات العلمية، وتولى التدريس في مدرستها النظامية وصحح عددا مما طبع من الكتب النافعة الدينية، وقد طالت إقامته بحيدرأباد وتأهل بها روزق أولادا وتردد من الهند إلى جاوه وما قاربها ثم في عام 1331 عاد المترجم له من الهند إلى وطنه وصحب معه جميع ولده وذلك بعد غيبته عنها نحو ثلاثين سنة لم يغب فيها عن وطنه بره ومعروفه وخدمته فقوبل بها مقابلة لم نعلم أن أحدا قوبل بمثلها حتى ولا سلاطينها وكان يوم دخوله تريم يوم عيد عظيم نشرت فيه الريات وأطلقت المدافع وأقيمت المواكب والحفلات على رغم منه لشدة نفرته من ذلك ثم عاد إلى الهند عام 1334 لقطع علائقه منها للرجوع إلى تريم للإقامة بها ولكن عاقته المقادير حتى انتقل إلى رحمة الله تعالى "اه" وقد بلغنا أنه لاقى من النواصب في سبيل نشر فضائل أجداده أهل البيت الطاهر والدعوة إلى سلوك طريقتهم أذى كثيرا اضطره إلى الهجرة عنهم وترك وطنه.

(مشائخه)

قال جامع ديوانه: تلقى فنون العلم عن والده وأخيه الأكبر العالم العابد والفقيه الورع الزاهد السيد عمر الملقب بالمحضار. وعن كثير من كبار العلماء بلغ عددهم نحو المائة أكثرهم من أهل حضرموت فمن أخذ عنهم من أهل تريم العلامة الصالح السيد محمد بن إبراهيم بلفقيه العلوي والسيد البقية حسن بن حسين الحداد العلوي والسيد العلامة التقي الورع علي بن عبد الله بن شهاب العلوي والحبر السيد حامد بن عمر بافرج العلوي وغيرهم ممن في طبقتهم وهم كثير يطول تعدادهم ومن أهل سيون الأستاذ المحقق السيد المحسن بن علوي السقاف العلوي ومن طبقته ومن أهل وادي دوعن العلامة الصوفي السيد أحمد بن محمد المحضار العلوي والمحقق الشيخ محمد بن عبد الله باسودان الكندي وغيرهم "اه" وقوم مر في سيرته أنه أخذ بمكة عن السيد أحمد بن زيني دحلان.

(تلاميذه)

له تلاميذ كثيرون أجلهم وأعلمهم وأشهرهم السيد محمد بن عقيل صاحب النصائح الكافية وغيرها.

(مؤلفاته)

له مؤلفات في الأصلين والفقه والهندسة والحساب والمنطق والطبيعيات والبديع والأنساب والأسانيد وغيرها قال جامع ديوانه المعروف لنا منها نحو الثلاثين أكثرها لم يطبع "اه" من جملتها (1) الحمية من مضار الرقية رد على الرقية الشافية التي هي رد على النصائح الكافية مطبوع. (2) رسالة ضرب الذلة على جريدة النحلة. (3) ذريعة الناهض إلى علم الفرائض منظومة. (4) أرجوزة في آداب النساء. (5) رشفة الصادي في فضائل أهل البيت طبع بمصر. (6) العقود. (7) الترياق النافع بإيضاح وتكميل جمع الجوامع مطبوع. (8) الفتوحات. (9) الإسعاف. (10) النظام. (11) نوافح الورد جوري. (12) الورد القطيف. (13) الذريعة ولعلها هي ذريعة الناهض المتقدمة. (14) التحفة. (15) الكشف. (16) الشبهات. (17) التنوير. (18) رفع الخبط في مسائل الضغط. (19) التذكير. (20) نزهة الألباب في رياض الأنساب. (21) ديوان شعره وهو مطبوع وقد حذف منه شيء كثير.

(أشعاره)

ننتخب منها من ديوانه المطبوع.

