أبو البركات بن ناصر الدولة الحسن بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان ابن حمدون التغلبي
توفي في 3 رمضان سنة 359 متأثرا من ضربة في الحرب بينه وبين إخوته ببلد يقال له عربان وحمل في تابوت إلى الموصل ودفن بتل توبة عند أبيه. قاله ابن الأثير.
هو ابن أخي سيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان صاحب حلب والعواصم وأبوه ناصر الدولة كان صاحب الموصل. قال ابن الأثير: في سنة 358 اختلف أولاد ناصر الدولة وسبب اختلافهم أنه أقطع ولده حمدان مدينة الرحبة وغيرها وكان أبو تغلب وأبو البركات وأختهما جميلة وأولاد ناصر الدولة من زوجته فاطمة بنت أحمد الكردية وكانت مالكة أمر ناصر الدولة فاتفقت مع ابنها أبي تغلب وقبضوا على ناصر الدولة فعظم ذلك على حمدان وطالب إخوته بالإفراج عن والده فسار أبو تغلب إليه ليحاربه فانهزم حمدان ثم مات ناصر الدولة في ربيع الأول سنة 358 وقبض أبو تغلب أملاك أخيه حمدان وسير أخاه أبا البركات لحربه فلما قرب من الرحبة استأمن إليه كثير من أصحاب حمدان فانهزم حمدان وقصد العراق مستأمنا إلى بختيار فوصلها في شهر رمضان سنة 358 فأكرمه بختيار. وفي ذي القعدة سنة 358 سار أبو البركات بن ناصر الدولة في عسكره إلى ميافارقين فأغلقت زوجة سيف الدولة أبواب البلد في وجهه فأرسل إليها أنني ما قصدت إلا الغزاة ويطلب منها ما تستعين به فاتفقا على أن ترسل إليه مائتي ألف دينار وتسلم إليه قرايا كانت لسيف الدولة بقرب نصيبين ثم علمت أنه يعمل سرا في دخول البلد فأرسلت إلى من معه من غلمان سيف الدولة: ما من حق مولاكم أن تفعلوا بحرمة وأولاده هذا فنكلوا عن القتال معه ثم جمعت رجالة وكبست أبا البركات وغلمانه فراسلها إني لم أقصد لسوء فردت ردا جميلا وأعادت إليه بعض ما نهب منه وحملت إليه مائة ألف درهم وأطلقت الأسرى وكان ابنها أبو المعالي بن سيف الدولة على حلب قاتل فرغويه أبيه. وأرسل بختيار إلى أبي تغلب النقيب أبا أحمد الموسوي والد الشريفين المرتضى والرضي في الصلح مع أخيه حمدان فاصطلحوا وعاد حمدان إلى الرحبة وكان مسيرة من بغداد في جمادى الأولى سنة 359 فلما سمع أبو البركات بمسير أخيه حمدان فارق الرحبة ودخلها حمدان وراسله أخوه أبو تغلب في الاجتماع به فامتنع فسير إليه أبو تغلب أخاه أبا البركات فلما علم حمدان بذلك فارقتها فاستولى عليها أبو البركات واستناب بها من يحفظها في طائفة من الجيش وعاد إلى الرقة ومنها إلى عربان فلما سمع حمدان بعوده عنها عاد إليها وأسر من بها من الجند فقتل بعضا واستبقى بعضا فلما سمع أبو البركات بذلك عاد إلى قرقيسيا واجتمع هو وأخوه حمدان فلم تستقر بينهما قاعدة فقال أبو البركات لحمدان أنا أعود إلى عربان وأرسل إلى أبي تغلب لعله يجيب إلى ما تلتمسه منه فسار عائدا إلى عربان وعبر حمدان الفرات من مخاضة بها وسار في أثر أخيه أبي البركات فأدركه بعربان وهو آمن فليقهم أبو البركات بغير جنة ولا سلاح فقاتلهم واشتد القتال بينهم وحمل أبو البركات بنفسه في وسطهم فضربه أخوه حمدان فألقاه وأخذه أسيرا فمات من يومه ’’انتهى’’.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 290