السيد محسن ابن المتوكل على الله إسماعيل ابن الإمام القاسم بن محمد
ولد سنة 1070 سبعين وألف أو في السنة التي بعدها وكان مولده بالسودة وبها نشأ وكان مع أخيه يوسف أيام خروجه على المهدي صاحب المواهب ودعوته إلى نفسه وظفر به المهدي فسجنه ثم أفرج عنه فعاد إلى السودة وكابد في تلك المدة شدة ثم عطف عليه المهدي فولاه أوقاف صنعاء وكان مشهورا بالفروسية والشجاعة وعلو الهمة ومعرفة الأدب والبلوغ إلى أعالي الرتب فمن نظمه
شرى البرق فوق اللوا واستطارا | وأورى بقلبي المعنى أوارا |
وساجلني بلسان الوميض | فأبكى سرارا ويبكي جهارا |
وباتت جفوني تريه البكا | وبات سناه يريني افترارا |
فيا برق لا تسق إلا العقيق | وذاك الجناب وتلك الديارا |
وتوج ذراها بذر الغمام | وكلل به رشدها والبهارا |
وبلغ تحية عانى الفؤاد | لا يعرف النوم الإغرارا |
وعرض بذكرى وقل مغرم | سرى في سبيل الهوى ثم حارا |
ما زلت أضرب آباط المطي إلى | ملك أعز يزين التاج مفرقه |
من معشر كرموا فرعا وأوشجة | أكرم به أصل فرع طاب معرقه |
تهتز من ذكرهم أعواد منبرهم | كما ترنح تحت الطير مورقه |
إذا ترسل اهدى الطير منطقه | اوارسل الجيش سد الأفق فيلقه |
حكى الصفا قلبه بأسا غداه حكى | منه قلوب الكماة الصيد سنجقه |
كالبرق حاشاه من نار الوميض لقد | ضاهى جدي كفه لولا تألقه |
يرديد الجاني إلى فيه منطقي | وأحلم عنه تارة لا أجيبه |
أبى قادها شعث النواصي وذادها | عن السرج سرج الملك لا تستريبه |
وماالشعر هذا من شعاري وإنما | أجرب فكري كيف يجري نجيبه |
فانظم في جيد الزمان قلائداً | من اللؤلؤ المكنون في رطيبه |
تقلده البيض الغواني مخانقا | ويصبو شباب الحي منه وشيبه |
ورشيقه الأعطاف ما سمحت | يوماً بغير رواشق النبل |
هيفا بأرقم شعرها رقمت | فى الرمل ما املالها نملى |
كأن الزنبق المخضل | في افنانه المخضر |
أنامل غادة حملت | بها كأسا من الخمر |
ونرجسنا الأنيق حكى | عشية بل بالقطر |
صحافا من لجين | وسطها لمع من التبر |
وأما الورد في تشبيهه | قد حرت في أمري |
فأكثر ما أمثله | بخد الكاعب البكر |
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 2- ص: 74