قال يرثي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في 21 رمضان سنة 1306 من قصيدة:

وله من قصيدة أسماها النبأ اليقين في مدح أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام عدد أبياتها كعدد اسم الممدوح قالها في أواخر شوال سنة 1330:

#سقى عتبة كأس الحتوف ورجع الوليد ابنه بالسيف مر زؤامها
#حنانيك مولى المؤمنين وسيد النبيين والساقي بدار سلامها

وقال يرثي الحسين عليه السلام من قصيدة:

وقال من قصيدة في مدح أهل البيت النبوي عليهم السلام:

وقال هذه الأبيات من كتاب نزهة الألباب في رياض الأنساب:

وقال في مدح سيد الكائنات عليه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليمات من قصيدة:

وله من قصيدة سماها طهور الشراب من شمائل السادة آل شهاب:

وله من قصيدة أرسلها إلى العلامة الحبيب محسن بن علوي ابن سقاف العلوي الحسيني والمترجم إذ ذاك بجهة جاوه سنة 1290:

وله من قصيدة يرثي بها السيد الجليل علي بن حسن بن حسين الحداد في 15 ذي الحجة سنة 1309.

وله من قصيدة أرسلها إلى السيد الكامل الحبيب علي بن محمد بن حسين الحبشي سنة 1293.

وله من قصيد يرثي بها أم أولاده الشريفة سيدة بنت علي بن عبد الله بن شهاب الدين وجاءه الخبر بوفاتها وهو بمصر سنة 1303.

وله من أبيات:

وله:

وله من أبيات:

وقال يمدح السلطان مير عثمان علي خان سلطان حيدرأباد الدكن ويهنئه بإعطاء ألقاب لابنيه وأخويه سنة 1336 من قصيدة:

#يؤمين بالتسليم رافعة إلى الجبهات بلور البنان مخضبا
#طابت أرومتهم وهل يلد الكريم الطيب الأعراق إلا طيبا

وقال في مدينة سنغافورا ذاكر محاسنها وما لعربها من المفاخر والخصال الحميدة من قصيدة:

وقال مقرظا ومؤرخا طبع كتاب الاستيعاب لحافظ المغرب أبي عمر بن عبد البر:

#بل لنشر العلم تزويه ونستصفي لبابه
#ولقد أبدى ابن عبد البر في المعنى عجابه

(1324)

وقال:

وقال في رأس الفتنة ومفرق كلمة المسلمين في البلاد الجاوية أحمد محمد سوركتي السناري:

#أأنت بالنكر أفتيت أم قرينك أفتى

وقال يمدح السلطان أحمد فضل حاكم لحج من قصيدة:

وقال من قصيدة:

وقال وأرسلها إلى السلطان صالح بن غالب بن عوض القطيعي حين رجع من القنص ظافرا بثلاثة من الأسود.

وقال بمدح سلطان زنجبار برغش بن سعيد بن سلطان من قصيدة في ذي الحجة سنة 1300.

#سبق الملوك محليل في حلبة العليا فصلوا خلفه لما جرى

وقال مجيبا عن واقعة حال:

#هل ترفضت قلت لم أدر ما الرفض لديكم حقيقة واعتبارا
#مذهبي مذهب الوصى أبي السبطين فالحق دائر حيث دارا
#وبنيه الأئمة العلويين الأولى حولوا العتيم نهارا #سالكي المنهج الذي لم تجد فيه انعطافا ولست تلقى ازورارا
#ديننا حب أهل بيت رسول الله حبا يكفر الأوزارا
#هذه السنة التي أمر الله بها الناس صبية وكبارا

وكتب على ظهر كتاب تطهير الحنان لابن حجر المكي

وقال:

وقال:

وقال يمدح أبا بكر الزبيدي من قصيدة:

#يا فاتر الطرف الكحيل وبارع الخد الأسيل أما ترق وترفق

وقال يهنئ الملك نظام الدولة آصف جاه مير محبوب علي خان بيعد جلوسه من قصيدة:

وقال من قصيدة:

وقال من أبيات:

#طرفك الفتان يرميني بمسموم السهام
#أنت والله من الدنيا له أقصى المرام

وقال من قصيدة:

وقال:

وقال:

وقال:

#نشكو إلى الرحمن من هذه الغوغاء شكوى من رماه الزمان
#ومنهم المخبر عن برزخ الموتى شقي أو سعيد فلان

وقال:

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 294