السيد اسحق بن يوسف بن المتوكل على الله إسماعيل بن الإمام القاسم بن محمد
ولد حسبما وجد بخطه في سنة 1111 إحدى عشرة ومائة وألف وهو إمام الآداب والفائق في كل باب على ذوي الألباب قرأ في الآلات ولم تطل أيام طلبه بل هو بالنسبة إلى أيام طلب غيره من الطلبة لا تعد ولكنه نال بقوة فكرته الصادقة وجودة ذهنه الفائقة ما لا يناله غيره من أهل الاشتغال الطويل ثم قرأ بعد ذلك في علم الحديث على السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير وكان يتعجب من ذكائه وله مصنفات منها تفريج الكروب في مناقب علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وهو كتاب نفيس وله رسائل كالرسالة التي سماها الوجه الحسن المذهب للحزن وفيها من البلاغة وحسن المسلك ما يشهد له بالتفرد ومضمونها الإنكار على من عادى علم السنة من الفقهاء الزيدية وعلى من عادى علم الفقه من أهل السنة وكان يميل إلى الإنصاف ولكنه لا يظهر ذلك لشدة الجامدين من الفقهاء على من أنصف ولم يتعصب للمذهب وهو الذي أورد السؤال واستشكاله بقوله في أوله:

ثم أجاب عن هذا السؤال علماء عصره وكثرت الجوابات إلى غاية وهى مجموعة عند كثير من الناس ولم يعجب المترجم له شيء منها ثم أنه رام كشف الإشكال وجمع رسالة سماها التفكيك لعقود التشكيك فلما وقفت عليها لم أستحسنها بل كتبت عليها جوابا سميته التشكيك على التفكيك ولعل الذي حمله على ذلك الجواب تعويل جماعة عليه ممن علم أنه السائل والظاهر أنه قصد بالسؤال ترغيب الناس إلى الأدلة وتنفيرهم عن التقليد كما يدل على ذلك قصيدته التي أوردها القاضي العلامة أحمد بن محمد قاطن في كتابه الذي سماه تحفة الأخوان بسند سيد ولد عدنان وأولها
وقد ذيلت أنا هذه القصيدة بقصيدة أطول منها وأولها
وهي موجودة في مجموع شعري وقد أوردت كثيراً منها في الجواب
على التفكيك المشار إليه وسكن المترجم له سربه وهي نزهة قريب ذمار جارية الأنهار باسقة الأشجار ثم باعها وفر إلى أبي عريش إلى شريفها وكاتب من هنالك أنه يريد رجوع ما باعه ثم جرت خطوب آخرها أنه عاد إلى حضرة مولانا الإمام المهدي العباس بن الحسين وقد كان يكثر الإحسان إليه كما كان والده المنصور يكثر الإحسان إليه كذلك وكان مفرط الكرم لا يبالي بما أخذ ولا بما أعطى وله أشعار رائقة فائقة مجموعة في كراريس جمعها السيد الأديب محمد بن هاشم بن يحيى الشامي رحمه الله وهي مشهورة بأيدي الناس فلا حاجة إلى إيراد شيء منها ومات في سنة 1173 ثلاث وسبعين ومائة وألف وقد كان يحكى عن نفسه أن أجود شعره القصيدة التي مدح بها الإمام المنصور بالله الحسين بن القاسم رحمه الله وهي
وهي قصيدة طويلة مشتملة على بلاغة بليغة

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 135