الإمام المنصور بالله الحسين بن المتوكل على الله القاسم بن حسين بن أحمد بن حسن بن الإمام القاسم
بويع بالخلافة عند موت والده في رمضان سنة 1139 ثم تنازع هو والسيد العلامة محمد بن إسحاق بن المهدي وكان قد دعا إلى نفسه ولقب بالناصر وبايعه علماء اليمن ورؤسائها وجميع أهلها ثم إن الإمام المنصور بايعه على شروط اشترطها فلم يقع الوفاء فاستمر المنصور على دعوته وغلب على القطر اليمنى وبايعه الناس وظفر بجيوش الناصر وأسر أولاده وأخوته وقرابته ورؤساء أجناده ومنهم السيد يحيى بن إسحاق والسيد العلامة الحسن بن إسحاق والسيد العلامة إسماعيل بن محمد بن إسحاق والسيد عبد الله بن طالب وكل واحد من هؤلاء رئيس كبير يقود الجيوش الكثيرة وكان استيلاؤه على المذكورين في أسرع وقت وأقرب مدة وكان المنصور مشهورا بالشجاعة وعلو الهمة ومصابرة القتال واحتمال مشاق الغزو وآخر الأمر بايعه الناصر واجتمع الناس عليه ولم يبق له مخالف إلا أخوه السيد أحمد بن المتوكل ولم يزل الحرب بينهما إلى أن مات ولكنه لم يدع إلى نفسه وتأخر موته بعد أخيه المنصور نحو سنة وبايع ولده المهدي العباس وكان المنصور إماماً عظيما وسلطاناً فخيماً وكان قد وقع بينه وبين والده الإمام المتوكل بعض مخالفة في آخر مدة المتوكل ولما حضرت المتوكل الوفاة دخل المنصور صنعاء واستقر بها ودامت خلافته مع سعادة كبيرة وظفر بالأعداء لم يسمع بمثله في الأزمنة القريبة وجميع القطر اليمنى داخل تحت طاعته لم يخرج عن طاعته إلا بلاد تعز والحجرية فإن أخاه أحمد كان مستولياً عليها وكان موته في سنة 1161 إحدى وستين ومائة وألف
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 225